صدر حديثًا مجموعة قيمة من شروحات فضيلة الشيخ د. "عبدالكريم بن عبدالله الخضير" عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة، وهي:
1) شرح المنظومة الحائية، لابن أبي داود رحمه الله.
2) شرح لامية شيخ الإسلام، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
3) شرح المنظومة الميميّة في الآداب الشرعية، للعلامة حافظ الحكمي رحمه الله.
وجميعها صدرت عن "دار طيبة الخضراء".
وأصل هذه الكتب مجموعة من الدروس الصوتية التي ألقاها فضيلة الشيخ "عبدالكريم الخضير" على طلابه في شرح مجموعة من المنظومات في تقرير العقيدة، فشرح المنظومة الحائية مجموعة من الدروس ألقاها الشيخ عام 1426 هـ.
و"الحائية" قصيدة في العقيدة وأصول الدين، نظمها الإمام المحقق والحافظ المتقن شيخ بغداد أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ابن صاحب السنن الإمام المعروف، رحمهما الله.
وهي منظومة شائعة الذكر، رفيعة الشأن، عذبة الألفاظ، سهلة الحفظ، لها مكانة عالية ومنزلة رفيعة عند أهل العلم في قديم الزمان وحديثه.
وقد تواتر نقلها عن ابن أبي داود - رحمة الله - فقد رواها عنه غير واحد من أهل العلم كالآجري، وابن بطة، وابن شاهين وغيرهم، وثلاثتهم من تلاميذ الناظم، وتناولها غير واحد من أهل العلم بالشرح.
والمنظومة تحتوي على بضع وثلاثين أو أربعين بيتًا، ينتهي كل بيت منها بحرف الحاء.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في النونية:
وكذا الإمام ابن الإمام المرتضى
حقا أبي داود ذي العرفان
تصنيفه نظمًا ونثرًا واضح
في السنة المثلى هما نجمان
وقد قدَّمَ الشيخ الخضير لشرحه المختصر النافع للمنظومة بمقدمة نافعة وبين أنها طُبعت في مطبعة الترقي بدمشق سنة (1350هـ)، ضمن مجموع يشمل: (نجاة الخلف في اعتقاد السلف) للشيخ عثمان بن أحمد النجدي، و(عقيدة السفاريني) ثم عقيدة أبي بكر بن أبي داود، وطبعت أيضًا في نسخ ضمن مجموع يضم إضافة إلى الحائية عقيدة أبي الخطاب الكلوذاني، وعقيدة أبي الحسن الأشعري، وذم التأويل لابن قدامة، والتحف في مذاهب السلف للشوكاني، وفتوى الشيخ عبد المجيد سليم مفتي الديار المصرية، هذه المجموعة مطبوعة في مطبعة المنار بمصر سنة (1351هـ) والطبعتان كلاهما فيه شيء من العناية والتحقيق والتصحيح والتصويب، وما فيها من فروق مع الطبعات الجديدة بينه الشيخ أثناء شرحه الماتع على كل بيت من أبياتها الثلاث والثلاثين.
أما لامية شيخ الإسلام ابن تيمية فتضمنت بيان معتقده رحمه الله تعالى الذي هو معتقد أهل السنة والجماعة في جملة من المسائل، ومنها محبة الصحابة الكرام والثناء عليهم، واعتقاد تفاضلهم فيما بينهم، ومحبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومجانبة مسلك الطوائف الضالة من الغلاة المنحرفين في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، كالشيعة والخوارج.
وبيَّنَ الشيخ الخضير في مقدمته النافعة للامية شيخ الإسلام بأن أبياتها ستة عشر بيتًا، وهذه الأبيات الستة عشر تسمى (لامية) لأن أواخر الأبيات تنتهي بحرف اللام، وقد وجدت بين رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية، يعني في المخطوطات، يوجد قبلها رسالة لشيخ الإسلام وبعدها رسالة، وكتب على بعضها (عقيدة ابن تيمية) ولذا قالوا: "اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية" اللامية باعتبار أن حرف الروي فيها اللام، وباعتبار أنها وجدت بين بعض مصنفاته، وإلا فليس فيها ما يدل على أنها لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولم تذكر في مؤلفاته، حيث لم يذكرها ابن القيم - رحمه الله تعالى- في ضمن مؤلفات شيخ الإسلام، ولذا يقولون: المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية، لكن الكلام الموجود فيها حق، سواء كان لشيخ الإسلام أو لغيره - رحم الله الجميع -، وما دام الكلام حقًا فلطالب العلم أن يعنى بها، فهي منظومة طيبة على اختصارها حوت ما اُتفق عليه من مسائل الاعتقاد، فهي منظومة جيدة، وعلى طالب العلم أن يعنى بها ويحفظها، وينظر في شروحها، وبين الشيخ الخضير أنه لم يعرف لها شرحًا للمتقدمين حتى وقت شرحه للمنظومة.
أما المنظومة الميمية في الآداب الشرعية فهي منظومةٌ نافعةٌ مكونةٌ من (247) بيتًا، وجَّهها الشيخ العلامة حافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله تعالى - لطلاب العلم؛ حيث تضمَّنت وصايا وآداب عامة ينبغي التحلِّي بها طالب العلم، وقد قام المؤلف - حفظه الله - بشرحها شرحًا مُفصَّلًا، مُبيِّنًا مقاصدها، مُستنبطًا فوائدها، مع شفعه بكلام أهل العلم.
وقدم لها ببيان لمكانة العلم الرفيعة ومنزلته الشريفة، وساق فيها مجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية في فضل طلب العلم ومنزلته ومكانته.
وكذلك ضمن هذه المنظومة ما ينبغي أن يعنى به طالب العلم من العلوم، وذكرَ العلوم والتدرج فيها، وطريقة التلقي، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه هذه المنظومة النافعة.
وهي منظومة حافلة بالمعاني العظيمة والآداب الكريمة التي هي حلية كل طالب علم.
والشارح هو فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير ولد في بريدة سنة 1374هـ.
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سنة 1386 هـ على إثرها دخل المعهد العلمي في بريدة سنة 1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنة نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ، ثم عين معيدًا بكلية أصول الدين في قسم السنة وعلومها، ثم واصل وتابع الدراسة العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان: (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به).
ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان: (تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح الفية الحديث للحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي)، عين أستاذًا مساعدًا في قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين، وعمل بها أستاذًا مساعدًا إلى أن تقاعد مبكرًا في 27 /8 /1424 هـ وهو ابن خمسين سنة، وفي يوم 19 /2 /1430 صدر الأمر الملكي بتعيين الشيخ حفظه الله عضوًا في هيئة كبار العلماء.
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم (ثلاثة الأصول - وآداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد) وغيرها من المتون في أصول العلم.. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله، ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهية، وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في ( الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي ) وغيرها من الكتب، وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله.. ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ أيضًا في كتب الفقه والتاريخ والأدب، ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر، وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم!
وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبدالرحمن السدحان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشائخ.
• كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعًا لكثير من الباحثين.
وللشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها، ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها، ومن ذلك: (شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج - وشرح نخبة الفكر ونظمها - وشرح الورقات ونظمها ) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد.
كما أن للشيخ أيضًا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي:
♦ أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية أجرى هذا اللقاء الاستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ.
♦ كما أن له ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421هـ.
♦ كما أن له أيضًا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي.
♦ كما أن له ثلاثون حلقة في الهدي النبوي في رمضان أذيع سنة 1423هـ.
♦ كما أن له ثلاثون حلقة في الشمائل النبوية أذيع في رمضان سنة 1424هـ.
♦ كما أن له ثلاث عشرة حلقة في فقه الامام البخاري في الحج أذيع في موسم الحج سنة 1424هـ.
♦ كما أن له لقاءات في الاذاعة نفسها حول مكتبة طالب العلم.
♦ كما أنه يجيب عن أسئلة المستمعين في اذاعة القرآن ويبث كل يوم جمعة في الرابعة عصرًا.
وللشيخ دروس علمية متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منها ما أتم كاملًا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز:
(شرح الورقات للمحلي، القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية، خلاصة الكلام، التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي، التوحيد لابن خزيمة، مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي، شرح علل الترمذي، فتح الباري، ألفية الحديث، البلبل في أصول الفقه، الباعث الحثيث، قصب السكر، الموطأ، مسند الإمام أحمد، المنتقى للمجد ابن تيمية، فتح المجيد، كتاب التوحيد، تيسير العزيز الحميد، قرة عيون الموحدين، الآجرومية، أخصر المختصرات، المفهم شرح مختصر صحيح مسلم للقرطبي، الموقظة للذهبي، فتح المغيث، الكافي لابن قدامة، ثلاثة الأصول، الأربعين النووية، الدرر السنية، تفسير الجلالين، تفسير ابن كثير).
مؤلفاته:
1) الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ( مطبوع ).
2) تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي ( مطبوع ).
3) تحقيق الرغبة شرح النخبة ( مطبوع ).
4) شرح قصب السكر.
5) شرح الورقات.
6) شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح.
وله تعليقات وتنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث والعقيدة وغيرها.