تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 68

الموضوع: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

  1. #41

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (40)

    - محاولة الساسة إحياء التّصوف(!)
    - مدرسة ابن تيمية مِن أبرز المدارس التي تنشر الإسلام المعتدل
    - وبعض أسرار شيوع تكفير ابن تيمية عند المتأخرين(!)

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «السادس: إحياء الاتهامات، والتواصي بذلك، والزيادة فيها، وكثرة الخطأ والباطل عند أصحابها مع مرور الزمان؛ فكل يزيد عن الآخر، ومرت عملية الإحياء بفترات، وعُرفت بأعلام، وأخطرها على الإطلاق المرحلة التي نعيش فيها؛ إذ أصبح الكفار(1) يَرعُون ذلك، ويدعمونه دعماً مادياً ومعنوياً، وباتوا يهيّئون الأجواء، ولا سيما مع ظهور الغلاة، وبروز الأفكار التكفيرية، والمشارب الخارجية إلى محاربة المدرسة التيمية، بزعمهم أن هؤلاء الشذّاذ إنما هم امتداد للتيميين، وأن الغلو نابع من تحت عباءة ابن تيمية وكتبه ومدرسته!

    والإسلام المعتدل الذي لا جفاء فيه ولا غلو؛ إنما هو -في الحق والحقيقة- المتمثل بنصوص الوحيين الشريفين، وعند من يعمل على تحكيمهما في الأمور كلّها، وعلى رأس هؤلاء من ينادون بضرورة الأخذ بالأمر الأول؛ ففيه الغنية والكفاية، والمدرسة التيمية هي أبرز من يقوم بذلك، ويعمل على تحقيقه».
    _______
    (1) الإنصاف واجب حتى مع الكفار، ومرادي بهذا: الساسة الذين ينفخون في التصوّف لإحيائه! مع أن مقومات النهضة ليست مجتمعة فيه، وأنه لا يناسب العصر الذي نعيش؛ فهو كالميت، فحركته وتنقله ليست في ذاته، وإنما هي فيمن يحملون نعشه وينقّلونه، فإن كثيراً من الغربيين أنصفوا ابن تيمية، ومما يؤسف له أن يتعرف هؤلاء على منهج ابن تيمية، ويتعامى عنه بعض المنسوبين للعلم من أهل الإسلام.

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 731-732)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  2. #42

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (41)

    مِن أسباب عزل قاضي القضاة ابن الحريري الحنفي انتصاره لشيخ الإسلام ابن تيمية....

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «والقاضي المعزول هو قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن الدمشقي الحنفي، ابن الحريري، «كان عادلاً، مهيباً، صارماً، دیِّناً، رأساً في المذهب»، «قوالاً بالحق، حميد الأحكام، قلیل المثل، متین الديانة».

    وكان عزله بسبب حكمه في بعض مسائل الوقف، ولم ترض قبولاً من سائر القضاة، وكان ميله لابن تيمية سبباً آخر، إلا أنه ليس برئيس.

    قال مترجموه: «وعُزل في أثناء مدته لأجل الاستبدال، ومات لم يحكم به»، ولم يكن معمولاً باستبدال الوقف آنذاك إلى سنة 878هـ، ثم شاع وانتشر بعد ذلك.

    وكان هذا القاضي ممن يحبون ابن تيمية، وكان يقول: إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام؛ فمن؟

    وقال لبعض أصحابه: تحب الشيخ تقي الدین؟ قال: نعم. قال: والله! لقد أحببتَ شيئاً مليحاً.

    وكان ممن انتصر لشيخ الإسلام ابن تيمية يوم أن قامت في وجهه حملات الخصوم، وانتصر له انتصاراً كبيراً، وكتب في حقه محضراً مطوّلاً بعثه إلى مصر؛ بيّن فيه للسلطان أن ما يُرمی به ابن تيمية باطل وبهتان، ومن فعل الأعداء الذين لا يوثق بقولهم، وختمه بخطه بحاشية طويلة فيها الثناء على ابن تيمية، ومما قاله: (إنه منذ ثلاث مئة سنة ما رأى الناس مثل ابن تيمية). ولكن الأمر لم يكن بيد السلطان؛ بل كان بيد بعض الأمراء الظلمة وأنصارهم من علماء السوء.

    وبقي ابن الحريري على ولائه ومحبته لشيخ الإسلام ابن تیمیة حتى مات، وعاشا في بلد واحد في عمر متقارب، وهو أكبر من ابن تيمية ببضع سنين، ومنزلته في العلم والفهم والوجاهة محل اتفاق، فلا يتهم بأنه ممن كان يداري ابن تيمية كما زعم أحدهم!».

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 252-253)]

    تتمة للفائدة:
    نشرتُ قبل بضعة أشهر تحت عنوان: «من آفة (التعصب المذهبي)»:
    بأي ذنب طُلّقت؟!
    جاء في ترجمة (علي بن عبد المحسن البغدادي القطيعي):
    «أنه كان يفتي بما يُنسب لابن تيمية في (مسألة الطلاق)، حتى أنه امتحن بسببها على يد الجمال الباعوني قاضي الشافعية بدمشق، وصفع! وأركب على حمار!! وطيف به في شوارع دمشق وسجن!!!».
    [«الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (5/228)]
    وجاء في ترجمة (يوسف بن ماجد المرداوي المقدسي):
    «قال في «الشّذرات»: امتحن مراراً بسبب فتياه بمسألة ابن تيميّة في (الطّلاق)، وكذا في عدّة من مسائله،..... وكان شديد التّعصّب لمسائل ابن تيميّة، ويسجن بسبب ذلك ولا يرجع».
    [«السحب الوابلة» ترجمة رقم (797)]


    وجاء في ترجمة (محمد بن خليل بن الدمشقي الحريري):
    «قال في «الإنباء»: ...وحصلت له محنة بسبب (مسألة الطّلاق) المنسوبة إلى ابن تيميّة، ولم يرجع عن اعتقاده».
    [«السحب الوابلة» ترجمة رقم (586)]
    واليوم محاكم الدنيا تفتي بفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الطلاق.
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  3. #43

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (42)

    دور السلطة السياسية في هيمنة المذهب الأشعري...

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «فالسلطة السياسية للمهدي بن تومرت؛ كان لها الدور الأساس في هيمنة المذهب الأشعري على الطريقة السلفية في المغرب العربي، ولا يشك عاقل أن السلطة السياسية تتوفر لها وسائل النشر المادية والمعنوية ما يساعد على نشر العقيدة، فكيف إذا صحب الترغیب الترهيب، وعقوبةُ من يظهر المعتقد السلفي!».

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 38-39)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  4. #44

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (43)

    مخالفة الرازي لتقريرات أبي الحسن الأشعري...

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
    «خالف الرازي متقدمي الاشاعرة في مسائل، وجنح إلى عدم إثبات ما أثبتوه، وتفطّن لهذا السنوسي المالكي الأشعري؛ فقال: «وليحذر المبتدئ جهده أن يأخذ أصول دينه من الكتب التي حشیت بکلام الفلاسفة، وأولع مؤلفوها بنقل هوَسِهم وما هو كفر صراح من عقائدهم»، ومثل على ذلك بقوله: «ککتب الإمام الفخر في علم الكلام و«طوالع البيضاوي»، ومن حذا حذوهما في ذلك».

    وأقرّه الدسوقي في «حاشيته على أم البراهين» (ص 70 - 71)، بخلاف متأخري الشافعية الذين فتنوا بالرازي وقبله بالغزالي والجويني، وانظر: ما سيأتي في حاشية (ص 913)».

    وقال في حاشية (2/ 912-913) في ترجمة المازري:

    «... وكان ينتمي إلى الأشعرية الأولى، ذات المنحى الأثري الحديثي، وهذه صبغة المالكية، وبقيت ممتدة فيهم حتى في عصور متأخرة،
    وسبق أن نقلنا في التعليق على (ص 417) عن السنوسي -وإقرار الدسوقي وغيره- الإنكار على الرازي ميله للفلسفة، بخلاف الأشعرية الشافعية التي انصبغ متأخروها بالانحراف عن تقریرات أبي الحسن الأشعري إلى الميل لتقريرات الجويني والغزالي والرازي، فردود المازري کانت قاسية على الجويني والغزالي؛ لأنهما انحرفا عن العقيدة الأصلية للأشعري، وهذا معروف في ترجمته؛ فله: «الكشف والإنباء عن كتاب الإحياء» ، ساق الذهبي في السير» (19/ 330-340) مطلعه، وشخٌَص آفته بتأثره في فترة من حياته بابن سینا، ولا تغيب عن ردود ابن العربي المالكي (ت 543هـ) وابن حمدين (محمد بن علي بن محمد القرطبي الأندلسي، قاضي الجماعة، ت 508هـ)، والطرطوشي (ت 520هـ) -وهم مالكية- على الغزالي، انظر : «السير» (19/ 327، 332، 334، 337، 494)، وممن أفتى بوجوب حرق «الإحياء»: القاضي عياض، انظر: «الطبقات الكبرى» (1/ 15) للشعراني، وما سيأتي (ص 918).

    وتبقى الحاجة ماسة إلى دراسة أثر الرازي على الأشاعرة عند الشافعية، والمالكية، وأن لذلك أثراً في تقرير معتقد كل منهم، وأن المالكية الأشعرية أقرب من غيرهم، وهذا -في الجملة- في المتأخرين -أيضاً-».

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 417)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  5. #45

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (44)

    حسن السقاف الأشعري! وعقيدته في تكفير عموم المسلمين، ثم انقلابه على الأشاعرة، ثم ارتمائه في أحضان الشيعة!!!

    نقل المدعو حسن السقاف -الذي يكفر شيخ الإسلام!- قول الشيرازي فقال:
    «قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي إمام الشافعية في وقته وصاحب کتاب «المهذب» الذي عليه وعلى «شرحه» للإمام النووي -رحمه الله- تعويل الشافعية ما نصه:
    «فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الأشعري -رضي الله عنه- فهو کافر ...»(*).

    أقول (عائض الدوسري): انظر أخي القارئ كيف يريد الأستاذ السقاف -هداه الله- إثبات صحة مذهب الأشاعرة بتكفير كل من ليس بأشعري؛ بل كلام الشيرازي يدل على كفر كل من سوى الأشاعرة؛ بل حتى لو خالفهم في بعض مسائلهم العقدية! والعجيب أن الأستاذ السقاف لم يعلّق بكلمة على هذا التكفير المطلق؛ بل بار که وجعل منه مرجعاً حقاً وصدقاً، وعاب على الدكتور سفر ترك أمثال هذه الأقوال!

    لكنّ الأمر الأعجب! من رضا ومباركة الأستاذ حسن تکفیر عموم المسلمين غير الأشاعرة: أنه بعد عشر سنوات –تقريباً- تغيرت عقيدته، ونقض مجموعة أصول عقدية عند الأشاعرة؛ بل طعن في إمامهم الأشعري نفسه، وطعن في تلميذه الباقلاني، وطعن في جمهورهم المتأخر، وأخذ يثني ويغازل الشيعة والمعتزلة ويصحح عقائدهم!

    ولك أخي القارئ أن تتعجب! إذ إن تكفير الأستاذ السقاف کل من لم يكن أشعرياً في السابق، أصبح ينطبق عليه الآن، فسبحان الله! ما أعظم هذا التناقض؛ حيث إنه ارتضی تکفير كافة المسلمين من غير الأشاعرة، وهو اليوم ينقض عقائد الأشعرية، ويحكم على نفسه بالكفر بناء على كلامه هو، نسأل الله السلامة!».

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1/ 506-508)]

    ____
    (*) انظر -لزاماً- تعليق فضيلة الشيخ مشهور بن حسن على الشيرازي وعقيدته (ص 506-507).
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  6. #46

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (45)

    سبب رد شيخ الإسلام ابن تيمية على الرازي

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «ولا أكتم القارئ سرّاً أن ابن تيمية تحمس في الرد على الرازي، وأفرد له كتاباً خاصاً نصب فيه معه میادین مناقشات في مسائل عويصات، وذكر فيه مشکلات، لا أنصح عوام طلبة العلم من السلفيين قبل غيرهم أن يخوضوا فيها؛ فهي تحتاج إلى علم واسع، ومقدمات محكمة، وتصور دقيق، ونفس هادئة، وعقل راجح، وحكم منصف، وتوفيق من رب العالمين -قبل كل شيء-.

    وسبب رد ابن تيمية على الرازي: شرود الأخير عن النصوص، وقدح ذهنه -كعادته- في إيراد الشُّبه نقداً، ومحاولة تفکیکها والوصول إلى جواب عنها نسيئة، ومهارته وقوته في عرضها دون إزالتها والقضاء عليها، أو مجانبته الصواب في محاولة ذلك، وعدم وجود جواب جازم وحازم فيها يتوافق مع الأصول الصحيحة.

