الحال من الأسماء المنصوبة، وهو[1]: «وصفٌ فضلةٌ يبيِّن هيئةَ صاحبه عند وقوع الفعل».
والمرادُ بالوصفِ: المشتقُّ، كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة؛ تقول: جاءَ خالد راكبًا، وخرجَ زيد مغمومًا، وأقبلَ أخوك فَرِحًا، وما ورد من الأحوال جامدًا يجب تأويله بمشتقٍّ؛ مثل: بعت القمحَ صاعًا بدرهم؛ أي مُسَعَّرًا بدرهم.
والمراد بالفضلة ما ليس عمدةً؛ أي: ليس مسندًا ولا مسندًا إليه، وليس المراد بها ما يُستغنى عنه دائمًا، فقد يُستغنى عنها في مثل: جاء زيد راكبًا، وقد لا يستغنى عنها في مثل: ما جاء زيد إلا راكبًا.
والحال في قولك: جاء الرجل راكبًا، يبيِّن هيئة الرجل عند مجيئِه، لذلك قالوا: إنَّ الحال يقع في جواب كيف.
ويشترط في الحال التنكير كالأمثلة السابقة، وما ورد معرفةً يجب تأويله مثل: اجتهد وحدَك؛ أي منفردًا، ومثل: ادخلوا الأول فالأول؛ أي: مرتَّبين.
ويشترط في صاحب الحال أحدُ الأمور الآتية:
1- التعريف؛ كجاء خالد ضاحكًا.
2- أو التخصيص بوصف؛ مثل: جاء رجالٌ غرباءُ مسرعين، أو بإضافة مثل: حضر ذَوُو فاقةٍ سائلين، ومنه قوله تعالى: ﴿ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10]، سواء حال من أربعة لتخصُّصها بالإضافةِ.
3- أو التعميم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ﴾ [الشعراء: 208]، جملة لها منذرون في محل نصب حال من قرية، وهي عامة لوقوعها في سِياق النفي.
4- أو التأخير؛ أي: تأخير صاحب الحال عن الحال، كما في قول الشاعر:
لمِيَّةَ مُوحِشًا طلل[2] ...................[3]
موحِشًا حال من طلل وهو نكرة.
وقد جرى على ألسنة المعربين أنَّ الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال؛ تقول: جاء رجلٌ يركض، وجاء زيدٌ يركض، ففي المثال الأول الجملة من يركض والفاعل المستتر في محل رفع صفة لرجل، وهي في المثال الثاني في محل نصب حال.
ويشترط في الجملة التي تقع حالًا شروط، منها أن تكون خبرية، وأن يربطها بصاحبها رابط، وهو الضمير في الجملة الفعلية كالمثال السابق، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَجَاؤُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ﴾ [يوسف: 16].
أمَّا الجملة الاسمية، فالرابط إمَّا الضمير وحده؛ مثل: جاء زيد يَدُهُ على رأسه، أو الواو وحده؛ مثل: جاء زيدٌ والمطرُ نازلٌ، أو الواو والضمير معًا؛ مثل: جاء زيد وهو غضبانُ.


المصدر كتاب: توضيح قطر الندى
تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz6PtSRz1RQ