الزواج الثاني..في التأني السلامة
عبير النحاس




أسباب عديدة للزواج الثاني ..
الزواج الثاني خبر قد يسعدنا عندما نسمع به فنتخيل أن قلبا ذاق السعادة و الهناء بعد أن غلبته الهموم و الأوجاع, و أن وحدياً وجد توأم روحه المفقود بعد غياب, و أن سعادة وصلت إلى بيت اعتاد الألم و العذاب.
و لكن الواقع يشير إلى أن الأسباب التي تدعو المرء للزواج مرة ثانية بعد فشل الزواج الأول ليست كلها مدروسة, و لا تستند إلى مبادئ و قواعد راسخة , و أغلب تلك الزيجات تحدث عادة بسبب:
- الرغبة في إغاظة الشريك و إثارته عندما يبدي إصراره على الانفصال
- الخشية من فوات قطار الزواج و التعلق بأي خاطب بعد غض الطرف عن مشاكله و عيوبه التي لا تخفى
- الرغبة عند البعض في إيجاد طرف يعتمدون عليه فالرجل يريد من تدير له شؤون منزله و تهتم بأموره و المرأة تريد من يخدمها و يحقق لها مطالبها و حاجاتها و يدفع هذا السبب الكثيرين لتجاوز عيوب بحجم الجبال.
- المظهر الاجتماعي : فالمجتمعات العربية ما زالت تنظر للمطلق و المطلقة كطرف ناقص و هذا ما لا يحتمله الكثيرون فيبادرون بالزواج من أي كان فقط للحفاظ على مظهرهم الاجتماعي و بغض الطرف أيضا عن كثير من نواقص هذا الطرف
- ضغوط الأهل و الجهلة منهم تحديدا و مسارعتهم لتزويج المطلقة للحفاظ على اسم العائلة و لقطع ألسنة الشامتين و الحاقدين.
للزواج الثاني قصص مؤلمة أيضا:
- عندما تزوجت(ل) فرح الجميع و اعتقد أهلها أن هذا الزواج سيجبر كسر قلبها و سيعيد إلى ملامحها بعض البهجة, بعد سنوات عادت( ل) إلى بيت أهلها حزينة و كانت تحمل طفلها بيديها و عاشت بينهم تعيسة بعد أن فقدت فرصها في الزواج ووظيفتها و كرهت كل جنس الرجال و تلك الفكرة التي تحكي حكايات الزواج.
كان زوج (ل) متزوجا قبلها من امرأة طلبت الطلاق بقوة, و تركت له ثلاثة أولاد لم يقبل أن تأخذهم معها, و من ثم وجدت حياتها الجديدة بصحبة رجل أخر و عاشت معه بهدوء, و عندما سمعت (ل) الحكاية من أهل الزوج الأول أشفقت عليه و لامت زوجته و اتهمتها بتهم قاسية, و بعد زواجها منه اكتشفت أنه ما هو إلا مريض يحتاج مشفى من تلك التي تؤوي المرضى النفسيين, و أن لديه ما يكفي من تلك العلل التي جعلت أولاده من زوجته يغادرون المنزل نحو والدتهم عندما كبروا, و جعلتها تهرب بطفلها تاركة له كل حقوقها عندما أدركت مقدار مرضه.
- و عندما تقدم (ر) لميساء فرح الجميع لأن ميساء كانت قد وصلت إلى سن أخافت أهلها, و بدأت تشعر بأنها فقدت كل فرص الزواج و أنها لقباحتها و كبر سنها سيكون مصيرها هو الوحدة و الحاجة, و كان ذلك كافيا لرفع أسهم العريس المطلِّق , و لغض النظر عن أسباب طلاقه, و للموافقة عليه دون شروط, و ما إن دخلت ميساء منزله حتى هالها مقدار بخله و ظنونه السيئة و معاملته الشرسة لها.
- (أ) أيضا عندما تزوجت للمرة الثانية بعد طلاقها ذاقت الأمرين من ظنون زوجها و قسوته و باتت تعيش كل ساعات يومها تحت مراقبة كاميرات زوجها المزروعة في كل أركان المنزل و عند الباب و في الشرفة أيضا, و صبرت حتى بعد ذبولها لأنها كانت متأكدة أن أهلها الذين سارعوا لتزويجها بعد طلاقها الأول, سيفعلون الشيء ذاته لو طُلقت مرة ثانية.
- (ن) عندما طلقها زوجها ظلما سارعت بقبول عريس مطلق, و يومها فرحت بكل ما اشتراه لأجلها و بكلمات الحب و الإعجاب التي ملأ بها الأثير عندما عقد قرانهما, و فوجئت به بعد أقل من شهر يعلن رغبته في طلاقها لأن حنينه لزوجته السابقة و طفليه منها لم يترك لها مكانا في حياته و قلبه, و تم الطلاق وسط ذهول (ن) و دعواتها على زوج لم يحفظ لها إنسانيتها و أخر لم تعرف معه طعم السرور.
كل تلك القصص المؤلمة و الأسباب غير المنطقية لهذا الزواج تدعونا للتفكير أكثر من مرة و إعادة التفكير قبل الإقدام على ارتباط جديد, و لعلنا وقتها نحتاج مزيدا من التروي و السؤال؛ فالفشل قد يغفره القلب و المجتمع أول مرة و لكن الفشل الثاني له طعم يشبه طعم العلقم.
مع أمنياتي للجميع بالسعادة الدائمة..