‫الكلام على حديث ( توضئوا باسم الله )‬
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد روى معمر ، عن ثابت ، وقتادة ، عن أنس ، قال : طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل مع أحد منكم ماء ؟ .
فوضع يده في الماء ، ثم قال : توضئوا باسم الله .
فرأيت الماء يجري من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ، فتوضئوا حتى توضئوا من عند آخرهم .
قال ثابت لأنس : كم تراهم ؟ قال : نحوا من سبعين

قلت : رواه عبد الرزاق (20535) وأحمد , والنسائي (78 ) ابن حبان ( 6653) _ واللفظ له _ والبيهقي( 194)
وقد انفرد معمر بزيادة ( توضئوا باسم الله ) من دون بقية الروايات وظاهر إسناده القوة غير أن له علة فإن معمراً قد قد تكلموا في روايته عن ثابت وقتادة
قال بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول :" إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإنه حديثه عنهما مستقيم فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئا قال يحيى وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام " _ انظر تهذيب التهذيب _
ثم إن البخاري قد روى هذا الحديث في عدة مواطن من صحيحه ولم يذكر هذه الزيادة ( انظر على سبيل المثال الأحاديث رقم 3379 _ 3380 وما بعدها )
وكذا الشأن في بقية الكتب التي خرجت هذا الحديث فإنها لا تذكر زيادة ( توضئوا بسم الله ) إلا من حديث معمر وقد علمت ما فيه
واعلم _ رحمك الله _ أن الداعي لهذا التنبيه هو أنني رأيت محقق السنن الكبرى للنسائي قد عزا حديث معمر إلى صحيح البخاري زاعماً أنه رواه بألفاظ مقاربة مما يدفع القاريء إلى توهم وجود تلك الزيادة في صحيح البخاري والحق أنها لا تثبت كما ترى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه / عبدالله الخليفي