فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (47)
الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - ٢
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«أما بعض ما انتقده شيخ الإسلام من آراء أبي الحسن فهو من نحو انتقاده لأي عالم يختلف معه في بعض الآراء، بصرف النظر عن كونه يتفق معه اتفاقاً كلياً أو جزئياً في العقيدة والمذهب، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ومن هنا يقول:
«وما في كتب الأشعري مما يوجد مخالفاً للإمام أحمد وغيره من الأئمة فيوجد في کلام كثير من المنتسبين إلى أحمد؛ كأبي الوفاء ابن عقيل، وأبي الفرج، وصدقة بن الحسين وأمثالهم، ما هو أبعد عن قول أحمد والأئمة من قول الأشعري وأئمة أصحابه، ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة؛ مثل: ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما؛ كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل التميمي وابن ابنه رزق الله التميمي ونحوهم، وأئمة أصحاب الأشعري؛ كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني، وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد وأصحابه؛ كأبي علي بن شاذان وأبي محمد ابن اللبان؛ بل وشيوخ شيوخه كأبي العباس القلانسي وأمثاله؛ بل والحافظ أبي بكر البيهقي وأمثاله، (أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجسمية أو الفلاسفة)».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 847)]