تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عقيدة ماكرون وانتقاده الإسلام !!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي عقيدة ماكرون وانتقاده الإسلام !!!

    *أزمة ماكرون اللاأدري*

    عبد الله بن فيصل الأهدل
    لخميس 1442/2/21هـ

    إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا الحالي لا ينتمي لأي فرقة من فرق النصرانية ولا اليهودية؛ بل يدين بعقيدة فلسفية يقال لها: اللاأدرية..
    وهذه العقيدة يلخصها الفيلسوف ويليام ليونارد روي بقوله:
    اللاأدري هو هذا الشخص الذي لا يُؤمن ولا يكفُر بالذات الإلهية، بينما المؤمن هو الذي يؤمن بها، والملحد هو الذي يكفُر بها.
    وتختلف اللاأدرية عن الإلحاد؛ فالإلحاد هو الكفر بالإله، في حين أن اللاأدرية هي مجرد تعليق الإيمان..
    كذا قال..
    ولا يخفى أنَّ هذا يدخل في كفر الشكِّ بإجماع المسلمين واليهود والنصارى. قال تعالى: ﴿وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا 36 قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا﴾ [الكهف (36-3)].
    وخلاصة الأمر أنَّ اللاأدري شخص حائر تائه ضائع عدمي عبثي: شاك، وشاك في أنَّه شاك...
    واللاأدرية كلمة منحوتة من قولهم: لا أدري..
    وهي شعبة من السوفسطائية؛ يقول ابن الجوزي:
    "هؤلاء قوم ينسبون إلى رجل يُقال له سوفسطا زعموا أنَّ الأشياء لا حقيقة لها وأنَّ ما يستبعد يجوز أن يكون على ما نشاهده ويجوز أن يكون على غير ما نشاهده". اهـ [تلبيس إبليس (ص38)].
    ويقول شيخ الإسلام:
    "... وهؤلاء من جنس السوفسطائية المتجاهلة اللاأدرية الذين يقولون لا نعلم هل الحقائق ثابتة أو منتفية وهل يمكن العلم أو لا يمكن؛ فإنَّ السفسطة أنواع أحدهما قول هؤلاء...". اهـ [الصفدية (1/97- 98)].
    وقد رأى بعض أهل العلم أنَّ هؤلاء اللاأدرية لا يمكن محاورتهم لفساد عقولهم وانحراف أمزجتهم ومناهجهم، وإن كان الصواب مشروعية محاورتهم كغيرهم من فرق الكفر والضلال؛ يقول ابن الجوزي:
    "وقد ذكر مذهب هؤلاء أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي في كتاب الآراء والديانات فقال رأيت كثيرًا من المتكلمين قد غلطوا في أمر هؤلاء غلطًا بيِّنًا لأنَّهم ناظروهم وجادلوهم وراموا بالحجاج والمناظرة الرد عليهم وهم لم يثبتوا حقيقة ولا أقروا بمشاهدة فكيف تكلم من يقول لا أدري أيكلمني أم لا وكيف تناظر من يزعم أنه لا يدري أموجود هو أم معدوم وكيف تخاطب من يدعي أنَّ المخاطبة بمنزلة السكوت في الإبانه وأنَّ الصحيح بمنزلة الفاسد قال ثم إنَّه إنما يناظر من يقر بضرورة أو يعترف بأمر فيجعل ما يقر سببًا إلى تصحيح ما يجحده فأمَّا من لا يقر بذلك فمجادلته مطروحة.
    وقد رد هذا الكلام أبو الوفاء بن عقيل فقال: إنَّ أقوامًا قالوا كيف نكلم هؤلاء وغاية ما يمكن المجادلة أن يقرب المعقول إلى المحسوس ويستشهد بالشاهد فيستدل به على الغائب وهؤلاء لا يقولون بالمحسوسات فبم يكلمون.
    قال: وهذا كلام ضيق العطن ولا ينبغي أن نيأس عن معالجة هؤلاء؛ فإنَّ ما اعتراهم ليس بأكثر من الوسواس، ولا ينبغي أن يضيق عطننا من معالجتهم..." اهـ [تلبيس إبليس (ص39)].
    وماكرون اللاأردي الشاك الحائر الضائع وجد نفسه أخيرًا في مهاجمة دين الله عزَّ وجلَّ، فتمطى مستعليًا وقال:
