تغطية الرأس


السؤال

هل ثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه كان يستر رأسه في كل أحواله ؟ وهل سنة ستر الرأس للرجال؟ أم أنها علامة المسلمين؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: من عادة العرب – في الجزيرة خاصةً – ستر رؤوسهم بالعمائم، ولبس الإزار والرداء في الغالب، وقد كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ لا يخرج عن عادة قومه في اللباس، وفي التحايا وأنواع الأطعمة، وغير ذلك من العادات إلا ما كان متضمناً لمحذور شرعي.
ومن جملة ما كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ يوافق فيه عادة قومه تغطية الشعر في اللباس بالعمامة ما لم يكن محرماً، وهذا يقطع به كل من له أدنى نظر في الأحاديث الشريفة، والسيرة النبوية.
وتغطية الرأس – على الصحيح من أقوال العلماء – ليس من باب التعبد، بل هو من باب العادات، فإذا كانت عادة القوم أن يغطوا رؤوسهم فالسنة تغطية الرأس، وإلا فلا. ولهذا لم ينقل أن الصحابة _رضي الله عنهم_ أنكروا على المسلمين الذين قدموا من الأمصار – للحج أو العمرة بعد اتساع الفتوح – طريقة لبسهم، ولم يأمروهم بأن يلبسوا كما كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ يلبس؛ لأنهم فهموا أن هذا من باب العادات، ولم يكونوا ينكرون إلا ما تضمن محذوراً شرعياً، كلبس جلود السباع، أو لبس جلود الميتة – مثلاً - والله أعلم.