تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أَهلَه..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أَهلَه..

    *لمَّا أنزلَ اللَّهُ علَى رسولِه: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ، اشتدَّ ذلِك علَيهِ وضاقَ بِه ذرعًا، فجلَسَ في بيتِه كالمريضِ، فأتتهُ عمَّاتُه يعُدنَه، فقال: ما اشتَكيتُ شيئًا ولَكنَّ اللَّهَ أمرَني أن أنذِرَ عَشيرتي. فقُلنَ لَه: فادعُهم ولا تَدعُ أبا لَهبٍ فيهِم فإنَّهُ غيرُ مجيبِكَ. فدعاهُم فحضروا ومعَهم نفرُ بني المطَّلبِ بنِ عبدِ منافٍ، فَكانوا خمسةً وأربَعينَ رجلًا، فبادرَه أبو لَهبٍ وقال: هؤلاءِ هُم عُمومتُك وبنو عمِّك، فتَكلَّم ودعِ الصُّباةَ، واعلم أنَّهُ ليسَ لقومِك بالعرَبِ قاطبةً طاقَةٌ، وأنا أحقَّ من أخذَك فحبسَك بنو أبيكَ، وإن أقَمتَ علَى ما أنتَ علَيهِ فَهوَ أيسَرُ عليهِم من أن يثبَ بِك بطونُ قريشٍ وتمدَّهمُ العرَبُ، فما رأيتُ أحدًا جاءَ علَى بني أبيهِ بشرٍّ ما جئتَهم بِه. فسَكتَ رسولُ اللَّهِ ولم يتَكلَّم في ذلِك المجلسِ. ثمَّ دعاهم ثانيةً وقال: الحمدُ للَّهِ، أحمدُه وأستعينُه وأومنُ بِه وأتوَكَّلُ علَيهِ وأشهدُ أن لا إلَه إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لَه ، ثمَّ قال: إنَّ*الرَّائدَ*ل ا يَكذِبُ أَهلَه، واللَّهِ الَّذي لا إلَه إلَّا هوَ إنِّي رسولُ اللَّهِ إليكُم خاصَّةً وإلى النَّاسِ عامَّةً، واللَّهِ لتَموتُنَّ كما تَنامونَ، ولتُبعثنَّ كما تستيقِظونَ، ولتحاسَبُنَّ بما تعمَلونَ، وإنَّها للجنَّةُ أبدًا والنَّارُ أبدًا فقالَ أبو طالبٍ: ما أحَبَّ إلينا معاونتَك وأقبَلَنا لنصيحتِك وأشدَّ تصديقِنا لحديثِكَ،وَهؤلا ءِ بنو أبيكَ مجتَمعونَ، وإنَّما أنا أحدُهم، غيرَ أنِّي أسرَعُهم إلى ما تُحِبُّ، فامضِ لما أُمِرتَ بِه فواللَّهِ لا أزالُ أحوطُك وأمنعُكَ، غيرَ أنَّ نفسي لا تطاوِعُني علَى فراقِ دينِ عبدِ المطَّلب فقالَ أبو لَهبٍ: هذِه واللَّهِ السَّوأةَ خُذوا علَى يديهِ قبلَ أن يأخذَكم غيرُكم. فقالَ أبو طالبٍ: واللَّهِ لنَمنعنَّهُ ما بقينا

    ماصحة هذا الحديث؟

  2. #2

    افتراضي رد: إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أَهلَه..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    *لمَّا أنزلَ اللَّهُ علَى رسولِه: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ، اشتدَّ ذلِك علَيهِ وضاقَ بِه ذرعًا، فجلَسَ في بيتِه كالمريضِ، فأتتهُ عمَّاتُه يعُدنَه،
    فقال: ما اشتَكيتُ شيئًا ولَكنَّ اللَّهَ أمرَني أن أنذِرَ عَشيرتي.
    فقُلنَ لَه: فادعُهم ولا تَدعُ أبا لَهبٍ فيهِم فإنَّهُ غيرُ مجيبِكَ. فدعاهُم فحضروا ومعَهم نفرُ بني المطَّلبِ بنِ عبدِ منافٍ، فَكانوا خمسةً وأربَعينَ رجلًا، فبادرَه أبو لَهبٍ وقال: هؤلاءِ هُم عُمومتُك وبنو عمِّك، فتَكلَّم ودعِ الصُّباةَ،
    واعلم أنَّهُ ليسَ لقومِك بالعرَبِ قاطبةً طاقَةٌ، وأنا أحقَّ من أخذَك فحبسَك بنو أبيكَ، وإن أقَمتَ علَى ما أنتَ علَيهِ فَهوَ أيسَرُ عليهِم من أن يثبَ بِك بطونُ قريشٍ وتمدَّهمُ العرَبُ، فما رأيتُ أحدًا جاءَ علَى بني أبيهِ بشرٍّ ما جئتَهم بِه.
    فسَكتَ رسولُ اللَّهِ ولم يتَكلَّم في ذلِك المجلسِ.
    ثمَّ دعاهم ثانيةً وقال: الحمدُ للَّهِ، أحمدُه وأستعينُه وأومنُ بِه وأتوَكَّلُ علَيهِ وأشهدُ أن لا إلَه إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لَه ، ثمَّ قال:
    إنَّ*الرَّائدَ*ل ا يَكذِبُ أَهلَه، واللَّهِ الَّذي لا إلَه إلَّا هوَ إنِّي رسولُ اللَّهِ إليكُم خاصَّةً وإلى النَّاسِ عامَّةً، واللَّهِ لتَموتُنَّ كما تَنامونَ، ولتُبعثنَّ كما تستيقِظونَ، ولتحاسَبُنَّ بما تعمَلونَ، وإنَّها للجنَّةُ أبدًا والنَّارُ أبدًا.
    فقالَ أبو طالبٍ: ما أحَبَّ إلينا معاونتَك وأقبَلَنا لنصيحتِك وأشدَّ تصديقِنا لحديثِكَ،وَهؤلا ءِ بنو أبيكَ مجتَمعونَ، وإنَّما أنا أحدُهم، غيرَ أنِّي أسرَعُهم إلى ما تُحِبُّ،
    فامضِ لما أُمِرتَ بِه فواللَّهِ لا أزالُ أحوطُك وأمنعُكَ، غيرَ أنَّ نفسي لا تطاوِعُني علَى فراقِ دينِ عبدِ المطَّلب
    فقالَ أبو لَهبٍ: هذِه واللَّهِ السَّوأةَ خُذوا علَى يديهِ قبلَ أن يأخذَكم غيرُكم.
    فقالَ أبو طالبٍ: واللَّهِ لنَمنعنَّهُ ما بقينا

    ماصحة هذا الحديث؟
    أخرجه البلاذري في الأنساب (1/134) فقال:
    وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ، قَالَ: فذكره وفيه بعض الزيادات التي لم تذكر.
    وهذا مرسل موضوع.
    فيه الواقدي وابن أبي سبرة متهمان بالوضع، وعمر بن عبد الله مجهول.
    وقد روي في روايات أخرى لكن بذكر علي رضي الله عنه ومرة بذكر أبي الدرداء رضي الله عنه ولا يصح عنهما.

    والله أعلم.


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أَهلَه..

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أَهلَه..

    كرما منكم إيراد بقية الروايات لنستفيد من تخريجها وتحقيقها ؟

  5. #5

    افتراضي رد: إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أَهلَه..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    كرما منكم إيراد بقية الروايات لنستفيد من تخريجها وتحقيقها ؟
    - رواية علي رضي الله عنه:
    أخرج أحمد في مسنده [1375] فقال: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
    "جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ أَوْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ، بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فِيهِمْ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ، وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ، قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ مُدًّا مِنْ طَعَامٍ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، قَالَ: وَبَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ، ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ، فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا، وَبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ أَوْ لَمْ يُشْرَبْ، فَقَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي بُعِثْتُ لَكُمْ خَاصَّةً، وَإِلَى النَّاسِ بِعَامَّةٍ، وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رَأَيْتُمْ، فَأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَصَاحِبِي؟ "، قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ أَحَدٌ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، قَالَ: فَقَالَ: " اجْلِسْ "، قَالَ: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ لِي: " اجْلِسْ "، حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف، فيه جهالة ربيعة بن ناجد ذكره ابن حبان في الثقات (1/130) على قاعدته في توثيق المجاهيل، ووثقه العجلي (ص: 15)، وتوثيق العجلي فيه تساهل، ونقل مغلطاي (4/346) عن «كتاب الصريفيني»: "روى عنه أبو صادق خبرا منكرا".
    قلتُ: ولم يروِ عنه إلا أبو صادق وهو عبد الله بن ناجد الأزدي، فكيف تسبر مروياته ولم يروِ عنه إلا واحد؟، وقد ترجم له ابن أبي حاتم [2120]، ولم يذكر له جرح ولا تعديل، قال الذهبي في الميزان: لا يكاد يعرف"، وفي المغني قال: "فيه جهالة".
    وقد روي من طريق ءاخر أخرجه أحمد في مسنده [885]، فقال: نا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، نا شَرِيكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: فذكر نحوه إلا أنه قال:
    " مَنْ يَضْمَنُ عَنِّي دَيْنِي وَمَوَاعِيدِي، وَيَكُونُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، وَيَكُونُ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي؟ "، فَقَالَ رَجُلٌ، لَمْ يُسَمِّهِ شَرِيكٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ كُنْتَ بَحْرًا، مَنْ يَقُومُ بِهَذَا؟ ! قَالَ: ثُمَّ قَالَ الْآخَرُ، قَالَ: فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف وقد يكون فيه انقطاع فإن سماع عباد الأسدي عن علي رضي الله عنه فيه نظر كما أشار البخاري، وعباد بن عبد الله الأسدي الكوفي "ضعيف"، كذا قال علي ابن المديني والحافظ ابن حجر في التتقريب.
    وسئل أحمد بن حنبل عن حديثه فقال : "اضرب عليه فإنه حديث منكر"، وقال البخاري: "فيه نظر"، وقال ابن حزم: "مجهول"، وقال الذهبي: "تركوه"، واتهمه ابن الجوزي بالوضع.
    وذكره ابن عدي والعقيلي في كتابيهما المتتبع للرواة الضعفاء، وذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته، ووثقه العجلي تساهلا.
    وفي الإسناد شريك بن عبد الله النخعي "صدوق يخطىء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة"،كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
    بل وإن من علامات غرابة الروايتين السابقتين أن قد أخرج البزار في مسنده كما في كشف الأستار [2415]، قال:
    حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْكِنْدِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ خَتَنُ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: فذكر نحوه.
    قَالَ الْبَزَّارُ: "لا نَعْلَمُ رَوَاهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُتَّصِلا، إِلا مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ". اهـ.
    قلتُ: وهذا الإسناد منكر، فيه عبد الغفار بن القاسم النجاري "كذاب"، كذا قال أبو داود، "متروك الحديث"، كذا قال أبو حاتم الرازي والنسائي والدارقطني، "يضع الحديث"، كذا قال علي ابن المديني.
    وأخرج الطحاوي في شرح المعاني الآثار [3496]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيّ ُ، قَالَ: ثنا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فذكره مختصرًا.
    وهذا الإسناد منكر، مسلسل بالعلل إلى عبد الله بن عبد القدوس "رافضي خبيث، ليس بشيء"، كذا قال يحيى بن معين، وذكره في الضعفاء والمتروكين، وقال: "ضعيف"، وكذا قال أبو داود اولنسائي ذكره في الضعفاء والمتروكين، وقال: "ليس بثقة".
    والراوي عنه عباد بن يعقوب "فيه غلو فيما فيه من التشيع وروى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم"، كذا قال ابن عدي.
    وقال ابن حبان: "رافضيا داعية إلى الرفض ومع ذلك ، يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك"، وتركه ابن خزيمة بآخره.
    والراوي عنه محمد بن عبد الله الأصبهاني فيه جهالة، ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق بلا جرح ولا تعديل، وقد توبع من قبل محمد بن القاسم المحاربي برواية أشبع كما في تاريخ دمشق (42/47)، ولكن "نكلم فيه"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
    وقد تويع من قبل عبد الله بن زاهر الرازي كما في السفر الثاني من تاريخ ابن أبي خيثمة [2464] مختصرًا ولكن قال عنه الذهبي: "قد أغنى الله عليا أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل"، وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة، وقال : "متهم بالوضع". اهـ.
    قلتُ: وعباد بن يعقوب قد خولف، فأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره [16015]، فقال: حَدَّثنا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَيْسَرَةَ الْحَارِثِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: فذكره.
    وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن عبد القدوس ضعيف كما مر بيان حاله، وفيه انقطاع بين عبد الله بن الحارث وهو الزبيدي وبين علي رضي الله عنه، والحسين بن عيسى الحارثي "صدوق"، كذا قال أبو حاتم الرازي.
    وأما رواية أبي الدرداء رضي الله عنه:
    أخرجه الطبراني في مسند الشاميين [929] ومن طريقه ابن عساكر (47/113)، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيّ ُ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلا وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ:
    " اجْمَعْ لِي بَنِي هَاشِمٍ فِي دَارٍ "، قَالَ: فَجَمَعَهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَ الدَّارَ، فَجَلَسَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " افْتَحْ لِي بَابَ الدَّارِ "، فَقَالَ: " هَلْ فِيكُمْ غَرِيبٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ "، قَالُوا: لا، إِلا ابْنُ أُخْتِنَا، وَكَانَ رَجُلا مِنَ الأَشْعَرِيِّين َ، فَقَالَ: " ابْنُ أُخْتِكُمْ مِنْكُمْ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَى الْخَلْقِ عَامَّةً، وَبَعَثَنِي إِلَيْكُمْ خَاصَّةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الأَقْرَبِينَ، فَإِيَّايَ لا تَأْتِينَ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقْتَسِمُونَ مُلْكَ الآخِرَةِ، وَتَأْتُونِي تَحْمِلُونَ الدُّنْيَا عَلَى رِقَابِكُمْ تُدْلُونَ بِقَرَابَتِكُمْ ، فَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي مِنْ جَمِيعِ أُمَّتِي الْمُتَّقُونَ، وَإِنَّ لَكُمْ دَعْوَةٌ مُجَابَةٌ، فَأَقِيمُوا فِيهَا جَمِيعًا بَيْنَكُمْ "، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ، وَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، قَالَ: فَلَمَّا قَضَى رَغْبَتَهُمْ جَعَلَ يَسْأَلُ مَنْ يَلِيهِ: " بِمَاذَا دَعَوْتَ؟ "، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَدْ حَضَرَ ذَلِكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَافِعًا يَدَهُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى حَضَرَ مَعَهُمُ الرَّغْبَةَ، فَسَأَلَهُ يَوْمَئِذٍ: " بِمَ دَعَوْتَ بِهِ يَا عُوَيْمِرُ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا، وَجَنَّاتِ عَدْنٍ نَفْلا، فِي مُعَافَاةٍ مِنْكَ وَرَحْمَةٍ، وَخَيْرٍ عَافِيَةٍ، وَعِلْمٍ يُنْسَأُ، فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: " ذَهَبْتَ بِهَا يَا عُوَيْمِرُ ". اهـ.
    وهذا إسناد ضعيف مرسل، فيه يحيى بن عبد الله البابلتي "ضعيف"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
    ويستغنى عن هذا ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}،
    قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا،
    وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ". اهـ، واللفظ للبخاري.
    وأخرج البخاري في صحيحه [3526] من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}، جَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ". اهـ.
    والله أعلم.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إنَّ الرَّائدَ لا يَكذِبُ أَهلَه..

    فتح الله عليكم وزادكم من فضله.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •