1846 أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ ، يَزُورُ الْأَعْلَى الْأَسْفَلَ ، وَلَا يَزُورُ الْأَسْفَلُ الْأَعْلَى
1846 أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ ، يَزُورُ الْأَعْلَى الْأَسْفَلَ ، وَلَا يَزُورُ الْأَسْفَلُ الْأَعْلَى
هل وردت أدلة تدل على تزاور أهل الدرجات بينهم في الجنة ؟
أخرجه نعيم بن حماد في الزهد [235]، وابن أبي الدنيا في الإخوان [194] من طريق ابن المبارك، وأبو نعيم في صفة الجنة [451] من طريق أبي سلمة التبوذكي.
ورد فيما أخرجه ابن الأعرابي في معجمه [780]، فقال:
نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، نا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: أَفِي الْجَنَّةِ مَرَاكِبُ؟ قَالَ: " نَعَمْ مُخَيَّسَةٌ مُحَقَّبَةٌ يَتَزَاوَرُونَ عَلَيْهَا يَنْزِلُ إِلَيْهِمُ الأَعْلَى، وَلا يَصْعَدُ إِلَيْهِمُ الأَسْفَلُ ". اهـ.
قلتُ: وهذا منكر، فيه عبد الله بن مسلم بن هرمز "ضعيف"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وقد روي نحوه عن أبي هريرة ولم يذكر فيه هذا القيد فيما أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره في الإخوان [247] من طريق ابن المبارك، قال:
أنا رَاشِدينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَنْعُمٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَزَاوَرُون َ عَلَى الْعِيسِ الْخُورِ، عَلَيْهَا رِحَالُ الْمِيسِ، تُثِيرُ مَنَاسِمُهَا غُبَارَ الْمِسْكِ، خِطَامُ أَوْ زِمَامُ، أَحَدِهِمَا خَيْرٌ مِنَ حُمُرِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ". اهـ.
راشدين وابن أنعم -وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم - كلاهما ضعيفان فضلا عن أن الإسناد منقطع لم يدرك ابن أنعم أبا هريرة رضي الله عنه.
وورد فيما أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره [12973]، فقال:
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
هَلْ يَتَزَاوَرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ لَيَهْبِطُ أَهْلُ الدَّرَجَةِ الْعُلِّيَا إِلَى أَهْلِ الدَّرَجَةِ السُّفْلَى، يُحَيُّونَهُمْ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَهْلُ الدَّرَجَةِ السُّفْلَى يَصْعَدُونَ إِلَى الْأَعْلِينَ، تَقْصُرُ بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ". اهـ.
وهذا إسناد منكر، فيه سعيد بن يوسف الرحبي "ضعيف"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وقد توبع من قبل جعفر بن الزبير الباهلي وبشر بن نمير القشيري كما في المعجم الكبير للطبراني وكلاهما متهمان بالكذب أو وضاعان.
فإنه خولف معضلًا ومتناً وذلك فيما أخرجه ابن وهب في الجامع له [160] قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله علي وسلم: " يَزُورُ الأَعْلَوْنَ مِنَ الْجَنَّةِ الأَسْفَلِينَ، وَلا يَزُورُ الأَسْفَلُونَ الأَعْلَيِينَ، إِلا مَنْ كَانَ يَزُورُ فِي اللَّهِ فِي الدُّنْيَا، فَذَلِكَ يَزُورُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ ". اهـ.
قلتُ: وقد خولف ابن وهب بأنه من قول يحيى بن أبي كثير فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة [187] فقال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، أنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ قَالَ:
حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: «لَا يُؤْذَنُ لِلْأَسْفَلِ بِزِيَارَةِ الْأَعْلَى إِلَّا مَنْ كَانَ يَزُورُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ يُؤْذَنُ لَهُ يَزُورُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ». اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيراً.