تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

    رمضان وزخم التغيير (1)

    سارة خليفة


    ها قد شارف الشهر على الرحيل.. مر نصفه، وبقى نصفه..
    منا من دخل رمضان بخطة، والتزم بها إلى يومنا هذا..
    ومنا من دخل رمضان بحماس، ويوم تلو يوم خمد الحماس.. فها هو يجاهد في القيام..
    ومنا من دخل رمضان ومازال يفكر.. ويمني نفسه أن يبدأ من غد، هذا الغد الذي لا يأتي أبدا..
    فدعونا نقف هنا وقفات صغيرة.. تعيننا على ما بقى من رمضان
    رمضانيات (1) معادلات احتساب الأجر ومغفرة الذنب
    دعونا نتفق أن " من لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف" (ابن الجوزي)، هذه بعض معادلات رمضان:
    معادلة (1) : نية الصيام + الاحتساب = مغفرة ما تقدم
    أن في احتساب أجر صيام رمضان من الفضل العظيم، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا ًواحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».فالإيمان به، هو التصديق بفرضية صومه، والاحتساب يكون بطلب ثوابه من الله عز وجل.
    فلا يكفي فقط أخذ نية الصوم، بل احتساب أجر صيام لتتحقق المغفرة.
    معادلة (2) : نية القيام + الاحتساب = مغفرة ما تقدم
    أن في احتساب أجر قيام ليل رمضان من الفضل العظيم، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قام رمضان إيمانا ًواحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».فالإيمان به، هو التصديق بفضل القيام، والاحتساب يكون بطلب ثوابه من الله عز وجل مخلصًا له بتجنب الرياء فيه.
    فلا يكفي فقط أخذ نية القيام، بل احتساب أجر القيام لتتحق المغفرة.
    وفي قيام رمضان فائدة مرجوة عظيمة أخرى هي التعود على "القيام" حتى إذا انقضى الشهر، أصبح القيام عندك عادة، فقد ذقت من حلاوتها طيلة ال 30 يومًا، فهنيئًا لك من عادة تعود عليك بالكثير من النعم.
    يكفي فيها قول الله عز وجل " {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:6]، أي أن في ساعات الليل يكون القلب في الصلاة والقيام أشد طمأنينة وتأثرًا بالقرآن، ورمضان هو شهر القرآن فلنجعل لقلوبنا نصيب من نفحاته في الليل.
    معادلة (3) : قيام ليلة القدر+ نية + احتساب = مغفرة لما تقدم
    في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
    فاذا وفق العبد في قيام ليلة القدر، وكان مصدقًا بفضلها وثوابها، ومحتسبًا أجرها من الله عزوجل، كان في ذلك مغفرة لما تقدم من ذنبه.
    معادلة (4) : (صيام رمضان الماضي + صيام رمضان الحالي) - الكبائر = مكفرة لما بينهما
    في الصحيحين من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر».
    في هذا الحديث الكثير من البشائر، فهي إذا أخذ النية بها واحتسابها تكون مكفرات لما بينها، الصلاة اليوم، والجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان.. فهي كمحطات يومية وأسبوعية وسنوية يغتنمها كل مسلم له قلب واع مقبل تائب، فكيف بعد هذه الرحمات من ييأس من رحمة الله في مغفرة ذنبه، ولكن بشرط تجنب الكبائر ففيها حقوق للعباد.
    معادلة (5) : اليوم = يومان!
    عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» (رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني).
    هذا من أجر الكبير ثوابه، اليسير في تنفيذه.. فكيف بتمرة أو بشقها تفطر بها صائم يكتب لك أجره في صيامه! وهذا من أبواب الحسنات الكبيرة للنساء في رمضان، فإن أخذت النية واحتسبت في إعداد الطعام لأهل بيتها إفطار صائم، كان لها ثواب أجر كل من أفطر على طعامها! فهنيئأ للمسلمة من أجر كبير!
    معادلة (6) : صيام 66 يوم = الدهر كله!
    عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، هذا صيام الدهر كله» (رواه مسلم). من أخذ نية واحتسب صيام 3 أيام في كل شهر هجري، وصام رمضان إلى رمضان الذي يليه، من حقق هذان الشرطان كتب له كصيام الدهر كله! أي أن صيام 66 يوم (إن كان رمضان 30 يومًا) تعادل الدهر كله.

