تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 122

الموضوع: استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي استدراكات: (ابن كثير) على: (ابن الصلاح) في كتاب: (اختصار علوم الحديث).

    شرح اختصار علوم الحديث، والمشهور لدى كثير من طلبة العلم: بـ (الباعث الحثيث)، له مكانته عند طلبة علم، ولا أكون مبالغًا لو قلت: ما من طالبٍ لعلم الحديث وإلاَّ وقد مرَّ على هذا الكتاب النافع، ومن المعلوم أن ابن كثير عندما اختصر هذا الكتاب، كانت له تعليقات واستدراكات وتوضيحات وترجيحات مهمة على هذا الكتاب.
    ومن باب التناصح والمذاكرة النافعة رأيت أن أذكر بعضًا من هذه الاستدراكات، عسى أن أكون بذلك مفتاحًا للخير، ودالًا على علم ينتفع به في الدنيا والآخرة، فهل من مشمر عن ساعد الجد؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    1 - بعد أن ذكر ابن الصلاح تعداد أنواع الحديث، وعدَّها: (65 نوعًا).

    استدرك ابن كثير قائلًا: (قلت: وفي هذا كلِّه نظر، بل في بسطه هذه الأنواع إلى هذا العدد نظر؛ إذا يمكن إدماج بعضها في بعض، وكان أليق مما ذكره.
    ثم إنه قد فرَّق بين المتماثلات منها بعضها عن بعض، وكان اللائق ذكر كل نوع إلى جانب ما يناسبه).


    قلت: (أبو البراء) : والحاصل أن طريقة العلماء في تصنيف المصطلح تنقسم إلى قسمين:
    الأولى: التأصيل ثم التفريع، وهي ما مال إليها ابن كثير.
    الثانية: التفريع ثم التأصيل، وهي ما مال إليها ابن الصلاح.
    وفي كل خير، فطريقة التأصيل ثم التفريع: تتميز بالاختصار وسهولة الحفظ.
    أما
    طريقة التفريع ثم التأصيل: تتميز بالتسهيل والتبسيط والمرور على كل المصطلحات. والله أعلم.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    الأولى: التأصيل ثم التفريع، وهي ما مال إليها ابن كثير.
    الثانية: التفريع ثم التأصيل، وهي ما مال إليها ابن الصلاح.

    نفع الله بك أبا البراء .
    لكن كيف مال ابن كثير إلى طريقة التأصيل ثم التفريع ، وقد تبع ابن الصلاح في طريقة التفريع ؟! يذكر أنواع الحديث على النسق الموجود في كتابه .
    فالصواب أن يقال : إن ابن كثير تبع ابن الصلاح في طريقة التفريع ثم التأصيل . فكلاهما يتبع هذه الطريقة .
    أما الخطيب البغدادي فقد تبع التأصيل ، والتفريع تابع لذلك ، وكتابه "الكفاية" شاهد وأكبر دليل على هذا .
    وقد مشى على طريقة التفريع أكثرُ من صنف في مصطلح الحديث .
    والله أعلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نفع الله بك أبا البراء .
    لكن كيف مال ابن كثير إلى طريقة التأصيل ثم التفريع ، وقد تبع ابن الصلاح في طريقة التفريع ؟! يذكر أنواع الحديث على النسق الموجود في كتابه .
    فالصواب أن يقال : إن ابن كثير تبع ابن الصلاح في طريقة التفريع ثم التأصيل . فكلاهما يتبع هذه الطريقة .
    أما الخطيب البغدادي فقد تبع التأصيل ، والتفريع تابع لذلك ، وكتابه "الكفاية" شاهد وأكبر دليل على هذا .
    وقد مشى على طريقة التفريع أكثرُ من صنف في مصطلح الحديث .
    والله أعلم .
    وفيك بارك الله شيخنا، ظني والله أعلم أن ابن كثير مال إلى التأصيل، ويشهد لذلك كلامه واعتراضه على ابن الصلاح، حيث قال: (إذا يمكن إدماج بعضها في بعض، وكان أليق مما ذكره).

    أما عن كونه تبع ابن الصلاح في طريقته؛ لأنها طريقة صاحب الكتاب فهو شارحًا، وليس منشأ لكتاب؛ لذا حافظ على ترتيب الكتاب، ويدل عليه قوله:
    (وهذا تنويع الشيخ أبي عمرو وترتيبه رحمه الله).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي

    إذن هو مشى على طريقة ابن الصلاح وراعى ترتيبه فهو لم ينشأ طريقة أخرى فضلا عن أن يميل إليها ، غاية الأمر أنه يستدرك عليه ويخالفه في بعض ما يذهب إليه .
    والبحث هنا: هل مشى على طريقة التأصيل التي لا تتعرض للتفريع ـ إلا عرضا لا قصدا ـ كما هو حال الخطيب، أم أنه يتبع طريقة التفريع التي يذكر فيها أنواع الحديث والتي هي طريقة ابن الصلاح في التفريع ، والتأصيل يأتي تبعا ؟
    أظن أن الجواب واضح جدا في أنه يتبع طريقة التفريع وهي طريقة ابن الصلاح رحمهما الله .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    2 - ذكر ابن الصلاح في تقسيم الحديث إلى أنواعه صحة وضعفًا، ومال إلى تقسيمه إلى: صحيح وحسن وضعيف.

    واستدرك ابن كثير عليه قائلًا: (قلت: هذا التقسيم إن كان بالنسبة إلى ما في نفس الأمر-أي: حقيقة الأمر من حيث القبول والرد-فليس إلا صحيح أوضعيف، وإن كان بالنسبة إلى اصطلاح المحدثين ينقسم عندهم إلى أكثر من ذلك، كما قد ذكره آنفًا هو وغيره أيضًا).

    قلت: (أبو البراء): تقسيم الحديث له حالتان:
    الأولى: من حيث الصحة والضعف، أو من حيث القبول والرد، فينقسم حينها إلى القسمة الثنائية: (صحيح أو ضعيف)، كما مال ابن كثير.
    الثانية: من حيث حال الرواة، فينقسم حينها إلى القسمة الثلاثية: (صحيح وحسن وضعيف)، كما مال ابن الصلاح. والله أعلم.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    إذن هو مشى على طريقة ابن الصلاح وراعى ترتيبه فهو لم ينشأ طريقة أخرى فضلا عن أن يميل إليها ، غاية الأمر أنه يستدرك عليه ويخالفه في بعض ما يذهب إليه .
    والبحث هنا: هل مشى على طريقة التأصيل التي لا تتعرض للتفريع ـ إلا عرضا لا قصدا ـ كما هو حال الخطيب، أم أنه يتبع طريقة التفريع التي يذكر فيها أنواع الحديث والتي هي طريقة ابن الصلاح في التفريع ، والتأصيل يأتي تبعا ؟
    أظن أن الجواب واضح جدا في أنه يتبع طريقة التفريع وهي طريقة ابن الصلاح رحمهما الله .
    ظني شيخي الحبيب الفاضل:
    إن سلوكه مسلك ابن صلاح في الترتيب مراعاة لنسق وترتيب الكتاب، ومما يؤكد ميلي استدراكه على ابن الصلاح في تقسيم الحديث إلى القسمة الثلاثية. والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي

    نفع الله بك أبا البراء .
    نعم ما تذكره إنما هو استداكات من ابن كثير وقد يرجعه للتأصيل في بعض الأحيان وهذا في داخل الأبحاث التي مشى فيها على طريقة التفريع .
    والسؤال : هل مشى ابن كثير على طريقة تعداد أنواع الحديث أم لا ؟
    فإن قلنا : نعم ، فالجواب كما قلت : واضح ، ولا يسعنا إلا هو ، وإن قلنا : لا ، فطريقة الكتاب بين أيدينا تبين خطأ قائله .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي

    نحن ننظر إلى صنيع ابن كثير في ذكر تعداده لأنواع الحديث ، وقد تبع فيه ابن الصلاح ، ولو كان يمشي على طريقة التأصيل لما تبعه أصلا ، نعم اعترض على تقسيمه لأنواعه ، لكنه في نفس الأمر مشى عليها ، ولم يفعل كالخطيب في عدم ذكره لأنواع الحديث بنفس طريقة ابن الصلاح .
    بارك الله فيك أبا البراء . وفي هذا القدر كفاية ، والحمد لله ، والخطب فيه سهل .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    نحن ننظر إلى صنيع ابن كثير في ذكر تعداده لأنواع الحديث ، وقد تبع فيه ابن الصلاح ، ولو كان يمشي على طريقة التأصيل لما تبعه أصلا ، نعم اعترض على تقسيمه لأنواعه ، لكنه في نفس الأمر مشى عليها ، ولم يفعل كالخطيب في عدم ذكره لأنواع الحديث بنفس طريقة ابن الصلاح .
    بارك الله فيك أبا البراء . وفي هذا القدر كفاية ، والحمد لله ، والخطب فيه سهل .
    وفيك بارك الله، نفعنا الله بعلمك شيخنا الهُمام.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,904

    افتراضي

    جزاكما الله خيرًا وبارك فيكما.
    موضوع طيب ومفيد يا شيخ محمد ، ولي بعض تسديدات :
    الأولى : كان ينبغي التنبيه على خطأ شهرة كتاب (اختصار علوم الحديث) باسم (الباعث الحثيث) ، لأن الباعث عبارة عن حاشية العلامة الشيخ أحمد شاكر على الكتاب ، وهذا لا يخفى عليك لكن مرورك عليه دون تعقيب قد يحدث لبسًا لدى بعض الإخوة المبتدئين أو لدى عامي يقف على الموضوع عبر الشبكة ، فلزم التنبيه.
    الثانية : اتَّفقُ مع الشيخ أبي مالك في أن ابن كثير - رحمه الله - رغم ميله لطريقة التأصيل وإدراكه لمثالب تفريعات ابن الصلاح إلا أنه أقام كتابه على نفس طريقة ابن الصلاح ، وربما كان السبب في ذلك أن المختصرات - قبل ابن كثير - التي مشى أصحابها على نفس طريقة ابن الصلاح كمختصرات النووي كانت أعظم انتشارًا واحتفى بها طلبة العلم أكثر من احتفائهم بمختصرات أخرى خرجت عن طريقته مثل الاقتراح لابن دقيق العيد والكافي للتبريزي، ربما . (مجرد ظن)
    الثالثة : نفس الكلام يقال في موقفه من القسمة الثلاثية للأحاديث : صحيح وحسن وضعيف .
    نظريًّا انتقد التقسيم ، وعميًّا مشى عليه ، وأعتقد أن هذا يدل على تمكن ابن الصلاح وكتابه من قلوب طلبة العلم والمشايخ المهتمين بعلم أصول الحديث في تلك العصور . والله أعلم .


    أكمل يا شيخ محمد سددك الله وأعانك ، موضوع مفيد ، أحسن الله إليك ، وجزى الله شيخنا الفاضل أبا مالك خيرًا .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,356

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    إذن هو مشى على طريقة ابن الصلاح وراعى ترتيبه فهو لم ينشأ طريقة أخرى فضلا عن أن يميل إليها ، غاية الأمر أنه يستدرك عليه ويخالفه في بعض ما يذهب إليه .
    والبحث هنا: هل مشى على طريقة التأصيل التي لا تتعرض للتفريع ـ إلا عرضا لا قصدا ـ كما هو حال الخطيب، أم أنه يتبع طريقة التفريع التي يذكر فيها أنواع الحديث والتي هي طريقة ابن الصلاح في التفريع ، والتأصيل يأتي تبعا ؟
    أظن أن الجواب واضح جدا في أنه يتبع طريقة التفريع وهي طريقة ابن الصلاح رحمهما الله .
    كنت سأجاوب علي أخي أبي البراء فيما ذكره من أن ابن كثير اتبع طريقة التأصيل، فوجدت شيخنا أبا مالك قد قام بالبيان، وأيده شيخنا الدكتور عليّ، فجزاكم جميعًا الله عنا خيرًا.
    ومن المعلوم - كما قال شيخنا - أن ابن كثير رحمه الله يسير على نفس نسق ابن الصلاح رحمه الله بالنسبة لطريقة الأنواع، وليست طريقة التقعيد والتأصيل، فأعجب من أخي أبي البراء كيف يقول ذلك؟!
    أما طريقة التأصيل فهي طريقة الخطيب رحمه الله كما في كتابه الكفاية.
    وبارك الله تعالى في شيخيَّ وفي أخي.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي

    الحافظ المفسر المؤرخ ابن كثير
    701 - 774ه - 1302 - 1373م إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن ذرع، الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفدا بن الشيخ شهاب الدين أبي حفص القرشي البصروي الدمشقي الشافعي، الحافظ المفسر المؤرخ المعروف بابن كثير.
    مولده بقرية شرقي بصرى من أعمال دمشق في سنة إحدى وسبعمائة، ومات والده وهو في الرابعة فرباه أخوه الشيخ عبد الوهاب وبه تفقه في مبدأ أمره، ثم لازم الاشتغال، ودأب وحصل وكتب، وبرع في الفقه والتفسير والحديث، وسمع بدمشق من عيسى المطعم وأحمد بن الشيخة، والقاسم بن عساكر، وابن الشيرازي، واسحق الآمدي، ومحمد بن الزراد، وأجاز له من مصر أبو الفتح الدبوسي، وعلي بن عمر الواني، ويوسف الخنتي وغر واحد واحد، ولازم الحافظ جمال الدين المزي كثيراً، وبه انتفع، وتخرج، وتزوج بابنته، وقرأ أيضاً عَلَى ابن تيمية كثيراً، وسمع منهم ومن غيرهم أيضاً وجمع وصنف ودرس وحدث وألف، وكان له إطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذَلِكَ، وأفتى ودرس إلى أن توفي يوم الخميس سادس عشرين شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة بدمشق، عن أربع وسبعين سنة، ورثاه بعض طلبته:
    لفقدك طلاَّب العلوم تأَسفوا ... وجادوا بدمْع لا يبيد غزير
    ولو مزجُوا ماء المدامع بالدِّما ... لكان قليلاً فيك يا ابن كثير
    ومن مصنفاته تفسير القرآن الكريم في عشر مجلدات، وكتاب طبقات الفقهاء، ومناقب الشافعي، والتاريخ المسمى بالبداية والنهاية وأيضاً في عشر مجلدات، وهو في غاية الجود، وخرج أحاديث مختصر ابن الحاجب، وكتب عَلَى البخاري ولم يكمله، وله غير ذَلِكَ.
    وقد ذكره الحافظ أبو عبد الله الذهبي في معجمه المختص، وقال: الإمام الفقيه المحدث البارع عماد الدين درس الفقه وأفتى وتفهم العربية والأصول، ويحفظ جملة صالحة من المتون والرجال وأحوالهم، وله حفظ ومعرفة، انتهى باختصار.
    (المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى )

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي

    الكتاب اختصره ابن كثير من كتاب ((علوم الحديث)) لابن الصلاح وسماه ((اختصار علوم الحديث)) أو ((الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث))
    • وهذا الاسم الأخير ((الباعث الحثيث)) [قديم] ذكره صديق حسن خان وسمّى به كتاب ابن كثير (وصديق حسن خان توفي قبل مولد أحمد شاكر رحمهما الله)
    • أول من طبع كتاب ابن كثير هو الشيخ عبد الرزاق حمزة - رحمه الله - وطبع عليه ذلك الاسم ((الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث))
    • ولما طبع الكتاب العلامة أحمد شاكر - رحمه الله - ظن أن ((الباعث الحثيث)) اسم من وضع الشيخ عبد الرزاق حمزة، فقال في مقدمته نشرته ما نصه:
    "ثم رأيت ان أصل كتاب ابن كثير عُرف باسم (اختصار علوم الحديث) وأن الأخ العلامة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة جعل له عنوانا آخر في طبعته الأولى بمكة، فسماه (اختصار علوم الحديث أو الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث) التزاما للسجع الذي أغرم به الكاتبون في القرون الأخيرة. وأنا أكره السجع وأنفر منه، ولكن لا أدري كيف فاتني أن أغير هذا في الطبعة الثانية التي أخرجتها، ثم اشتهر الكتاب باسم (الباعث الحثيث) وليس هذا اسم كتاب ابن كثير، وليس من اليسير أن أعرض عن الاسم الذي اشتهر به أخيرا
    فرأيت من حقي - جمعا بين المصلحتين: حفظ الأمانة في تسمية المؤلف كتابه، والإبقاء على الاسم الذي اشتهر به الكتاب - أن اجعل (الباعث الحثيث) علما على الشرح الذي هو من عملي ومن قلمي، فيكون اسم الكتاب (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث) والأمر في هذا كله قريب" ا. هـ كلام أحمد شاكر رحمه الله
    • ومن هنا أخذ البعض يشدد في التفرقة ويصرح في كل حين أن (الباعث الحثيث) اسم لشرح أحمد شاكر وليس لكتاب ابن كثير
    • وقد ظهر مما سبق أن ((الباعث الحثيث)) يطلق على أصل كتاب ابن كثير كما يطلق على شرح الشيخ شاكر أيضا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي

    النوع الثاني
    الحسن
    وهو في الاحتجاج به كالصحيح عند الحمهور.
    وهذا النوع لما كان وسطاً بين الصحيح والضعيف في نظر الناظر، لا في نفس الأمر. عسر التعبير عنه وضبطه على كثير من أهل هذه الصناعة. وذلك لأنه أمر نسبي، شيء ينقدح عنه الحافظ، ربما تقصر عبارته عنه.
    وقد تجشم كثير منهم حده. فقال الخطابي: هو ما عرف مخرجه واشتهر رجاله، قال: وعليه مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء.
    " قلت ": فإن كان المعرف هو قوله " ما عرف مخرجه واشتهر رجاله " فالحديث الصحيح كذلك، بل والضعيف. وإن كان بقية الكلام من تمام الحد، فليس هذا الذي ذكره مسلماً له: أن أكثر الحديث من قبيل الحسان، ولا هو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,757

    افتراضي

    نفع الله بكم ، وبارك فيكم على هذه الفوائد .
    واصل أبا البراء ، أفدنا بما عندك .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي

    مبروك الاشراف ياشيخنا
    فانت اهلا لذلك
    ولا اريد ان اقطع العنق فأقول
    بل اكثر من ذلك

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    بارك الله في الجميع، في: شيخنا أبي مالك المديني - الدكتور علي بن عبدالباقي - الأخ الفاضل محمد بن طه شعبان - الأخ المبارك ابن الصديق)، نفعنا الله بكم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    3 - ذكر ابن الصلاح عند مبحث: (الزيادات على الصحيحين): (كلام أبي عبدالله محمد بن يعقوب الأخرم، في قلة ما يفوت البخاري ومسلم من الأحاديث الصحيحة)، ثم ناقشه، وذكر: أن الحاكم استدرك عليهما أحاديث كثيرة، وقال - أي: ابن الصلاح -وإن كان في بعضها مقال، إلا أنه يصفو له شيء كثير.

    استدرك ابن كثير على ابن الصلاح قائلًا: (قلت: في هذا نظر؛ فإنه يلزمهما بإخراج أحاديث لا تلزمهما لضعف رواتها عندهما، أو لتعليلهما ذلك. والله أعلم).

    قلت: (أبو البراء): صحَّ نظر ابن كثير في ذلك؛ فإن الحاكم أحيانًا يلفق الإسناد، فيأتي برجل من رجال البخاري مع رجل من رجال مسلم، ويستدركه عليهما، كما في حال رواية سماك- من رجال مسلم- عن عكرمة-من رجال البخاري-.

    وأحيانًا يستدرك عليهما روايات لرواة ضُعفوا في هذا الراوي بالذات، مثل: رواية هُشيم عن الزهري، وهشيم ضعيف في الزهري، كذا سفيان بن حسين عن الزهري، وسفيان بن حسين ضعيف في الزهري.

    وأحيانًا يستدرك عليهما أحاديث قد أخرجها أحدهما في صحيحه. والله أعلم.

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,505

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    كنت سأجاوب علي أخي أبي البراء فيما ذكره من أن ابن كثير اتبع طريقة التأصيل، فوجدت شيخنا أبا مالك قد قام بالبيان، وأيده شيخنا الدكتور عليّ، فجزاكم جميعًا الله عنا خيرًا.
    ومن المعلوم - كما قال شيخنا - أن ابن كثير رحمه الله يسير على نفس نسق ابن الصلاح رحمه الله بالنسبة لطريقة الأنواع، وليست طريقة التقعيد والتأصيل، فأعجب من أخي أبي البراء كيف يقول ذلك؟!
    أما طريقة التأصيل فهي طريقة الخطيب رحمه الله كما في كتابه الكفاية.
    وبارك الله تعالى في شيخيَّ وفي أخي.

    بارك الله فيك، أبا يوسف وغفر الله لي ولك ولشيخنا وللدكتور علي وكل من في المجلس وللمسلمين والمسلمات.

    فإني لم أنكر أن ابن كثير سار على طريقة وترتيب ابن الصلاح؛ لكني عنيت بكلامي أن ابن كثير اعترض على هذه الطريقة، وهذا ما أشرت إليه في أول مشاركاتي مع شيخي الحبيب، وكون ابن كثير سار على طريقته ليس وحده كاف أنه يرتضيها، وهذا غالب ظني واستغفر الله لو جانبت الصواب.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •