بسم الله الرحمن الرحيم
أخوة المجلس
د. محمد حكمت وليد ... طبيب العيون السوري , شاعر من شعراء الإخوان , عضو رابطة الأدب الإسلامي , من مدينة اللاذقية من مدن سورية يعيش الآن في جُدّة
أراد أن يصبح أديباً , ولكن لفقر أبيه , درس الطب ليساعده !!
فقال :
خلق القلب أديبا لم يكن يوماً طبيبا
غير أن الله لما قسم الطب نصيبا
عشق الشعر فؤادي فاكتوى النار لهيبا
وتراه والهوى ألبسه بُرْدا قشيبا
يحمد الطبَّ ولكن يعشق الشعر الحبيبا
له قصائدٌ جميلة , جمعها في دواوين مطبوعة , من شعر ( التفعيلة ) و ( العمودي )
ولكنه مبدع حقاً
هوَ شاعر الإيمان والثورة , ملأ قصائده بنفسٍ زكيّة وأدبٍ محلق ..
يقول في بعض قصائده عندما سأله صديقه ( سعد ) عن عنوانه الدائم , و من المعلوم أنه لا يستطيع الذهاب إلى وطنه :
عنواني الدائمُ؟
عنواني؟
أو تسألني عن عنواني؟
يا ويح العصر..
وويحَ قوافل هذا العمر..
وويحَ فؤاديَ وجَناني..
* * *
عُنواني الدائمُ تطلبهُ؟
ما أعجَبَهُ مِنْ عنوانِ!!
عُنواني يَسكنُ بين النهرِ
وبينَ الحَوْر..
وبين تحدي ظلم العصر
وبين سُطور الأحزانِ..
* * *
عُنواني طيرٌ بَحري..
يَشكو من هجرِ الشُّطآنِ..
وَمَحارةُ حبٍ هائمةٌ
تاهتْ في شُعَب المَرجانِ
أُضمومُة وردٍ ذابلةٌ..
تشتاقُ لِعَودة نيسانِ
وقصيدة حُبٍّ غاضبةٌ..
تَزأرُ في وجهِ الطّغيانِ...
عُنواني يُبحرُ فوقَ الموجِ..
وتحت الموجِ..
وفوقَ المَدِّ..
وتحتَ الجَزْرِ..
وعند صخورِ الخُلجانِ..
لا مرفأُ أبدأ يقبُلهُ..
كي يرسو عند الشطآنِ..
* * *
عنواني غادرَ مَسكنه..
قد هاجرَ يحلمُ بالثوراتِ.. وبالجنّاتِ..
وبيتٍ بين شعاعِ الشمسِ..
وضوءِ البدر النُّوراني..
قد هاجرَ يحلمُ ببلادٍ..
تسمو بحقوق الإنسانِ..
وتدين بشرع الرحمنِ..
ما زال يُحلِّقُ في الأجواءِ
ويَسبرُ أغوار الأعماقِ..
يُجدِّف بين النيرانِ..
* * *
عنواني يبحثُ عن بيتٍ
عنواني يبحثُ عن وطنٍ..
حٍُرٍ.. أهواهُ ويَهواني..
* * *
عُنواني يصحو وَسْط ظلام الليلِ..
يَجوبُ الأرضَ..
ويركبُ خيلَ الحُلْمِ..
ويَصهلُ فوق بيوتِ الشام..
يُقبل عِطر الغُوطةِ..
يَرقُدُ عند حقول المُشْمُشِ..
يقطفُ زهر اللوزِ..
ويسقي وردَ الجيرانِ..
يا سعدُ أتطلبُ عنواني؟
عنواني الدائم يا سعدُ..
في عُمُق الهمِّ الإنساني..
وإذا ما سِرتَ بهذا الكون..
ولاح بقلبِ الظلمة نورٌ..
يَهتِكُ ستر الليل..
ليولدَ نورُ الفجر...
يُفَتِّحُ ورقَ الوَردِ..
ويعصرُ قلبَ الشَّهدِ
ويعقدُ حبل الوُدِّ الرَّوحاني..
فاخْشع للنورِ وخالقه..
واضمُمْهُ فذلكَ عنواني..
* * *
وإذا أبصرتَ رؤى طفلٍ..
عند المرفأِ..
يحملُ طهرَ الموجِ..
وعمقَ البحر..
وصحو البحرِ..
وصحو الفجرِ..
فقبل عينيه طويلاً..
واحضُنْه فذلك عنواني
* * *
عنواني يقطن بين سطور العِزِّ..
وبين تراثِ المجدِ..
وبين رماح الهندِ..
وبين شعابِ الإيمانِ..
وتراه هنالك مَحفوراً..
في قلب الصخر..
بِظفر الصبر..
ونبض القلبِ..
وبَوح الحُبِّ..
وفي أشعار الرُّكبانِ..
الشاهد :
أن له عدة دواوين :
( 1 ) أشواق الغرباء : دار المطبوعات الحديثة - جدة .
( 2 ) تراتيل للغد الآتي : دار القبلة - جدة .
( 3 ) حكايات أروى ( قصص شعرية ) : دار القبلة - جدة .
وله كتابٌ في الطب هو : ( معجم العين وأمراضها ) - منظمة الصحة العالمية .
ومن باب الإستطراد :
الكتب الطبية مجال واسع , ومن أراد الإفادة فحياه الله , وذلك حسب دراستي في ( الطب ) !!
يعكف على كتابة ( مذكرات طبيب )
ولا تنسوني من الدعاء
حياكم الله