السؤال:
♦ الملخص:
سؤال حول فرحِ الإنسان بالمعصية وتلذُّذه بها، هل يُخرجه ذلك من الإسلام إلى الكفر؟
♦ التفاصيل:
أولًا: سمعتُ أن انتفاء أصل إنكار المنكرات، وأصل الرجاء في رحمة الله في المعاصي - أمرٌ مُخرجٌ من الملة، فما معنى هذا؟ أرجو التوضيح فأنا مصابة بوسواس قهري في أمور الكفر ونواقض الدين.
ثانيًا: قال ابن تيمية عن المحرَّمات: لا بد أن يكون مع فِعلها بُغضٌ لها وخوف من عقاب الله، ورجاء لأن يَخْلُصَ من عقابها، وإلا لا يكون مؤمنًا بحال، بل كافر أو منافق، وآخر: يُخشى أن يستهين بالمعصية ويُجريها مُجرى المباحات دون كراهة أو خوفٍ من عاقبتها، فيَنتقض إيمانه باطنًا*.
وسؤالي: متى يحصُل الكفر بين الله والعبد بالمعصية؟ وهل قصد ابن تيمية الكفر الأصغر أم الأكبر؟
الإحساس بأحد هذه الأمور، أو أي انزعاج صغير مدةً وجيزة فقط، قلق أو عدم الراحة، أو استغفار قبل المعصية أو بعدها، أو أثناءها، ثم يقوم بالمعصية بلامبالاة واستمتاع، وبعد مدة يفكِّر في الأمر ويستغفر، فهل يكفي هذا لرفع الكفر؟ وما الفعل الذي يحصُل به الكفر؟ هل وجود نقيض هذه الأمور، أو عندما ينوي الشخص التخلي عن هذه الأحاسيس دائمًا، أو عندما يُصرِّح أنه لا يُبالي، على فرض أني عاصية مُصرة؟ هل يجب التفكير بمقتضى هذه الأمور طول الوقت، لوكنتُ لا أُبالي مَحبَّة وفرحًا بها لمدة لا لكونها معصية، بل لذاتها متناسية ومتجاهلة عمدًا، لا أفكِّر في كونها معصيةً بسبب انشغالي واستمتاعي بها، وأتفاعل بالكلام والتعابير الجيدة عنها، ناسية الأحكام، وأدفَع التفكير فيها، وبعدها بمدة يكون التفكير في الأمر، فهل يكفي هذا؟ أريد معرفة الأحكام وَفْقَ مَن قال بهذه القواعد.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فبداية أختنا الكريمة لا بدَّ من أن تَصرِفي عن نفسك الوساوس في هذه المسائل وفي غيرها، ما دمت موحدةً بالله تعالى، مؤمنة بما جاء في الكتاب والسنة، فأنت مسلمة إن شاء الله.
وأما ما ذكرتِه من كلام؛ سواء الكلام الأول، أو الكلام الثاني، فإن المقصود منه أن يكون الإنسان عالِمًا بأن هذا الفعل مُحَرَّم، حتى وإن فرِح به، ففرح الإنسان بالمعصية لا يُخرجه عن دائرة الإسلام، وإنما الذي يُخرجه عن دائرة الإسلام هو أن يُحِلَّ ما حرَّمه الله، فيقول مثلًا: الزنا حلال، أو شرب الخمر حلال، ونحو ذلك.
إذًا الضابط هنا: أن يحل الإنسان ما حرَّمه الله، وهذا هو المقصود بانتفاء أصل إنكار المنكرات، فالذي يحل ما حرَّم الله هو الذي انتفى عنده إنكار أصل المنكرات، وأما مجرد الفرح بالمعصية، فلا يخرج الإنسان من الإسلام، والحمد لله أولًا وآخرًا.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6RcZQOsxb