خصوصية زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم
****************************** ****************************** ****************************** ******
أمهاتنا وأمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهن رفع الله قدرهن وأعلى درجتهن
ومنزلتهن وألبسهن الله لباس الكمال وخصّهن ببعض التعاليم والأحكام ( إلى جانب الأحكام العامة للنساء ) ..
فقال جل شأنه :
{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء }
{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ }
{ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا }
{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ . وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى . وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ }
{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ}
أخبرهن الله .. أنهنّ لسن كأىٍ من نساء العالمين . ولا كأىٍ من النساء اللاتى خلقهن أو يخلقهن الله ..
وبيّن الله لهن جزاؤهن فى الطاعة أو العصيان .. بأن عذابهن فى المعصية ضعف العذاب . وسوف يؤجرون على طاعتهن مرتان ..
وأمرهن الله بعدم التبرج ( أو الزينة ) .. وأن يقرن ولا يخرجن من بيوتهن " إلا للصلاة وإيتاء الزكاة أو لطاعة الله ورسوله " ..
وبيّن الله لنا أن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم هنّ أمهات لنا وأمهات لجميع المؤمنين والمؤمنات ..
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِين َ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }
........ رضى الله عنهن طاهرات مطهرات من كل قول أو رجس أو حادث مختلق ..
..............
وقال سبحانه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ . وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا .
فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا . وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَايَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ .
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ . وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ .
وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا }
هنا :
أمر الله الصحابة الأبرار إن كان لهم حاجة وسألوا زوجات رسول الله فليسألوهن من وراء سِترٍ أو حجاب ..
وأمرهم الله بعدم دخول بيت من بيوت رسول الله إلا بعد أن يتم دعوتهم إليه ..وألا يدخلوه إلا بعد أن يُؤذن لهم ..
وإن أُذن لهم إلى طعام فعليهم الإلتزام بالورع والحياء وبالهدوء والوقار والسكينة ..
وإذا ما انتهواْ من طعامهم فعليهم ألا يمكثوا أو يتبادلوا الحديث مع بعضهم .. وأن يتفرقوا وينتشروا بمجرد انتهائهم ..
وحرّم الله على المؤمنين .. أن يتزوجوا من أمهاتهم زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
.......
البعض من الفقه الإسلامى .. يرى أن ما ورد من أحكام بشأن زوجات رسول الله هى أحكام عامة وليست أحكاماً خاصة ..
واستندوا فى ذلك إلى القاعدة الفقهية التى تقرر بأن : " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "
يقول الإمام محمد ابن جرير الطبرى فى " تفسيره " أن قول الله تعالى : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ }
هو لزوجات رسول الله ولغيرهن من النساء ..
وإلى ذلك ذهب الإمام ابن كثير فى " تفسيره " وقال بأن هذه الآية هى " آية الحجاب " التى فرضت على النساء ارتداء النقاب
لستر وتغطية الوجه والكفين ..
............
والبعض الآخر من الفقه الإسلامى .. يرى أن هذه التعاليم والأحكام هى أحكام خاصة بهن دون غيرهن ..
( فى مضاعفة العذاب . ومضاعفة الأجر والثواب . وعدم التبرج . وعدم الخروج . وعدم الزواج . وأنهن أمهات لجميع المؤمنين والمؤمنات ) ..
وإنْ فعل النساء المؤمنات بعضاً منها " كالقرار وعدم الخروج من بيوتهن " أو " عدم التبرج أمام أزواجهن ومحارمهن " أو " ستر وتغطية الوجه والكفين " ..
فذلك ورعٌ منهن وليس فرضاً عليهن ولا تكليفاً لهنّ من الله ..
.
واستندوا فى ذلك إلى النص القرآنى : { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء } وقالوا أن دلالته فى الخصوصية
لنساء النبى دلالة قطعية لا تأويل فيه ولا اجتهاد . ولا عموم فيه أو تعميم . ولا لبس فيه ولا غموض ..
فالخطاب من الله واضحٌ وصريح بأنه لهن دون غيرهن من النساء . ولا يجوز بشأنه إعمال القاعدة الفقهية أو تطبيقها
لوجود ما يصرفها عن العموم أو التعميم ..
يقول الإمام تاج الدين السبكى فى كتابه " الأشباه والنظائر " : ( اعتبار عموم اللفظ دون خصوص السبب لا ينسحب العموم فيه
فى كل ما ورد وصدر بل التعميم يكون حيث لا معارض فإذا وجد معارض فينبغى حمل اللفظ على خصوص السبب ) .
ويقول ابن عاشور فى كتابه " التحرير والتنوير " : ( الحجاب لأمهات المؤمنين المركب من ملازمتهن بيوتهن وعدم ظهور شىء من
ذواتهن حتى الوجه والكفين هو حجاب خاص بهن لايجب على غيرهن . وقد كان المسلمون يقتدون بأمهات المؤمنين ورعاً ) .
****************************** ****************************** ****************************** *******