فوائد من كتاب: «الأغاليط في المراسم السلطانية الصادرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية»: (20)
حقيقة خصوم ابن تيمية في القديم والحديث(!)
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-:
«ولا أكتم القارئ أني لم أجد عذراً بعد سبر كلام ابن تيمية في جميع المواطن من كتبه في الكلام على (الجسم)؛ فكنتُ أحسب أنه أجمل الكلام في بعض المواطن على وجه لم یدرکه خصومه، فسبق إليهم الباطل فنسبوه إلى ابن تيمية، وتوسعوا في اللوازم فوقعوا في ذمه، دون الوقوف على تفصيل له في مكان آخر!
ولكني وجدتُ بالسبر أن كلامه فيه تفصيل، ولم أظفر بإجمال موهم يُتلمّس من خلاله عذر لمخالفيه، فهم -للأسف!- يثبتون كلاماً له، وهو يذكره في معرض النفي؛ بل لعل بعضهم نقل كلاماً له محتجاً به، وهو من دقائق الفهم، ويعزوه لنفسه، ولم ينسبه لابن تيمية، ومقداره لا يتحمل التجمل به، وسيأتي التمثيل عليه.
فخصومه المعاصرون يعرفون ذلك منه؛ ولذا يعمدون إلى اتهامه دون سياق حجج، ولا سيما النقلية، ولا ينقلون كلامه بطوله، ولكنهم يبحثون عن مضايق قلقة، وينفخون فيها بالتهويل، وعند فحص كلام ابن تيمية والرجوع إليه؛ تجد كلامهم «هراء لا قيمة له».
وفي المثال السابق في كلام العلاء البخاري والتعليق عليه أكبر دلیل، إذا قارنته بما في «منهاج السنة النبوية» (2/ 538-539، 565-566) أو غيره من كتبه وكتب أتباعه، افحص تجد».
[«الأغاليط في المراسم السلطانية» (1 / 346- 347)]