تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حديث " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ "

  1. #1

    افتراضي حديث " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ "

    أخرج الحارث وغيره في مسنده [567]، فقال:
    حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ , ثنا سعيد , عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون , عن سهل بن معاذ بن أنس , عن أبيه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    «من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من حلل الإيمان يلبس أيها يشاء". اهـ.
    هذا حديث ضعيف جدا، فيه أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون المعافري "ضعيف"، كذا قال يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به".
    وقد فهم بعض الناس أن ابن حبان ذكره في الثقات بأنه وثقه والأمر ليس كذلك، بل نسب ابن حبان إليه الوهم كما في مشاهير علماء الأمصار [1519]، فقال: "من جلة أهل مصر، وكان يهم في الأحايين". اهـ.
    وقول النسائي: "أرجو أنه لا بأس به". ليس فيه توثيق، بل الأمر على خلافه أن أبا مرحوم محتمل للوهم.
    وبه أعله ابن الجوزي في العلل (2/190)، والذهبي في التلخيص (235)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣‏/١٤٤).
    وهناك علة أخرى هو سهل بن معاذ بن أنس الجهنى "ضعيف"، كذا قال يحيى بن معين، وقال ابن حبان في الضعفاء: "لست أدرى أوقع التخليط منه أو من صاحبه زبان بن فائد". اهـ.
    بينما جزم ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار [934]، فقال: "من خيار أهل مصر وكان ثبتا، وإنما وقعت المناكير في أخباره من جهة زبان بن فائد". اهـ.
    قلتُ: هذا الحديث رواه عنه أيضا زبان بن فائد كما في
    المعجم الكبير [387] للطبراني، والمستدرك [1 : 61] للحاكم، فهذا الحديث من أصل منكرات زبان بن فائد.
    وقد روى أبو داود نفس هذا الفضل السابق في حديث كظم الغيظ
    في سننه [4777] بنحو الإسناد السابق. فأعل متنه بمخالفة رواها من طريق:
    بِشْرٍ يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ، عَنْ
    مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ [أي الحديث الأخر].
    قَالَ بِشْرٌ: أَحْسِبُهُ، قَالَ: تَوَاضُعًا، كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَمَنْ زَوَّجَ لِلَّهِ تَعَالَى تَوَّجَهُ اللَّهُ تَاجَ الْمُلْكِ". اهـ.
    وهذا إسناد منكر مضطرب، فيه مجهولان وهما سويد بن وهب والرجل من أبناء الصحابة، وقد خولف بشر فيما أخرجه ابن منده في مسند إبراهيم بن أدهم [1711] من طريق:
    كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدِ، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ
    رَجُلا يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    وهذا منكر، فيه مجهولان وهما (فروة بن مجاهد مختلف في صحبته ولم يوثقه أحد، والرجل الذي حدث عن محمد بن عجلان) إنما حدثه كما أشار أبو نعيم فيما أخرجه في الحلية [11542] من طريق:
    مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَانٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ
    رَجُلا يُحَدِّثُ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
    فيكون
    إبراهيم بن أدهم متابعا لمحمد بن عجلان، وقد تكررت الرواية مرة أخرى في موضع ءاخر في الحلية [11579] بتصريح بقية بن الوليد بالتحديث.
    وقد روي عن إبراهيم بن أدهم من طريق ءاخر
    أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول [156]، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية [11531] فقال:
    حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى [الدعاء]، ثنا حَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ
    إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " مَنْ تَرَكَ زِينَةً أَوْ وَضَعَ ثِيَابًا حَسَنَةً تَوَاضُعًا لِلَّهِ وَابْتِغَاءَ وَجْهِهِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عز وجل أَنْ يَدَّخِرَ لَهُ عَبْقَرِيَّ الْجَنَّةِ فِي تِخَاتِ الْيَاقُوتِ ". اهـ.
    قال أبو نعيم: "غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، تَفَرَّدَ بِهِ الدَّعَّاءُ، عَنْ حَازِمٍ وَهُوَ حَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي نَضْرَةِ". اهـ.
    وهذا إسناد منكر، الرواي عن إبراهيم هو خازم بن جبلة العوفي "لا بكتب حديثه"، كذا قال محمد بن مخلد الدوري.
    وإنما هذا الحديث أصله من منكرات حديث زبان بن فائد. قال ابن أبي حاتم
    كما في العلل [2392]: وَسألت أبي عَنْ حديث رَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، قَالَ:
    سَمِعْتُ رَجُلا يُحَدِّثُ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنْفَاذِهِ مَلأَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْنًا وَإِيمَانًا.
    قَالَ أَبِي: هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ". اهـ،
    أخرجه أحمد في مسنده [15192]، فقال:
    حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا
    ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: فذكره.
    وقد روي عن ابن لهيعة من طريق ءاخر،
    أخرجه أبو نعيم في الحلية [11544]، فقال:
    حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا
    مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أبيه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    وهذا إسناد منكر، فيه محمد بن المصفى القرشي "صدوق له أوهام وكان يدلس"، كذا قال الحافظ ابن حجر، وسئل أحمد عن حديث له
    فأنكره جدا، وقال ابن حبان: "كان يخطئ". اهـ.
    قلتُ: وتدليسه ليس هينا قال عنه أبو زرعة الدمشقي: "يدلس
    تدليس التسوية". اهـ وهو هنا لم يصرح في بقية الإسناد.
    ولمحمد بن عجلان طريق ثالثة، قال ابن أبي حاتم الرازي
    في العلل [2266 ]:
    وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْجَلِيلِ الشَّامِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَنْكَحَ لِلَّهِ عز وجل تَوَّجَهُ اللَّهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". وَفِيهِ: " وَمَنْ كَظَمَ غَيْظًا، وَمَنْ تَرَكَ ثَوْبَ جَمَالٍ يَقْدِرُ أَنْ يَلْبَسَهُ لِلَّهِ عز وجل ".
    فَقَالَ: يَرْوِيهِ دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، فَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، ابْنَا هَمَّامٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ الشَّامِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

    وَخَالَفَهُمَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَلَا زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَالْحَدِيثُ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. اهـ.
    وكذا قال الدارقطني كما نقل ابن الجوزي عنه في العلل (2/621). قلتُ: توبع بشر بن السري
    فيما أخرجه أبو نعيم في الحلية [7172]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا دُحَيْمٌ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ
    دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ الْفِلَسْطِينِي ِّ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
    " مَنْ كَظَمَ غَيْظًا، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى نَفَاذِهِ، مَلأَهُ اللَّهُ أَمْنًا وَإِيمَانًا، وَمَنْ وَضَعَ ثَوْبَ جَمَالٍ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عز وجل كَسَاهُ اللَّهُ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، وَمَنْ زَوَّجَ لِلَّهِ تَوَّجَهُ اللَّهُ تَاجَ الْمُلْكِ "،
    قَالَ ابْنُ قَيْسٍ: فَلَمْ أُثْبِتْهُ حَتَّى اسْتَثْبَتُّهُ
    مِنَ ابْنِ عَجْلانَ". اهـ.
    فهذا الحديث لا يخرج من دائرة كونه من منكرات زبان بن فائد ومن كونه مضطربا جدا من حديث محمد بن عجلان.
    والله أعلم.
    .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: حديث " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ "

    جزاكم الله خيرا .

  3. #3

    افتراضي رد: حديث " مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ "

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا .
    وجزاك الله خيرا
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •