السؤال
♦ الملخص:
امرأة متزوجة كفَلت فتًى يتيمًا، وتركته يختلط بمن في بيتها، فتحرَّش بالمربِّية، وتسأل ماذا تفعَل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم، أنا متزوجة وعندي ولدان، وضعُنا ميسور، أعيش مع زوجي في دولة إفريقية به فقراء كُثُر؛ لذا كنت دائمًا أُفكر كيف أستطيع أن أساعد هؤلاء الفقراء، ومن شهر تقريبًا رأيتُ فتى ينام في الشارع، فأدخلتُه بيتي، وقرَّرت أن أكفلَه، وعرفتُ أنه يتيم، وقد عارَض زوجي الموضوع في البداية، لكن بعد معرفته حديثَ الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وافَق، وبالفعل سجَّلته في المدرسة، وأخرَجت له أوراقًا ثبوتية.
الطفل ينام حاليًّا في غرفة المربية التي تساعدني على تربيته، وقد تفاجأت بالمربية وهي تقول لي أنه تحرَّش بها ليلًا، في البداية تفاجأت، ثم هدَّدته فيما بعد، وظل يبكي طول اليل، فانصدمتُ كثيرًا، وخفتُ من الله أن أكون ظلمتُ نفسي، وفكَّرت في زوجي الذي كان رافضًا الفكرةَ، وسؤالي: هل أُبقي هذا الفتى وأُعلمه الإسلام والقرآن، وبعون الله يكون صالحًا، أو أتخلى عنه؟

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاكِ الله خيرًا أيتها الأخت الكريمة لسعيكِ لفعل الخير، وقد بيَّن شرعنا الحنيف فضل كفالة اليتيم في آيات قرآنية وأحاديث.
قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [البقرة: 83]، وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ﴾ [البقرة: 177].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئًا))[1].
ولكن هذا الصبي يجب أن يكون في مكان منفصل عن أسرتك، ولا يختلط بالنساء، وإنما يتعامل معه الرجال فقط، وقد حذَّر الشرع الحنيف من الاختلاط، ونهى عنه؛ لِمَا فيه من المفاسد العظيمة؛ فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]، فإذا كان هذا هو خطاب الله تعالى لأفضل الرجال بعد الأنبياء، وأطهر النساء وهنَّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فما بالك بنا نحن؟ فيجب علينا أن نجتنب الاختلاط تمامًا، ولا يتعامل معه إلا الرجال؛ فيعلمونه الإسلام والقرآن وغير ذلك من الخير، ولكم في ذلك الأجر العظيم إن شاء الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.
----------------
[1] أخرجه البخاري (5304).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6N403SXmJ