أعاني من وساوس تتعلق بالآخرة


أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة


السؤال

الملخص:
شاب يعاني من وساوس تتعلق بالآخرة، ومن التفكير بأنه من المنافقين والكفَّار، ويسأل عن حلٍّ.
التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بعد أن التزمتُ بالصلاة والعبادة، بدأتْ تأتيني أفكارٌ تخيفني من الآخرة، وأفكار بأني - والعياذ بالله - من المنافقين أو الكفار.
هل هناك حل لهذه الأفكار؟ وهل يحاسبني الله على أفكاري ونفسي التي أصبَحت محبطة؟ وهل يجب عليَّ الاستغفار منها طول الوقت؟ جزاكم الله عني خيرًا.

الجواب
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
ثانيًا: الخوف من رد العمل أمرٌ حسن، لكنه لا بد أن يكون خوفًا صحيًّا باعثًا على تجويد العمل، والاجتهاد في إصلاحه، ونفي الآفات عنه، لا خوفًا مَرَضيًّا مقعدًا مثبطًا عن الاجتهاد في الطاعة، فمتى أدرَك هذا العامل على هذه الحال الموتُ صغيرًا كان أو كبيرًا، فهو على خير، وإلى خير إن شاء الله، وليسأل الله الفردوس كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، عالمًا أن رحمة الله هي الموجبة لدخول الجنات ورفعة الدرجات، وأن الأعمال مجرَّد أسباب وليست عوضًا عن الجنة، أو ثمنًا لها.
فالواجب على المسلم أن يجتهد في طاعة ربه تعالى، ثم عليه مع هذا أن يُحسن ظنه به، وليعلم أن الله تعالى حكيم، وأنه سبحانه لا يضيع أجر المحسنين، ولا يجعل المسلمين كالمجرمين.
فليسأل الله رحمته، وليقبل عليه بقلبه، وليخلص في دعائه، وليُؤَدِّ ما افترضه الله عليه، وليبتعد عمَّا حرَّم الله عنه، وليُكثر من فِعل النوافل، ثم لِيَرْجُ بعد هذا الخيرَ من ربه تعالى، والفضل والمنة منه سبحانه وبحمده.
والنصيحة لك: أن تسعى في طلب العلم الشرعي؛ فهو سبيل لمعرفة ما يُقبَلُ به العمل وما يُرَدُّ، واطرَح عنك هذه الظنون؛ فإنها من وساوس الشيطان؛ ليفسد عليك أعمالك الصالحة.
ولعلاج الوساوس عليك بالاطلاع على استشارة: (وساوس قهرية مستمرة).
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6MFB5hrxM