    إنَّ على الدولة الفرنسية مكافحة الانفصالية الإسلامية، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تأسيس مجتمع مضاد.
    إنَّ الإسلام الراديكالي يشكل خطرًا على فرنسا لأنَّه يطبق قوانينه الخاصة فوق كل القوانين الأخرى ويؤدي في كثير من الأحيان إلى خلق مجتمع مضاد..
    إنَّ هذا الشكل من الطائفية غالبًا ما يُترجم إلى إبعاد الأطفال عن المدارس، واستخدام الأنشطة الرياضية والثقافية وغيرها من الأنشطة المجتمعية كذريعة لتعليم مبادئ لا تتوافق مع قوانين الجمهورية.
    في هذا الإسلام الراديكالي، الذي هو صلب موضوعنا... إرادة علنية لإظهار تنظيم منهجي يهدف إلى الالتفاف على قوانين الجمهورية وخلق قانون موازٍ له قيم أخرى، وتطوير تنظيم آخر للمجتمع.
    إنَّ الإسلام دين يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم اليوم، ونحن لا نرى هذا في بلدنا فقط.
    إنَّ أقلية من مسلمي فرنسا، الذين يقدر عددهم بنحو ستة ملايين نسمة، يواجهون خطر تشكيل مجتمع مضاد...
    إنَّ المتطرفين غالبًا ما يملؤون الفراغ الموجود لدى مجتمعات المهاجرين.
    ثم دعا إلى:
    • مراقبة أكثر صرامة للمنظمات الرياضية والجمعيات الأخرى حتى لا تصبح جبهات لتعاليم إسلامية.
    • إنهاء نظام استقبال أئمة من الخارج.
    • تدقيق الرقابة على تمويل المساجد.
    • تقييد وفرض قيود صارمة على التعليم في المنزل..
    ونقول وبالله التوفيق:
    1. لن نتتبع ماكرون في كلامه جملة جملة؛ فمن الواضح أنَّه لا يتكلم كلامًا مدروسًا؛ فما هي إلا ضربات عبثية مؤداها حصر الإسلام واتهامه والتنفير عنه بعد الزيادات الكبيرة في أعداد معتنقيه من الفرنسيين ومن الأوربيين بصفة عامة..
    2. حقد ماكرون على الإسلام لا يجهله أحد فهو -حسب تاريخه- دائمًا ما يكون في الصف المعادي للإسلام في كافة القضايا والنزاعات الدولية رغم أنَّه لاأدري العقيدة، وقد كان ينبغي عليه -وهو يحمل هذه العقيدة- أن تتساوى عنده الاتجاهات..
    3. وأيضا وفقًا للمبادئ الفرنسية الصارمة للعلمانية -المزعومة- فإنَّ القانون يفصل الحكومة عن المعتقدات الدينية، وكل الناس من شتى الأديان والمعتقدات متساوون أمام القانون.. فتجاهل ماكرون حقيقة علمانية الدولة -تمامًا-، وتعمَّد التحامل على الإسلام..
    4. وأيضًا وفقًا للقانون الفرنسي وغيره فإنَّ من يرتكب مخالفة يتحملها وحده..
    فخالف ماكرون كل القوانين بتعميم معاداة الإسلام وأهله ومحاكمتهم بتصرفات بعض المنتسبين للإسلام -وكثير منهم ما هم إلَّا صنائع مخابراته الفرنسية وغيرها من الدول التي تعادي الإسلام-..
    5. لم يخف على المتابعين أنَّ ماكرون بمهاجمته للإسلام يحاول استمالة الناخبين اليمينيين المتطرفين واليساريين المعادين للمسلمين قبل الانتخابات الرئاسية التى تنعقد عام 2022م..
    6. لم يتحدث ماكرون -ولن يتحدث- عن الأزمة الحقيقية التي تمرُّ بها النصرانية والتي هجرها الغالبية العظمى من المنتسبين لها ولم يتبقَّ لهم منها إلَّا الاسم فقط، بينما يعلم كل متابع أنَّ الإسلام في زيادة دائمة على مدار الساعة، والمساجد يزداد مرتادوها يومًا بعد يوم في فرنسا وغيرها من بلاد أوروبا وكافة بلدان العالم عمومًا..
    كما لم يتحدَّث عن النصرانية والعلمانية الغربية التي تسببت في حربين عالميتين في أقل من ربع قرن قتلت أكثر من خمسين مليون من البشر، وأهلكت الحرث والنسل..
    ولن يجرؤ أن يتحدَّث عن الاحتلال الصهيوني المدعوم غربيًّا، والذي شرَّد شعبًا كاملًا، وقتل من المسلمين ما لا يحصى..
    7. ماكرون لم يتحدَّث -ولن يتحدث- عن جرائم فرنسا -التاريخية والمعاصرة- ضد مسلمي مصر والجزائر ومالي وأفريقيا الوسطى وغيرها، فهي عنده ليست أزمة تمر بها الأمة الفرنسية، فقد تشبع قلبه هو ومن يدعمه بالاستعلاء واحتقار الضعفاء -وخاصة إذا كانوا مسلمين-.
    8. وقَّع نحو 300 شخصية عامة من المثقفين والسياسيين في فرنسا قبل نحو عامين على بيان يطالبون فيه بحذف وإبطال سور من القرآن الكريم؛ فهذا يدل على أنَّ اتجاهًا قويًا في فرنسا يسعى لمحاربة الإسلام نفسه، وليس مجرد محاربة من يخالف قوانين فرنسا التي يتشدق ماكرون بأن الأصوليين الإسلاميين يسعون لمخالفة قوانين الجمهورية..
    وقد كان الأولى بعقلاء فرنسا إصلاح المتصدع من العلاقات مع اثنين مليار مسلم اعتبارًا للمصلحة العليا لفرنسا التي يدين ملايين الفرنسيين والمقيمين فيها بدين الإسلام..
    9. إنَّ هجوم ماكرون على الإسلام هو امتداد لتاريخ أسود لفرنسا بحق المسلمين، ولا ننسى يوم أن فاز الإسلاميون في الانتخابات المحلية في الجزائر -وبنسبة تقارب المائة في المائة-؛ يومها هدد الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران -صراحة- بغزو الجزائر إذا تمكن الإسلاميون من الحكم فيها، ولم يكتف بذلك بل حرض وحرك أذنابه وعملائه في الجيش الجزائري حتى انقلبوا وسيطروا ظلمًا وعدوانًا على الحكم، وقتلوا في سبيل ذلك أعدادًا مليونية ضخمة لا يعلمها إلَّا الله عزَّ وجلَّ..
    وما زالت فرنسا تعبث بشمال ووسط وغرب إفريقيا وتؤذي المسلمين نهبًا وسلبًا وقتلًا وتشريدًا.
    10. نسي الرئيس الفرنسي ماكرون ما كان قد وعد به أثناء فترة دعايته الانتخابية قبيل انتخابه رئيسًا بالاعتذار عن الجرائم الفرنسية في الجزائر.. وانتظر المسلمون طويلًا ماكرون ليفي بوعده دون جدوى..
    فهل تحولت الجرائم الفرنسية في الجزائر إلى أعمال خير؟!!
    وبتصرف ماكرون الأخير تحول المسلمون المظلومون إلى معتدين على فرنسا البريئة في أعوام ثلاثة قضاها ماكرون في الإليزية..
    11. على ماكرون وحكومته وشعبه أن يعتذروا عن جرائمهم في حق المسلمين في الجزائر والبلاد الأفريقية، ودفع التعويضات المناسبة عن جرائمهم بدلًا من التعبئة والحضِّ على الكراهية بلا وجه حق، والتعمية على تلك الجرائم بجرائم جديدة.
    12. على ماكرون التوقف عن تحالف الشر مع أمريكا وبريطانيا واللوبي اليهودي ضد المسلمين، وكذا التوقف عن نصرة ودعم طاغوت سوريا المجرم بشَّار، وغيره من طواغيت العرب ضد شعوبهم، وليرفع القيود المفروضة على حريات مواطني فرنسا المسلمين حتى تتصالح فرنسا مع المسلمين...
    نأمل من الرئيس الفرنسي ماكرون أن يرجع عن اعتداءاته على المسلمين؛ ليكون فاتحة خير على قومه بأن يغلق عليهم باب معاداة المسلمين، لا أن يزيد العداوة بتصريحات يعلم الجميع أنها لن تغير من الواقع شيئًا؛ فالمسلمون معتزون بدينهم لن يفارقوه أو يتخلوا عنه من أجل إرضاء أحد، ودينهم في ازدياد، وسيظل ظاهرًا، قاهرًا لأعدائه حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولو كره الكافرون. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة (33)].


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: عقيدة ماكرون وانتقاده الإسلام !!!

    حدثين وتاريخين

    الحدث الأول:

    سنة 1930 أقامت فرنسا احتفالات كبيرة ، بمناسبة مرور 100 عام على احتلال الجزائر
    وأرادت أن تقول للعالم انها قد فرنست الجزائرين،، والدليل تلك التجربة التي قاموا بها وملخصها ،،،: ( أن فرنسا انتقت 10 فتيات مسلمات جزائريات، ألحقتهنّ بالمدارس الفرنسية ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، وألبستهن اللّباس الفرنسيّ) .

    وبعد 11 سنة من التكوين الموجّه لطمس هويتهنّ، هُيّئت لهنّ حفلة تخرج؛ دُعي إليها المسؤولون والصحفيون، كان ذلك عام 1930 م
    وحين بدأ الحفل ودعيت الطالبات للخروج أمام الحضور، فوجئ الجميع بأنّ الفتيات الجزائريات خرجن بلباسهن الإسلامي الجزائري (الحايك ) .
    أصاب الحضور من المسؤولين والإعلاميين الفرنسيين الذهول وصعقوا من هول ما شاهدوه ،،، وثارت ثائرة الإعلام الفرنسي،، ووجهوا سؤالا إلى لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي مفاده: ماذا كانت تصنع فرنسا في الجزائر طيلة مائة عام ؟
    عندها قال لاكوست قولته المشهورة: ( وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ).

    الحدث الثاني:

    يوم الجمعة 9 أكتوبر 2020، ، بعد مرور 90 عاما عن الحدث الأول آنف الذكر.
    وبعد مرور عدة أيام فقط على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الإسلام التي قال فيها : إن الإسلام يمر بأزمة اليوم في العالم .

    اليوم في مطار باريس
    استقبل ماكرون ورجال من حكومته وبعض من أفراد الشعب الرهينة الفرنسية : صوفي بترونان ،
    االتي كانت محتجزة في مالي لمدة أربع سنوات من طرف إحدى الجماعات.
    كانت صوفي بترونان (75 عاما) خطفت في 24 دبسمبر 2016 في غاو (شمال مالي) حيث كانت تعيش وترأس منظمة لمساعدة الأطفال لسنوات.

    وبعد أن نزلت صوفي من الطائرة واحتضنت أبنها بقوة في موقف مؤثر ، تحدث قائلة:
    "سأصلي من أجل مالي وأنا أطلب البركات والرحمة من الله لأنني مسلمة. تقولون صوفي، لكن مريم هي التي أمامكم ) .

    هذا ما قالته صوفي بترونان ،،معلنة اسلامها على الملأ
    محتفية باسمها الجديد : مريم .

    اما ماكرون فقد غادر المطار بعد ان الغيت الكلمة التي كان يريد أن يلفيها .

    لقد أصابه الذهول كما أصاب لاكوست من قبل
    ولو عاد لاكوست لردد كلمته : ( وماذا نصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا ).

    زهرة سليمان أوشن

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •