الدرس الرابع
البحور الشعرية وأوزانها
(البحر الشعري) هذه الكلمة التي إذا سمعها مَنْ لا يعرف العروض وقع في قلبه من هولها ما وقع وظن أنه أمام علمٍ لا يمكن تعلُّمُه إلا بشق الأنفس أو لعله لا يعلمه ولو بشق الأنفس، فإذا سمع قصة الخليل بن أحمد وأنه اشتغل عليه رجل في العروض فتعسر عليه فقال له الخليل يوما: كيف تقطع هذا البيت:
إذا لم تستطع شيئا فَدَعْهُ *** وجاوِزْهُ إلى ما تستطيع
قال الخليل: "فشرع معي في تقطيعه على قدْرِ معرفته ثم إنه نهض من عندي فلم يَعُدْ إليَّ وكأنه فهم ما أشرت إليه" فإذا سمع الطالب هذه القصة مع قولهم (هذه القصيدة من بحر كذا وهذه من بحر كذا) سُقِطَ في يده وجزم أنه لا سبيل إلى هذا العلم، ثم راح يتعلل بأن هذا العلم لا ضرورة له وأنه علم لا ينفع وجهل لا يضر ونحو هذه التعاليل الناتجة عن تخوف وهميٍّ من هذا العلم لغرابة مصطلحاته.
وقد رأيتَ أن غرابة مصطلحاته لا تمنع فهمها؛ فإن السبب الثقيل مثلا مصطلح غريب ومعناه يسير وهو حرفان متحركان، والزِّحَاف مصطلح غريب ومعناه يسير وهو تغيير يحدث في ثواني الأسباب (أي في الحرف الثاني من السبب) وهكذا.
ومثل ذلك قولهم (البحور الشعرية) فهذا مصطلح غريب ومعناه يسير وهو وزنٌ معيَّنٌ يسير عليه الشاعر في القصيدة كلها فمثلا إذا قطَّعْتَ قول ابن مالك -رحمه الله- في الألفية:
قال محمد هو ابنُ مالِكِ *** أَحْمَدُ رَبِّي الله خيرَ مالكِ
وجدتَ أنه يسير على هذا الوزن
مستفعلن مستفعلن مستفعلن *** مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مع دخول بعض الزِّحافات على هذه التفعيلات فقُمْ معي الآن بتقطيع البيت السابق كما علمت طريقة التقطيع في الدرس الأول، تجد أن كتابته عروضيا هكذا:
(قال محمْـ) (مَدُنْ هوَ بْــ) (نُ مالِكِي) *** (أَحْمَدُ ربْـ) (بِ الله خيْـ) (رَ مَالِكِي)
ويلاحظ أني أعرضت عن كتابة اسم الجلالة عروضيا إجلالا لله عز وجل فهو أهل الجلال والإكرام
وترميز البيت هكذا:
(-0-0) (--0--0) (--0--0) *** (-0-0) (-0-0--0) (--0--0)
فتجد:
- التفعيلة الأولى وزنها (مُسْتَعِلُنْ = مُفْتَعَلُن) يعني أن أصلها (مستفعلن) حذف منها الرابع الساكن وهو زِحَافٌ يسمى (الطَّيّ) فالتفعيلة الأولى مطوية، وهذا زِحَافٌ فلا يلزم أن يستمر في كل تفعيلة أولى بل لو جاء به جاز ولو لم يأت به جاز أيضا كما علمت ذلك سابقا في درس الزحافات.
- فإذا نظرت للتفعيلة الثانية وجدتها على وزن (مُتَفْعِلُنْ) يعني أن أصلها (مستفعلن) حذف منها الثاني الساكن وهو زِحافٌ يسمى (الخَبْنَ) فالتفعيلة الثانية مخبونة، ولا يلزم كذلك أن تأتي كل تفعيلة ثانية مخبونة بل يجوز فيها الخبن والطي واجتماعهما كما علمت سابقا.
- والتفعيلة الثالثة هي التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول وقد علمت أنها تسمى (العروض) وهي مثل التفعيلة الثانية؛ فالعروض مخبونة أيضا
وكذلك الشطر الثاني تجد:
- أول تفعيلاته مطوية (دخلها حذف الرابع الساكن)
- والتفعيلة الثانية صحيحة سالمة من الزحاف
- والتفعيلة الثالثة هي آخر تفعيلة في الشطر الثاني وقد علمت أنها تسمى (الضرب) وهي مخبونة أيضا؛ فالضرب مخبون.
