غفلة الصالحين وعون المجرمين


د. سعد بن مطر العتيبي









ذاتَ مساءٍ كنتُ بصحبةِ شيخنا الجليل الشّيخ عبد الله بن حَسن بن قعود رحمهُ الله، ولمَّا حان وقتُ الصلاة اتّجهنا إلى المسجد الّذي بجوار داره، وإمامُهُ فضيلةُ الشّيخ الدكتور سعد الخثلان حفظه الله، دخلتُ المسجد، وقبل دخولِنا للباب الداخليّ للمسجد؛ وجدتُ ورقةً وضع عليها ما يزيدُ على الثلاثين رسمة، وقد وُضع لها عنوان تحذيريّ، إذ وُصِفت تلك الرسوم بأنها أنواعُ الصلبان! وما إن أخبرت الشيخَ بأمرها - وهو ينحني ليضع حذاءَه في موضِع الحذاء - حتى أبدى عجبه، وتساءل : هل يستطيعُ أحدٌ من النصارى أن يضعَ صلبانا في المسجد؟!



إنَّ هذا الأخ الذي وضع هذا التحذيرَ قد قامَ بمهمَّة لا يستطيع أن يقومَ بها النصارى أنفسهم! كانَ هذا - أو نحوه في العبارة - تعليق الشيخ رحمهُ الله على ذاك التصرفِ الذي وقع عن حسن نية من صاحبه في الغالب.



تذكّرتُ هذه الحادثة، حين وصلتني الرسالةُ التاليةُ من أحد الزملاء في المجموعة؛ إذ نبّه بهذه الرسالة إلى خطورةِ نشرِ إعانةِ المجرمينَ في نشر سُخريتهم بديننا ورسولِنا - صلى الله عليه وسلم - كالرسوم الدنمركية ونحوها.. وكم تألَّمتُ واللهِ حين وصلتني رسالة يظهر فيها إهانةٌ للقرآن، ظنّ مرسلُها أنَّه يُحسن صنعا بنشرِها قصدَ التحذير منها!!!




وقريباً منهُ إشهارَ مقالات المستَكتَبين المسيئة للأمة والدين، ووضع روابطها دون حاجةٍ شرعيةٍ إلى ذلك.



أسألُ اللهَ عزّ وجلّ أن يُبطل كيدَ المفسدين، ويوفق أهل الخير المحبين.



وصلى الله على نبينا محمد.