    هذه بعض من المعادلات، إن تفكرنا فيها نجد أن الإيمان والاحتساب فيها ركنا رئيسيًا، إن حققتها في رمضان كان لك من الثواب والأجر العظيم، فهنيئأ لمن صام وقام وآمن واحتسب.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

    رمضان هذا العام.. هو "حراءك"

    سارة خليفة

    رمضانيات (2) رمضان هذا العام.. هو "حراء"ك
    غار حراء..
    هو الغار الذي نعرف جميعًا.. المكان الذي كان يختلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بنفسه، يتفكر ويتعبد.. وكان يختلي النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان كاملًا، وقبل البعثة كان يمضي أكثر من شهر هناك، فقد حبب إليه الخلاء.
    في هذا الغار نزل الوحي..
    نزل جبريل عليه السلام أول مرة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الغار.. جاء بأول آيات القرآن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق3:1].. ثم نزل بعدها الأمر أن قم يا محمد (صلى الله عليه وسلم) منذر للناس, تخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان كما جاء في الآيات {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر:1-2]، هذا النور الذي جاء من الغار ليملء المعمورة إيمانًا وهدى..
    فها نحن قد حرمنا هذا العام من جماعية العبادة في رمضان، ففي ظل ما يتعرض له العالم من جائحة جعلت الأغلبية تلزم البيوت، وفُرض حظر تجول في الكثير من الدول وإقاف للكثير من الأنشطة، فجعل من رمضان هذا العام مختلف بالكلية، فلا صلاة قيام ولا تهجد في المساجد، ولا أعمال خير جماعية ولا إفطارات وتجمعات اجتماعية.
    فلما لا نجعل من رمضان هذا العام هو "حراء" لنا؟! نجعل في رمضان هذا فرصة لنختلي كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وفي ذلك فوائد مختلفة منها:
    الاختلاء وجمع شتات القلب بالتعبد لله عزوجل؛ فأنت تقوم الليل وحدك أو بعضه.. تدعو الله عزوجل، تتفكر في نعمه عليك تعدها لتشكرها، تبحث في نفسك عن ما تريد أن تصلحه مرضاة لربك، تهذب نفسك من شوائب علقت بها من الحياة والانغماس فيها.

    الذاتية؛ فها أنت تجتهد لتقوم بكل ما كنت تفعله في رمضان السابق وحدك.. كقيام الليل، تجتهد في أفكار لأعمال صالحة تستطيع فعلها في ظل التحرك المحدود.. فالرسول صلى الله عليه كان أجود ما يكون في رمضان كان صلى الله عليه وسلم كالريح المرسلة في نفعها وخيرها لكل ما تدركه..


    تعيد حساباتك مرة أخرى.. فتتفكر هل ما تقوم به يؤدى لنجاح في الدنيا دون فلاح الآخرة؟ أم غفلة مستمرة بلا نجاح ولا فلاح؟

    فرصة لكي تبدأ بأخذ خطوات مهمة في معرفة دينك.. حتى وإن بدأت في رمضان بالتفسير الميسر أو المختصر في التفسير لكي تفهم ما تقرأ في كتاب ربك.. هذا الكتاب ليس وسيلة فقط لعداد الحسنات أن تربو، ولكن هو المنهج، عليه تستقيم حياتك وعليه سيكون التقييم في الآخرة.

    تتفكر في حالة الأمة وما وصلت إليه.. فمتى كان أخر مرة في ظل انشغالك وانغماسك في الدنيا فكرت في حال المسلمين؟ نعرف جميعا أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.. متى أخرة مرة انشغلت بأمتك؟ ماذا قدمت لها؟

    تدرك قيمة الوقت، وكيف تقضي فراغك في الطاعة. فها هي اجازة اجبارية، الوقت تستطيع الاستفاد منه وتشكيله كيفما شئت، فماذا فعلت؟ كثير ما نتتحجج بالوقت والمشغوليات، فها هو الوقت لديك فماذا أنت فاعل به؟

    رمضان هذا العام فرصة لكي تجمع شتات قلبك.. تضع فيه خطة جديدة تركز على الفلاح وليس النجاح فقط.. لتجعل من رمضانك هذا "حراء"ك.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

    كيف تستغل المرأة المسلمة رمضان؟ (1)

    سارة خليفة



    رمضانيات (3) كيف تستغل المرأة المسلمة رمضان؟ (1)
    هذه روشتة سريعة مقسمة للاستفادة من أبواب الخير الكثيرة، منا من يحزن لوقت عذر كتبه الله علينا رحمة، ومن يشتاق لأوقات قيام دون انشغال أو إجهاد في الصيام بسبب سهر مع الأبناء وتجهيز الإفطار والطعام..
    معادلة: النية + الاحتساب
    دعونا في رمضان نتعلم عبادة الاحتساب والمواظبة على تجديد النية في أعمالنا، فكثير ما نغفل عن النية وأهميتها في تجديد حياة القلب والإقبال على الأعمال وإن كانت روتينية تؤدى كل يوم ..
    فجددي نيتك في أعمالك واحتسبي فضلها ومنها:
    مراعاتك لشئون بيتك، وهي مسؤلية كبيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: « «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» » (متفق عليه)، وتكون الرعاية هنا بالقيام بأمور زوجها وأولادها وتربيتهم.
    قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته.

    فإن أخذت النية واحتسبتي ما تقومي به من شئون بيتك في رمضان وخارجه والجهد والوقت المبذول لادارة البيت والقيام على شئون الأبناء، فستجدي في ميزانك ما يسرك بهذه الأعمال.

    أنت هي المعلمة الأولى لأولادك!
    فأين لهم حب الشهر الكريم والتعود على الصيام والبدء في القيام والمحافظة والتعود على مصحابة القرآن إلا منك؟
    فأنت بيدك أن تجعلي هذا الشهر مختلف وبداية تغيير لك ولبيت ولأولادك..
    بداية من تعريفهم أهمية الشهر الكريم واستقباله حتى لو بتعليق زينة بسيطة هم تصنع أياديهم الصغيرة، وتبدئي معهم التدرج في الصيام حسب سنهم وتعريفهم معنى الصيام وأدابه وفقه..

    وكل ما كبر عمرهم تستطيع أن تشرحي لهم أكثر في فقه الصيام، فيشبوا أنهم إذا ما أقبلوا على أمر جديد أو عبادة يلجأوا أن يعرفوا أحكام ربهم عزوجل فيها.

    وإن كان شهر رمضان مميز عن غيره من الأشهر ليس فقط بالصيام ولكنه شرف بنزول القرآن فيه، فيكون تجديد لعهدك وبداية لربط أولادك بالقرآن، فأنت هنا لست فقط تقرائي تعبدًا ولكن أيضًا تأخذي أجر من علم القرآن، تجلسوا معًا تقرأوا وتفسري لهم حسب أعمارهم، ومن الممكن عقد مساباقات صغيرة ففي أخر اليوم عن معنى كلمة وفي أخر رمضان في حفظ سور وإن كانت صغيرة ولكن بداية في حبهم للقرآن ومصاحبتهم له.

    حتى إذا فقه أهمية القرآن وأصبح لهم وقت يقرأوا أو يحفظوا فيه علموا أهمية هذا الوقت، فإن طلبتي مهم الاهتمام بشئونهم أو لعب حتى تفرغين من قراءة وردك كان ذلك مفهوم لديهم.

    الإفطار والسحور!
    يأخذ منا أعداد الطعام في رمضان من الوقت الذي مهما قل بسبب تجهيزات مسبقة قبل الشهر أو تقليل من الأصناف أو عيرها من الأشياء، يأخذ من وقتنا.. ولكن دعونا نحتسب الأجر العظيم في:

    الإفطار! فهو إفطار صائم بشكل يومي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « «من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» » (أحمد وأصحاب السنن واللفظ للترمذي وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان [3429]، وهو في صحيح الترمذي [647])، كما هو فرصة لتعليم ابنائك هذا الثواب العظيم والمسابقة فيه، وأيضًا آداب الفطور.

    سنة السحور! أنتي بإعداده لأهل بيتك تطبيقًا لسنة التسحر وأخذ بركته قال النبي صلى الله عليه وسلم: « «تسحَّروا فإن في السحور بركة» » (أخرجه البخاري في الصوم (1922)، ومسلم في الصيام [1095] في صحيحيهما). وأيضًا تعلمي أولادك هذه السنة.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

    تجارات نوايا وأفكار خارج الصندوق


    سارة خليفة


    رمضانيات (4) تجارات نوايا وأفكار خارج الصندوق
    كيف تستغل المرأة المسلمة رمضان؟
    عندما يأتي وقت العذر، نحزن لفوات الصيام والصلاة وقراءة القرآن، ومنا من يشعر لدعوى نسوية حولنا أن هذا من ظلم المرأة وحاشا لله أن يكون ما كتبه الله على جميع بنات أدم كما جاء في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها: " «دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ وأنا أبكي، فقال: «ما لك أنَفِسْتِ»، قلت: نعم، قال: «هذا أمر كتبه الله على بنات آدم» » (صحيح البخاري).

    ولكن كيف نستغل هذا الوقت؟ لنفكر خارج الصندوق قليلًا..

    الصيام
    نحن لا نصوم وقت العذر، وهذا تخفيف علينا ورحمة من الله عزوجل، ولكن نستطيع إفطار صائم والتسابق على هذا الخير.
    نستطيع أن نحضر معلومات بسيطة من كتب أو مقاطع دعوية بسيطة عن الصيام وأجكامه وإرساله للأهل والأصدقاء، نغير بهذا مفهوم أو نصحح به عبادة.

    الصلاة
    نحن لا نصلي وقت العذر، ولكن نستطيع أن نذكر من حولنا بأوقات الصلاة وإعانتهم على تأديتها في وقتها.
    نستطيع أن نحضر مقاطع دعوية بسيطة عن السنن الرواتب والتحفيز على أن يبنى لك بيت في الجنة كل يوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة» " (أخرجه أحمد في صحيحه).، ومن الممكان أن تكون مسابقة للأولاد حتى يحافظوا على السنن، ونجعلها شعارًا في رمضان "بيت كل يوم في الجنة" .

    القرآن
    أجعلي لك ختمة سماع للقرآن فهذه من معاهدات القرآن التي كثير ما نغفل عنها، الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستمع للقرآن من أصحابه، وفي السنة الكثير من المواقف التي ذهب النبي لأصحابه ليسمع منهم القرآن.
    إن لم تكن قراءتك صحيحة، فهي فرصة أن تبدأ لتصحيح تلاوتك، هناك دروس كثيرة الآن متوفرة عن تصحيح التلاوة تستطيعي البدء بها.
    تسطيع أن تجمعي الأولاد وتحفيظهم سور قصيرة تحفظينها، ولا تجعلي أحد يسبقك لتحفيظ أولادك سورة الفاتحة، فهي فاتحة الكتابة التي سيقرأوها في صلاتهم كل يوم 17 مرة في صلاة الفريضة، فهي حسنات جارية لك لا يسبقك أحد إليها.

    القيام
    ليس القيام مقتصرًا على الصلاة وقراءة من المصحف، فلا ننسى أنه موعد التنزل الإلهي، قال صلى الله عليه وسلم: " «ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له» ." (رواه البخاري ومسلم).

    تسطيعي الدعاء والقراءة من حفظك والاستغفار، فلا تحرمي نفسك من هذا الفضل العظيم.

    طلب العلم
    تسطيع في هذا الوقت أن تنتهي من سلاسل علمية مختلفة في القرآن أو السيرة أو الفقه أو التزكية أو حتى في تربية الأبناء وما أكثرها وتوفرها الآن على الشبكة.



    هذه كانت بعض الأفكار ولكل واحدة أن تجتهد في سبل الخير والجود.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله



    هدايا عشرة الخير (1)

    سارة خليفة


    رمضانيات (5) هدايا عشرة الخير (1)
    إن كنت تقرأ هذا المقال ليلًا، فاذهب لترى القمر، ها هو البدر قد بدأ يتناقص، ومعه يعلن شهر رمضان أن حان وقت الرحيل.. وننتظر مع رحيله ميلاد القمر الجديد..
    ولكن قبل رحيل رمضان، ولأنه شهر كريم، يترك لنا هدايا فاز من أغتنمها.. فيا باغي الخير أقبل!
    الهدية الأولى: العشر الأواخر
    هنيئًا لمن بلغه الله العشر.
    إن كان رمضان أياماً معدودات فالعشر إن لم تنتبه؛ تبدأ وتنتهي في لمح البصر.. فلنجدد النية والعزم في دخول العشر، ولنزيد في العمل يقول ابن رجب: "ألا وإن شهركم قد أخذ في النقص، فزيدوا أنتم في العمل"!

    عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت: « «كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلهُ، وأيقظَ أهلهُ» » (صحيح البخاري، رقم: [2024])، يشد المئزر أي يجتهد ويجد في العبادة. وتحدثنا أمنا عائشة رضي الله عنها وتقول: « «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ، ما لا يجتهدُ في غيرِه» » (صحيح مسلم، رقم: [1175])، أحيا ليله: أي قام ليله، وأيقظ أهله: وهذا يدل على عظم تلك الليالي.. على الرجل أن يُوقظ أهل بيته ليصلوا ويقيموا الليل.

    فإن فاتك من رمضان الأيام االماضية في الفرصة مازلت سانحة، وأبواب العتق لم تغلق بعد.. فزاحم عليها ما استطعت، وها نحن بسبب جائحة الكورونا التي نشهدها، معلقة أغلب الأنشطة وما يسرق منا الأوقات، وها هي فرصة للاختلاء والاعتكاف وإن كان في البيت لغلق المساجد رغم عنا – كما في مصر.

    ولا تقل سأجتهد في العبادة، هكذا فقط.. فإن لم تكن خطة واضحة أمامك لها بنود واضحة سيمر العشر كما مر العشرون التي سبقت!
    وليكن ذلك مثال والسابقون السابقون! .
    صلاة الفروض في جماعة مع السنة.
    قراءة ما تيسير لك من القرآن، إن استطعت أن تأخذ 3 أجزاء يوميًا ختمت مرة في العشر، وفي كل حرف لك عشرة من حسنات والله هو الكريم.
    قراءة أذكار الصباح والمساء بتدبر معانيها.. فنحن نريد قلوب حية.
    جلسة الشروق فهي تعادل العمرة.
    صلاة الضحى.
    الدعاء لك وللمسلمين
    الإكثار من دعاء "اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عنا"
    إخراج صدقة كل يوم حتى ولو كان شيء يسير "فأدومه وإن قل"
    إفطار صائم كل يوم.
    تفنن في إعمال البر والجود والخير، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان، ولا تستصغر العمل حتى لو كانت مشاركة لحديث أو آية على وسائل التواصل الاجتماعي.
    عمل خفي بينك وبين ربك كل يوم، تجمع فيه إخلاص وتجرد قلبك.
    إجعل لك وقت خلوة بينك وبين الله عزوجل تناجيه وتدعو وتتقرب لله عزوجل.
    فيا عباد الله جدوا.. نحن في وقت الجد، ونحن لا ندري هل سيكون هناك رمضان أخر أم لا.. فعش كأنه رمضانك الأخير.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

    الهدية الثانية: ليلة القدر


    سارة خليفة



    رمضانيات (6) هدايا عشرة الخير (2)

    الهدية الثانية: ليلة القدر
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « «إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ» » (صحيح ابن ماجه، رقم:[1341]، خلاصة حكم المحدث الألباني: حسن صحيح).
    ليلة القدر هي ليلة خير من ألف شهر..
    ليلة تتنزل فيها الملائكة وتتزاحم لتدرك فضلها، ينزل فيها جبريل عليه السلام وهو قد انقطع عن النزول بعد النبي صلى الله عليه وسلم..
    ليلة لا يغفل عنها إلا محروم..
    ليلة كان النبي يكتف من أجلها في العشر الأواخر حتى لا يفوتها..
    بل قال الإمام الشافعي: " «أستحبّ أن يكون اجتهادُه في يومها كاجتهاده في ليلتها» "، يعني نهارها وليلها نجتهد فيها..
    معادلة بسيطة
    يوم = ألف شهر = 30 ألف يوم ما يعادل 83 عام تقريبا
    فكم تساوي الدقيقة في هذا اليوم؟ هل تدرك إن فرطت في دقيقة فيها فكم فرط؟
    فما بالكم بليلة لا تساوي فقط ألف شهر وإنما خير من ألف شهر
    دعاء ليلة القدر
    عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم: " «يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟" قال: «تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي»» (صحيح ابن ماجه [3119]).
    ما الذي يميز هذا الدعاء في ليلة العتق والمغفرة؟
    هو التعبد والدعاء باسم الله (العفو)، يقول الغزَّالي "العَفْوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو والمحو أبلغ من الستر" (المقصد الأسنى: [89]).
    فهو يغفر ويستر ويمحو أثر الذنب.. فما نريد أكثر من ذلك في هذه الليلة الكريمة العظيمة؟
    فأجعل لنفسك في تلك الأيام نصيب وتوقف مع معنى اسم الله العفو والتعبد به، وإن كان في قلبك لأخ لك شيء فعفو لعل الله يعفو عنك في هذه الليلة بهذا قال تعالى: { {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} } [النور من الآية:22].


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

    هدايا عشرة الخير (3)


    سارة خليفة



    الهدية الثالثة: زكاة الفطر
    يغفل الكثير عن هذه العبادة العظيمة، زكارة الفطر، بال غم أنها على كل مسلم ومسلمة، صغير كبير،حتى الجنين في بطن أمه، الفقير والغني، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " «فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ، صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذكرِ والأنثى، والصغيرِ والكبيرِ، من المسلمينَ، وأمَر بها أن تؤدَّى قبلَ خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ» " (صحيح البخاري [1503])، فهي فريضة وليست من أبواب البر والصدقات.

    كما أنها متممة لعباداتك في شهر رمضان، فهي كما السنن للفرائض في الصلاة تجبر تقصيرها، فزكاة الفطر مطهرة لما شاب من صيامك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " «زكاةُ الفطرِ طُهْرَةٌ للصائِمِ مِنَ اللغوِ والرفَثِ، وطُعْمَةٌ للمساكينِ، مَنْ أدَّاها قَبْلَ الصلاةِ فَهِيَ زكاةٌ مقبولَةٌ، وَمَنْ أدَّاها بَعْدَ الصلاةِ فهِيَ صدَقَةٌ مِنَ الصدَقَاتِ» " (صحيح الجامع [3570]).
    مقدارها
    هي تقدر بصاع، وهناك من قدرها بالوزن، وذلك لسهولة استخدام الوزن عن المكيال، وكان تقديرها تقريبًا بـ 3 كيلو جرمات كتقدير الشيخ ابن باز، أو 2100 جرام كتقدير الشيخ ابن عثيمين، ولكن يجب الانتباه أن كل نوع من الحبوب صاعه يختلف وزنه عن النوع الآخر، والمحصول الجديد ليس كالقديم، فإخراج الزيادة كان أحوط.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: رمضانيات ــــــــــ متجدد إن شاء الله

    تحب العفو


    سارة خليفة



    رمضانيات (8) تحب العفو
    ونحن مازلنا نزاحم على باب العتق، نجتهد ونشمر في الطاعات وأبواب البر في العشر الأواخر، دعونا نتوقف قليلًا مع هذا الحديث الشريف:
    عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم: " «يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟" قال: «تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي» » (صحيح ابن ماجه [3119]).
    عائشة رضي الله عنها، أم المؤمنين تعلمنا هنا شيء مهم، هو أن كان وقت خير وطاعة، نسأل كيث نستثمر هذا الوقت بأفضل ما يكون، ما هي عبادة هذا الوقت، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم على أن أدركنا ليلة القدر، ما ندعو الله فيها؟
    الدعاء كله خير، تدعو لنفسك ولأمتك وللمسلمين، ولكن ما أنفع الدعاء في ليلة القدر؟ هذه الليلة العظيمة التي تتنزل الملائكة وجبريل عليه سلام ليشهدوها، يقدر فيها أقدار وأرزاق العباد، ليلة المغفرة والرحمة..
    كان جواب النبي فيها: «تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي»، ندعو الله باسمه (العفو).
    يقول الغزَّالي "العَفْوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحو والمحو أبلغ من الستر" (المقصد الأسنى: [89]).
    فهو يغفر ويستر ويمحو أثر الذنب، لذلك هو هنا أشمل من الغفور.
    وللعبد لينال العفو، عليه أن يقوم ببعض الأعمال القلبية أولًا:
    التوبة
    أن تتوب لله عزوجل توبة نصوحة، توبة بها ندم على ما أذنبت في حق الله عزوجل، تتوب توبة عامة لأي عمل أو فعل قمت به تتذكره أو لا، من أول ما فتحت صحيفتك، نحن سنحاسب على ما قمنا بفعله من بداية سن التكليف! تذكره أو لا، علمته أم لا.

    وتوبة خاصة على أعمال بعينها، تتذكرها وتعلمها جيدًا، تؤرقك نكتها في قلبك، وتلومك اللوامة عليها كل حين، لعل الله يغفرها ويتجاوز عنك.

    تعزم فيها على عدم العودة لما يغضب الله عزوجل أو لا يرتضيه، توبة فيها خوف من أثر المعصية في حياة القلب، توبة فيها رجاء أن تُقبل فالله عزوجل هو من وفقه لها، وأن يقبل القلب بعدها على ربه منشرحًا مطمئن.

    تلزم التوبة دائمًا، ولا تؤجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « «يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة» » (رواه مسلم)، فالنبي المعصوم صلى الله عليه وسلم المغفور له، يتوب 100 مرة وفي حديث أخر أكثر من 70 مرة، فما بالنا ونحن العباد العصاة؟
    أثر اسم العفو في حياتك
    أن يكون لاسم الله العفو أثر في حياتك، فنحن نتعلم عن اسماء الله وصفاته لنحبه ونتعبد بها لله عزوجل، وأن يكون لها أثر في عبادتنا وحياتنا.

    فالله عزوجل يحب العفو، والمحب يحب ما يحبه حبيبه، فإن كنت تريد عفوه، فأعفو وأصفح عن من أخطأ في حقك، من المؤكد أنك تذكرت بعض مواقف أو أشخاص لم تعفو عن أصحابها توقف هنا لحظات، وأجمع قلبك وأعفو عنهم.

    أهناك مثل عفو الصديق رضي الله عنه عن مسطح بن أثاثة الذي خاض في عرض عائشة رضي الله عنها في حادث الإفك؟
    يقول الله عزوجل: { {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} } [النور:22]، هذه الآية نزلت في أبوبكر الصديق رضي الله عنه، حينما نزع عن مسطح بن أثاثة النفقة حين فلما نزلت الآية قال الصديق: "بلى، والله إنا نحب - يا ربنا - أن تغفر لنا"، وأعاد نفقة مسطح مرة آخرى وقال : "والله لا أنزعها منه أبدًا". هذا فعل الصديق فما فعلك؟

    فلنتعاهد التوبة وسؤال الله عزوجل العفو في هذه الأيام، لعلنا نكون من العتقاء المعفو عنهم المتجاوز عن سيئاتهم، لتكون بداية لقلوب جديدة بعد رمضان أن شاء الله.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •