كتب أحد الإخوة:
دعكَ مما يتباهى به طلبة العلم، من سعة علم ودقة فهم وقوة عارضة .. لا يفتنني شيء في طالب علم مثلُ عمله وتعبّده، وإذا بلغني عن طالب علم تنسُّكٌ عَظُم في عيني وجلّ في قلبي واحتقرتُ نفسي كلما ذكرتُه أو ذُكِر لي.
العلم يهواه الكثير ويطلبه محبةً الغالب، ولكن أيُّهم الذي يلين قلبُه لربه ولا يفتر لسانه عن ذكره ولا يزال ناشرًا للمصحف بين يديه يتلوه ليلًا ونهارًا؟!
العلم -كما يقول الشافعي- (ما نلتَ فائدتَه، ووجدتَ بركتَه)، وأي فائدة وبركة أعظم من أن يسوقك العلم إلى أندية العمل .. و (الذي يفوق الناس في العلم جديرٌ أن يفوقهم في العمل) كما يقول الحسن البصري .. وفات أبا عبيد الأخذُ عن بعض الأشياخ، فبثّ أسفَه لعبدالله بن إدريس فقال له:
(يا أبا عبيد! مهما فاتك من العلم، فلا يفوتنك العمل).
هذا والله كلام العارف بربه!
فاللهم اشملنا بلطفك، ووفقنا للإقبال عليك، وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك