.............................. .

يقول ابو سعيد الدارمي رحمه الله في رده على الجهمية معلقا على حديث الجارية

ففي حديث رسول الله ﷺ هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله عز وجل في السماء دون الأرض فليس بمؤمن، ولو كان عبدا فأعتق لم يجز في رقبة مؤمنة إذ لا يعلم أن الله في السماء؛ ألا ترى أن رسول الله ﷺ جعل أمارة إيمانها معرفتها أن الله في السماء.وفي قول رسول الله ﷺ: «أين الله» تكذيب لقول من يقول هو في كل مكان لا يوصف بأين، لأن شيئا لا يخلو منه مكان يستحيل أن يقال أين هو ولا يقال أين إلا لمن هو في مكان يخلو منه مكان.ولو كان الأمر على ما يدعي هؤلاء الزائغة لأنكر عليها رسول الله ﷺ قولها وعلّمها، ولكنها علمت به فصدقها رسول الله ﷺ وشهد لها بالإيمان بذلك.

ولو كان في الأرض كما هو في السماء لم يتم إيمانها حتى تعرفه في الأرض كما عرفته في السماء .
فالله تبارك وتعالى فوق عرشه فوق سمواته بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبد وعلمه من فوق العرش بأقصى خلقه وأدناهم واحد ولا يبعد عنه شيء { لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض } سبحانه وتعالى عما يصفه المعطّلون علوا كبيرا.