تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 35

الموضوع: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    حكم بعض العلماء بانهم في الجنة ، و حكم البعض بانهم يمتحنون ، فهل يجوز الترحم عليه و الاستغفار لهم ؟ وهل لاهل العلم اقوال في مسألة الترحم؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    الاستغفار والترحم على أهل الفترة... رؤية شرعية
    السؤال
    هل يجوز الترحم على شخص من أهل الفترة كحاتم الطائي، أو الشاعر زهير بن أبي سلمى؟.

    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن طلب الرحمة للكفار محرمٌ بالنص والإجماع، كما قال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {التوبة:113}.وراجع الفتوى رقم: 285976.
    فمن مات على دينٍ غير الإسلام، فلا يجوز الترحم عليه ولا الاستغفار له، لأن ظاهره الكفر في الدنيا، ولا نعلم مآل المعين في الآخرة، فنحن مخاطبون ومكلفون في أحكام الدنيا بالعمل بالظاهر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس لما أُسِر في بدر وادّعى أنه كان مسلماً: الله أعلم بشأنك، إن يك ما تدعي حقاً، فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك، فقد كان علينا. رواه الإمام أحمد، وبنحوه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
    ويقول الشيخ حمد بن معمر: من كان من أهل الجاهلية عاملاً بالإسلام تاركاً للشرك فهو مسلم، وأما من كان يعبد الأوثان ومات على ذلك قبل ظهور هذا الدين، فهذا ظاهره الكفر، وإن كان يحتمل أنه لم تقم عليه الحجة الرسالية لجهله وعدم من ينبهه، لأنا نحكم على الظاهر، وأما الحكم على الباطن فذلك إلى الله تعالى، لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، كما قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {سورة الإسراء آية: 15}. اهـ.
    وقال الدكتور أحمد القُصَيِّر في أطروحته للدكتوراة: الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم ـ في جواب سؤال: ما معنى نهي الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لأمه؟ قال: جوابه: أنَّ الله تعالى لم يأذن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأمه، لأنها ماتت في الفترة، ومصير أهل الفترة مجهول، فلا يُدْرَى ما يصيرون إليه، وقد شاء سبحانه أنْ يكون مصير أمه صلى الله عليه وسلم مخفياً عنه لِحِكَمٍ يريدها سبحانه، وقد يكون من هذه الحِكَم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لو أُذِنَ له بالاستغفار لأُمِّهِ لفُهِمَ منه جواز الاستغفار لأهل الفترة عموماً، ومعلوم أنَّ من أهل الفترة من قضى الله تعالى بأنهم لا يُجيبون، ولا يجوز الاستغفار لمن قضى الله تعالى بأنهم لا يجيبون، لأن حكم هؤلاء هو حكم أهل الكفر والشرك، والذين منع الله من الاستغفار لهم، كما أن الاستغفار فرع تصوير الذنب، وذلك في أوان التكليف ولا يُعقل ذلك فيمن لم تبلغه الدعوة، فلا حاجة إلى الاستغفار لهم، فيمكن أنه ما شرع الاستغفار إلا لأهل الدعوة، لا لغيرهم، وإن كانوا ناجين. اهـ.
    وهذا الكلام الأخير بين القوسين عزاه لحاشية السندي على سنن النسائي، ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 200527.
    والله أعلم.

    https://www.islamweb.net/ar/fatwa/33...B9%D9%8A%D8%A9
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    قال تعالى: ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )
    فمن مات على دينٍ غير الإسلام، فلا يجوز الترحم عليه ولا الاستغفار له، لأن ظاهره الكفر في الدنيا،
    ولا نعلم مآل المعين في الآخرة، فنحن مخاطبون ومكلفون في أحكام الدنيا بالعمل بالظاهر، [/video]
    النهي عن الاستغفار للمشركين في الاية علق على اخروي ( التبين ان الرجل من اهل الجحيم )
    فيستفاد من ذلك
    - ان النهي عن الترحم لا يكفي فيه كون الرجل كان على الشرك في حياته بل التحقق انه مات على ذلك
    - في الاية دلالة واضحة على ان من مات على الشرك فقد تبين من حاله انه من اصحاب الجحيم .
    - عدم جواز الترحم علق في الاية على امر اخروي . و القول بعدم علم مصير المعين في الاخرة يبطل الاستدلال بالاية اصلا
    - ( تبين لهم انهم اصحاب الجحيم ) فيه دلالة واضحة ان التبين و معرفة مآل المعين في الآخرة ممكنة في الدنيا بموته على الشرك . فلو كان معرفة مآله في الآخرة مستحيلا لما علق الحكم على ذلك .


    و الله اعلم



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن طلب الرحمة للكفار محرمٌ بالنص والإجماع، كما قال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {التوبة:113}
    https://www.islamweb.net/ar/fatwa/33...B9%D9%8A%D8%A9
    هل المحتج بهذه الاية يقصد ان كل اهل الفترة تبين له انهم من اصحاب الجحيم؟
    ان كان كذلك ، فاغلب العلماء على خلافه، فماذا عن الترحم على مذهب من يرى انهم في الجنة او يمتحنون؟
    و ان لم يكن يرى ذلك ، فما وجه الاحتجاج بالآية و هي فيمن تبين انهم من اصحاب الجحيم؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    لأنها ماتت في الفترة، ومصير أهل الفترة مجهول،
    اليس اغلب العلماء على انها في النار ؟ فكيف يجزم ان مصير اهل الفترة كلهم مجهول فضلا عن مصيرها بعينه؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس لما أُسِر في بدر وادّعى أنه كان مسلماً: الله أعلم بشأنك، إن يك ما تدعي حقاً، فالله يجزيك بذلك،
    وأما ظاهر أمرك ، فقد كان علينا. رواه الإمام أحمد، وبنحوه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
    اليس في هذا الحديث دعاء (الله يجزيك بذلك) لمن لا يعرف مصيره و حقيقته حتى و لو كان ظاهر امره مخالفا؟
    فكيف يحتج به على عكسه؟
    و في هذا الحديث ضعف لجهالة شيخ ابن اسحق
    فهل هذا الحديث هو المستند الوحيد للاعتماد على الظاهر؟
    و لو كان اهل الفترة غير معروف مصيرهم كما نقلت نفس الفتوى ، فكيف تقول هنا بالاعتماد على الظاهر ؟
    هل ظاهرهم انهم اهل فترة مجهولو المصير ؟ ام انهم اهل فترة اصحاب جحيم؟ ام انهم اهل فترة ناجون ؟
    اليس ظاهرهم انهم اهل فترة يجب ان يختلف عمن ظاهرهم انهم اصحاب الجحيم كمن ورد فيهم نص؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    النقل لفتوى أصحاب موقع إسلام ويب من باب إثراء الموضوع، وتوسعة دائرة النقاش، فحبذا لو ندعم الردود بنقولات للعلماء، بارك الله فيكم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    للفائدة:
    حكم أهل الفترة
    قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله – في تعريف الفترة: (هي ما بين كل نبيين كانقطاع الرسالة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم).
    وقال الألوسي في تفسيره: (أجمع المفسرون بأن الفترة هي انقطاع ما بين رسولين).
    وأهل الفترة: (هم الأمم الكائنة بين أزمنة الرسل الذين لم يرسل إليهم الأول، ولا أدركوا الثاني كالأعراب الذين لم يرسل إليهم عيسى ولا لحقوا النبي صلى الله عليه وسلم..).
    ثم صار يطلق عند كثير من العلماء على كل من لم تبلغهم الدعوة، بما فيهم أطفال المشركين.
    ومن باب الاختصار سأكتفي بعرض لأهم الأقوال ثم بيان القول الراجح في هذه المسألة...
    أقوال العلماء في المسألة:
    اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال كثيرة ومن أشهرها:
    الأول: أن من مات ولم تبلغه الدعوة مات ناجياً، قال السيوطي – رحمه الله-: (وقد أطبقت أئمتنا الأشاعرة من أهل الكلام والأصول، والشافعية من الفقهاء على أن من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجياً…) (5) ونص بعض الأئمة على دخول أطفال المشركين الجنة- دون غيرهم من أهل الفترة – كالإمام ابن حزم حين قال: (وذهب جمهور الناس إلى أنهم في الجنة وبه نقول). والنووي، والحافظ ابن حجر العسقلاني وذكر أنه ترجيح البخاري، والإمام القرطبي والإمام ابن الجوزي.
    الثاني: أن من مات ولم تبلغه الدعوة فهو في النار، قال الإمام ابن القيم – رحمه الله- (وهو قول جماعة من المتكلمين، وأهل التفسير، وأحد الوجهين لأصحاب أحمد وحكاه القاضي نصا عن أحمد، وغلطه شيخنا….) كما هو قول جماعة من أصحاب أبي حنيفة .
    الثالث: الوقف في أمرهم، وقد يعبر عنه بأنهم تحت المشيئة (وهو منقول عن الحمادين وابن المبارك وإسحاق بن راهويه، وقال ابن عبد البر: وهو مقتضى صنيع مالك وليس عنده في المسألة شيء منصوص، إلا أن أصحابه صرحوا بأن أطفال المسلمين في الجنة، وأطفال الكفار خاصة في المشيئة).
    الرابع: أنهم يمتحنون في عرصات القيامة بنار يأمرهم الله سبحانه وتعالى بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها فقد عصى الله تعالى فهو من أهل النار، وهذا قول جمهور السلف، حكاه الأشعري عنهم، وممن قال به محمد بن نصر المروزي، والبيهقي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وابن كثير وغيرهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (.. ومن لم تقم عليه الحجة في الدنيا بالرسالة كالأطفال والمجانين وأهل الفترات فهؤلاء فيهم أقوال أظهرها ما جاءت به الآثار أنهم يمتحنون يوم القيامة، فيبعث إليهم من يأمرهم بطاعته، فإن أطاعوه استحقوا الثواب، وإن عصوه استحقوا العذاب).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله بعد حكايته المذاهب في أطفال المشركين وأدلتها: (المذهب الثامن: أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه أدخله النار وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها وتتوافق الأحاديث)، ثم ساق أدلة لهذا القول، وقال: (فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده، والقول بمضمونها هو مذهب السلف والسنة، نقله عنهم الأشعري رحمه الله..)، ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: (.. وقد اختلف الأئمة رحمهم الله تعالى فيها قديماً وحديثاً وهي الولدان الذين ماتوا وهم صغار وآباؤهم كفار ماذا حكمهم؟ وكذا المجنون والأصم والشيخ الخرف ومن مات في الفترة ولم تبلغه دعوته وقد ورد في شأنهم أحاديث أنا أذكرها لك بعون الله وتوفيقه).
    ثم ساق عشرة أحاديث في هذه المسألة، ثم أشار إلى الأقوال في المسألة، ورجح أنهم يمتحنون يوم القيامة حيث قال: (… وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضه لبعض..).
    ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – بعدما رجح هذا القول -:(إن الجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف، لأن إعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول بالعذر والامتحان..) .
    ومن أهم أدلتهم على هذا القول دليلان:
    الأول: استدلوا بعموم الآيات الدالة على نفي التعذيب قبل بلوغ الحجة، من مثل قوله تعالى عن أهل النار: كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا [الملك: 8-9].
    وقوله سبحانه: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء: 15]
    وغيرها من الآيات الدالة على عذر أهل الفترة بأنهم لم يأتهم نذير.
    يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسيره لهذه الآية: (والله تعالى أعدل العادلين، لا يعذب أحداً حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة ثم يعاند الحجة، وأما من انقاد للحجة، أو لم تبلغه حجة الله تعالى فإن الله تعالى لا يعذبه، استدل بهذه الآية على أن أهل الفترات، وأطفال المشركين، لا يعذبهم الله، حتى يبعث إليهم رسولاً، لأنه منزه عن الظلم).
    الثاني: استدلوا بعدد من الأحاديث المصرحة بأن أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة يمتحنون يوم القيامة، ومن أشهرها ما رواه الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يكون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً)) .
    وعن أبي هريرة مثل هذا غير أنه قال في آخره: ((فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها سحب إليها)) ، والقول بموجب هذا الحديث فيه جمع للأدلة كما في النقل السابق عن الأئمة – قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: (وهذا التفصيل يذهب الخصومات التي كره الخوض فيه لأجلها من كرهه، فإن من قطع لهم بالنار كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله، ومن قطع لهم بالجنة كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله..) ، وقال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – بعد ترجيحه لهذا القول: (وهذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبوته عنه نص في النزاع فلا وجه للنزاع البتة مع ذلك..) .
    وردوا على ما ذكر بعض الأئمة كالإمام ابن عبد البر، والإمام القرطبي والحليمي، وملخص قولهم: أن هذه الأحاديث لا تصح وأن (هذا مخالف لأصول المسلمين لأن الآخرة ليست بدار امتحان)
    وردوا على هذا القول بما يلي:
    1- أن هذه الأحاديث صحيحة وردت من طرق مختلفة...
    2- قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: (والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار، وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ، فيقال لأحدهم: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وقال تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم: 42-43]…)
    وقال الطيبي: (لا يلزم من أن الدنيا دار بلاء والآخرة دار جزاء أن لا يقع في واحده منهما ما يخص الأخرى، فإن القبر أول منازل الآخرة، وفيه الابتلاء والفتنة بالسؤال وغيره)
    ولخص الإمام ابن القيم رحمه الله الرد على ذلك فقال: (… فإن قيل: فالآخرة دار جزاء، وليست دار تكليف، فكيف يمتحنون في غير دار التكليف؟ فالجواب: أن التكليف إنما ينقطع بعد دخول دار القرار، وأما في البرزخ وعرصات القيامة فلا ينقطع، وهذا معلوم بالضرورة من الدين من وقوع التكليف بمسألة الملكين في البرزخ وهي تكليف، وأما في عرصة القيامة، فقال تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ فهذا صريح في أن الله يدعو الخلائق إلى السجود يوم القيامة، وأن الكفار يحال بينهم وبين السجود إذ ذاك) ، وذكروا أحاديث على جواز التكليف في الآخرة ذكرها ابن القيم وابن كثير وغيرهم
    https://dorar.net/aqadia/3437/%D8%A7...AA%D8%B1%D8%A9
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اشكرك على النقل و الذين يخالف النقل الاول ، فهل يجوز عليه الدعاء لهم؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    وقال الدكتور أحمد القُصَيِّر في أطروحته للدكتوراة: الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم ـ في جواب سؤال: ما معنى نهي الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار لأمه؟ قال:
    جوابه: أنَّ الله تعالى لم يأذن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأمه، لأنها ماتت في الفترة، ومصير أهل الفترة مجهول، فلا يُدْرَى ما يصيرون إليه، وقد شاء سبحانه أنْ يكون مصير أمه صلى الله عليه وسلم مخفياً عنه لِحِكَمٍ يريدها سبحانه، %
    هذا الجواب فيه نظر مما جعل الاخ مسافر وحدى يستشكل بقوله
    اليس اغلب العلماء على انها في النار ؟
    فكيف يجزم ان مصير اهل الفترة كلهم مجهول فضلا عن مصيرها بعينه؟
    اشكال الاخ مسافر وحدى صحيح -
    والجواب الصحيح
    ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدل على أن أبويه في النار .
    روى مسلم ( 203 ) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي النَّارِ . فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار
    وروى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُ هُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي .
    قال في "عون المعبود" :

    ( فَلَمْ يَأْذَن لِي ) : لأَنَّهَا كَافِرَة وَالاسْتِغْفَار لِلْكَافِرِينَ لا يَجُوز اهـ .
    وقد جاء التصريح بأنها من أهل النار في ما رواه أحمد وصححه الألباني في ظلال الجنة عن أبي رزين قال: قلت يا رسول الله أين أمي، قال: أمك في النار، قال: قلت: فأين من مضى من أهلك، قال: أما ترضى أن تكون أمك مع أمي في النار. قال في عون المعبود: وقد بسط الكلام في عدم نجاة الوالدين العلامة إبراهيم الحلبي في رسالة مستقلة، والعلامة القارئ في شرح الفقه الأكبر ويشهد لصحة هذا الحديث ُ الصحيحُ وهو: إن أبي وأباك في النار. انتهى
    قال الشيخ بن باز رحمه الله :

    " والنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال : ( إن أبي وأباك في النار ) قاله عن علم ، فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم/1-4 . فلولا أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم قد قامت عليه الحجة ؛ لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه ما قاله ، فلعله بلغه ما يوجب عليه الحجة من جهة دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فإنهم كانوا على ملة إبراهيم حتى أحدثوا ما أحدثه عمرو بن لحي الخزاعي، وسار في الناس ما أحدثه عمرو ، من بث الأصنام ودعائها من دون الله ، فلعل عبد الله كان قد بلغه ما يدل على أن ما عليه قريش من عبادة الأصنام باطل فتابعهم ؛ فلهذا قامت عليه الحجة. وهكذا ما جاء في الحديث من أنه صلى الله عليه وسلم استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له ، فاستأذن أن يزورها فأذن له، فهو لم يؤذن له أن يستغفر لأمه ؛ فلعله لأنه بلغها ما يقيم عليها الحجة ،وأنهما ماتا على دين الجاهلية، وعلى دين الكفر، وهذا هو الأصل في الكفار أنهم في النار"
    اهـ . فتاوى "نور على الدرب" .

    وقد ذهب السيوطي رحمه الله إلى نجاة أبوي الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأن الله تعالى أحياهما له بعد موتهما وآمنوا به .
    وهذا القول أنكره عامة أهل العلم ، وحكموا بأن الأحاديث الواردة في ذلك موضوعة أو ضعيفة جداً .

    قال في "عون المعبود" :
    "وَكُلّ مَا وَرَدَ بِإِحْيَاءِ وَالِدَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِيمَانهمَا وَنَجَاتهمَا أَكْثَره مَوْضُوع مَكْذُوب مُفْتَرًى , وَبَعْضه ضَعِيف جِدًّا لا يَصِحّ بِحَالٍ لاتِّفَاقِ أَئِمَّة الْحَدِيث عَلَى وَضْعه كَالدَّارَقُطْن ِيّ وَالْجَوْزَقَان ِيّ وَابْن شَاهِين وَالْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر وَابْن نَاصِر وَابْن الْجَوْزِيّ وَالسُّهَيْلِيّ وَالْقُرْطُبِيّ وَالْمُحِبّ الطَّبَرِيّ وَفَتْح الدِّين بْن سَيِّد النَّاس وَإِبْرَاهِيم الْحَلَبِيّ وَجَمَاعَة . وَقَدْ بَسَطَ الْكَلَام فِي عَدَم نَجَاة الْوَالِدَيْنِ الْعَلامَة إِبْرَاهِيم الْحَلَبِيّ فِي رِسَالَة مُسْتَقِلَّة , وَالْعَلامَة عَلِيّ الْقَارِي فِي شَرْح الْفِقْه الأَكْبَر وَفِي رِسَالَة مُسْتَقِلَّة , وَيَشْهَد لِصِحَّةِ هَذَا الْمَسْلَك هَذَا الْحَدِيث الصَّحِيح (يعني حديث : إن أبي وأباك في النار) وَالشَّيْخ جَلال الدِّين السُّيُوطِيّ قَدْ خَالَفَ الْحَفاظ وَالْعُلَمَاء الْمُحَقِّقِينَ وَأَثْبَتَ لَهُمَا الإِيمَان وَالنَّجَاة فَصَنَّفَ الرَّسَائِل الْعَدِيدَة فِي ذَلِكَ , مِنْهَا رِسَالَة التَّعْظِيم وَالْمِنَّة فِي أَنَّ أَبَوَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّة" اهـ .
    وسُئِلَ شَّيْخ الإسلام رحمه الله تعالى :
    هَلْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحْيَا لَهُ أَبَوَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَا عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ مَاتَا بَعْدَ ذَلِكَ ؟
    فَأَجَابَ : لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ ; بَلْ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ . .. وَلا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ مِنْ أَظْهَر الْمَوْضُوعَاتِ كَذِبًا كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي الْحَدِيثِ ; لا فِي الصَّحِيحِ وَلا فِي السُّنَنِ وَلا فِي الْمَسَانِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةِ وَلا ذَكَرَهُ أَهْلُ كُتُبِ الْمَغَازِي وَالتَّفْسِيرِ وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَرْوُونَ الضَّعِيفَ مَعَ الصَّحِيحِ . لأَنَّ ظُهُورَ كَذِبِ ذَلِكَ لا يَخْفَى عَلَى مُتَدَيِّنٍ فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا لَوْ وَقَعَ لَكَانَ مِمَّا تَتَوَافَرُ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الأُمُورِ خَرْقًا لِلْعَادَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ : مِنْ جِهَةِ إحْيَاءِ الْمَوْتَى ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ بَعْدَ الْمَوْتِ . فَكَانَ نَقْلُ مِثْلِ هَذَا أَوْلَى مِنْ نَقْلِ غَيْرِهِ ، فَلَمَّا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ الثِّقَاتِ عُلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ . . .
    ثُمَّ هَذَا خِلافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالإِجْمَاعِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) النساء/17، 18 . فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَّهُ لا تَوْبَةَ لِمَنْ مَاتَ كَافِرًا . وَقَالَ تَعَالَى : ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ) فَأَخْبَرَ أَنَّ سُنَّتَهُ فِي عِبَادِهِ أَنَّهُ لا يَنْفَعُ الإِيمَانُ بَعْدَ رُؤْيَةِ الْبَأْسِ ; فَكَيْفَ بَعْدَ الْمَوْتِ ؟ وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ . . . . ثم ذكر الحديثين الذين تقدما في أول الجواب اهـ . "مجموع الفتاوى" (4/325-327)
    فكيف يجزم ان مصير اهل الفترة كلهم مجهول فضلا عن مصيرها بعينه؟
    نعم هذا الاشكال صحيح كيف يجزم بأن مصير اهل الفترة مجهول هذا خلاف النصوص التى ودرت فى اهل الفترة - وقد بينا ونافشنا فى هذا الموضوع
    سؤال عن حقيقة مذهب ابن تيمية وابن القيم في التحسين والتقبيح العقليين-https://majles.alukah.net/t171881-2/


    اقسام اهل الفترة وباختصار
    من وحّد الله ولم يشرك به شيئا.

    مثاله من وحّد ولم يشرك بالله شيئًا كقس بن ساعدة الأيادي،ومن كلماته“أقسم قسٌّ قسمًا لاريب فيه أن لله دينًا هو أرضى لكم من دينكم” (البداية والنهاية -ابن كثير، 2: 230.).

    وكذلك “زيد بن عمرو بن نفيل” كان يقول: “اللهم إني لو أعلم أحبَّ الوجوه إليك عبدتك، ولكني لا أعلم -ثم يسجد على راحلته” (البداية والنهاية -ابن كثير- 2/ 237.).

    وقد أدركه النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل مبعثه، وكان يتحنث في غار حراء، وكان لا يأكل مما ذبح على النصب، فذُكر عند النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد البعثة فقال: “غفر الله له ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم” (انظر (فتح الباري: 7/ 147).
    وهذا النوع وردت النصوص التي تدل على أنهم ماتوا على التوحيد.

    والنوع الثاني:من اشرك وغير وبدل مع قيام الحجة عليهم ببقايا رسالة ابراهيم عليه السلام والاعراض عن موجب رسالة الرسل

    مثاله - عمرو بن لحي : فهو أول من سن عبادة الأصنام؛ فبحّر البحيرة، وسيّب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي قال فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: رأيت عمرو بن لحي بن خندف أخا بني كعب هؤلاء يجر قصبه في النار (أخرجه مسلم).

    وهذا محمول على أنه غير وبدل وأشرك مع بلوغه الحجةو اعراضه عن الرسالة وموجبها

    وكما ورد في عبد الله بن جدعان

    “فعن عائشة – رضي الله عنها – أنها سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ابن جدعان قالت: قلت يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: لا، إنه لم يقل يومًا رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين” (أخرجه مسلم).
    ما ورد في أبوي الرسول – صلى الله عليه وسلم -، الحديث الذي أخرجه مسلم “أن رجلًا سأل النبي – صلى الله عليه وسلم -، أين أبي؟ قال: في النار، فلما قفا دعاه فقال له: إن أبي وأباك في النار” (أخرجه مسلم).

    و ورد بشأن أمه – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه “استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي” (أخرجه مسلم).

    وهذا النوع ليس محلًا للنزاع لورود النصوص التي تفيد بأن الدعوة قد بلغتهم.



    القسم الثالث كما فى قوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ} [يس: 6].
    قال ابن القيم رحمه الله


    وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ} [السجدة: 3].

    وهذا القسم هو محل النزاع بين العلماء.
    قال بن القيم فى طريق الهجرتين -نعم لا بد فى هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال، وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه، ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه، والقسمان واقعان فى الوجود، فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله، وأما العاجز عن السؤال والعلم الذى لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضاً -أحدهما -مريد للهدى مؤثر له محب له، غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده، فهذا حكمه حكم أرباب الفترات، ومن لم تبلغه الدعوة. الثانى: معرض لا إرادة له، ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه. فالأول يقول: يا رب لو أعلم لك ديناً خيراً مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره، فهو غاية جهدى ونهاية معرفتى. والثانى: راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته، وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق: فالأَول كمن طلب الدين فى الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع فى طلبه عجزاً وجهلاً، والثانى كمن لم يطلبه، بل مات فى شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه، ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض.
    فتأمل هذا الموضع، والله يقضى بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به فى جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول.
    هذا فى الجملة والتعيين موكول إلى علم الله [عز وجل] وحكمه
    هذا فى أحكام الثواب والعقاب. وأما فى أحكام الدنيا [فهى جارية مع ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار فى أحكام الدنيا] لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال فى المسألة. وهو مبنى على أربعة أُصول:
    أحدها: أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، كما قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذَّبِينَ حَتَّى نبعث رَسُولاً} [الإسراء: 15] ، وقال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165] ، وقال تعالى: {كُلَّمَا أَلْقِى فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزْنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فكَذَّبْنَا وَقُلنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ} [الملك: 8- 9] ، وقال تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 11] ، وقال تعالى: {يَامَعْشَرَ الْجِنّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنْكُمْ يَقُصّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُم ْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَىَ أَنْفُسِنَا وَغَرّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَىَ أَنْفُسِهِمْ أَنّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} [الأنعام: 130] ، وهذا كثير فى القرآن، يخبر أنه إنما يعذّب من جاءه الرسول وقامت عليه الحجة، وهو المذنب الذى يعترف بذنبه، وقال تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76] ، والظالم من عرف ما جاءَ به الرسول أو تمكن من معرفته، وأما من لم [يكن عنده من الرسول خبراً أصلاً ولا يمكن من معرفته بوجه] وعجز عن ذلك فكيف يقال إنه ظالم؟


    الأصل الثانى: أن العذاب يستحق بسببين، أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم [إرادة العلم] بها وبموجبها. الثانى: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها. فالأول كفر إعراض والثانى كفر عناد. وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذى نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل.الأصل الثالث: أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار فى زمان دون زمان وفى بقعة وناحية دون أُخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذى لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له. فهذا بمنزلة الأصم الذى لا يسمع شيئاً ولا يتمكن من الفهم، وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم فى حديث الأسود وأبى هريرة وغيرهما.
    الأصل الرابع: أن أفعال الله سبحانه وتعالى تابعة لحكمته التى لا يخل بها [سبحانه] ، وأنها مقصودة لغايتها المحمودة وعواقبها الحميدة. وهذا الأصل هو أساس الكلام فى هذه الطبقات [الذى عليه نبنى مع تلقى أحكامها من نصوص التكاب والسنة لا من أراء الرجال وعقولهم ولا يدرى عدد الكلام فى هذه الطبقات] ، إلا من عرف ما فى كتب الناس ووقف على أقوال الطوائف فى هذا الباب والنهى إلى غاية مراتبهم ونهاية إقدامهم، والله الموفق للسداد الهادى إلى الرشاد.https://majles.alukah.net/t171881-2/

    ودليل هذا القول ما ساقه سابقا الاخ الفاضل ابو البراء محمد علاوة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    أنهم يمتحنون في عرصات القيامة بنار يأمرهم الله سبحانه وتعالى بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها فقد عصى الله تعالى فهو من أهل النار، وهذا قول جمهور السلف، حكاه الأشعري عنهم، وممن قال به محمد بن نصر المروزي، والبيهقي ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وابن كثير وغيرهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (.. ومن لم تقم عليه الحجة في الدنيا بالرسالة كالأطفال والمجانين وأهل الفترات فهؤلاء فيهم أقوال أظهرها ما جاءت به الآثار أنهم يمتحنون يوم القيامة، فيبعث إليهم من يأمرهم بطاعته، فإن أطاعوه استحقوا الثواب، وإن عصوه استحقوا العذاب).
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله بعد حكايته المذاهب في أطفال المشركين وأدلتها: (المذهب الثامن: أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه أدخله النار وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها وتتوافق الأحاديث)، ثم ساق أدلة لهذا القول، وقال: (فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده،
    والقول بمضمونها هو مذهب السلف والسنة، نقله عنهم الأشعري رحمه الله..)، ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: (.. وقد اختلف الأئمة رحمهم الله تعالى فيها قديماً وحديثاً وهي الولدان الذين ماتوا وهم صغار وآباؤهم كفار ماذا حكمهم؟ وكذا المجنون والأصم والشيخ الخرف ومن مات في الفترة ولم تبلغه دعوته وقد ورد في شأنهم أحاديث أنا أذكرها لك بعون الله وتوفيقه).
    ثم ساق عشرة أحاديث في هذه المسألة، ثم أشار إلى الأقوال في المسألة، ورجح أنهم يمتحنون يوم القيامة حيث قال: (… وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضه لبعض..).

    ........... – قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: (وهذا التفصيل يذهب الخصومات التي كره الخوض فيه لأجلها من كرهه، فإن من قطع لهم بالنار كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله، ومن قطع لهم بالجنة كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله..)

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة
    حكم بعض العلماء بانهم في الجنة ،
    سؤال لك اخى مسافر وحدك -من هم العلماء الذين حكموا بأن المشركين الذين لم تقم عليهم الحجة فى الجنة -اتكلم عن علماء اهل السنة - وليس ما زعمه السيوطى عن الاشاعرة فهم مخالفون لاهل السنة فى مسألة التحسين والتقبيح وهم على النقيض من قول المتزلة - والسيوطى حاطب ليل فى هذه المسائل كما ذكر العلماء عنه- - الخلاف بين العلماء فى اطفال المشركين --أما اهل الشرك الذين لم تقم عليهم الحجة فلم يحكم عليهم العلماء بالجنة - ونصوص الكتاب والسنة تدل على ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة. متفق عليه عن أبي هريرة.- وقد ناقشت مع الاخ الفاضل ابو محمد المأربى هذه المسألة فى هذا الموضوع فهذا هو الرابط لعلك تستفيد
    https://majles.alukah.net
    /t171881-2/

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    -في الاية دلالة واضحة على ان من مات على الشرك فقد تبين من حاله انه من اصحاب الجحيم -
    قال ابن باز رحمه الله
    الذين ماتوا في الجاهلية وقد بلغتهم دعوة إبراهيم قد قامت عليهم الحجة إذا ماتوا على الكفر بالله، فهم من أهل النار، أما الذين ما بلغتهم الدعوة ولا عرفوا شيئاً فهذا أمرهم إلى الله، يعتبرون من أهل الفترة وأمرهم إلى الله، يمتحنون يوم القيامة فمن نجح دخل الجنة ومن عصى دخل النار، أما من بلغته الدعوة في حياته-دعوة إبراهيم -قبل بعث النبي ﷺ فهذا قد قامت عليه الحجة.
    وعلى هذا يحمل ما جرى في حق أمه وأبيه كونه استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له، وقال في أبيه: إن أبي وأباك في النار محمول على أنهم بلغتهم الدعوة، وأما أبو طالب فقد بلغته الدعوة، ودعاه ابن أخيه محمد عليه الصلاة والسلام واجتهد، ودعاه في مرضه فأبى وأصر على الكفر نعوذ بالله من ذلك، فقال النبي ﷺ عند ذلك: لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله في ذلك قوله جل وعلا مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113]،
    فدل على أن من مات على الكفر بالله فإنه من أصحاب الجحيم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة
    اشكرك على النقل و الذين يخالف النقل الاول ، فهل يجوز عليه الدعاء لهم؟
    ليس فيه مخالفة، فالنقل الأول دل على عدم جواز الدعاء لأهل الفترة لأن مصيرهم في الآخرة مجهول فمنهم من هو في النار بعد الاختبار، ومنهم من هو في الجنة، وهذا بناء على القول بإنهم يمتحنون في الآخرة ، والنقل الثاني فيه نقل أقوال العلماء في حكم أهل الفترة في الآخرة.
    أما قوله في النقل الأول (ومصير أمه مخالف عليه صلى الله عليه وسلم )، يعني فبل الوحي إليه بعدم جواز الاستغفار لها؛ لذا سأل صلى الله عليه وسلم الاستغفار لها فلما تبين له الأمر فامتنع عن الاستغفار وطلب الزيارة فأذن الله له، وهذا البيان لم يكون في شأن كل أهل الفترة _ هذا ما فهمته من كلامه، والله أعلم _.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    أما قوله في النقل الأول (ومصير أمه مخالف عليه صلى الله عليه وسلم )، يعني قبل الوحي إليه بعدم جواز الاستغفار لها؛ لذا سأل صلى الله عليه وسلم الاستغفار لها فلما تبين له الأمر فامتنع عن الاستغفار وطلب الزيارة فأذن الله له، وهذا البيان لم يكون في شأن كل أهل الفترة _ هذا ما فهمته من كلامه، والله أعلم _.
    بارك الله فيك اخى-ابو البراء كلامك صحيح فى نفسه--وكان الصواب ان تبين الخطأ فى قول اى احد كائنا من كان ما دام ليس معصوما من الخطأ- اما توجيه كلامك لكلام الشيخ القصير ان مصير ام النبى صلى الله عليه وسلم قبل ان يوحى اليه بعدم جواز الاستغفار لا يسعفه- وهذا كلامه دقق فيه
    جوابه: أنَّ الله تعالى لم يأذن لنبيه صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأمه، لأنها ماتت في الفترة، ومصير أهل الفترة مجهول، فلا يُدْرَى ما يصيرون إليه، وقد شاء سبحانه أنْ يكون مصير أمه صلى الله عليه وسلم مخفياً عنه لِحِكَمٍ يريدها سبحانه،وقد يكون من هذه الحِكَم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لو أُذِنَ له بالاستغفار لأُمِّهِ لفُهِمَ منه جواز الاستغفار لأهل الفترة عموماً، ومعلوم أنَّ من أهل الفترة من قضى الله تعالى بأنهم لا يُجيبون، ولا يجوز الاستغفار لمن قضى الله تعالى بأنهم لا يجيبون، لأن حكم هؤلاء هو حكم أهل الكفر والشرك، والذين منع الله من الاستغفار لهم، كما أن الاستغفار فرع تصوير الذنب، وذلك في أوان التكليف ولا يُعقل ذلك فيمن لم تبلغه الدعوة، فلا حاجة إلى الاستغفار لهم، فيمكن أنه ما شرع الاستغفار إلا لأهل الدعوة، لا لغيرهم، وإن كانوا ناجين. اهـ.
    فقولك
    يعني قبل الوحي إليه بعدم جواز الاستغفار لها
    كلام جيد جدا ولكن لا محِل له فى كلام الشيخ القُصَيِّر فى هذا النقل

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخى-ابو البراء كلامك صحيح فى نفسه--وكان الصواب ان تبين الخطأ فى قول اى احد كائنا من كان ما دام ليس معصوما من الخطأ- اما توجيه كلامك لكلام الشيخ القصير ان مصير ام النبى صلى الله عليه وسلم قبل ان يوحى اليه بعدم جواز الاستغفار لا يسعفه- وهذا كلامه دقق فيه
    فقولك كلام جيد جدا ولكن لا محِل له فى كلام الشيخ القُصَيِّر فى هذا النقل
    ليس تبريرًا لأحد، وعلَّك تعلم عني هذا، ولكن هذا ما فهمته من الكلام، والله أعلم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    ليس تبريرًا لأحد، وعلَّك تعلم عني هذا، ولكن هذا ما فهمته من الكلام، والله أعلم
    نعم أعلم ذلك بارك الله فيك وزادنا الله وزادك علماً وفهماً

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نعم أعلم ذلك بارك الله فيك وزادنا الله وزادك علماً وفهماً
    آمين وإياكم يالحبيب
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    من العلماء الذين قالوا ان اهل الفترة في الجنة
    من الحنابلة الشيخ (مرعي) قال "الذي عليه اهل السنة و الجماعة وعلم أنه الحق الواضح الجلي الذي لا غبار عليه أن أبوي النبي ﷺ ناجيان لا عقاب عليهما ، وكذا أهل الفترة جميعهم."
    من الشافعية (ابن حجر الهيتمي) قال "اعلم ان الحق الواضح الجلي الذي لا غبار عليه ان ابوي النبي - صلى الله عليه و سلم - ناجيان لا عقاب عليهما ، و كذا اهل الفترة جميعهم .."
    و مثله قال (سليمان العجيلي) في حاشيته على الجلالين ، و (البيجوري) في تحفة المريد
    الا ان رددت اقوالهم بان كلهم من الاشاعرة ، و عندها يصح كلام السيوطي ولا يكون حاطب ليل كما تقول

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة
    من العلماء الذين قالوا ان اهل الفترة في الجنة
    من الحنابلة الشيخ (مرعي) قال "الذي عليه اهل السنة و الجماعة وعلم أنه الحق الواضح الجلي الذي لا غبار عليه أن أبوي النبي ﷺ ناجيان لا عقاب عليهما ، وكذا أهل الفترة جميعهم."
    من الشافعية (ابن حجر الهيتمي) قال "اعلم ان الحق الواضح الجلي الذي لا غبار عليه ان ابوي النبي - صلى الله عليه و سلم - ناجيان لا عقاب عليهما ، و كذا اهل الفترة جميعهم .."
    و مثله قال (سليمان العجيلي) في حاشيته على الجلالين ، و (البيجوري) في تحفة المريد
    الا ان رددت اقوالهم بان كلهم من الاشاعرة ،
    أليس في هذا القول مخالفة لنص الأحاديث الصحيحة المنصصة على أنهما في النار ؟!
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    أليس في هذا القول مخالفة لنص الأحاديث الصحيحة المنصصة على أنهما في النار ؟!
    بالتأكيد فيه مخالفة ، و انما خالفوها لئلا يخالفوا غيرها ، و في مخالفتهم اما انهم ضعفوا تلك الاحاديث ، او تأولوها لتتوافق مع باقي النصوص ، و هذا مثال
    https://archive.org/stream/Attadeem....e/n49/mode/2up
    فاقرا من صفحة 46- 50

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •