بسم الله الرحمن الرحيم


1- قال أبو بكر: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَسَمِعَ وَأَطَاعَ فَقَدْ تَوَسَّطَ الْإِيمَانَ, وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. ه
مصنف ابن ابي شيبة 30437 والايمان له ص47 والسنة للخلال (1546 - 1619) وحلية الأولياء 6/31 وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 5 /1022 والابانة الكبرى لابن بطة 2/658 -659 والحجة في بيان المحجة لقوام السنة 2/155والمتحابين في الله لابن قدامة 157 والزهد لوكيع 335 والزهد لهناد 480 وروضة العقلاء لابن حبان ص237
كلهم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن عبد الله بن ضمرة عن كعب واسناده صحيح.


2- قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِي ُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: وَمَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. ه
الايمان لابن أبي عمر العدني ص80
ورواه ص68 ضمن خبر طويل من طريق الدَّرَاوَرْدِي ُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ. وسيأتي بتمامه في الأذكار.

وقال ابن عبد البر: وَرَوَى مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [ضمرة] عَنْ كَعْبٍ قَالَ مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ وَأَعْطَى فِي اللَّهِ وَمَنَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. ه التمهيد 9/245

قلت: لم أقف على رواية مجاهد.


3- قال أبو بكر الخلال: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وَسَمِعَ وَأَطَاعَ فَقَدْ تَوَسَّطَ الْإِيمَانَ وَمَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. ه
السنة للخلال 1620 وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 5 /1022 والابانة الكبرى لابن بطة 2/659


4- قال محمد بن نصر المروزي: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَسَمِعَ وَأَطَاعَ فَقَدْ تَوَسَّطَ الْإِيمَانَ وَمَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ وَأَعْطَى فِي اللَّهِ وَمَنَعَ فِي اللَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. ه تعظيم قدر الصلاة 398
قلت: الوليد بن أبي ثور ضعيف. قال سعيد بن عمرو البرذعي عن أبي زرعة: منكر الحديث يهم كثيرا. (الضعفاء لأبي زرعة 2/428)


5- قال محمد بن نصر المروزي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَنَا عَبْثَرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ فِي اللَّهِ وَأَبْغَضَ فِي اللَّهِ وَأَعْطَى فِي اللَّهِ وَمَنَعَ فِي اللَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. ه
تعظيم قدر الصلاة 397

تنبيه:
قال الألباني: وقد رواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان رقم 133 بتحقيقي بإسناد حسن عن كعب بن مالك موقوفا. ه
(السلسلة الصحيحة 1/728)

قلت: هذا وهمٌ فكعبٌ هنا هو كعب الأحبار وليس الصحابي كعب بن مالك. والأثر يرويه أبو صالح عن عبد الله بن ضمرة وهو راوية كعب الأحبار, كذا تابعه المسيب بن رافع وهو أيضاً من الرواة عن كعب الأحبار. وفي رواية سهيل عن أبيه التصريح بأنه كعب الأحبار. وأخرجه اللالكائي تحت عنوان (قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ كَعْبِ بْنِ مَاتِعٍ الْحِمْيَرِيِّ)


مقارنة ودراسة:

1- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ بِحِفْظِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ تَعَالَى وَمَنَعَ لِلَّهِ وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ. ه
رواه أحمد (15638 – 15617) والترمذي (2521) وأبو يعلى (1485 - 1500) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (395) والخلال في السنة (1616) والحاكم (2694) والطبراني (20/188) والابانة الكبرى لابن بطة (2/658) والبيهقي في الشعب (15) وفي الاعتقاد ص178

قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
قلت: وهذا هو المشهور وفي بعض النسخ قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

قلت: سهل بن معاذ ضعيف. (تحرير التقريب 2667)
وقد رواه عن سهل كلاً من: زبان بن فائد وعبد الرحيم بن ميمون وكلاهما من الضعفاء. (ميزان الاعتدال 2/65 – 2/607)


2- قال أبو داود: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ. ه
رواه أبو داود (4681) واللالكائي (5/972) والبغوي في شرح السنة (3469) والبيهقي في الشعب (8605) وفي الاعتقاد (ص178) والطبراني في الكبير (8/134 -177) والابانة الكبرى لابن بطة (2/657) والمتفق والمفترق للخطيب (3/2005- 2064) والترغيب والترهيب لقوام السنة (1/80) والكامل لابن عدي (8/14)
كلهم من طريق يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً.

وزاد الطبراني في الكبير (8/134) وفي الأوسط (9083) ومسند الشاميين (3447) عن مكحول ويحيى ولا تصح هذه الطريق ففيها صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف. ومسلمة بن جابر قال الذهبي: مجهول الحال. (تاريخ الاسلام 6/836)

ورواه الخطيب في المتفق والمفترق (3/2005) من طريق الطبراني يرويه عن النعمان بن المنذر عن مكحول ويحيى بن الحارث.
وأراه تصحيفاً والله أعلم فقد رواه الطبراني في مسند الشاميين (1260) عن مكحول عن يحيى بن الحارث.
وعلى كل حال فهذه الرواية من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده وهي منكرة. (انظر لسان الميزان 1/295 و 5/423)

ورواه ابن بطة في الابانة (2/657) من طريق يحيى بن صاعد عن أبي عبيدة بن أبي السَّفَر عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً وقال: قال ابن صاعد: وما أراه إلا وهم في إسناده.

قلت: نعم وهم في اسناده لأمرين:
الأول: أن الحديث رواه ابن أبي شيبة (34730) وعبد الرحمن بن صالح العتكي عند ابن أبي الدنيا في الاخوان (17) ومحمد بن زياد بن فروة عند اللالكائي (5/1017) وفي المخلصيات (3/168)
كلهم رووه عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة موقوفاً. وخالفهم أبو عبيدة بن أبي السَّفَر فرفعه وهو وهم.
وأبو عبيدة في حكم الحافظ ابن حجر: صدوق يهم. (التقريب 60)

والثاني: أن عبد الرحمن بن يزيد الذي يروي عنه أبو أسامة هو ابن تميم لا ابن جابر، قال ذلك جماعة منهم: البخاري وأبو داود ومحمد بن عبد الله بن نمير ويعقوب بن سفيان والدارقطني وغيرهم.
وقال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق ابن جابر وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فظن أنّه ابن جابر وابن جابر ثقة وابن تميم ضعيف. (انظر أنيس الساري 7/ 4877)

فالحديث معروف من رواية يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً. وخالفه عبد الرحمن بن يزيد فرواه عن القاسم عن أبي أمامة موقوفاً. وقد تفرد به القاسم عن أبي أمامة.


فصل في بيان حال القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي

اختلف العلماء في القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي فوثقه جماعة منهم يحيى بن معين والبخاري والترمذي والفسوي والجوزجاني ويعقوب بْن شَيْبَة وَقَال أَبُو حاتم: حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس بِهِ وإنما ينكر عنه الضعفاء.

وضعفه جماعة منهم أحمد بن حنبل وشعبة بن الحجاج والعقيلي وابن حبان والمفضل الغلابي وابن الجوزي.
وقال العجلي: القاسم أبو عبد الرحمن شامي تابعي ثقة يكتب حديثه وليس بالقوي. (الثقات 1375)
وقال ابن حجر: صدوق يغرب كثيراً. (التقريب 5470)

والذين قبلوا رواية القاسم جعلوا الخطأ فيها بسبب الضعفاء الذين يروون عنه.
قال البخاري: روى عنه العلاء بْن الحارث وابن جابر وكثير بْن الحارث وسُلَيْمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ ويحيى بْن الحارث أحاديث مقاربة وأما من يتكلم فيه مثل جَعْفَر بْن الزبير وعلي بْن يزيد وبشر بْن نمير ونحوهم في حديثهم مناكير واضطراب. ه تهذيب الكمال 23/386

وقال ابن معين: الثقات يروون عنه هذه الأحاديث ولا يرفعونها ثم قال: يجئ من المشايخ الضعفاء ما يدل حديثهم على ضعفهم.
وَقَال في موضع آخر: إذا روى عنه الثقات أرسلوا ما رفع هؤلاء. ه تهذيب الكمال 23/389

أما الذين ضعفوه فاتهموا القاسم نفسه بأنه هو الذي يأتي بالمنكرات والغرائب عن أبي أمامة.
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عَبد الله وذكر له حديث عَنِ القاسم الشامي عَن أبي أمامة: أن الدباغ طهور فأنكره وحمل على القاسم وَقَال: يروي عَلِيّ بْن يزيد هذا عنه أعاجيب وتكلم فيها وَقَال: ما أري هذا إلا من قبل القاسم قال أَبُو عَبْد اللَّهِ: إنما ذهبت رواية جَعْفَر بْن الزبير لأنه إنما كانت روايته عَنِ القاسم قال أَبُو عَبْد اللَّهِ: لما حدث بشر بْن نمير عَنِ القاسم قال شعبة: ألحقوه بِهِ.
وَقَال جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ الحراني: سمعت أَحْمَد بْن حنبل ومر حديث فيه ذكر القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ مولى يزيد بْن معاوية قال: هو منكر لأحاديثه متعجب منها قال: وما أرى البلاء إلا من القاسم. ه تهذيب الكمال 23/389
وقال أبو داود: سَمِعت أَحْمد قَالَ الْقَاسِم أَبُو عبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن هُوَ مولى لعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ يرْوى لَهُ أَحَادِيث مَنَاكِير كَانَ جَعْفَر بن الزبير أَولا رَوَاهَا بِالْبَصْرَةِ فَترك النَّاس حَدِيثه ثمَّ جَاءَ بشر ابْن نمير فروى بعض تِلْكَ الْأَحَادِيث فَترك أهل الْبَصْرَة حَدِيثه يجيئنا بعد من عبيد الله بن زحر عَن عَليّ بن يزِيد. ه سؤالات أبو داود 271
وقال عبد الله بن أحمد: سَمِعت أبي يَقُول وَذكر الْقَاسِم أَبَا عبد الرَّحْمَن فَقَالَ قَالَ بعض النَّاس هَذِه الْأَحَادِيث الْمَنَاكِير الَّتِي يَرْوِيهَا عَنهُ جَعْفَر بن زبير وَبشر بن نمير ومطرح قَالَ أبي عَليّ بن يزِيد من أهل دمشق حدث عَنهُ مطرح وَلَكِن يَقُولُونَ هَذِه من قبل الْقَاسِم فِي حَدِيث الْقَاسِم مَنَاكِير مِمَّا يَرْوِيهَا الثِّقَات يَقُولُونَ من قبل الْقَاسِم. ه
العلل رواية عبد الله 1353

قلت: وفي قول أحمد (يقولون) اشارة إلى أن هذا التضعيف هو رأي جماعة من أئمة الجرح والتعديل قبله وقد سمى الامام أحمد أحدهم وهو الامام شعبة بن الحجاج رحمه الله.

وقال ابن حبان: الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن مولى يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان كنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن كَانَ يزْعم أَنه لَقِي أَرْبَعِينَ بَدْرِيًّا روى عَنهُ أهل الشَّام كَانَ مِمَّن يَرْوِي عَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المعضلات وَيَأْتِي عَن الثِّقَات بالأشياء المقلوبات حَتي يسْبق إِلَى الْقلب أَنه كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا أخبرنَا مَكْحُولٌ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أبان قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر الْقَاسِم مولى يزِيد بن مُعَاوِيَة فَقَالَ مُنكر الحَدِيث مَا أرى الْبلَاء إِلَّا من قبل الْقَاسِم. ه المجروحين 2/212
وقال ابن حبان في بشر بن نمير الْقشيرِي: من أهل الْبَصْرَة يَرْوِي عَن الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ روى عَنْهُ حَمَّاد بْن زَيْد وَيزِيد بْن زُرَيْع مُنكر الْحَدِيث جدا فَلَا أَدْرِي التَّخْلِيط فِي حَدِيثه من الْقَاسِم أَوْ مِنْهُمَا مَعًا لِأَن الْقَاسِم لَيْسَ بِشَيْء فِي الْحَدِيث وَأكْثر رِوَايَة بشر عَن الْقَاسِم فَمن هُنَا وَقع الِاشْتِبَاه فِيهِ. ه المجروحين 1/187
وقال أيضاً ونقل قول ابن معين في مُطَرِّحُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ أَبُو حَاتِم: هَذَا الَّذِي قَالَه أَبُو زَكَرِيَّا رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِ لَيْسَ مِمَّا يعْتَمد عَلَيْهِ مُطلقًا لأَنا لَا نستحل الْقدح فِي مُسلم بِغَيْر بَيِّنَة وَلَا الْجرْح فِي مُحدث من غير علم ومطرح بن يزِيد هَذَا لَيْسَ يروي إِلَّا عَن عبيد الله بن زحر وَعلي بن يزِيد وَكِلَاهُمَا ضعيفان وَإِنَّمَا رِوَايَة عَليّ بن يزِيد وَعبيد الله بن زحر عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن وَالقَاسِم واه. ه المجروحين 3/27

قلت: فهذه أقوال أهل العلم واختلافهم في القاسم بن عبد الرحمن. فمن هذا حاله هل يمكن الوثوق بما يتفرد بروايته ولا يتابعه عليها أحد؟

وأكثر أهل العلم يثبتون سماع القاسم من أبي أمامة ويتكلمون في سماعه من الصحابة الآخرين لاسيما القدماء منهم.

قال العلائي: القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشامي متكلم فيه روى عن علي وابن مسعود وسلمان وتميم الداري وعائشة وأبي هريرة وغيرهم وذلك كله مرسل قاله في التهذيب وقد أنكر أحمد بن حنبل وأبو حاتم قوله جاءنا سلمان الفارسي وقال أحمد كيف يكون هذا اللقاء له وهو مولى خالد بن يزيد بن معاوية وقال بعضهم لم يسمع من أحد من الصحابة سوى أبي أمامة الباهلي وروى يحيى بن الحارث عنه أنه قال لقيت مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وأبو إسحاق الجوزجاني لقي القاسم أربعين رجلا من المهاجرين والأنصار والله أعلم. ه
جامع التحصيل ص253

وقال الخطيب البغدادي: حدث عن أبي أمامة الباهلي سماعا وأرسل الرواية عن جماعة من الصحابة. ه المتفق والمفترق 3/1778

وقال الذهبي: يُرْسِلُ كَثِيْراً عَنْ قُدَمَاءِ الصَّحَابَةِ كَعَلِيٍّ وَتَمِيْمٍ الدَّارِيِّ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ وَيَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ وَمُعَاوِيَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ وَعِدَّةٍ.
وقال: ذَكَرَ البُخَارِيُّ فِي تَارِيْخِهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيّاً وَابْنَ مَسْعُوْدٍ وَهَذَا مِنْ وَهْمِ البُخَارِيِّ. ه سير أعلام النبلاء 5/194

قلت: روى أبو زرعة الدمشقي باسناد صحيح عن القاسم قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمشق.
وَقَال مُحَمَّد بْن شعيب بْن شابور عَنْ يحيى بن الحارث عن القاسم: لقيت مئة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. ه
(انظر تهذيب الكمال 23/387 وسير أعلام النبلاء 5/194)

ومثل هذه الدعاوى من القاسم هي وحدها دليل على ضعفه وقلة ضبطه. وقد استنكر أحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي أن يكون أدرك سلمان الفارسي. وقال ابن حبان: كَانَ يزْعم أَنه لَقِي أَرْبَعِينَ بَدْرِيًّا. !

قلت: القاسم توفي سنة 112ه فسماعه من كبار الصحابة بعيد وهو لم يسمع منهم في قول أكثر العلماء. لذا اعتبر أحمد بن حنبل وابن حبان مثل هذه الدعاوى – مع أنها من رواية الثقات عنه- قرائن تؤكد ضعفه واستنكار ما يتفرد به عن أبي أمامة وهو كثير التفرد بالرواية عن أبي أمامة يستوي في ذلك رواية الضعفاء والثقات عنه والله أعلم.
فمثل هذا مما يرجح حكم العلماء الذين ضعفوا رواية القاسم بن عبد الرحمن وقد زعم أنه لقي سلمان الفارسي وجماعة من أهل بدر !
وقد نقل الامام احمد القول بضعفه عن جماعة من اهل العلم المتقدمين قبله ومنهم شعبة بن الحجاج
فلا يصح الوثوق بالروايات التي يتفرد بها القاسم عن الصحابة وقد تفرد في هذا الحديث بروايته عن أبي أمامة وهو معروف من كلام كعب الأحبار روي عنه من طرق متعددة وبعضها صحيح لذاته.

وقد ذكر البخاري في كتاب الايمان جملة من أقوال أهل العلم في زيادة الايمان ونقصانه ولم يذكر منها هذا الحديث ولو بصيغة التضعيف. وعادة البخاري في صحيحه تجنب ذكر أقوال كعب الأحبار تماماً ولو كان غاية في الصحة وهو ما فعله في هذا الخبر عن كعب.

قال البخاري: بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ. وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} وَقَوْلُهُ {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} وَقَوْلُهُ {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ {فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} وَقَوْلُهُ تَعَالَى {وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} وَالحُبُّ فِي اللَّهِ وَالبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنَ الإِيمَانِ وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: إِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلِ الإِيمَانَ فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَ ا لَكُمْ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: اليَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لاَ يَبْلُغُ العَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ أَوْصَيْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ وَإِيَّاهُ دِينًا وَاحِدًا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا سَبِيلًا وَسُنَّةً باب دُعَاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ} وَمَعْنَى الدُّعَاءِ فِي اللُّغَةِ الإِيمَانُ. ه
صحيح البخاري 1/10

وهناك طرق أخرى للحديث ولكنها واهية:
فرواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/226) والقزويني في التدوين في اخبار قزوين (4/13) عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مرفوعاً.
وهو اسناد منكر لا يعرف عن أبي الدرداء. فيه مسلمة بن علي الخشني متروك منكر الحديث. وقد تصحف اسمه في المطبوع والصواب مسلمة فهو الذي يروي عن يحيى بن الحارث ويروي عنه سليمان والله أعلم. (تهذيب الكمال 27/567)

ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه (11/106) عن ابن عمر مطولاً وقال: هَذَا الْحَدِيثُ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ .. وَأَرَاهُ مِنْ صَنْعَةِ زَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ فَإِنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. ه

وهذا رابط فيه بعض النقاش حول الحديث وحول رواية القاسم بن عبد الرحمن والله الموفق للصواب.

https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=313266


الخلاصة:

الخبر بهذا اللفظ من كلام كعب الأحبار ثابت عنه. وقد روي مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرقٍ ضعيفة أو منكرة وأحسنها حالاً من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً وقد اختلف أهل العلم في توثيق القاسم ذكرت أقوالهم بالتفصيل وذكرت بعض الأدلة والقرائن التي تؤكد ضعف القاسم وأنه يهم ولا يضبط, يستوي في ذلك رواية الثقات أو الضعفاء عنه. فالبلاء منه هو كما قال الامام أحمد وغيره من أهل العلم.
فما يتفرد بروايته لا يصح الاعتماد عليه والله أعلم.