خيول الشعر
أيوب بن محمد الوهيبي

نَبا سَيْفٌ يُسَلُّ عَلى الهُداةِ *** وَغَرْبُ السَّيْفِ جالَ عَلى الطُّغاةِ
وَأَشْرَعْتُ الحُروفَ بِوَجْهِ قَوْمٍ *** تَدانَوا فارْتَضَوا قاعَ الحَياةِ
وَما بَعْضُ الحُرُوفِ سِوى نِبالٍ *** تُخَضَّبُ بِاليَسِيرِ مِنَ الدَّواةِ
كأنِّيْ بالحُروفِ أَقُودُ جَيْشاً *** فَخَيْلُ الشِّعْرِ جاءَتْ مُسْرَجاتِ
كأنِّيْ في الوَطِيْسِ أَهُزُّ حَرْفي *** وَأُرْسِلُهُ على هامِ البُغاةِ
كأنَّ البَرْقَ ضَوْءُ الحَرْفِ بادٍ *** وَصَوْتُ الرَّعْدِ في اللُّقْيا أَداتي
إِذا ما أَمَّني فيها جَسُورٌ *** تَعَثَّرَ بالحُروفِ النَّاطِقاتِ
لِيسْعى هارِباً يَبْغي انْفِلاتاً *** وَحَرْفي ما شَكى مِنِّي انْفِلاتي
ألا قُلْ للرَّوافِضِ حَيثُ كانوا *** ضَلَلْتُمْ عَنْ دُروبِ المَكْرُماتِ
تَبِعْتُمْ فاسِقِي " طَهْرانَ " حَتَّى *** رَمَوْكُمْ في جَحِيمِ التُّرَّهاتِ
تَوَجَّهْتُمْ إِلى قَبْرٍ وَرَمْزٍ *** كَمَنْ يَدْعو بِعُزَّى أَوْ مَناةِ
رَمَيْتُمْ لِلصِّحابِ ضَعِيفَ قَوْلٍ *** كَـ رامٍ لِلثُّرَيَّا بالحَصاةِ
وما بَغَضَ الصَّحابَةَ غَيْرَ غِرٍ *** خَبِيثِ الأَصْلِ مُعْتَلِّ اللَّهاةِ
كَفَرْتُمْ إِذْ تَجاوَزْتُمْ حُدُوداً *** شَنأْتُمْ واسْتَدَرْتُمْ لِلغُلاةِ
رَأَيْتُ عُقُولَكُمْ فازْدَدْتُ حَمْداً *** يُصَلِّي المَرْءُ مِنكُمْ لِلرُّفاتِ
أَتَضْرِبُ جِسْمَكَ الواهِي بِحَدِّ *** فَلا جِسْمي لِزُورِ الفِعْلِ ياتي
وَعِنْدَ القَبْرِ تَسْتَجْدِي نَجاةً *** وَعِنْدَ اللهِ أَسْتَجْدِي نَجاتي
تَقُولُونَ انْتَهَجْنا ما ابْتَدَعْنا *** وتأتونَ المَناكِرَ في الصَّلاةِ
أيا قَوْمَ الرَّوافِضِ قَدْ عَلِمْنا *** بِمَنْ باعَ الهُدَى بِالأُمْنِياتِ
عُرِفْتُمْ بِالقَبِيحِ مِنَ المَعاني *** لِئاماً في الحَدِيثِ وفي السُّكاتِ
لَقَدْ طِرْتُمْ غُلُواً في ثِيابٍ *** رَمَتْها الرِّيحُ في وَسطِ الفَلاةِ
زَعَمْتُمْ أَنَّنا قُلْنا بِبُغْضٍ *** لآلِ البَيْتِ ذا قَوْلُ الجُفاةِ
وما يَرْوي لِهَذا غَيْرَ شَخْصٍ *** مِنَ الإِنْصافِ في صِنْفِ العُراةِ
وما لِلقَوْلِ دُوْنَ الحَقِّ وَزْنٌ *** فَما البُرْهانُ في سَبِّ الأُباةِ.؟!
فِإنْ أَبْصَرْتِ يا عَيْنُ انْزِلاقاً ***لِسَبِّ الآلِ - مِنْ قَوْمي - فَهاتي
فَلَوْ بالسُّوءِ يَذْكُرُهُمْ مَقِيْتٌ ***لأَنْسَيْناهُ أَصْنافَ السُّباتِ
وَلَوْ ذاتي بِبُغْضِ الآلِ قالَتْ *** لَسَيَّرْتُ الهِجا في زَجْرِ ذاتي
نُحِبُّهُمُ - وَرَبِّ البَيْتِ - طُرَّاً *** وما قُلْنا بِهِمْ قَوْلَ العُداةِ
فأَكْرِمْ بالحُسَيْنِ وَوالِدَيْهِ *** وأَكْرِمْ بالصِّحابِ وبالثِّقاتِ
أَلا يا رَبِّ فاجْمَعْني وآلي *** بِآلِ البَيْتِ مِنْ بَعْدِ المَماتِ