قد لا يكتفي الأديب بذكر أركان الاستعارة، وإنما يزيد في كلامه ما يتصل بالمشبه أو المشبه به، أو بهما معًا، وبناءً على ذلك قسَّم البلاغيون الاستعارة إلى ثلاثة أقسام هي:
1- استعارة مُرَشحَة:
وهي: ما ذكر فيها ما يناسب المشبه به؛ مثالها في التصريحية: رأيت أسدًا يَزأر له لِبدة؛ حيث ذُكر فيها ما يناسب المشبه به وهو (يزأر له لبدة) على سبيل الاستعارة التصريحية المرشحة.
ومثالها في المكنية: رأيت المقاتل يزأر كاشرًا أنيابَه؛ حيث ذكر فيها ما يلائم المشبه به وهو (كاشرًا أنيابه) على سبيل الاستعارة المكنية المرشحة.
2- الاستعارة المجردة:
وهي ما ذكر فيها ما يناسب المشبه.
مثالها في التصريحية:رأيت أسدًا في المعركة يُشهر سيفَه؛ حيث ذكر فيها ما يناسب المشبه (يشهر سيفه).
ومثالها في المكنية:رأيت أحدهم يزأر يؤدب صاحبه؛ حيث ذكر فيها ما يناسب المشبه وهو "يؤدب صاحبه".
3- الاستعارة المُطْلَقَة:
وهي ما خلت مما يناسب المشبه أو المشبه به، أو ذُكر فيها ما يناسب الاثنين معًا؛ مثالها في التصريحية: بَرَزَتْ الشمسُ من خِدرها؛ حيث شبهت المرأة بالشمس، ولم يذكر ما يناسب المشبه أو المشبه به فهي استعارة تصريحية مطلقة.
ومثالها في المكنية: مات الأملُ؛ حيث شبه فِقدان الأمل بموت إنسان، ولم يذكر فيها ما يناسب المشبه أو المشبه به، فهي استعارة مكنية مطلقة.
ومثال ما ذكر فيه ما يناسب المشبه والمشبه به معًا: رأيت أسدًا يزأر يُشهِر سيفَه؛ حيث ذكر فيها ما يناسب المشبه به (يزأر)، وما يناسب المشبه (يشهر سيفه)، فهي استعارة تصريحية مطلقة؛ لأنه اجتمع فيها الترشيح والتجريد، ومثله قول زهير:
لَدَى أَسَدٍ شاكي السلاحِ مُقَذفٍ= لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلمِ
ومثال ذلك في المكنية قولك: هجم علينا الحزن بجيش من أيامه ولياليه؛ حيث شبه الحزن بإنسان يهاجم، ثم ذكر فيها ما يناسب المشبه به (بجيش)، والمشبه (أيامه ولياليه) على سبيل الاستعارة المكنية المطلقة.
ملاحظة:
أ*- الترشيح أبلغ من غيره لاشتماله على تحقيق المبالغة بادعاء أن المستعار له عين المستعار منه، ويأتي بعده الإطلاق ثم التجريد.
ب*- اعتبار الترشيح والتجريد يكون بعد استيفاء الاستعارة قرينتها، فلا تعد قرينة التصريحية تجريدًا، ولا قرينة المكنية ترشيحًا، وإنما الزائد على ذلك.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_la...#ixzz6PQwiXYYf