صانعة المجد .. من تكون


حين يصفو الابتداء، وتجد الفتاة المسلمة منذ نعومة أظفارها من يتعاهدها بالتربية الرشيدة، التي تظلّ كل يوم تروي في نفسها شجرة الإيمان، فإنَّه من العسير (بعد فضل الله وتوفيقه) أن تضعف هذه الشجرة الطيبة أمام تيارات الانحراف والفساد. نعم، قد تهب الرياح والأعاصير؛ لتعصف بالأشجار الضعيفة وتجتثها من أصولها، في حين تبقى هذه الشجرة (الفتاة الصالحة) راسخة ثابتة في الأرض.
إنَّها حلقات في سلسلة؛ تمسك الواحدة بيد أختها، وصولاً إلى رضوان الله وجنَّته؛ بنت بارة كريمة.. ففتاة حرة مستقيمة.. فزوجة صالحة عطوف.. وأم مباركة رؤوم.
في فصلها الدراسي: الزميلة والصديقة المخلصة الناصحة..
وفي البيت: ريحانة يملأ شذاها أرجاء الدار.. براً وتواصلاً.. مع الكبير والصغير..
ثم هي في بيت زوجها وبين أولادها تحمل الروح نفسها التي يغذوها الإيمان ويروي شجرتها حسن الصلة بالرحيم الرحمن.
وإذا كانت ذات عمل؛ فهي النموذج الحي لعمل المرأة الذي يقف عند حدود الشرع، فتظل تمارس مهمتها في نفع أمتها (متدرعة بحجابها وعفافها)، دون تفريط في حقّ بيتها وأسرتها!
هذا النموذج المشرق الوضّاء للمرأة الربانية في أمتنا، ليس ضرباً من الخيال، ولا تحليقاً في تصورات بعيدة عن الواقع، بل يوجد على شاكلته جموع من النساء المباركات.. درراً منتثرة في كل أرجاء المعمورة، طاب غرسهن صغاراً.. فأينعت ثمارهن كباراً. يعملن في صمت ولسان حالهن إن أجري إلا على الله رب العالمين.
عظيمة هي المسؤولية بحق في أعناق ولاة الأمور، وأرباب البيوت، للقيام بواجبهن في إمداد الأمة بالمزيد من "صانعات المجد"!!



منقول