6567 - (اللهم أركسهما في الفتنة ركساً، ودُعَّهما إلى النار دعّاً) .
منكر.
أخرجه أحمد (4/421) ، والبزار (2/453/2093) ، وأبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (4225) -، ومن طريقه ابن حبان في "الضعفاء"
(3/101) ، وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/28) من طريق يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص [عن أبي هلال العكي] عن أبي برزة قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت غناء، فقال:
"انظروا ما هذا؟ ".
فصعدت فنظرت، فإذا معاوية وعمرو يغنيان، فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:....فذكره، والسياق لابن حبان، وليس عنده: (أبو هلال العكي) ، وبه
أعله البزار، فقال عقبه:
"أبو هلال العكي، غير معروف".
وأعله ابن الجوزي بعلة أخرى، فقال:
"حديث لا يصح، ويزيد بن أبي زياد، كان يلقن في آخر عمره فيلقن، قال علي ويحيى: لا يحتج بحديثه. وقال ابن المبارك: ارم به. وقال ابن عدي: كل رواياته لا يتابع عليها".
وتعقبه السيوطي في "اللآلي" (1/427) بقوله:
"هذا لا يقتضي الوضع ... وله شاهد من حديث ابن عباس....".
ثم ساقه من رواية الطبراني، ولا يصح الاستشهاد به، لشدة ضعفه، أخرجه في "المعجم الكبير" (11/38/10970) من طريق عيسى بن سوادة النخعي عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت رجلين ... الحديث.
قال الهيثمي في "المجمع" (8/121) :
"رواه الطبراني. وفيه عيسى بن سوادة النخعي، وهو كذاب".
ولعله خفي على السيوطي حاله، لأنه وقع عنده محرفاً إلى (عيسى بن الأسود النخعي) .
أقول هذا من باب: (التمس لأخيك عذراً) ، وإلا، فالسيوطي متساهل معروف بذلك، ومنه أنه ساق عقبه من رواية ابن قانع في "معجمه" من طريق سعيد (كذا) أبي العباس التيمي: حدثنا سيف بن عمر: حدثني أبو عمر مولى إبراهيم بن طلحة عن زيد بن أسلم عن صالح شقران قال:
بينما نحن ليلة في سفر ... الحديث نحوه، لكن فيه:
"فإذا هو معاوية بن رافع، وعمرو بن رفاعة بن التابوت.....". وزاده في آخره:
"فمات عمرو بن رفاعة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم من السفر".
وختم السيوطي كلامه على الحديث بقوله:
"فهذه الرواية أزالت الإشكال، وبينت أن الوهم وقع في الحديث الأول في لفظة واحدة وهي قوله: (ابن العاص) ... وإنما هو: (ابن رفاعة) ، أحد المنافقين، وكذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين. والله أعلم!
قلت: يقال له: (أثبت العرش ثم انقش) ، فهذه الرواية في الضعف الشديد مثل حديث ابن عباس، يكفي أن فيها: (سيف بن عمر) - وهو: التميمي صاحب "الفتوح" -، قال الذهبي في "المغني":


"متروك باتفاق".
والرواي عنه (سعيد) محرف ... صوابه: (شعيب) - هو: ابن إبراهيم -، ففي ترجمته ساق حديثه هذا ابن عدي في "الكامل" (4/4) وقال:
"ليس بذلك المعروف، ومقدار ما يرويه من الحديث فيه بعض النكرة". وقال الذهبي:
"هو رواية كتب (سيف) ، فيه جهالة".
واغتر بكلام السيوطي الشيخ الأعظمي، فقال في تعليقه على "كشف الأستار":
"والصواب أن الحديث حسن، وأن اللذين كانا ينشدان: معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة، وهما منافقان....".
وجهل أو تجاهل مانقله ابن الجوزي وغيره عن الأئمة من جرحه، وقول الذهبي في حديثه هذا:
"غريب منكر".

الكتاب: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني