الهمة في طلب العلم الشرعي







السؤال
الملخص:
شاب يبحث عن طريقة لتحصيل العلم الشرعي، ويتمنَّى أن يكون ذلك عن طريق الالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لكن شروطها لا تنطبق عليه، ويسأل: ماذا يفعل؟
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله:
أنا شاب أبلغ العشرين من عمري، موضوع استشارتي هو أمرٌ طالَما شغل فكري، وهو أنني أريد أن أطلب العلم الشرعي ابتغاءَ مَرضاة الله، وأنقذ نفسي من ظلمات الجهل، وأيضًا لأنشر العلم النافع والإسلام الصحيح في منطقتنا التي تمتلأ بالبدع والشركيات، والخرافات والجهل بأمر دينهم؛ لذلك أريد العلم النافع، وخطر في بالي - بل احتلَّ عقلي بشدة - فكرة الالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، سؤالي: أنا مستواي الأكاديمي غير جيد، ولا أهتم بالقراءة، وسمعتُ أن الالتحاق بالجامعة يتطلب نسبة 70%، وأنا لا أقدِر عليها، مع العلم أني ممتحن الشهادة في بلدي هذا العام إن شاء الله.

همتي ضعيفة دائمًا لطلب ما أريد، أحاول أن أدرُس، ولكن أتحطَّم دائمًا وأقع في نصف الطريق؛ لذلك أرشدوني للطريق الصحيح، بارك الله فيكم، واللهِ أتمنَّى أن ألتحق بالجامعة، لذا أرجو توجيهكم قبل فوات الأوان، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: نحمد لك رغبتك وحِرصك على طلب العلم، ونبشِّرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لَتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له مَن في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافرٍ))؛ [أبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223)، وأحمد (21715)، وصححه الألباني في الترغيب والترهيب، من حديث أبي الدرداء].
ثالثًا: لا يشترط لطلب العلم الالتحاق بالجامعة الإسلامية، ما دام شروطها لا تنطبق عليك، وسُبل تحصيل العلم كثيرة، فابحثْ لك عن شيخ من أهل السنة في بلدك تطلُب عنده العلم، ويرشدك ويوجِّهك.
وابدَأ بتعلُّم ما يَصِحُّ به اعتقادُك، وتصح بك عبادتك أولًا، ثم بعد ذلك بدراسة متن لكل فنٍّ من فنون العلوم.
وللفائدة انظر:
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.