رُوي أنه دخل يوماً مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجعل يلتفت في أركان المسجد يتفكر فيمن أدرك من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم بكى، وجعل يقول:
ألا ذهب الحماة واسلموني *** فوا اسفاً على فقد الحماةِ
تولوا للقبور فاسقموني *** فوا اسفاً على فقد الثقاةِ
فأجابه هاتف من ركن المسجد بصوت محزون من كبد مشجون، وهو يقول:
فدع عنك الثقاة فقد تولوا *** ونفسك فابكها حين المماتِ
فكل جماعة لا بد يوماً *** يفرق بينهم وقع الشتاتِ
فقال سعيد: من أنت فقد زدتني حزناً؟! فقال: أنا من مؤمني الجن، كنا في هذا المسجد سبعين رجلاً، فأتى الموت على جماعتنا، كما أتى على جماعتك، ولم يبقَ منهم غيري، كما لم يبقَ من الإنس غيرك، وإنا بهم لاحقون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ماصحة هذه القصة ؟