جزاكم الله خيرا ونفع بكم
رحم الله الشيخ و جازاه عنا كل خير،
المعادلة صعبة في الواقع حيث أنه على المرأ النظر إلى طبيعة الزمان و أهله ثم التفكير في الطرق المثلى لإخراجهم مما فيه. في سنة 2010 بدأت شرارة ما يسمى باطلا بالربيع العربي و خرج التونسيون إلى الشوارع منددين و منكرين لما وصل إليه حاكمهم من الفساد فحاولوا تغيير ذلك المنكر بقلوبهم و ألسنتهم و أيديهم كل حسب إستطاعته. أما أولئك الذين أنكروا بألسنتهم فقد تكلموا يومها و ظلوا منذ ذلك اليوم يتكلمون إلى يومنا هذا و ليس هنالك أي بوادر لأن يصمتوا بل إن عدد المتكلمين في تزايد مستمر كيف لا و الكلام (إضافة إلى شرب الشاي) هو أفضل ما يحب العرب القيام به و تقريبا الشيء الوحيد الذي يتقنونه؟
أما أولئك الذين أنكروا بأيديهم فقد خرجوا للشوارع و خربوا و سرقوا و فعلوا جميع أنواع المنكرات (هل يكون إنكار المنكر بمنكر مثله) و ظل الحال كذلك منذ يومها و لئن كانت تونس من الدول المحظوظة حيث هدأت فيها الأمور نسبيا فإن أغلب الدول التي أنجزت على منوالها (أي ما يسمى باطلا بالثورات) قد خُرِّبت خرابا عظيما و لك في سوريا و اليمن و ليبيا خير مثال و نسأل الله العزيز أن يحفظ مصر.
هل زمننا زمن إنكار باليد و اللسان و القلب أم أنه كان يكفي لو أنكر الناس بالقلب؟ لقد كلفنا الإنكار باللسان و اليد مئات آلاف أرواح المسلمين إلى جانب مليارات من الدولارات و لم نر دولة بل مدينة واحدة صارت فيها الأمور أفضل مما كانت عليه، فهل كان الأجدر بالناس أن يكتفوا بالإنكار القلوب حتى يحدث الله أمرا؟ هل فهم المسلمون و العرب الدرس؟ ويل للعرب من شر قد إقترب.
بارك الله فيك ...