إلى الأحْوازْ
نبيل عبد المحيي الحجيلي

الليلُ يَحْضِنُ لَوعَةَ المُشْتاقِ *** والبَدْرُ يَرْسمُ لَوحَةَ الأشْواقِ
والنَّجْمُ يَنْثرُ بَينَ أطْيافِ الدُّجَى *** آمالَنا مِن ثَغْرِهِ البَرَّاقِ
والشَّمْسُ تَرْقُبُ.. واليَقِينُ أنِيْسُها *** فَلِأُمَّتِي وَعْدٌ مَعَ الإشْراقِ
أمْجادُنا تَبْقَى.. وإنَّا أُمَّةٌ *** تَرَقَى إلى الأمْجادِ بِالأخْلاقِ
بالآي والتِّبْيانِ شُدَّ وِثَاقُنا *** لا نَرْتَضِي بَدَلاً بِخَيرِ وِثَاقِ
أحْوَازُنا عَرَبِيَّةٌ وأبِيَّةٌ *** تَأبَى العِدَى ومَطَامِعَ السُّرَّاقِ
هِيَ في رُبَى الإسْلامِ أنْعَمُ زَهْرَةٍ *** بَيضاءُ.. وهْيَ مَواطِنُ الأرْزاقِ
قَدْ طَالَ طَالَ بَقَاؤها في غَمْرَةٍ *** بَينَ السَّوادِ وظُلْمَةِ الأحْداقِ
آنَ الآوانُ بِأن يُعانِق نَبْضَها *** قَلْبُ الأبَيِّ المُؤمِنِ الخَفَّاقِ
فَتَسِيرُ تَرْفُلُ في رِحَابِ أُخُوَّةٍ *** خَفَّاقَةً بالعِزِّ نَحْوَ خَلَاقِ
أحْوَازُنا عَرَبِيَّةٌ سُنِّيَّةٌ *** وكَذَا رَبِيعُ شَآمِنا وَعِرَاقِ
وَعْدٌ مِن (اللهِ) (العَزِيزِ) بِنَصْرِهِ *** للمُؤمِنِينَ وَلَاتَ حِينَ فِرَاقِ
إنَّا وَإنْ طَالَ الزَّمَانُ جَمَاعَةٌ *** سَنُخَضِّبُ الأسْيافَ بِالأعْناقِ
حَتَّى يُرَى شَرْعُ (الحَكِيمِ) مُكَرَّمَاً *** وَيُذَلُّ كُلُّ مُكَذِّبٍ أفَّاقِ
أحْفادُ أذْنَابِ المَجُوسِ، وحُفْنَةٌ *** مَوهُومَةٌ مَنْبُوذَةُ الأعْرَاقِ

اللهُ مَولَانَا.. وَلَا مَولَى لَهُمْ *** وَغَدَاً يَذُوقُ مِنَ العَذَابِ السَّاقِي