وهذا كما ترى أمر غير عسير، الصعوبة فيه في الوصول للبحر الشعري فإنك بعد تقطيع البيت تقابلك الصعوبة البالغة في تقسيم هذه التقطيعات إلى تفعيلات كل بحر فهل هي تفعيلات خماسية أو سباعية أو بعضها خماسي وبعضها سباعي، لا سيما مع كثرة دخول الزحافات في الأبيات الشعرية كما رأيت في بيت ابن مالك –رحمه الله-.
فاعلم أن هذا أمر معتاد في بداية تعلُّمِ هذا العلم فإنك الآن أو بعد أن تعرف أوزان البحور الشعرية تكون قد انتهيت تماما من القَدْرِ الذي لا يسعُكَ جهلُه من علم العروض ولكن بقي عليك كثرة التمرين حتى تستطيع الوصول سريعا للبحر الشعري.
فاعلم الآن أن البحور الشعرية ستة عشر بحرا لكل منها وزن خاص به، وقد علمت فيما سبق كيفية التقطيع العروضي، والتفعيلات العروضية، وما قد يصيبها من زِحَافاتٍ أو علل، وبقي أن تعرف أسماء البحور الشعرية وأوزانها.
فإذا رأيت بيتا شعريا فحاول تقطيعه ثم تقسيمه إلى التفعيلات الآتية في أوزان البحور وقد علمت فيما سبق أن التفعيلات العروضية خماسية وسباعية.
وللوصول إلى معرفة البحر الشعري لأي قصيدة يلزمك مهارتان:
الأولى- إجادة التقطيع ، وهو الدرس الأول ولعلك قد أتقنته أو بلغت الحد الأدنى منه وهو (100%) كما علمت سابقا
الثانية- إجادة التقسيم أي تقسيم هذا التقطيع إلى التفعيلات العروضية الخماسية والسباعية بشرط أن يكون موافقا لوزن بحر من البحور الشعرية الآتية، وهذا يأتي بكثرة التمرين.
ولا ريبَ أن الأمر في أوله يحدث فيه بعض اضطراب وعدم القدرة على تقسيم التفعيلات تقسيما صحيحا لكثرة ما يقابلك من دخول الزِّحَافات والعلل على التفعيلات، فلا تيأس فإنك ببعض الصبر وشيء من الدُّرْبَةِ تصبح لديك المهارة المطلوبة مع السرعة في استخراج التفاعيل والبحور، إن شاء الله تعالى، والله الموفق لكل خير.
هذا، وقد كنت أود أن أخصص لكل بحر يوما للتدريب عليه للوصول للإتقان المراد من هذه الدورة، ولكن لم يَعُدْ بيننا وبين رمضان إلا يوم واحد أو يومان، فرأيت الإسراع بوضع البحور الشعرية على أن يقرأها الطالب بنفسه؛ فقد صارت لديه القدرة على ذلك ثم يحاول التمرين بنفسه على الوصول للبحر الشعري، ويحاول ألا يضيع ما قد حصَّلَه في هذه الأيام القليلة الماضية فإنه قد حصَّلَ علما كاملا فلا يتهاون أو يكسل أو يعرض عنه فيضيعه.
هذا، وإن اتسع الوقت بعد رمضان عدنا ثانية لهذه الدروس للتمرين عليها، وإلا ففيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى.
وربما نأخذ يوما أو يومين من رمضان لعلم القافية فتكون أخي الكريم قد حصَّلْتَ علمين كامليْنِ في وقت يسير، فالرجاء ألا تضيعهما بالإعراض عنهما أو الكسل، وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
وطريقتي الآن في عرض البحور الشعرية أن أذكر اسم البحر الشعري، ووزنه، وأعاريضه وأضربه المستعملة، وضابطه (وهو جملة منظومة على وزن كل بحر نظمها صفي الدين الحِلِّي لكي يحفظها الطالب فيعرف وزن البحر منها)، وبيتا من قصيدة شاهدا على هذا البحر، وتقطيعه، وكتابته عروضيا وترميزه، ثم إن كان هناك ملاحظات أضفتها. وسأذكر اليوم ثمانية أبحر وغدا إن شاء الله الثمانية الباقية
والله ولي التوفيق.
______________________________ ______________
البحور الشعرية
1- بحر الوافر
وزنه: يأتي تاما ومجزوءًا، فأما التام فوزنه:
مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ *** مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ
وأما المجزوء فوزنه:
مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ *** مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ
بحذف التفعيلة الأخيرة
الأصل في التفعيلة الأخيرة (فعولن) أن تكون (مُفَاعَلَتُنْ) فدخلها حذف السبب الخفيف (تُنْ) ويسمى (حذفا) فصارت (مُفَاعَلَ) بتحريك الخامس وهو اللام، ثم دخلها إسكان الخامس المتحرك ويسمى (العصْبُ) واجتماع (الحذف + العصب = القَطْف) فصارت (مُفَاعَلْ) ثم تحول في النطق إلى (فَعُولُن)
.............................. .............................. ...........
أعاريضه وأضربه:
1= التام: عروضه مقطوفة (مقطوفة= فَعُولُن) وضربه (مقطوف أيضا= فَعُولُنْ)
2= المجزوء:
أ- عروضه صحيحة (مُفَاعَلَتُن) وضربه صحيح (مُفَاعَلَتُنْ)
ب- عروضه صحيحة (مُفَاعَلَتُنْ) وضربه معصوب (مُفَاعَلْتُنْ = مَفَاعِيلُنْ)
.............................. .............................. ..................
ضابطه: بُحُورُ الشِّعْرِ وَافِرُهَا جَمِيلٌ.
.............................. .............................. ..................
شاهده:
أَقُولُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعَا *** مِنَ الْأَبْطَالِ وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي
.............................. .............................. ..................
تقطيعه:
(أَقُولُ لَهَا) (وَقَدْ طَارَتْ) (شَعَاعَا) *** (مِنَ الْأَبْطَا) (لِ وَيْحَكِ لَنْ) (تُرَاعِي)
.............................. .............................. ..................
الكتابة العروضية:
(أقولُ لَهَا) (وَقَـ طْطَارَتْ) (شَعاعا) *** (مِنَ لْأَبْطَا) (لِ وَيْحَكِ لَنْ) (تَرَاعِي)
.............................. .............................. ..................
ترميزه:
(--0-0) (//0/0/0) (//0/0) *** (//0/0/0) (--0-0) (//0/0)
(مُفَاعَلَتُن) (مفاعلْتُنْ) (فعولن) *** (مفاعلْتنْ) (مفاعلَتن) (فعولن)
.............................. .............................. ..................
ملاحظات:
يلاحظ أن التفعيلة الثانية في الشطر الأول، والأولى في الشطر الثاني قد دخلهما العصب
______________________________ ________________
-----------------------------------------------------------------------------
2- بحر الهزج
وزنه: (ولا يكون إلا مجزوءً):
مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ *** مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْ
.............................. .............................. ...........
أعاريضه وأضربه:
عروضه صحيحة (مَفَاعِيلُنْ) وضربه صحيح كذلك (مَفَاعِيلُن)
.............................. .............................. ...........
ضابطه: عَلَى الْأَهْزَاجِ تَسْهِيلٌ
.............................. .............................. ...........
شاهده:
صَفَحْنَا عَنْ بَنِي ذُهْلٍ *** وَقُلْنَا الْقَوْمُ إِخْوَانُ
.............................. .............................. ...........
تقطيعه:
(صَفَحْنَا عَنْ) (بَنِي ذُهْلٍ) *** (وَقُلْنَا الْقَوْ) (مَ إِخْوَانُ)
.............................. .............................. ...........
الكتابة العروضية:
(صَفَحْنَا عَنْ) (بَنِي ذُهْلِنْ) *** (وَقُلْنَلْقَوْ) (مَإِخْوَانُو)
.............................. .............................. ...........
ترميزه:
(//0/0/0) (//0/0/0) *** (//0/0/0) (//0/0/0)
______________________________ ________________
-----------------------------------------------------------------------------
3- بحر الكامل
وزنه: يأتي تاما ومجزوءً:
فأما التام فوزنه::
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ *** مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
وأما المجزوء فوزنه::
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ *** مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
.............................. .............................. ...........
أعاريضه وأضربه:
1- الكامل التام:
أ*- عروضه صحيحة (مُتَفَاعِلُنْ) وعروضه صحيح (مُتَفَاعِلُنْ).
ب*- عروضه صحيحة (مُتَفَاعِلُنْ) وعروضه مقطوع (مُتَفَاعِلْ، يجوز فيها الإضمار فقط= مُتْفَاعِلْ)
ت*- عروضه صحيحة (مُتَفَاعِلُنْ) وضربه أَحَذَّ مضمر (مُتْفَا= فَعْـــــلُنْ)
ث*- عروضُهُ حَذَّاءَ (مَتَفَا= فَعَــــلُن) والضرب أَحَذ مثلها (مُتَفَا)
ج*- عَرُوضُه حَذَّاء (مُتَفَا= فَعَــــلُنْ) والضرب أَحَذَّ مضمر (مُتْفَا= فَعْــــلُن).
2- مجزوء الكامل (لابد أن تكون عروضه صحيحة):
أ*- عروضه صحيحة (مُتَفَاعِلُنْ) وضربه صحيح (مُتَفَاعِلُنْ)
ب*- عَرُوضه صحيحة (مُتَفَاعِلُنْ) وضربه مُذَالٌ (مُتَفَاعِلَانْ)
ت*- عروضه صحيحة (مُتَفَاعِلُنْ) وضربه مُرَفَّلٌ (مُتَفَاعِلَاتُ ْ) ذ
.............................. .............................. ...........
ضابطه: كَمُلَ الْجَمَالُ مِنَ الْبُحُورِ الْكَامِلُ
.............................. .............................. ...........
شاهده:
أَرَقٌ عَلَى أَرَقٍ وَمِثْلِيَ يَأْرَقُ *** وَجَوًى يَزِيدُوَعَبْرَ ةٌ تَتَرَقْرَقُ
.............................. .............................. ...........
تقطيعه:
(أَرَقٌ عَلَى) (أَرَقٍ وَمِثْــ) (لِيَ يَأْرَقُ) *** (وَجَوًى يَزِيـــ) (دُ وَعَبْرَةٌ) (تَتَرَقْرَقُ)
.............................. .............................. ...........
الكتابة العروضية:
(أَرَقُنْ عَلَى) (أَرَقِنْ وَمِثْــ) (لِيَــيَــأْرَ ُو) *** (وَجَوَنْ يَزِيــْ) (دُوَعَبْــــرَ ُــــنْ) (تَتَرَقْرَقُو)
.............................. .............................. ...........
ترميزه:
(-0--0) (-0--0) (-0--0) *** (-0--0) (-0--0) (-0--0)
______________________________ ________________
-----------------------------------------------------------------------------
4- بحر الرجز
وهو البحر الذي توضع عليه أكثر المنظومات العلمية كألفية ابن مالك في النحو وألفية العراقي في المصطلح ونظم الورقات للعمريطي في الأصول ...الخ
وزنه: يأتي تاما ومجزوءًا ومشطورا ومنهوكا:
فأما التام فوزنه:
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ *** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
وأما المجزوء فوزنه:
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ *** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
وأما مشطور الرجز فوزنه
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
يعني أن كل بيت يتكون من (مُسْتَفْعِلُن) مكررة ثلاث مرات فكأنه شطر بيت
وأما منهوك الرجز فوزنه
مُسْتَفْعِلُنْ *** مُسْتَفْعِلُنْ
.............................. .............................. ...........
أعاريضه وأضربه:
1- تام الرجز: (لابد أن تكون عروضه صحيحة)
أ*- عروضه صحيحة (مُسْتَفْعِلُنْ) وضربه صحيح مثلها (مُسْتَفْعِلُنْ)
ب*- عروضه صحيحة (مُسْتَفْعِلُنْ) وضربه مقطوع (مُسْتَفْعِلْ)
2- مجزوء الرجز: عروضه صحيحة (مُسْتَفْعِلُنْ) وضربه صحيح مثلها (مُسْتَفْعِلُنْ)
3- مشطور الرجز: (عروضُه هي ضربُه) فإما أن يكونا:
أ*- صحيحين (مُسْتَفْعِلُنْ)
ب*- مقطوعين (مُسْتَفْعِلْ)
4- مَنْهُوكُ الرّجَز: عروضُه صحيحة (مُسْتَفْعِلُنْ) وضربه صحيح (مُسْتَفْعِلُنْ)
.............................. .............................. ...........
ضابطه: فِي أَبْحُرِ الْأَرْجَازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ
.............................. .............................. ...........
شاهده:
فأما تامُّ الرجَز فشاهده قول العمريطي في تسهيل الطرقات:
قَالَ الْفَقِيرُ الشَّرَفُ الْعَمْرِيطِي *** ذُو الْعَجْزِ وَالتَّفْرِيطِ وَالتَّقْصِيرِ
وأما مجزوء الرجز فشاهده
حَيْثُ الْغُبَارُ الْأَهْوَجُ *** عَلَى الرِّيَاحِ يَنْسِجُ
وأما مشطور الرجز فشاهده قول أبي النجم العجلي:
أُوصِيكَ يَا بُنَيَّ إِنِّي ذَاهِبُ
أُوصِيكَ أَنْ تَحْمَدَكَ الْقَرَائِبُ
وَالدَّارُ والضَّيْفُ الْكَرِيمُ السَّاغِبُ
وأما منهوك الرجز فشاهده قول ورقة بن نوفل:
يَا لَيْتَنِي *** فِيهَا جَذَعْ
أَخُبُّ فِيـــ *** ـــهَا وَأَضَعْ
.............................. .............................. ...........
تقطيع البيت التام:
(قَالَ الْفَقِيــ) (رُ الشَّرَفُ الْــ) (عَمْرِيطِي) *** (ذُو الْعَجْزِ وَالتْـــ) (تَقْصِيرِ والتْـــ) (تَفْرِيطِ)
.............................. .............................. ...........
الكتابة العروضية:
(قَالَ لْفَقِيـْـ) (رُ شْشَرَفُ لْ) (عَمْرِيطِي) *** (ذُو لْعَجْزِ وَتْــ) (تَقْصِيرِ وَتْــ) (تَفْرِيطِي)
.............................. .............................. ...........
ترميزه:
(/0/0//0) (-0-0) (/0/0/0) *** (/0/0//0) (/0/0//0) (/0/0/0)
(مُسْتَفْعِلُن) (مُسْتَعِلُنْ) (مُسْتَفْعِلْ) *** (مُسْتَفْعِلُنْ) (مُسْتَفْعِلُنْ) (مُسْتَفْعِلْ)
يلاحظ أن التفعيلة الثانية من الشطر الأول قد دخلها الطي (حذف الرابع الساكن) فصارت (مُسْتَعِلُنْ) وتحول في النطق إلى (مُفْتَعَلُنْ)، وهو زحاف لا يلزم كما سبق.
ويلاحظ أن العَروض (التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول) وكذا الضرب (التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني) قد دخلهما تغيير وهو: حذف ساكن الوتد المجموع (النون من عِلُنْ) وإسكان ما قبله (اللام) وهذا يسمى (قَطْعًا) وهو علةً كما سبق فتلزم في باقي أَضْرُبِ القصيدة؛ لأن العلة إذا دخلت في الضرب لزمت، وأما دخولها في العروض فلا يلزم لأنها إنما دخلت فيه لأجل التصريع، ولهذا فـ (العروض) صحيحةٌ و(الضَّرْبُ) مقطوع، والله أعلم.
ملاحظة: قد يلتبس (الكامل) بـ (الرجز) فإن (الكامل) وزنه (مُتَفَاعِلُنْ) ست مرات ثلاثة في كل شطر، فلو سكنت ثانيه صار (مُتْفَاعِلُنْ /0/0//0) وهذا يساوي (مُسْتَفْعِلُنْ /0/0//0) في التقطيع العروضي فهل يكون البحر من الكامل الذي دخله الإضمار (إسكان الثاني المتحرك) أو من الرجز؟ للجواب عن ذلك لابد من تتبع سائر القصيدة فلو وجدتْ تفعيلة واحدة تحرك فيها الثاني فصار (مُتَفَاعِلُنْ) فالقصيدة من الكامل وإلا فمن الرجز.
فائدة:
قال النحاة في قول رؤبة:
وَقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرَقْنْ
مُشْتَبَهَ الْأَعْلَامِ لَمَّاعُ الْخَفَقْنْ
إن التنوين في (المخترقن – الخفقن) يسمى التنوين الغالي وذلك لأنه زيادة على الوزن، فقُم بتقطيع البيت بنفسك فستجد أن الوزن ينتهي عند القاف من كل كلمة، وأن التنوين الذي بعدها زائد عن الوزن فلهذا سماه النحاة (التنوين الغالي) وهذه من فوائد تعلم العروض
______________________________ ________________
-----------------------------------------------------------------------------
5- بحرُ الرَّمَلْ
وزنه: يأتي تاما ومجزوءًا
فأما التام فوزنه:
فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ *** فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ
لكن عروضه (آخر تفعيلة من الشطر الأول) لم تأت إلا محذوفة (فَاعِلَا = فَاعِلُنْ)
وأما المجزوء فوزنه:
فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ *** فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ
.............................. .............................. ...........
أعاريضه وأضربه:
1- تام الرمل: (العروض محذوفة دائما)
أ*- عروضه محذوفة (فَاعِلُنْ) وضربه صحيح (فَاعِلَاتُنْ)
ب*- عروضه محذوفة (فَاعِلُنْ) وضربه محذوف مثلها (فَاعِلُنْ)
ت*- عروضه محذوفة (فَاعِلُنْ) وضربه مقصور (فَاعِلَانْ)
2- مجزوء الرمل:
أ*- عروضه صحيحة (فَاعِلَاتُنْ) وضربه صحيح (فَاعِلَاتُنْ)
ب*- عروضه صحيحة (فَاعِلَاتُنْ) وضربه محذوف (فَاعِلُنْ) وهذا الوزن نادر
ت*- عروضه صحيحة (فَاعِلَاتُنْ) وضربه مقصور (فَاعِلَانْ)
ث*- عروضه محذوفة (فَاعِلُنْ) وضربه محذوف مثلها (فَاعِلُنْ)
.............................. .............................. ...........
ضابطه: رَمَلُ الْأَبْحُرِ يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ
.............................. .............................. ...........
شاهده:
شاهد تام الرَّمَل قول شوقي في نابليون:
يَا عِصَامِيًّا حَوَى الْمَجْدَ سِوَى *** فَضْلَةٍ قَدْ قُسِّمَتْ فِي الْمُعْرِقِينَ
شاهد مجزوء الرَّمَل قول شوقي:
أَيُّهَا الْعُمَّالُ أَفْنُوا الْـــ *** ـــعُمْرَ كَدًّا وَاكْتِسَابَا
وَاعْمُرُوا الْأَرْضَ فَلَوْلَا *** سَعْيُكُمْ أَمْسَتْ يَبَابَا
.............................. .............................. ...........
تقطيعه:
(يَا عِصَامِيْــ) (ـيًا حَوَى الْمَجْــ) (دَ سِوَى) *** (فَضْلَةٍ قَدْ) (قُسِّمَتْ فِي الْــ) (مُعْرِقِينْ)
ويلاحظ: = أن العروض أصلها (فَاعِلَاتُنْ) آخرها سبب خفيف (تُنْ)، فحذف هذا السبب الخفيف وهذا يسمى (حذفا) فصارت (فاعِلَا) وتحول في النطق إلى (فَاعِلُنْ) فلهذا يقال: العروض هنا محذوفة.
= كما يلاحظ أنه قد دخلها الخبن (حذف الثاني الساكن) فصارت على وزن (فَعِلُنْ) والخبن زِحَافٌ فلا يلزم يعني تأتي تارة (فَاعِلُنْ) غير مخبونة وأخرى (فَعِلُنْ) مخبونة ولا يضر ذلك
= وأما الضربُ فأصله (فَاعِلاتُنْ) آخره (تُنْ) سبب خفيف، فحذف ساكن السبب الخفيف وهو النون فصار (فَاعِلَاتُ) ثم أسكن ما قبله وهو التاء فصار (فَاعِلَاتْ) وتحول في النطق إلى (فَاعِلَانْ) وقد علمت أن حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التفعيلة وإسكان ما قبله يسمى (قصْرًا) فالضرب هنا مقصور.
وقد يكون الضرب مقصورا كهذا المثال، أو محذوفا كالعروض أو صحيحا (فاعلاتن)
.............................. .............................. ...........
الكتابة العروضية:
(يَا عِصَامِيْــ) (يَنْ حَوَلْمَجْــ) (دَسِوَى) *** (فَضْلَتِنْ قَدْ) (قُسْسِمَتْ فِلْــ) (مُعْرِقِينْ)
.............................. .............................. ...........
ترميزه:
(/0//0/0) (/0//0/0) (-0) *** (/0//0/0) (/0//0/0) (/0//00)
______________________________ ________________
-----------------------------------------------------------------------------
6- بحر المتقارب بكسر الراء وفتحها
وزنه: يأتي تاما ومجزوءًا
فأما التام فوزنه::
فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ *** فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ
بتكرار التفعيلة (فَعُولُنْ) ثمان مرات (أربع مرات في كل شطر)
وأما المجزوء فوزنه:
فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ *** فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ
بتكرار التفعيلة (فَعُولُنْ) ست مرات (ثلاث مرات في كل شطر)
.............................. .............................. ...........
أعاريضه وأضربه:
1- تام المتقارب:
أ*- عروضه صحيحة (فَعُولُنْ) وضربه صحيح (فَعُولُنْ)
ب*- عروضُهُ صحيحة (فَعُولُنْ) وضربه مقصور (فَعُولْ //00)
ت*- عروضه صحيحة (فَعُولُنْ) وضربه محذوف (فَعُو //0) [ويلاحظ أن الحذف يدخل العروض أيضا ولكنه لا يلزم فهو في عروض المتقارب علة جارية مجرى الزحاف أما في الضرب فإنه يلزم]
ث*- عروضه صحيحة (فَعُولُنْ) وضربه أبتر (فَعْ /0)
2- مجزوء المتقارب: عروضه محذوفة (فَعُو) وضربه محذوف (فَعُو)
.............................. .............................. ...........
ضابطه: عَنِ الْمُتَقَارَبِ قَالَ الْخَلِيلُ
.............................. .............................. ...........
شاهده: قول المتنبي
لِتَعْلَمَ مِصْرُ وَمَنْ بِالْعِرَاقْ *** وَمَنْ بِالْعَوَاصِمِ أَنِّي الْفَتَى
.............................. .............................. ...........
تقطيعه:
(لِتَعْلَ) (مَ مِصْرُ) (وَمَنْ بِالْ) (عِرَاقِ) *** (وَمَنْ بِالْ) (عَوَاصِـ) (مِ أَنِّي الْ) (فَتَى)
ويلاحظ أن الضرب أصله (فَعُولُن) إلا أنه قد حذف منه السبب الخفيف (لُنْ) فصار (فَعُو) وتحول إلى (فَعَلْ)
فالعروض صحيحة والضرب محذوف، وله أضرب أخرى
.............................. .............................. ...........
الكتابة العروضية:
(لِتَعْلَ) (مَمِصْرُ) (وَمَنْ بِلْ) (عِرَاقِي) *** (وَمَنْ بِلْ) (عَوَاصِـ) (مِأنْنِلْ) (فَتَى)
.............................. .............................. ...........
ترميزه:
(//0/) (//0/) (//0/0) (//0/0) *** (//0/0) (//0/) (//0/0) (//0)
ملاحظة: كما علمت أنه يجب أن يلتزم الشاعر شكلا واحدا في القصيدة كلها (للأعاريض) و(للأضرب) لكن شذ بحر المتقارب عن هذه القاعدة؛ إذ يجوز للشاعر أن يُنَوِّعَ في عَروض القصيدة الواحدة فيأتي بالعروض صحيحة (فَعُولُنْ) مرة، ومحذوفة (فَعُو) مرة أخرى، ومقصورة (فَعُولْ //00) في بيت ثالث فكل هذه وإن كانت علل إلا أنها في بحر المتقارب غير لازمة فهي علل جارية مجرى الزحاف.
كما يجوز للشاعر أن يلتزم بعروض واحدة لا يخرج عنها في القصيدة كلها كما هو الأصل.
______________________________ ________________
-----------------------------------------------------------------------------
7- بحر المتدارَك، ويسمى الخَبَب، والْمُحْدَث
وزنه: لم يأت عن العرب إلا تاما، وأما ما في بعض كتب العروض من وروده مجزوءًا بل ومشطورا ومنهوكا فلم يرد عن العرب، بل عن المتأخرين أو المعاصرين، فأعرضت عنها.
فأما التام فوزنه::
فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ *** فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلُن
على أنه لا يستعمل إلا هكذا
فَعَلُنْ فَعَلُنْ فَعَلُنْ فَعَلُنْ *** فَعَلُنْ فَعَلُنْ فَعَلُنْ فَعَلُنْ
ويجوز تسكين عينه فتصير (فَعْلُنْ)، والتنويع بينهما جائز إلا في الضرب، وهذا خلاصة الكلام في علله وزحافاته وفيه كلام كثير
والضرب يلزم حالة واحدة فإما (فَعَلُنْ -0) وإما (فَعْلُنْ /0/0)
.............................. .............................. ...........
ضابطه: حَرَكَاتُ الْمُحْدَثِ تَنْتَقِلُ
.............................. .............................. ...........
شاهده:
أشهرها قول الحصري القيرواني:
يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ *** أَقِيَامِ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
.............................. .............................. ...........
تقطيعه:
(يَالَيْــ) (لُ الصَّبْ) (بُ مَتَى) (غَدُهُ) *** (أَقِيَا) (مُ السَّا) (عَةِ مَوْ) (عِدُهُ)
.
.............................. .............................. ...........
الكتابة العروضية:
(يَالَيْــ) (لُصْصَبْ) (بُ مَتَى) (غَدُهُو) *** (أَقِيَا) (مُسْسَا) (عَةِ مَوْ) (عِدُهو)
.............................. .............................. ...........
ترميزه:
(/0/0) (/0/0) (-0) (-0) *** (-0) (/0/0) (-0) (-0)
______________________________ ________________
-----------------------------------------------------------------------------
8- بحر الطويل
وزنه: (لا يستعمل إلا تامًّا وجوبا)
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ *** فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ
.............................. .............................. ...........
أعاريضه وأضربه:
(عروضه مقبوضة دائما)
أ*- عروضه مقبوضة (مَفَاعِلُنْ) وضربه مقبوض مثلها (مَفَاعِلُنْ)
ب*- عروضه مقبوضة (مَفَاعِلُنْ) وضربه صحيح (مَفَاعِيلُنْ)
ت*- عروضه مقبوضة (مَفَاعِلُنْ) وضربه محذوف (مَفَاعِي = فَعُولُنْ)
.............................. .............................. ...........
ضابطه: طَوِيلٌ لَهُ دُونَ البُحُورِ فَضائِلُ
.............................. .............................. ...........
شاهده:
فَيَا لَيْتَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي *** مِنَ الْبُعْدِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَصَائِبِ.
.............................. .............................. ...........
تقطيعه:
(فَيَا لَيْــ) (تَ مَا بَيْنِي) (وَبَيْنَ) (أَحِبَّتِي) *** (مِنَ الْبُعْــ) (دِ مَا بَيْنِي) (وَبَيْنَ الْ) (مَصَائِبِ)
يلاحظ أن عروضه مقبوضه (مَفَاعِلُن) وكذا ضربه مقبوض (مَفَاعِلُن)، وعروض الطويل مقبوضة دائما فالقبْضُ فيها (زِحَافٌ جارٍ مَجْرَى العلة) بخلاف ضربه فقد يكون مقبوضا كما هنا وقد يكون صحيحا (مَفَاعِيلُنْ) وقد يكون محذوفا (فعولن).
.............................. .............................. ...........
الكتابة العروضية:
(فَيَالَيْــ) (تَمَا بَيْنِي) (وَبَيْنَ) (َحِبْبَتِي) *** (مِنَلْبُعْـــ) (دِ مَا بَيْنِي) (وَبَيْنَلْ) (مَصَائِبِي)
.............................. .............................. ...........
ترميزه:
(//0/0) (//0/0/0) (//0/) (//0//0) *** (//0/0) (//0/0/0) (//0/0) (//0//0)