أنا والشباب
محمد عبد العاطي الترهوني


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أشرف الخلق وأكرم البشر سيد ولد آدم، الرحمة المهداة والنعمة المسداة خير من لمست قدماه الحصى، وبعد:
أخي الشاب، أختي الكريمة أحدثكم حديثاً عن الشباب ودوره، وأسال الله أن يهدي كل الشباب إلى طريق الحق المستقيم.
أخي الكريم إعلم أن الشباب هم عصب الحياة، وبهم تعلو الأمم، وإذا كان الشباب لهم دور في أي مكان فاعلم بأن النبض مستمر، وإذا انهزم الشباب انهزمت الأمة وضاعت سيادتها، وكل فكرة تنجح إذا قوي الإيمان بها وتوفر الإخلاص في إدراكها ووجدت الهمة الدافعة إليها والعمل على تحقيقها، وهذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والهمة، والعمل، لا توجد مجموعة غالباً إلا في الشباب، ولذا وجب عليهم التفكر والعمل بإخلاص مع همة تنبض ولا تتوقف.
أخي الكريم لا أريد أن أتكلم بلا واقع عملي ملموس، ولكن هناك الأمثلة على دور الشباب وواجباتهم قال -تعالى-: (إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى) الكهف13 وانظر إلى قوله: ( فتية)، ومن هنا كثرت الواجبات وعظمت التبعات ولهذا يلعب الغرب على الشباب، فتارة بالأفلام، وتارة بالموضات والرقصات، وغير ذلك؛ لأنه إذا ضيع شباب الإسلام، فمن يبقى؟
إذن أخي دورك كبير وعظيم، فاعمل قبل ألا تستطيع أن تعمل، انظر إلى خالد بن الوليد، انظر إلى أسامه بن زيد، انظر إلى عبد الله بن عمر وابن مسعود وغيرهم ممن أعلى الله مكانتهم ورفع درجتهم، وإياك والكسل لن تسود أمتنا العالم إلا إذا ارتفعت همتها وكثرت صلتها بربها وقام شبابها كما كانوا بالأمس خلف رسول الله بالجهد والمال والعدة.
أخي بالله عليك كفاني وكفاك غفلة، ماذا قدمت أنا وأنت لديننا؟ الجدال أم الكسل أم المعاصي أم أم أم؟ أجبني وأجيبك أين نحن من صحب رسول الله؟ أين أين أذكرك بالله، وأنشدك الله، فلا تركع لغير الله، وبادر بالرجوع إليه، تسعد وترقى.