    ومن الأسباب: رده -ولو من طرف خفي- على أهل السنة وأئمتهم، وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل....»إلخ.

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 756-757)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  7. #47

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (46)

    الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - ١

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
    «ويا ليت میزان الحق في هذه المدارس الأشعرية على -اختلافها- یکون بالقرب أو البعد عن تقريرات الإمام أبي الحسن الأشعري نفسه -الذي ينتسبون إليه-، لهان الأمر، وسهل الخَطب، ولكن - يا للأسف!- أصبحت تقاس على المقرر عند المتأخرين، وهي شاردة عن النصوص، حاكمة عليها بأن ظواهرها كفر، وسبقت إلماحة من ذلك، وإلى الله المشتكي من غربة الكتاب والسنة.

    ولا تنس البتة ما سبق عن العز بن عبد السلام في إشارة مهمة جداً عن الخلاف الواقع بين الأشعرية(1).

    قال العلامة ابن بدران في «المدخل» (496): «إذا رأيتَ کتب الذين يزعمون أنهم أشاعرة؛ رأيتهم على مذهب أرسطاطالیس ومن تبعه؛ کابن سینا، والفارابي، ورأيتَ كتبهم عنوانها: (علم التوحيد)، وباطنها النوع المسمى بـ (الإلهي) من الفلسفة، وإذا كنتَ في ریب مما قلناه من الكلام؛ فانظر: «المواقف» لعضد الدين الإيجي، و«شرحه» للسيد الجرجاني، وما عليه من الحواشي، ثم تأمل کتاب «الإشارات» وکتاب «الشفا» لابن سینا، وشروح الأول؛ فإنك تجد الكل من واد واحد، لا فرق بينهما إلا بالتصريح باسم المعتزلة والجبرية وغيرهما».

    ويقول د. محمد الزركان في كتابه «فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية (611):

    «إذا كان متقدمو المتكلمين قد أدخلوا بعض الأقوال الفلسفية في كتب أصول الدين؛ فإن المتأخرين منهم قد أفرطوا في حشو كتب الكلام بالفلسفة، وخاصة الفلسفة الطبيعية، حتى لقد أصبحت بعض الكتب الكلامية المتأخرة المشهورة -كـ(المواقف)- کتباً فلسفية ممزوجة بعلم الكلام، لا كتب کلام تتعرض لأقوال الفلاسفة».

    ويقول د. محمد السنهوتي عن الرازي في كتابه «دراسات نقدية في مذاهب الفرق الكلامية» (241): «وفي هذا الطور اتجه الرازي
    بعلم الكلام الأشعري وجهةً جديدة بعد انتشار علوم المنطق والفلسفة في الملة؛ فقد اقتبس كثيراً من کلام فلاسفة الإسلام في الإلهيات والطبيعيات بقصد دعم آرائه الكلامية، وتوغل هو والمتأخرون من بعده في مخالطة كتب الفلسفة حتى اختلطت مسائلها بمسائل الكلام، والتبس عليهم شأن الموضوع في العِلمين؛ فحسبوه فيهما واحداً من اشتباه المسائل فيهما».

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 838-839)]

    ___
    (1) انظر: (393).
    قلت[ناشر هذه الفوائد]: ولمزيد من الفائدة ننقل كلام العز بن عبدالسلام: «والعجب! أن الأشعرية اختلفوا في كثير من الصفات؛ كالقِدم، والبقاء، والوجه، والعينين، وفي الأحوال؛ کالعالِمية، والقادرية، وفي تعدد الكلام واتحاده، ومع ذلك لم يكفِّر بعضهم بعضاً».
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  8. #48

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (47)


    الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - ٢



    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:


    «أما بعض ما انتقده شيخ الإسلام من آراء أبي الحسن فهو من نحو انتقاده لأي عالم يختلف معه في بعض الآراء، بصرف النظر عن كونه يتفق معه اتفاقاً كلياً أو جزئياً في العقيدة والمذهب، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ومن هنا يقول:

    «وما في كتب الأشعري مما يوجد مخالفاً للإمام أحمد وغيره من الأئمة فيوجد في کلام كثير من المنتسبين إلى أحمد؛ كأبي الوفاء ابن عقيل، وأبي الفرج، وصدقة بن الحسين وأمثالهم، ما هو أبعد عن قول أحمد والأئمة من قول الأشعري وأئمة أصحابه، ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة؛ مثل: ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما؛ كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل التميمي وابن ابنه رزق الله التميمي ونحوهم، وأئمة أصحاب الأشعري؛ كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني، وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد وأصحابه؛ كأبي علي بن شاذان وأبي محمد ابن اللبان؛ بل وشيوخ شيوخه كأبي العباس القلانسي وأمثاله؛ بل والحافظ أبي بكر البيهقي وأمثاله، (أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجسمية أو الفلاسفة)».

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 847)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  9. #49

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (48)


    الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 3



    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «نعم؛ حذًر ابن تيمية من مسلك عقدي عند إمام الحرمین الجوینی، سری منه إلى متأخري الأشاعرة، ولم يُعرف من قبل فيهم، وله سبب خفي قلّ من ينتبه له إلا أمثاله!

    والسبب -فيمن يتتبّع مذاهب أعلام المدرسة الأشعرية وما أحدثوه فيها-: يجد أن الجويني هو أوّلُ من أوّلَ الصفات الخبرية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وخالف أئمة مذهبه في ذلك.

    وحتى أريح القارئ قبل الخوض في سَوق ما يسمح به المقام من يراد مؤاخذات ابن تيمية على إمام الحرمین الجويني؛ لا بد أن أذكِّره بأوصاف الجويني عند ابن تيمية:

    1- «أحذق المتأخرين».
    2- «أفضل متأخريهم»، أي: الأشاعرة.
    3- «مع براعته وذكائه في فنّه».

    وقال ابن تيمية عن إمام الحرمین الجويني -أيضاً-:
    «غیّر مذهب الأشعري في كثير من القواعد، ومال إلى قول المعتزلة؛ فإنه كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم ابن الجبائي، وكان قليل المعرفة بمعاني الكتاب والسنة وكلام السلف والأئمة، مع براعته وذكائه في فنّه».

    وقال فيه -أيضاً-: «وأبو المعالي وأتباعه نفوا هذه الصفاته موافقة للمعتزلة والجهمية، ثم لهم قولان:
    أحدهما: تأويل نصوصها، وهو أول قولَي أبي المعالي كما ذكر في «الإرشاد».

    والثاني: تفويض معانيها إلى الرب، وهو آخر قولَي أبي المعالي كما ذكره في «الرسالة النظامية»، وذكر ما يدل على أن السلف كانوا مجمعين على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب».

    وقوله الأول من التأويل هو الذي تلقفه المتأخرون، واستخدموه بكثرة في كتب التفسير، وشروح الحديث، ومتون العقائد وشروحها، وأصبح سائغاً يدرَّس في كثير من الجامعات الشرعية والمعاهد الدينية، مع أن صاحبه رجع عنه؛ بل استهجنه واستبعده، لتتأكد لك غربة معتقد السلف، ولئلا تغترّ بما يتتابع عليه المتأخرون دون السلف الأولين، في القرون الثلاثة المفضّلة، المشهود لهم بالخيرية على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

    ويصدِّق وجود المسلك الاعتزالي عند هذا الإمام ما جاء في ترجمته...» إلخ.

    [«الأغاليط في المراسم السلطانية» (2/ 910-912) - وانظر فائدة رقم: (43)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  10. #50

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (49)


    الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 4



    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «وهم يوافقون المعتزلة على تأويل الصفات الخبرية؛ كالوجه، واليد، والعين، وغيرها، (خلافاً لأئمتهم)، ويقولون: إن الأخبار التي وردت فيها هذه الصفات أحادیث آحاد لا تفضي إلى العلم، والآيات التي وردت فيها غير قطعية الدلالة، وحملها على ظاهرها يقتضي التجسیم؛ فوجب حملها على محمل مستقيم في العقول، استقر في موجب الشرع».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 349)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  11. #51

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (50)


    الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 5



    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:


    «من لم يُحكِم أصوله ويجعل حقيقة ما عليه السلف الصالح حَكماً عليها؛ تناقض، ولذا نجد أن متأخري الأشاعرة -ولا سيما المتكلمون منهم- يتّهمون متقدّميهم بالتناقض؛ وذلك من أجل إثباتهم للعلو مع نفيهم الجسم، فقضوا بالمصطلح الحادث على النص السابق، وهو مما يستهجن في المنقول والنظر الصحيح!».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 580)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  12. #52

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (51)


    كلام العالم بين تقريراته، وبين مناظراته...



    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «ولذا يجب على الناظر في كتبهم بعامة وكتب ابن تيمية بخاصة أن ينظر: هل وردت في مقام فيه تقرير المعتقد، أم في مقام الردود والمباحثة والمناقشة؟ وأن يتأمل ذلك حتى لا يقع في التهوّر والتقوّل!

    وستجد لاحقاً -إن شاء الله تعالى- أنّ أنواعاً من الأكاذيب وقعت علی ابن تيمية بسبب ذلك، ولأن عين السُّخط لا تبدي إلا المساوي، ولجهل هؤلاء بتقريرات ابن تيمية ومنهجه، ويصرح بعضهم في بعض الأحايين بتناقض ابن تيمية واضطرابه، ويجهل أنه جاهل بالوقوف على مراده!».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 491)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  13. #53

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (52)

    الأشاعرة بين المتقدمين والمتأخرين - 6

    (الأشاعرة مدارس متباينة ومختلفة)


    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:


    «هذا التأليف هو: «درء تعارض العقل والنقل»، وهو رد على الأشاعرة خاصة دون غيرهم، وهما أعضاء المحكمة التي عقدت له في دمشق، ومن أبرزهم: ابن صَصري الذي تتلمذ على محمود الأصبهاني، والذي كان بدوره من تلاميذ الفخر الرازي، ولم يكن الأشاعرة بالنسبة إلى ابن تيمية خصوماً أقوياء، ولكنهم كانوا –أيضاً– يقاسمون ابن تيمية دعوى الانتساب إلى أهل السنة، وقد اهتم ابن تيمية بإبراز أسس السنة في منهج الأشعري، واعياً لانحراف الجويني والغزالي والرازي عنه؛ فهم ليسوا مذهباً واحداً، وإنما هي مدارس متباينة ومختلفة».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 761)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  14. #54

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (53)


    انتصار ابن تيمية لأبي الحسن الأشعري



    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:


    «لم يكن همُّ ابن تيمية إلا الانتصار للإمام أبي الحسن الأشعري؛ فاهتم بإبراز أسس السُّنّة في منهجه، وطريقته ومنهجه في «مقالات الإسلاميين» و«الإبانة» التي فيها نصرة لطريقة السلف في إثبات الصفات الله -عز وجل- على ظاهرها فيما ثبتت في نصوص الوحيين: كتاباً وسنة، ودافع بكل ما أوتي من قوة أن هذا هو الموافق لصحيح المعقول، ويَعتبر ابن تيمية أبا الحسن الأشعري على طريقة الإمام أحمد بن حنبل في الصفات، وأن اشتغاله بعلم الكلام لم يضره البتة».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (1/ 227)-وانظر فائدة رقم:(27)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  15. #55

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    *فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (54)

    ما انتقده شيخ الإسلام من آراء أبي الحسن الأشعري


    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:


    «أما بعض ما انتقده شيخ الإسلام من آراء أبي الحسن الأشعري فهو من نحو انتقاده لأي عالم يختلف معه في بعض الآراء، بصرف النظر عن كونه يتفق معه اتفاقاً كلياً أو جزئياً في العقيدة والمذهب، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، ومن هنا يقول: «وما في كتب الأشعري مما يوجد مخالفاً للإمام أحمد وغيره من الأئمة فيوجد في كلام كثير من المنتسبين إلى أحمد؛ كأبي الوفاء ابن عقيل، وأبي الفرج الجوزي، وصدقة بن الحسين وأمثالهم، ما هو أبعد عن قول أحمد والأئمة من قول الأشعري وأئمة أصحابه، ومن هو أقرب إلى أحمد والأئمة؛ مثل: ابن عقيل وابن الجوزي ونحوهما؛ كأبي الحسن التميمي وابنه أبي الفضل التميمي وابن ابنه رزق الله التميمي ونحوهم، وأئمة أصحاب الأشعري؛ كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني، وشيخه أبي عبد الله بن مجاهد وأصحابه؛ كأبي علي بن شاذان وأبي محمد ابن اللبان؛ بل وشيوخ شیوخه كأبي العباس القلانسي وأمثاله؛ بل والحافظ أبي بكر البيهقي وأمثاله، أقرب إلى السنة من كثير من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثير من قوله إلى قول المعتزلة أو الجسمية أو الفلاسفة».

    كان ابن تيمية سعيداً بكتاب «الإبانة» الذي أكد غير مرة أنه آخر ما صفه أبو الحسن الأشعري...» إلخ.

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 846-847)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  16. #56

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (55)
    - حقيقة المؤامرة ليست على ابن تيمية!
    - والعلاقة بين التشيُّع والتّصوُّف


    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:


    «ولا بد أخيراً من التنبّه لأمر جلل، وهو مما يقوي صلة الحاكم الجديد لمصر بيبرس الجاشنكير بالرافضة، واحتمال أن محنة ابن تيمية التي نبعت من تحت قدميه بتحريض من الشيخ نصر المنبجي الذي كان يعتقد ابن عربي الصوفي ويبجّله، وهو: متانة العلاقة -منذقدیم- بين التشيّع والتصوّف، وأن الشيعة على مدار تاريخهم يعتبرون التصوّف جسراً يصلون من خلاله إلى فساد معتقد أهل السنة والجماعة، وبسط نفوذهم من خلال ذلك.

    وقد أشبع جمع من الباحثين المعاصرين هذا الموضوع بالبحث، وطولوا في بسطه، وبيان أثره؛ ومن أهمهم: الدكتور كامل مصطفى الشيبي الشيعي في كتابيه: «الصلة بين التصوّف والتشيّع»، و«الفكر الشيعي ونزعات الصوفية حتى مطلع القرن الثاني عشر الهجري»، والدكتور فلاح مندكار السلفي في «العلاقة بين التشيع والتصوف»، ومحمد فاضل التقلاوي في «الشيعة والتصوف في بلاد النوبة»، والدكتور زياد عبدالله الحمام في «العلاقة بين الصوفية والإمامية»، ومحمد علي الجندي في «نظرية الإمامة بين الشيعة والمتصوفة»، وأحمد حامد الصراف في «الشبك من فرق الشيعة الغلاة (تاريخهم، عقائدهم، ترجمة كتابهم المقدس، علاقتهم بالحلاج والرومي والفرق الصوفية)»، وهاشم معروف الحسني الشيعي في «بين التصوف والتشيع »(۱)، ومحمد عبدالوهاب غانم في «الظاهر والباطن بين الشيعة الباطنية والصوفية» (مهم)، والدكتورة هيام في أطروحتها للدكتوراه: «الولاية والإمامة : الروابط الخفية بين الشيعة والصوفية».

    ومنه يعلم أن حقيقة المؤامرة ليست على ابن تيمية بشخصه؛ وإنما هي مؤامرة على منهجه ومعتقده؛ بل هي مؤامرة على أصل وجود أهل السنة.

    ولا أكتم القارئ سرّاً أن وجود أهل السنة -المفهوم العام- أصبح مهدداً باجتياح الرافضة، واتخاذهم المبتدعة والمنحرفين -ممن ينتسبون لأهل السنة- سُلّماً لقضاء مآربهم، والوصول لغاياتهم -لا قدر الله-».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 974-975)]

    __________
    (1)يظهر هذا شديداً في إجازات الشيعة من الصوفية، وترى نموذجاً واسعاً من ذلك في كتاب «المسلسلات في الإجازات محتوية على إجازات علماء الإسلام في حق والدي العلامة آية الله العظمى السيد أبي المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي»، في مجلدين ضخمين، طبع في قم سنة 1416 هـ، لنجله محمود المرعشي.
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  17. #57

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (56)

    بيْن الحافظ ابن كثير الشافعي وشيخه ابن تيمية الحنبلي


    قال الحافظ ابن كثير:

    «كنت في أول طلبي مجانباً لشيخ الإسلام ابن تيمية، ثم إني حضرتُ درسه بحلقة الثلاثاء من جامع دمشق، فأخذ بمجامع قلبي.

    ثم جئتُ إليه مرة أخرى وهو بالمدرسة الحنبلية، فصعدتُ السُّلّم إلى بيته؛ فرأيته وهو يشتغل بالعلم، وأثاث بيته يسير جداً، وله منارة من طين، عليها سراجه، فخطر بسرّي علماء زمانه، وما هم فيه من البسط في الدنيا والتوسع، ولم أنطق بذلك، فناداني الشيخ: يا إسماعيل! لا تكثر الفضول، فإن أولئك لم يذوقوا حلاوة العلم».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 874)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  18. #58

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (57)

    -هل كان شيخ الإسلام يطمع في الحكم -كما أشاع عنه أعدؤه-؟!
    -وطاعة ولي الأمر في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق...


    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:


    «أكد ابن تيمية أنه ليس له غرض فيما يقوم به من نشاط و تدریس واجتماع بالناس، وكان يركز على طاعته لأولياء الأمور(1) حتى يذب عن نفسه التهمة التي تعرضنا لها فيما ذكرناه من (المَعلم الأول)، وهو باطن القضية، قال -رحمه الله-:

    «أما هذه القضية؛ فليس لي فيها غرض معيّن أصلاً، ولستُ فيها إلا واحداً من المسلمين: لي ما لهم، وعليّ ما عليهم، وليس لي -ولله الحمد- حاجة إلى شيء معيّن يُطلب من المخلوق، ولا في ضرر يُطلب زواله من المخلوق؛ بل أنا في نعمة الله سابغة، ورحمة عظيمة، أعجز عن شكرها.

    ولكن عليّ أن أطيع الله ورسوله، وأطيع أولي الأمر إذا أمرونی بطاعة الله، فإذا أمروني بمعصية الله؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، هكذا دلَّ عليه الكتاب والسنة واتّفق عليه أئمة الأمة...».

    __________________
    (۱) لا قيام للدعوة -اليوم- من ناحية عملية إلا بإحياء هذا الأصل، وبلونا على أقوام قاموا على أولياء الأمور لنصرة الدين! وهؤلاء -أعني: الصادقین منهم، وإلا فالأدعياء كثر- لا للدين أقاموا، ولا لدعوتهم نصروا، وعرّضوا أنفسهم لما لا يطيقون من البلاء، وأُتوا من العجلة والجهل بأصول المصلحين والكبار، والأئمة الثقات.

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 983-984)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  19. #59

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (58)

    أليس لمكفري ابن تيمية ومضلليه في هذه العصور عقول؟!

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «نعم؛ ابن تيمية كسائر العلماء من حيث الصواب والخطأ، لكن ينبغي قبل محاكمته وإظهار المآخذ عليه: الإقرار بعلمه ودينه وصلاحه وتقواه، وأن من نازع في ذلك؛ فهو ظالم.

    أليس لمكفري ابن تيمية ومضلليه في هذه العصور عقول؟!
    إلى متى ستبقى تائهة في بحار الظلم والظلمات، وقناعاتهم قائمة على الظنون والترهات؟! فقد ظهرت المحجَّة، وقامت الحجة، وانتشرت كتبه بين العلماء، وسارت بها الركبان، وخُدِمت: تحقيقاً، وترجمة واختصاراً، وتهذيباً، ودراسةً، وتمحيصاً، وفيها ما ليس في غيرها، وتُفرح القلوب، وتروي الظمآن، وتروي الغليل، وتبرئ العليل
    .
    فلماذا هذا الحرمان منها؟!».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 854)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

  20. #60

    افتراضي رد: فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»

    فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسيم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (59)

    سر بقاء اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية إلى اليوم..

    قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:

    «ألم تحكم المحاكم الشرعية اليوم باختيارات ابن تيمية في الطلاق في سائر بلاد المسلمين؟ ألا يدل ذلك على قوتها، وبقاء الحياة فيها، وأنها لم تظهر ميزتها من بين سائر الأقوال وفق سنة الله في خلقه إلى هذه الأيام؛ لأن الباطل يموت بموت صاحبه؟ فيا ترى! ما سر بقاء هذا الاختيار؛ لولا قيام الأدلة والآثار عليه؟

    و یا تری! ما هو سر القبول لهذا الإمام، وبقاء ذكره، وإحياء تقريراته واختياراته، وإشغال الأمة بها؛ لولا أنه من الأئمة الكبار؟

    بتنا نعيش في زمن تحررت فيها العقول من التقليد والتبعات، وانفتحت وسائل التواصل للوصول إلى العلوم، ولا مجال فيه للإجبار والإكراه والإرهاب في القناعات، إنه زمن الحريات، يدلي فيه كل واحد بدلوه، وتتصارع فيه الآراء، وتضطرب فيه الأقوال، ولكن وَفق سنة الله في المدافعة لن يبقى إلا الأصلح والأحسن».

    [«الأغاليط في المراسيم السلطانية» (2/ 855)]
    «لا يزال أهل الغرب ظاهرين..»: «في الحديث بشارة عظيمة لمن كان في الشام من أنصار السنة المتمسكين بها،والذابين عنها،والصابرين في سبيل الدعوة إليها». «السلسلة الصحيحة» (965)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •