الموضوع: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين

وعن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: قال رجل من قريش لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "يا أمير المؤمنين نسمعك تقول في الخطبة آنفاً: "اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين فمن هم؟ "، فاغرورقت عنياه ثم أهملهما، فقال: "هم حبيباي وعماك أبو بكر وعمر؛ إماما الهدى وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتدى بهما عُصم، ومن اتبع آثارهما هدي الصراط المستقيم، ومن تمسك بهما هو من حزب الله، وحزب الله هم المفلحون.

ماصحة هذا الأثر؟

قلتُ: أخرجه ابن العشاري في فضائل أبي بكر الصديق وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/382)، وأبو طاهر السلفي في الطيوريات كما في تاريخ الخلفاء (ص178-179) للسيوطي، وذكره ابن الجوزي في المناقب (ص: 34)، وأبو الفتح نصر المقدسي في مختصر الحجة (ص: 169) من طريق أحمد بن الهيثم بن خالد البزار، نا يحيى بن مسعود بن بشر الأنصاري، نا عبد الله بن محمد بن أيوب، عن سهل بن عبد الرحمن عن المسور بن الصلت عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا مع الانقطاع، فيه المسور بن الصلت الكوفي، "ضعيف"، كذا قال الدارقطني والبخاري والرازيان أبو زرعة وأبو حاتم ويحيى بن معين، وضعفه أحمد بن حنبل، ومرة: كذبه، وقال النسائي: "متروك"، وكذا قال أبو الفتح الأزدي،
وقال أبو عبد الله الحاكم: "روى المناكير عن ابن المنكدر"، وقال ابن حبان: "كان غاليا في التشيع يشتم السلف وكان يروي عن الثقات الموضوعات لا يجوز الإحتجاج به".
وذكره ابن عدي في الضعفاء وذكر له حديثين وقال : "وهذان الحديثان عن مسور غير محفوظين رواهما مع المسور عبد الحميد بن الحسن الهلالي مثل ما روى المسور عن محمد بن المنكدر وليس للمسور كثير حديث وهو معروف بهذين الحديثين".
وذكره العقيلي في الضعفاء ، وذكر له حديثا وقال : "لا يتابعه إلا من هو نحوه"، وذكره أبو نعيم الأصبهاني في الضعفاء.
وبقية الإسناد فيه من هو متكلم فيه وهو سهل بن عبد الرحمن، "يغرب"، كذا قال عنه ابن حبان، ومن به جهالة وهو يحيى بن مسعود الأنصاري انفرد بتوثيقه ابن حبان.
وله طريق ءاخر أخرجه اللالكائي في شرح الأصول (7/396) فقال: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ:
نا الْعَلَاءُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ وَيُكْنَى بِأَبِي سَهْلِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مَسْرُوقُ بْنُ الضَّحَّاكِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ: فذكره.
قلتُ: هذا الإسناد موضوع، مسلسل بالمجاهيل من فوق العلاء بن سالم إلى مسروق بن الضحاك وهو لعله محرَّف من المسور بن الصلت إذ المسور أيضًا مولى النبي صلى الله عليه وسلم - كما في الترجمة -.
قال السخاوي في الجواهر والدد (1/66) :
ولم تكن هذه اللفظة مشهورة بين القدماء بعد الشيخين: الصِّديق والفاروق رضي اللَّه عنهما، الوارد وصفهما بذلك عن علي رضي اللَّه عنه فيما ذكره المحب الطبري في "الرياض النضرة" له بلا إسناد، عن أنس رضي اللَّه عنه، قال: فذكره.
وقال الذهبي في "الكاشف" عن ابن المبارك: وناهيك به شيخ الإسلام، وشيخُ الإسلام (2) إنما هو أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه الذي ثبَّت الزكاة، وقاتل أهل الردَّة فاعرفه. انتهى.
ونقله الشهاب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي (1/339) عن السخاوي:
" سحر بها جماعة من علماء السلف حتى ابتذلت على رأس المائة الثامنة، فوصف بها من لا، وصارت لقباً لمن ولي القضاء اكبر ولو عري عن العلم والسن إنا لله وإنا إليه راجعون".
قلت [الخفاجي هو القائل]: ثم صارت الآن لقباً لمن تولى منصب الفتوى، وإن عري عن لباس العلم". اهـ.
والله أعلم.

جزاكم الله خيراً.

أحسن الله إليك شيخنا عبد الرحمن، وكذلك الانقطاع بين محمد بن علي وعلي بن أبي طالب، وبين علي زين العابدين وعلي بن أبي طالب، كما ذكر ذلك أبو زرعة الرازي.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس

جزاكم الله خيراً.

وجزاكم الله خيرا، أخي الحبيب.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن يوسف حسن

أحسن الله إليك شيخنا عبد الرحمن، وكذلك الانقطاع بين محمد بن علي وعلي بن أبي طالب، وبين علي زين العابدين وعلي بن أبي طالب، كما ذكر ذلك أبو زرعة الرازي.

جزاك الله خيرا على هذه الفائدة وأحسن الله إليكم شيخنا الفاضل.

بارك الله فيكم يا شيخنا