تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 22

الموضوع: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    جاء في شرح الشيخ صالح آل الشيخ:
    اقتباس:

    باب تفسير التوحيد: أما البراءة من العابدين: فإنها من اللوازم، وليست من أصل كلمة التوحيد، البراءة من العابدين، فقد يعادي وقد لا يعادي، وهذه لها مقامات: منها ما هو مُكَفر، ومنها ما هو نوع مولاة ولا يصل بصاحبه إلى الكفر.

    والسؤال: كيف لا تكون البراءة من العابدين من أصل كلمة التوحيد؟ أليس الكافر هو من فعل الكفر؟ وهل الشرك إلا صناعة المشرك وهل يتصور وجوده إلا بفاعليه؟ وقد قدم الله ذكر البراءة من المشركين على البراءة من الشرك في عدة آيات، وذكر الشيخ محمد عبد الوهاب في شرحه لأصل دين الإسلام " وتكفير من فعله "، فجعله من أصل الدين لا من اللوازم.
    الجواب
    قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله
    قول الشيخ: ليست من أصل كلمة التوحيد، لا يعارض قولك: أنها من أصل الدين.
    فالولاء والبراء من أصول الدين، ولا شك في ذلك، لكن مراد الشيخ أن كلمة التوحيد فيها البراءة من الشرك ومن عبادة غير الله عز وجل، فهذا مدلول كلمة التوحيد صراحة،
    وأما البراءة من المشركين فهذا من اللوازم،
    وليس كونها من اللوازم أي أن فقدها غير مؤثر، بل إن من والى أعداء الله ووادَّهم فهو غير مؤمن بنص القرآن ،
    وهذا دليل على عدم تحقيقه لكلمة التوحيد، فإن فساد اللازم يدل على فساد الملزوم.
    وقول الشيخ: (فقد يعادى وقد لا يعادى) إن كان يقصد به أن من الكفار من يجوز الإحسان إليهم مع بغض ما هم عليه من الشرك والكفر فهذا حق دلت عليه النصوص.
    ومن أهل العلم من يفرّق بين الموالاة والتولي ، ويجعلون بعض مظاهر التساهل في التعامل مع الكفار من قسم الموالاة ومنهم من يعبر عنه بأنه نوع موالاة وهذا أدق وأجود أي أنه ليس صريحاً في الموالاة.
    [ جواب
    سؤال - هل البراءة من المشركين من مدلول كلمة التوحيد؟ للشيخ عبد العزيز الداخل]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    قول الشيخ: ليست من أصل كلمة التوحيد، لا يعارض قولك: أنها من أصل الدين.
    فالولاء والبراء من أصول الدين، ولا شك في ذلك، لكن مراد الشيخ أن كلمة التوحيد فيها البراءة من الشرك ومن عبادة غير الله عز وجل، فهذا مدلول كلمة التوحيد صراحة،
    وأما البراءة من المشركين فهذا من اللوازم،
    وليس كونها من اللوازم أي أن فقدها غير مؤثر، بل إن من والى أعداء الله ووادَّهم فهو غير مؤمن بنص القرآن ،
    وهذا دليل على عدم تحقيقه لكلمة التوحيد، فإن فساد اللازم يدل على فساد الملزوم.
    نعم
    قال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
    دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على وجوب البراءة من المشركين واعتقاد كفرهم متى علم المؤمن ذلك، واتضح له كفرهم وضلالهم. كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ . إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ . وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 26 - 28]، أي لعلهم يرجعون إليها في تكفير المشركين والبراءة منهم، والإيـمان بأن الله هو معبودهم الحق سبحانه وتعالى، وقال عز وجل: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]، وهذا هو دين إبراهيم وملة إبراهيم والأنبياء جميعاً، البراءة من عابد غير الله، واعتقاد كفرهم وضلالهم حتى يؤمنوا بالله وحده سبحانه وتعالى. فالواجب على المسلم أن يتبرأ من عابد غير الله، وأن يعتقد كفرهم وضلالهم حتى يؤمنوا بالله وحده سبحانه، كما حكى الله عن إبراهيم والأنبياء جميعاً، وهكذا قوله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256]. والكفر بالطاغوت معناه البراءة من عبادة غير الله واعتقاد بطلانها، وأن الواجب على كل مكلف أن يعبد الله وحده، وأن يؤمن به، وأن يعتقد أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وأن ما عبده الناس من دون الله من أصنام وأشجار وأحجار أو جن أو ملائكة أو غير ذلك فإنه معبود بالباطل، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: 62]،
    فالمؤمن إذا علم أن فلاناً يعبد غير الله وجب عليه البراءة منه واعتقاد بطلان ما هو عليه، وتكفيره بذلك إذا كان ممن بلغته الحجة، أي كان بين المسلمين، أو علم أنه بلغته الحجة، كما قال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [الأنعام: 19]، وقال تعالى: {هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ} [إبراهيم: 52]، فالله أوحى القرآن لنبيه عليه السلام وجعله بلاغاً للناس، فمن بلغه القرآن أو السنة ولم يرجع عن كفره وضلاله وجب اعتقاد بطلان ما هو عليه وكفره، ومن هذا الحديث الصحيح وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بما أرسلت به إلا كان من أهل النار» (أخرجه مسلم في صحيحه)، فبيّن عليه الصلاة والسلام أن كل إنسان متى بلغه ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ثم مات ولم يؤمن به صار من أهل النار أي صار كافراً من أهل النار؛ لكونه لم يستجب لما بلغه عن رسول الله، وهذا معنى قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}، وقوله سبحانه: {هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ}، وفي صحيح مسلم عن طارق بن أشيم رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله» (أخرجه مسلم في كتاب الإيـمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إلـه إلا الله، برقم 23)، وفي لفظ آخر: «من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمـه» (أخرجه أحمد في مسند القبائل، حديث طارق بن أشيم رضي الله عنه برقم 26671)، فجعل تحريم الدم والمال مربوطاً بقوله: "لا إله إلا الله"، وتوحيده لله وكفره بالطاغوت فلا يحرم ماله ودمه حتى يوحد الله، وحتى يكفر بالطاغوت – أي يكفر بما عبد من دون الله – لأن الطاغوت هو ما عبد من دون الله، ومعنى الآية الكريـمة: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [سورة البقرة: 256]،
    والذي يعلم الكافر وما عليه من باطل ثم لا يكفره أو يشك في كفره معناه أنه مكذب لله ولرسوله، غير مؤمن بما حكم الله عليهم من الكفر كاليهود والنصارى فهم كفار بنص القرآن، ونص السنة.
    فالواجب على المكلفين من المسلمين اعتقاد كفرهم وضلالهم، ومن لم يكفرهم أو شك في كفرهم يكون مثلهم؛ لأنه مكذب لله ولرسوله شاك فيما أخبر الله به ورسوله، وهكذا من شك في الآخرة، شك هل هناك جنة أو لا؟ أو هل هناك نار أو لا؟ أو هل هناك بعث أو لا؟ وهل يبعث الله الموتى؟ فليس عنده إيـمان ويقين فهذا كافر حتى يؤمن بالبعث والنشور، وبالجنة والنار، وأن الله أعد الجنة للمتقين، وأعد النار للكافرين، فلا بد من الإيـمان بهذا بإجماع المسلمين. وهكذا من شك أن الله يستحق العبادة، يكون كافراً بالله عز وجل؛ لأن الله سبحانه يقول: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ} [لقمان: 30]، ويقول سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء: 23]، وقال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} [البينة: 5]، والآيات في هذا كثيرة. وهكذا من شك في الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لا أعلم أن محمداً رسول الله أم لا؟ أي عنده شك فيكون حكمه حكم من أنكر الرسالة أو كذب بها يكون كافراً حتى يؤمن يقيناً أن محمداً رسول الله، وهكذا المرسلون الذين بينّهم الله، كهود ونوح وصالح وموسى وعيسى من شك في رسالتهم أو كذبهم يكون كافراً، وهكذا من استهزئ بالدين أو سب الدين يكون كافراً، كما قال تعالى: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ . لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66]، والذي يسب الدين ويسب الرسول مثل المستهزئ أو أقبح وأكفر. أما من ترك الصلاة ولم يجحد وجوبها فهذا فيه خلاف بين العلماء: 1- منهم من كفره، وهو الصواب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» (أخرجه الترمذي في كتاب "الإيمان" باب "ما جاء في ترك الصلاة" برقم 2621، والنسائي في كتاب "الصلاة" باب "الحكم في تارك الصلاة" برقم 463، وابن ماجه في كتاب "إقامة الصلاة والسنة فيها" باب "ما جاء فيمن ترك الصلاة" برقم 1079، وأحمد في "باقي مسند الأنصار" حديث بريدة الأسلمي رضي الله عنه برقم 22428)، وقوله: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة» (أخرجه مسلم في كتاب "الإيمان" باب "بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة" برقم 82). 2- وقال آخرون من أهل العلم: إنه لا يكفر بذلك؛ لأنه لم يجحد وجوبها، بل يكون عاصياً وكافراً كفراً دون كفر وشركاً دون شرك، لكن لا يكون كافراً كفراً أكبر، قاله جمع من أهل العلم. ومن شك في كفر هذا لا يكون كافراً؛ لأنه محل اجتهاد بين أهل العلم، فمن رأى بالأدلة الشرعية أنه كافر وجب عليه تكفيره، ومن شك في ذلك، ولم تظهر له الأدلة ورأى أنه لا يكفر كفراً أكبر بل كفر أصغر فهذا معذور في اجتهاده، ولا يكون كافراً بذلك. أما من جحد وجوبها وقال الصلاة غير واجبة، فهذا كافر عند الجميع، ومن شك في كفره فهو كافر نعوذ بالله، وهكذا من قال إن الزكاة لا تجب أي جحد وجوبها أو صيام رمضان جحد وجوبه، فهذا يكفر بذلك؛ لأنه مكذب لله ولرسوله، ومكذب لإجماع المسلمين فيكون كافراً. ومن شك في كفره فهو كافر بعدما يبين له الدليل ويوضح له الأمر، يكون كافراً بذلك لكونه كذب الله ورسوله، وكذب إجماع المسلمين. وهذه أمور عظيمة يجب على طالب العلم التثبت فيها، وعدم العجلة فيها حتى يكون على بينة وعلى بصيرة، وهكذا العامة يجب عليهم في ذلك أن يتثبتوا، وألاَّ يقدموا على شيء حتى يسألوا أهل العلم، وحتى يتبصروا؛ لأن هذه مسائل عظيمة، مسائل تكفير وليست مسائل خفيفة. فالواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم أن يوضحوا للناس الحكم بالأدلة الشرعية، والواجب على من أشكل عليه شيء ألاَّ يعجل وأن ينظر في الأدلة وأن يسأل أهل العلم حتى يكون على بصيرة وعلى بينة في ذلك،[الامام ابن باز]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]، وهذا هو دين إبراهيم وملة إبراهيم والأنبياء جميعاً، البراءة من عابد غير الله، واعتقاد كفرهم وضلالهم حتى يؤمنوا بالله وحده سبحانه وتعالى. فالواجب على المسلم أن يتبرأ من عابد غير الله، وأن يعتقد كفرهم وضلالهم حتى يؤمنوا بالله وحده سبحانه، كما حكى الله عن إبراهيم والأنبياء جميعاً، وهكذا قوله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256]. والكفر بالطاغوت معناه البراءة من عبادة غير الله واعتقاد بطلانها، وأن الواجب على كل مكلف أن يعبد الله وحده، وأن يؤمن به، وأن يعتقد أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وأن ما عبده الناس من دون الله من أصنام وأشجار وأحجار أو جن أو ملائكة أو غير ذلك فإنه معبود بالباطل، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: 62]،
    فالمؤمن إذا علم أن فلاناً يعبد غير الله وجب عليه البراءة منه واعتقاد بطلان ما هو عليه، وتكفيره بذلك إذا كان ممن بلغته الحجة، أي كان بين المسلمين، أو علم أنه بلغته الحجة، كما قال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [الأنعام: 19]، وقال تعالى: {هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ} [إبراهيم: 52]، فالله أوحى القرآن لنبيه عليه السلام وجعله بلاغاً للناس، فمن بلغه القرآن أو السنة ولم يرجع عن كفره وضلاله وجب اعتقاد بطلان ما هو عليه وكفره، ومن هذا الحديث الصحيح وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بما أرسلت به إلا كان من أهل النار» (أخرجه مسلم في صحيحه)، فبيّن عليه الصلاة والسلام أن كل إنسان متى بلغه ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ثم مات ولم يؤمن به صار من أهل النار أي صار كافراً من أهل النار؛ لكونه لم يستجب لما بلغه عن رسول الله، وهذا معنى قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ}، وقوله سبحانه: {هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ}، وفي صحيح مسلم عن طارق بن أشيم رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله» (أخرجه مسلم في كتاب الإيـمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إلـه إلا الله، برقم 23)، وفي لفظ آخر: «من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمـه» (أخرجه أحمد في مسند القبائل، حديث طارق بن أشيم رضي الله عنه برقم 26671)، فجعل تحريم الدم والمال مربوطاً بقوله: "لا إله إلا الله"، وتوحيده لله وكفره بالطاغوت فلا يحرم ماله ودمه حتى يوحد الله، وحتى يكفر بالطاغوت – أي يكفر بما عبد من دون الله – لأن الطاغوت هو ما عبد من دون الله، ومعنى الآية الكريـمة: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} [سورة البقرة: 256]،
    والذي يعلم الكافر وما عليه من باطل ثم لا يكفره أو يشك في كفره معناه أنه مكذب لله ولرسوله، غير مؤمن بما حكم الله عليهم من الكفر كاليهود والنصارى فهم كفار بنص القرآن، ونص السنة.
    فالواجب على المكلفين من المسلمين اعتقاد كفرهم وضلالهم، ومن لم يكفرهم أو شك في كفرهم يكون مثلهم؛ لأنه مكذب لله ولرسوله شاك فيما أخبر الله به ورسوله
    نعم جزاك الله خيرا
    وهذا رابط مهم
    الفرق بين وجود العداوة للمشركين وبين إظهارها


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    البراءة من العابدين، فقد يعادي وقد لا يعادي، وهذه لها مقامات : منها ما هو مُكَفر ، ومنها ما هو نوع مولاة ولا يصل بصاحبه إلى الكفر.
    هل يمكن مزيد بيان لهذه الجملة اخى محمد عبد اللطيف

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    هل يمكن مزيد بيان لهذه الجملة اخى محمد عبد اللطيف
    نعم بارك الله فيك
    أولا أخى ابو سفيان كثير من الجماعات التى تهتم بالكفر بالطاغوت يأتيهم الخلل من عدم فهم الامور المتعلقة بماهية النفى والاثبات الذى تتضمنته لا اله الا الله وبين مقتضيات ولوازم هذه الكلمة- وكذلك البراءة المتعلقة بالعابد والمعبود- فالبراءة من المعبودات ليس فيها اشكال اما البراءة من العابدين هذه هى التى يحصل فيها الخلط عند الكثير وذلك لعدم ضبط مسألة الولاء والبراء والفرق بين المولاة المكفرة وما دونها او بمعنى آخر الفرق بين التولى و المولاة - وكما بينا فيما سبق ان المعاداة منها ما هو مكفر ومنها ما هو دون الكفر-وكذلك الامور المتعلقة بأصل كلمة التوحيد وماهيتها من البراءة والكفر بما عليه المشركين من عبادة غير الله - وبين ما هو دون ذلك -كل هذا يعتمد على التقسيم والفروق بين الاكبر وما دونه -سبب الخلل قديم جدا هو عدم فهم اصول اهل السنة فى مسائل المولاة والمعاداة ومسائل الايمان والكفر
    منها ما هو مُكَفر ، ومنها ما هو نوع مولاة ولا يصل بصاحبه إلى الكفر
    قال الشيخ صالح ال الشيخ ----ما يتعلق بمظاهرة المشركين، وتولي الكفار، فإن هذه المسألة بحثناها في عدة مجالس وفي عدة شروح وبينا فيها--أن عقد الإيمان يقتضي موالاة الإيمان والبراءة من الكفر لقول الله جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {55} وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ {56}﴾ .
    عقد الإيمان يقتضي البراءة من المعبودات والآله المختلفة ومن عبادتهم لقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27}وَ جَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {28} ﴾. أساس الولاء والبراء هوالولاء للإيمان والبراءة من الكفر وعبادة غير الله جل وعلا،ويتضمن ذلك : مولاة أهل الإيمان والبراءة من أهل الكفر على اختلاف مللهم.

    هذه الموالاة منها ما يكون للدنيا، ومنها ما يكون للدين. فإذا كانت للدنيا؛ فليست مخرجه من الدين ومما قد يكون في بعض الأنواع من الموالاة للدنيا من الإكرام أوالبشاشة، أو الدعوة، أو المخالطة، ما قد يكون مأذوناً به إذا لم يكن في القلب مودة لهذا الأمر، من مثل ما يفعل الرجل مع زوجته النصرانية، ومن مثل ما يفعله الإبن مع أبيه غير مسلم ونحو ذلك مما فيه إكرام وعمل في الظاهر لكن مع عدم المودة الدينية في الباطن، فإذا كانت الموالاة للدنيا فإنها
    فإنّها غير جائزة، إل افيما استثني من الحالات كما ذكرنا في حال الزوج مع الزوجة وحال الأبن مع أبيه، مما يقتضي معاملة وبراً وسكوناً ونحو ذلك.
    أما القسم الثاني : أن تكون الموالاة للدنيا ولكن ليس لجهة قرابة وإنما لجهة مصلحة بحته، لأمر دنياه وإن فرط في أمر دينه، وهذه موالاة غير مكفرة لأنها في أمر الدنيا، وهذه هي التي نزل فيها قول الله جل وعلا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ {1} ﴾ هنا أثبت أنهم ألقوا بالمودة وناداهم باسم الإيمان، قال جمع من أهل العلم : مناداة من ألقى المودة باسم الإيمان دل على أن فعله لم يخرجه من اسم الإيمان.وهو مقتضى استفصال النبي صلى الله عليه وسلم من حاطب حيث قال له في القصة المعروفة: ( يا حاطب ما حملك على هذا ) يعنى أن أفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبين أنه حمله عليه الدنيا وليس الدين.[ انتبه الشيخ صالح يتكلم عن الموالاة فى هذه الحالة ولا يتكلم عن حالة التولى او المظاهرة فيجب الانتباه لهذا حتى لا يختلط الامر على البعض كما حصل فيمن اشتبه عليه كلام الشيخ صالح ال الشيخ وسيأتى تفصيل وتفريق الشيخ بين المظاهرة وهى كفر بكل انواعها وبين المعاونة وهى التى فيها التفصيل فلكى يزول الاشمال يجب ان نعرف معنى المظاهرة والتى ليس فيها تفصيل والتى هى من نواقض الاسلام ودلالاتها ظاهرة وبين معنى المعاونة التى فيها تفصيل وايضا يشرط فى بعض احوالها ودرجانها القصد كما فى قصة حاطب بن ابى بلتعة فالبتفصيل والتأصيل والضوابط يزول الاشكال]

    القسم الثاني : موالاة المشرك لدينه، موالاة الكافر لدينه، يواليه ويحبه ويوده وينصره لأجل ما عليه من الشرك من الوثنية ونحو ذلك يعني: محبة لدينة ، فهذا مثله هذه موالاة مكفرة لأجل ذلك.
    والإيمان الكامل ينتفي مع مطلق موالاة غير المؤمن لأن موالاة غير المؤمن بمودته ومحبته ونحو ذلك هذه منافية للإيمان الواجب لقول الله جل وعلا: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... الأية ﴾

    أما
    مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين هذا من نواقض الإسلام، كما هو مقرر في كتب فقه الحنابلة وذكره العلماء ومنهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في النواقض العشر : في الناقض الثامن.
    وهذا الناقض مبني على أمرين:الأول: هو المظاهرة ، والثاني: هو الإعانة، قال: مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين.
    والمظاهرة: أن يجعل طائفة من المسلمين - يجعلون - أنفسهم ظهراً للمشركين، يحمونهم فيما لو أراد طائفة من المؤمنين أن يقعون فيهم، يحمونهم وينصرونهم ويحمون ظهورهم ويحمون بيضتهم،[ضابط مهم جدا -مكفرة فى جميع احوالها- ولا يشترط لها ما اشترطه فى الاعانة] وهذا مظاهرة بمعنى أنه صار ظهراً لهم، فقول الشيخ رحمه الله مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين مركبة من الأمرين الناقض مركب من الأمرين المظاهرة بأن يكون ظهراً لهم – بأي عمل يكون ظهر يدفع عنهم ويقف معهم ويضرب المسلمين لأجل حماية هؤلاء.
    أما الثاني فالإعانة:إعانة المشرك، فالإعانة ضابطها: أن يعين قاصداً ظهور الكفر على الإسلام، لأن مطلق الإعانة غير مكفر، لأن حاطب -رضي الله عنه - حصل منه إعانة للمشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم بنوع من العمل : إعانة بكتابة بسر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسير إليه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم استفصل منه، فدل على أن الإعانة تحتاج إلى استفصال والله جل وعلا قال في مطلق العمل هذا : (وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ) ولكن ليس بمكفر إلا بقصد، فلما أجاب حاطب بأنه لم يكن قصده ظهور الكفر على الإسلام ، قال يا رسول الله : ( والله ما فعلت هذا رغبة في الكفر بعد الإسلام[مهم جدا]، ولكن ما من أحد من أصحابك إلا وله يد يدفع بها عن أهله وماله، وليس لي يد في مكة، فأردت أن يكون لي بذلك لي يد)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ).
    وحاطب فعل أمرين:
    الأمر الأول: ما أُستُفصِلَ فيه؛ وهي مسألة هل فعله قاصداً ظهور الكفر على الإسلام، ومحبة للكفر على الإسلام، لو فعل ذلك كان مكفراًولم يكن حضوره لغزوة بدر غافراً لذنبه؛ لأنه يكون خارجاً من أمر الدين.
    الأمر الثاني: أنه حصل منه نوع إعانه لهم؛ وهذه فعله فيها ضلال وفيها ذنب والله جل وعلا قال : ﴿ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ... ﴾ إلى قوله: ﴿ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾
    وهذا يدل على أن الاستفصال في هذه المسألة ظاهر. فالإعانة فيها استفصال، -----أما المظاهره بأن يكون ظهراً لهم يدفع عنهم، ويدرأ عنهم ما يأتيهم، ويدخل معهم ضد المسلمين في حال حربهم لهم؛ هذا من نواقض الإسلام التي بينها أهل العلم.
    (( فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة ))

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    ومنها ما هو نوع مولاة ولا يصل بصاحبه إلى الكفر
    نعم -قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
    إلى عبد العزيز الخطيب، السلام على من اتبع الهدى وعلى عباد الله الصالحين ؛ وبعد فقرأت رسالتك وعرفت مضمونها وما قصدته من الاعتذار ولكن أسأت في قولك أن ما أنكره شيخنا، الوالد من تكفيركم أهل الحق واعتقاد إصابتكم ؛ أنه لم يصدر منكم وتذكر أن إخوانك من أهل : النقيع يجادلونك وينازعونك في شأننا وأنهم ينسبوننا إلى السكوت عن بعض الأمور وأنت تعرف : أنهم يذكرون هذا غالباً، على سبيل القدح في العقيدة والطعن في الطريقة وإن لم يصرحوا بالتكفير فقد حاموا حول الحمى / فنعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ومن الغي عن سبيل الرشد، والعمى
    وقد رأيت : سنة أربع وستين / رجلين من أشباهكم المارقين بالأحساء قد اعتزلا الجمعة والجماعة وكفرا من في تلك البلاد من المسلمين وجحتهم من جنس حجتكم يقولون أهل الأحساء يجالسون : ابن فيروز ويخالطونه هو، وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت ولم يصرح بتكفير جده الذي رد دعوه الشيخ محمد ولم يقبلها وعاداها .
    قالا : ومن لم يصرح بكفره فهو كافر بالله لم يكفر بالطاغوت، ومن جالسه فهو مثله ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين، الضالتين ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام حتى تركوا رد السلام فرفع إلى أمرهم فأحضرتهم وتهددتهم وأغلظت لهم القول فزعموا أولاً : أنهم على عقيدة الشيخ، محمد بن عبد الوهاب وأن رسائله عندهم فكشفت شبهتهم وأدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس .
    وأخبرتهم ببراءة الشيخ، من هذا المعتقد والمذهب وانه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله، من الشرك الأكبر والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً له فيما يستحقه على خلقه ،من العبادات والإلهية وهذا : مجمع عليه أهل العلم والإيمان، وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة، يفردون هذه المسألة، بباب عظيم يذكرون فيه حكمها وما يوجب الردة ويقتضيها وينصون على الشرك وقد أفرد ابن حجر هذه المسألة بكتاب سماه : الإعلام بقواطع الإسلام .
    وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم وزعما : أن الحق ظهر لهما، ثم لحقا بالساحل وعادا إلى تلك المقالة وبلغنا عنهم : تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين ؛ بل كفروا : من خالط من كاتبهم من مشائخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى والحور بعد الكور .
    وقد بلغنا : عنكم نحو من هذا وخضتم في مسائل من هذا الباب كالكلام في الموالاة، والمعادة والمصالحة والمكاتبات وبذل الأموال والهدايا ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله، والضلالات والحكم بغير ما انزل الله عند البوادى، ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب .
    والكلام في هذا : يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة، كلية، لا يجوز الكلام في هذا الباب وفى غيره لمن جهلها و أعرض عنها وعن تفاصيلها فإن الإجمال ،والإطلاق ،وعدم العلم،بمعرفة مواقع الخطاب، وتفاصيله، يحصل به من اللبس، والخطأ، وعدم الفقه عن الله، ما يفسد الأديان، ويشتت الأذهان، ويحول بينها، وبين فهم السنة والقرآن ؛ قال : ابن القيم، في كافيته، رحمه الله تعالى :
    فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ ... ... إطلاق والإجمال دون بيان
    قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ... ... أذهان والآراء كل زمان
    وأما : التكفير بهذه الأمور، التي ظننتموها، من مكفرات أهل الإسلام فهذا : مذهب، الحرورية، المارقين، الخارجين على علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، ومن معه من الصحابة، فإنهم : أنكروا عليه، تحكيم أبي موسى الأشعري، وعمرو بن العاص، في الفتنة التي وقعت، بينه وبين معاوية، وأهل الشام ؛ فأنكرت الخوارج عليه ذلك، وهم في الأصل من أصحابه، من قراء الكوفة، والبصرة، وقالوا : حكّمت الرجال في دين الله، وواليت معاوية، وعمراً، وتوليتهما، وقد قال الله تعالى : ( إن الحكم إلا لله) [يوسف:40] وضربت المدة بينك وبينهم، وقد قطع الله هذه الموادعة والمهادنة، منذ أنزلت : براءة .
    وطال بينهما النزاع، والخصام، حتى أغاروا على سرح المسلمين، وقتلوا من ظفروا به من أصحاب علي، فحينئذ شمر رضي الله عنه لقتالهم، وقتلهم دون النهروان، بعد الأعذار والإنذار، والتمس : " المخدج : المنعوت في الحديث الصحيح، الذي رواه مسلم، وغيره من أهل السنن، فوجده علي، فسر بذلك، وسجد لله شكراً على توفيقه، وقال : لو يعلم الذي يقاتلونهم، ماذا لهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، لنكلوا عن العمل، هذا : وهم أكثر الناس عبادة، وصلاة، وصوماً .
    فصل : ولفظ : الظلم، والمعصية، والفسوق، والفجور، والموالاة، والمعاداة، والركون، والشرك، ونحو ذلك من الألفاظ، الواردة في الكتاب، والسنة، قد يراد بها مسماها المطلق، وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة ؛ والأول : هو الأصل عند الأصوليين ؛ والثاني : لا يحمل الكلام عليه، إلا بقرينة لفظية، أو معنوية، وإنما يعرف ذلك بالبيان النبوي، وتفسير السنة، قال تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ) الآية [ إبراهيم :4] وقال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) [ النحل :43-44] . وكذلك : اسم المؤمن، والبر، والتقى، يراد بها عند الإطلاق، والثناء، غير المعنى المراد، في مقام الأمر، والنهي ؛ ألا ترى : أن الزاني، والسارق، والشارب، ونحوهم، يدخلون في عموم قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ) الآية [ المائدة :6] وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا ) الآية [ الأحزاب :69] وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم ) [ المائدة :106] ولا يدخلون في مثل قوله : ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) [الحجرات:15] وقوله (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) الآية [ الحديد :19] . وهذا : هو الذي أوجب للسلف، ترك تسمية الفاسق، باسم الإيمان، والبر ؛ وفي الحديث : " لا يزني الزاني حين يزني، وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر، حين يشربها، وهو مؤمن، وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم فيها، وهو مؤمن " وقوله : " لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه " لكن نفى الإيمان هنا، لا يدل على كفره، بل يطلق عليه اسم الإيمان، ولا يكون كمن كفر بالله ورسله، وهذا هو الذي فهمه السلف، وقرروه في باب الرد، على الخوارج، والمرجئة، ونحوهم، من أهل الأهواء ؛ فافهم هذا، فإنه مضلة أفهام، ومزلة أقدام .وأما : إلحاق الوعيد المرتب، على بعض الذنوب، والكبائر، فقد يمنع منه مانع، في حق المعين، كحب الله ورسوله، والجهاد في سبيله، ورجحان الحسنات، ومغفرة الله ورحمته، وشفاعة المؤمنين، والمصائب المكفرة، في الدور الثلاثة، ولذلك، لا يشهدون لمعين من أهل القبلة، بجنة ولا نار، وإن أطلقوا الوعيد، كما أطلقه القرآن، والسنة، فهم يفرقون، بين العام المطلق، والخاص المقيد ؛ وكان عبد الله حمار، يشرب الخمر، فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعنه رجل، وقال ما أكثر ما يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ط لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله " مع : أنه لعن الخمر، وشاربها، وبائعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه .
    وتأمل : قصة حاطب بن أبي بلتعه، وما فيها من الفوائد، فإنه هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، لكن حدث منه : أنه كتب بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره لجهادهم، ليتخذ بذلك يداً عندهم، تحمي أهله، وماله بمكة، فنزل الوحي بخبره، وكان قد أعطى الكتاب : ظعينة، جعلته في شعرها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً، والزبير، في طلب الظعينة، وأخبرهما، أنهما يجدانها في روضة : خاخ، فكان ذلك، وتهدداها، حتى أخرجت الكتاب من صفائرها، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    فدعا حاطب بن أبي بلتعة، فقال له : " ما هذا " ؟ فقال : يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمي بها أهلي، ومالي، فقال صلى الله عليه وسلم : " صدقكم، خلوا سبيله " واستأذن عمر، في قتله، فقال : دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال : " وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال : اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " وأنزل الله في ذلك، صدر سورة الممتحنة، فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) الآيات .
    فدخل حاطب في المخاطبة، باسم الإيمان، ووصفه به، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب، الدال على إرادته، مع أن في الآية الكريمة، ما يشعر : أن فعل حاطب نوع موالاة، وأنه أبلغ إليهم بالمودة، وأن فاعل ذلك، قد ضل سواء السبيل، لكن قوله : " صدقكم، خلوا سبيله " ظاهر في أنه لا يكفر بذلك، وإذا كان مؤمناً بالله ورسوله، غير شاك، ولا مرتاب ؛ وإنما فعل ذلك، لغرض دنيوي، ولو كفر، لما قال : خلوا سبيله .
    ولا يقال، قوله صلى الله عليه وسلم :" ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " هو المانع من تكفيره، لأنا نقول : لو كفر لما بقي من حسناته، ما يمنع من لحاق الكفر، وأحكامه ؛ فإن الكفر : يهدم ما قبله، لقوله تعالى : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله ) [ المائدة :5] وقوله : ( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ) [الأنعام:(ص474) (474) 88] والكفر، محبط للحسنات والإيمان، بالإجماع ؛ فلا يظن هذا .
    وأما قوله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) [ المائدة : 51] وقوله : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ) [ المجادلة : 22] وقوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين ) [ المائدة : 57 ] فقد فسرته السنة، وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة العامة .
    وأصل : الموالاة، هو : الحب والنصرة، والصداقة ودون ذلك : مراتب متعددة ؛ ولكل ذنب : حظه وقسطه، من الوعيد والذم ؛ وهذا عند السلف الراسخين في العلم من الصحابة والتابعين معروف في هذا الباب وفى غيره وإنما أشكال الأمر، وخفيت المعانى، والتبست الأحكام على خلوف من العجم والمولدين الذين لا دراية لهم بهذا الشأن ولا مممارسة لهم بمعاني السنة والقرآن
    ولهذا : قال الحسن رضى الله من العجمة أتوا..أهـ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن: "أصل البراءة المقاطعة بالقلب واللسان والبدن،وقلب المؤمن لا يخلو من عداوة الكافر،وإنما النزاع في إظهار العداوة، فإنها قد تخفى لسبب شرعي، وهو الإكراه مع الاطمئنان، وقد تخفى العداوة من مستضعَف معذور، عذَرَه القرآن، وقد تخفى لغرض دنيويّ،وهو الغالب على أكثر الخالق، هذا إن لم يظهر منه موافقة".

    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن:"مسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة.

    فالأول: يعذَر به مع العجز والخوف، لقوله تعالى: {إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً}.

    والثاني:لا بدّ منه، لأنّه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حبّ الله ورسوله تلازم كلي، لا ينفكّ عنه المؤمن، فمن عصى الله بترك إظهار العداوة فهو عاص الله".

    وقال الشيخ حمد بن عتيق: "لا بدّ مِن أن تكون العداوة والبغضاءباديتين، أي: ظاهرتين بيّنتين.

    واعلم أنّه وإن كانت البغضاء متعلّقة بالقلب فإنها لا تنفع حتى تظهر آثارها وتبين علامتها، ولا تكون كذلك حتى تقترن بالعداوة والمقاطعة، فحينئذٍ تكون العداوة والبغضاء ظاهرتين --------------------------- ولكن هنا امر مهم اخى الكريم أبو خبيب الصومالي ما العداوة المطلوبة التى تدخل فى الكفر بالطاغوت والتى قال عنها شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب[ أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحَّد الله تعالى وترك الشرك، إلاَّ بعداوة المشركين؛ والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء، كما قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة/22].] ---يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله فى كتابه مصباح الظلام فى بعض اجوبته على المعترض عثمان بن منصور----

    فصل
    قال المعترض : { فظاهر كلامه أن النجاشي ملك الحبشة الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم حين أخبره جبريل عليه السلام بموته أنه بكلامه هذا كافر ليس بمسلم ، حيث لم يصرح بعداوة قومه الذين يجعلون الله ثالث ثلاثة ، وكذلك إمـرأة فرعون التي قالت : { رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين } ومؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه فهو والنجاشي والصحابة جعفر وأصحابه الذي هاجروا إلى الحبشة رضي الله عنهم كفار بهذه العبارة ، كما ترى عند هذا الرجل ، إذ لم يصح إسلامهم على قوله ، حيث لم يصرح بعداوة الحبشة . }انتهى كلام المعترض----

    الحواب من الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن-- فيقال : الله أكبر ، ما أكثر ما في هذه الكلمات اليسيرة من الكذب والظلم والتحريف والجهل .

    وجوابها من وجوه :

    الأول أن يقال : ليس ظاهر كلامه أن النجاشي ومن ذكر بعده لم يصح إسلامهم . هذا كذب بحت ، وافتراء ظاهر ؛ لأنه قد ثبت أن النجاشي قد صرح بعداوتهم والبراءة من مذهبهم وراغمهم ، زيادة على التصريح بالعداوة . وقد قال : ( وإن نخرتم ) لما صرح بعبودية عيسى عليه السلام حين قرأ جعفر صدر سورة مريم وما فيها من ذكر عيسى ، فقال النجاشي : ( والله ما زاد عيسى على هذا ) . فنخـرت بطارقته ، فقال : ( وإن نخرتم ) فأي جهاد وتصريح وعداوة أبلغ من هذا ؟! ومع ذلك نصر المهاجرين ومكنهم مـن بلاده ؛ وقال : ( أنتم سيوم بأرضي ) ـ أي آمنون ـ ( من سبكم ندم ، ومن ظلمكم غرم ) فقد صرح بأنه يعاقب من سب دينهم وسفه رأيهم فيه ، وهذا قدر زائد على التصريح بعداوتهم .

    ولا يقول إن جعفراً وأصحابه يكتمون دينهم ببلاد الحبشة ولا يصرحون بعداوة الكفار والمشركين إلا أجهل الورى ، وأعظم كذبا وافتراء ، وهل ترك جعفر وأصحابه بلادهم وأرض قومهم واختاروا بلاد الحبشة ومجاورة الأباعد والأجانب وغير الشكل في المذهب والنسب واللسان ، إلا لأجل التصريح بعداوة المشركين والبراءة منهم جهارا في المذهب والدين ؟ ولولا ذلك لما احتاجوا إلى هجرة ، ولا اختاروا الغربة ، ولكن ذلك في ذات الإله ، والمعاداة لأجله ، وهذا ظاهر لا يحتاج لتقرير لولا غلبة الجهل .

    وامرأة فرعون قصتها وما جرى عليها من المحنة مشهورة في كتب التفسير لا يجهله من له أدنى ممارسة . وقد حكى الله في سورة التحريم قولها المشتمل على التصريح والبراءة من فرعون وعمله ومن القوم الظالمين . والظلم هنا هو الكفر الجلي .

    ومؤمن آل فرعون قام خطيبا في قومه ، عائبا لدينهم ، مفنّداً لقيلهم ماقتاً لهم ؛ داعياً إلى الحق وإلى صراط مستقيم . كما ذكر الله قصته وقررها في سورة ( حم المؤمن ) .

    ومن طبع الله على قلبه وحقت عليه كلمة العذاب لم تفد فيه الواضحات ، ولم ينتفع بالآيات البينات .

    الوجه الثاني : أنه قد تقدم عن الشيخ أنه قرر في أول كلامه وآخره أن هذه العداوة التي لا يستقيم الإسلام بدونها : هي التصريح بأن آلهتهم لا تضر ولا تنفع ، وأن عبادتها من أبطل الباطل وأضل الضلال . وهذا هو سب آلهتهم الذي أنكروه وعابوا الرسول به .

    فالكلام في نوع خاص ، قد حصل من النجاشي وامرأة فرعون ومؤمن آل فرعون ما هو أبلغ منه وأصرح .

    الوجه الثالث : أنه لو فرض العموم في كـلام الشيخ فأصل العداوة : البغضاء والكراهة . وأصل الموالاة : المحبة والمودة . ومعلوم أن الذين ذكرهم هذا الرجل قد صرحوا بمحبة الحق وكراهة الباطل ، كيف وقد امتحن عليه من امتحن ، وهاجر فيه من هاجر ؟! .

    الوجه الرابع : أن الشيخ قال : إذا عرفت هذا عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحّد الله إلا بعداوة المشركين .

    فإن أريد أصلُ العداوة فقد تقدم جوابه ، وإن أريد عموم العداوة من كل وجه فالكلام في استقامته ، لا في حصول أصله . فالذي يفهم تكفير من لم يصرح بالعداوة من كلام الشيخ فهمه باطل ، ورأيه ضال ، لأنه محتمل . وقد دلت الآيات والأحاديث على أنه لا استقامة للدين ، بل ولا يطلق الإيمان إلا على من عـادى المشركين في الله وتبرأ منهم ، ومقتهم لأجله قال تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } وقال تعالى : { ومن يتولهم منكم فإنه منهم }وقال تعالى : { . ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون } .

    قرر شيخ الإسلام في هذه الآيات أنها دالة على انتفاء الإيمان بموادة من حاد الله وأن معاداتهم من واجبات الدين ، والإيمان والإسلام لا يستقيم إلا بها . ذكره في كتاب الإيمان وقرره في مواضع منه .

    وليس مراد الشيخ بقوله : ( لا يستقيم له إسلام ) أنه يكفر كما فهمه هذا الضال وكما فهمته الخوارج من نفي الإيمان عمن ترك واجبا . وهذا بين بحمد الله .

    الوجه الخامس : أن عموم الآية مخصوص بما أبيح للمفتون في نفسه أن يتوقى بإظهار الموافقة وقلبه مطمئن بالإيمان فلا يلزم عمومها لمثل امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون لو سلمنا عدم التصريح . [ باختصار من مصباح الظلام]

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    وهذه لها مقامات : منها ما هو مُكَفر
    قال الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن فى مصباح الظلام
    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب
    : (الموضع الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم لما قام ينذرهم عن الشرك ويأمرهم بضده وهو التوحيد؛ لم يكرهوا ذلك واستحسنوه وحدَّثوا أنفسهم بالدخول فيه؛ إلى أن صرَّح بسبِّ دينهم، وتجهيل علمائهم، فحينئذٍ شمَّروا له ولأصحابه عن ساق العداوة، وقالوا: سفَّه أحلامنا، وعاب ديننا، وشتم آلهتنا؛ ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم يشتم عيسى وأمه ولا الملائكة ولا الصالحين؛ لكن لما ذكر أنهم لا يُدعون ولا ينفعون ولا يضرون؛ جعلوا ذلك شتماً، فإذا عرفت هذا عرفت أن الإنسان لا يستقيم له إسلام ولو وحَّد الله وترك الشرك إلاَّ بعداوة المشركين، والتصريح لهم بالعداوة
    والبغضاء، كما قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}1 [المجادلة/22]. فإذا فهمت هذا فهماً جيداً عرفت أن كثيراً من الذين يدَّعون الدين لا يعرفونها ولا يفهمونها، وإلاَّ فما الذي حمل المسلمين على الصبر على ذلك العذاب والأسر والضرب والهجرة إلى الحبشة مع أنه صلى الله عليه وسلم أرحم الناس، ولو يجد لهم رخصة لأرخص لهم، كيف وقد أنزل الله عليه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ}2 [العنكبوت/10].

    فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه إذا أوذي فكيف بغير ذلك؟). انتهى كلام الشيخ رحمه الله.

    وقد حذف منه المعترض أوله؛ لأن فيه التصريح بأن
    العداوة المطلوبةذكر آلهتهم بأنهم لا يُدعون ، ولا ينفعون ولا يضرون، وأن من لم يصرِّح بذلك (ويعاديهم، ويتبرَّأ منهم ويبغضهم) ، ويعتقده ويدين به، لا يستقيم له إسلام، وهذا هو الحق؛ بل هو مدلول كلمة الإخلاص، وهو حقيقة التوحيد، فلو وحَّد الله بعبادته ولم يشرك به، لكنه لم يأتِ بهذا ولم يعتقده، لم ينتفع بتوحيده وعدم شركه، وهذا حق لا شك فيه،والآيات تدل عليه، وتشهد له، وهذا المعنى دلَّت عليه كلمة الإخلاص تضمناً؛ وهو ظاهر بحمد الله. والمعترض حذفه عمداً،وأخذ وسط العبارة،وقصده الترويج والتمويه، (وقد ورد حديث مرفوع: "لا يستقيم إيمان عبد حتى تستقيم جوارحه ")وكذلك قول الشيخ في آخر كلامه: (فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه إذا أوذي فكيف بغير ذلك)؟وأن هذا يدل على أن الكلام فيمن لم يصرح بعيب آلهتهم، وتسفيه أحلامهم، والتصريح لهم بذلك، وهو غاية العداوة والبغضاء، فحذف هذا المعترض أول الكلام وآخره ليروج ويلبِّس، وهذا من نوع التحريف والإلحاد وليّ الألسن، وهو حرفة يهودية ورثها من ورثها.

    وقد قال تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ} [النحل/106].

    والإكراه له صور خاصة قولية لا فعلية ،وما عداها فلا رخصة فيه،والآية عامة يدخل فيها دخولاً أوليًّا من لم يعب دين المشركين،

    وأن آلهتهم لا تنفع ولا تضر، لأنه إذا لم يصرِّح بذلك فهو كاتم لما تضمنته كلمة الإخلاص من النفي، ولا رخصة في الكتمان إلاَّ بشرطه المتقدِّم؛ وهذا لا خلاف فيه بين الأمة، ---والمعترض من الغافلين عن هذه المباحث الدينية، أو ممن أضلَّه الله على علم، وقد غدر بميثاقه الذي جعله على نفسه بحذف أول العبارة وآخرها، لأنه تبديل وتغيير لكلام الشيخ، وسيأتيك من أخواتها ما هو من أعجب العجاب،-------- فالحمد لله على معرفة الحق والصواب. -----واعلم أن هذا المعترض لم يتصور حقيقة الإسلام والتوحيد؛ بل ظن أنه مجرَّد قول بلا معرفة ولا اعتقاد ، وإلاَّ
    فالتصريح بالشهادتين والإتيان بهما ظاهراً هو نفس التصريح بالعداوة والبغضاء، وما أحسن ما قيل:

    وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم

    (ولأجل عدم تصوره أنكر هذا، وردّ إلحاق المشركين في هذه الأزمان بالمشركين الأولين،ومنع إعطاء النظير حكم نظيره،وإجراء الحكم مع علته،واعتقد أن من عبد الصالحين ودعاهم وتوكل عليهم وقرَّب لهم القرابين مسلم من هذه الأمة، لأنه يشهد أن لا إله إلاَّ الله ويبني المساجد ويصلي،وأن ذلك يكفي في الحكم بالإسلام ولو فعل ما فعل من الشركيات، وحينئذ فالكلام مع هذا وأمثاله في بيان الشرك الذي حرَّمه
    الله ورسوله، وحكم بأنه لا يغفر، وأن الجنة حرام على أهله، وفي بيان الإيمان والتوحيد الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، وحرَّم أهله على النار،فإذا عرف هذا وتصوره تبيَّن له: أن الحكم يدور مع علَّته،وبطل اعتراضه من أصله، وانهدم بناؤه . قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}1 [المائدة/72].


    وقال تعالى حاكياً على أهل النار أنهم يقولون لآلهتهم التي عبدت مع الله: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء/97-98].

    ومعلوم أنهم ما سووهم بالله 3 في الخلق والرزق والتدبير، وإنما هو في المحبة والخضوع والتعظيم والخوف والرجاء، ونحو ذلك من العبادات.

    وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ

    اللَّهِ} [البقرة/165]. وهذا حب العبادة وتأله وتعظيم؛ ولهذا ونحوه كفَّرهم الله تعالى ، وأباح دماءهم وأموالهم ونساءهم لعباده المؤمنين حتى يسْلموا، ويكون الدين كله لله، فالنزاع في هذا.

    فمن عرف هذا الشرك وحقيقته، وعرف مسمى الدعاء لغةً وشرعاً، وعرف أن تعليق الحكم في هذه الآيات على الشرك والدعاء
    يؤذن بالعلة ، تبين له الأمر، وزال عنه الإشكال، ومن يهد الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.

    فمن عبد غير الله، وعدل بربه، وسوّى بينه وبين غيره في خالص حقه: صدق عليه أنه مشرك ضال غير مسلم، وإن عمَّر المدارس،ونصَّب القضاة،وشيَّد المنار، ودعا بداعي الفلاح،لأنه لا يلتزمه، وبَذْل الأموال، والمنافسة على صورة العمل،مع ترك حقيقته لا تقتضي الإسلام؛ولأهل الكتاب في عمارة البيع والكنائس والصوامع اجتهاد عظيم، ومحبة شديدة.

    وقد قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ}7 [المائدة/68].
    قال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}1 [التوبة/19].

    وقد أجمع العلماء: أن الإيمان الذي دلَّت عليه شهادة أن لا إله إلا الله شرط في كل عمل، فالاحتجاج بهذه الأفعال - أعني بناء المساجد والمدارس ونصب القضاة - لا يصدر إلاَّ عن جاهل أو ملبِّس.
    قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى/16].

    وأما يمينه الفاخرة على أنه لا يعلم على المساجد والمدارس والمساقي والسرج وأوقافاً بنجد إلاَّ من هؤلاء الذين كفَّرهم هذا الرجل يعني الشيخ.

    فيقال له:أنت جعلت على نفسك عهداً وميثاقاً أنك لا تحكي إلاَّ ما ثبت عن هذا الرجل، وتحقَّق كتحقق الشمس عن الفيء، فأين تكفيره واحداً من أهل الأوقاف، فضلاً عن سائرهم؟ وإذا انتزع الحياء والدين فلا تعجب مما صدر عن عادمهما من الكذب، ونقض العهود وموت القلوب.

    ثم كيف يُتصوَّر أن عاقلاً يكفِّر جميع أهل الأوقاف بنجد، وأعصارهم وأزمانهم متطاولة متعاقبة؟ فمنهم من وقفه متقدم على الشيخ

    بخمسة قرون أو ستة ، كالوقف الذي ببلدة أُشيقر. وهكذا في كل عصر تحدث الأوقاف وتتجدد، فهل يقول: إن الشيخ كفَّر أولئك وجزم بكفرهم من في قلبه أدنى خشية، أو له أدنى عقل ومعرفة؟.

    وقد صان الله الشيخ عن مثل هذه الجهالات والخرافات،ومن عرف الرجال بالعلم عرف حال الشيخ ورسوخه ومتانة علمه ودينه، وأنه يلحق بأكابر السلف وعلمائهم،وإن تأخَّر عصره، ومثل هذا الاعتراض حكايته تكفي عن رده.[ باختصار من مصباح الظلام]



  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    نحنُ في بلادِنا يعيشُ النصارى بينَنا لهمْ حقوقٌ منْ وليِّ الأمرِ كحقوقِ المسلمينَ ، يشهرونَ أعيادَهمْ ويضعونَ شجرةَ الميلادِ في مراكزِ المدنِ ويشاركُهمْ في ذلكَ بعضُ الشخصياتِ الرسميةِ وأهلُ الجهالةِ منَ العوامِ ، ونراهمْ كلَّ يومٍ بحكمِ الجوارِ ونسلّمُ عليهمْ في الطريقِ ، نعاملُهمْ بما يمليهِ علينا خُلُقُ الإسلامِ ، لكنَّنا نؤمنُ ونعتقدُ اعتقادًا جازمًا أنَّهم كفارٌ بالنصوصِ القرآنيةِ الصريحةِ .
    فلا يحزنْكَ قولُهمْ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يعقوب مشاهدة المشاركة
    لهمْ حقوقٌ منْ وليِّ الأمرِ كحقوقِ المسلمينَ
    اهل الكتاب سواء كانوا ذميون او غير ذميون ليسوا كالمسلمين في جميع الحقوق والواجبات، وذلك بسبب كفرهم وعدم التزامهم أحكام الإسلام.
    ، نعاملُهمْ بما يمليهِ علينا خُلُقُ الإسلامِ
    فالتعامل مع أهل الكتاب تحكمه ضوابط عامة، أهمها:
    1- اعتقاد أن كل من دان بغير الإسلام فهو كافر، سواء كان نصرانيًّا أو يهوديًّا أو وثنيًّا أو لا دين له .
    2- أنه لا يجوز موالاة الكافر ولا مودته، لنهي الله تعالى عن ذلك في آيات كثيرة منها قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51]. وقوله: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً [آل عمران:28]. وقوله: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22].
    3- جواز البر والقسط لمن لم يكن منهم محاربًا للمسلمين، لقوله سبحانه: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8].

    4- جواز الأكل من ذبائحهم بشرط أن يكونوا أهل كتاب يهوداً أو نصارى، وبشرط ألا تكن ميتة أو منخنقة أو موقوذة، وإنما ذبحت ذبحًا شرعيًّا . كما أن طعام المسلم حلال لهم، لقوله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5]. فللمسلم أن يأكل من ذبائحهم ومن سائر طعامهم إذا خلا من محرم كالخمر أو الخنزير أو النجس أو الشيء الضار.
    5- أن يحذر المسلم من الاستماع إلى شبهاتهم أو النظر في كتبهم إلا إذا كان لمصلحة الرد عليها، من مختص متمكن من معرفة الحق وتفنيد الباطل.
    6- أن تحذر المسلمة من كشف محاسنها أمام نسائهم؛ لأنهم لا يؤتمنون على ذلك، وقد يصفن المسلمة لإخوانهنَّ أو أصدقائهنَّ، أو يحسدن المسلمة على ذلك، والحسد قريب إلى قلب الكافر الذي لا يستضيء بنور الإيمان. ومن هؤلاء الكافرات من يعمد إلى عمل السحر للمسلمات، مكرًا منهنَّ وكيدًا، فيجب الحذر من ذلك.
    7- أن يحرص المسلم على دعوة هؤلاء إلى الإسلام، وأن تكون تصرفاته معهم نابعة من هذا الهدف العظيم، فله أن يزورهم وأن يعود مرضاهم وأن يعيرهم بعض أغراضه مما يحتاجون إليه ، بهذه النية الحسنة، وهي ترغيبهم في الإسلام وإيقافهم على أخلاق أهله بشرط ألاَّ يستعينوا بشيء من هذه الأغراض على ما حرم الله تعالى، فلا تعار السكين لمن علم أو غلب على الظن استعماله لها في الخنزير .. وهكذا.
    8- يجب أن يكون المسلم معتزًا بدينه، متمسكًا بإسلامه في جميع مواقفه، ولا يخجل من بيان الحق، وإيضاح موقف الدين في كل قضية يقع الاختلاف فيها، وأن يستعين بأهل العلم في ذلك [الاسلام سؤال وجواب]


    لهمْ حقوقٌ منْ وليِّ الأمرِ
    لهم أحكام فى الشريعة الاسلامية يجب على ولى الامر المسلم تطبيقها- هى أحكام وحقوق شرعية للجميع سواء الكافر الذمى او المعاهد او الحربى

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    لهم أحاكم فى الشريعة الاسلامية يجب على ولى الامر المسلم تطبيقها- هى أحكام وحقوق شرعية للجميع سواء الكافر الذمى او المعاهد او الحربى
    الذي أعنيهِ ، أنَّ الدولةَ فرضَتْ لهمْ حقوقًا أراها منَ الضعفِ والمجاملاتِ على حسابِ دينِنا ، بلْ إنْ حدثَتْ خصومةٌ بينَ مسلمٍ ونصرانيِّ تُغيّبُ العدالةُ وتبدأُ رحلةُ المماطلةِ والإقناعِ .. ويقالُ : الفتنةُ نائمةٌ لعنَ اللهُ منْ يوقظُها ، أيْ أنَّ ما يجري منْ عداوةٍ معَ غيرِهمْ يجعلُنا نتجنّبُ التصادمَ معَهمْ .
    ومنْ الامتيازاتِ التي حازوها : تغيّرَ عنوانُ المساقاتِ المدرسيةِ إلى ( التربية الدينية) وقدْ كانَ (التربية الإسلامية)،حيثُ لمْ يكنِ الطلبةُ النصارى يتقدّمونَ للامتحانِ بهذهِ المادةِ ، وأصدرَتْ وزارةُ التربيةِ والتعليمِ منهاجًا تحتَ عنوانَ ( التربية المسيحية) يدرسُهُ النصارى في المدارسِ الحكوميةِ ، وفيهِ كلامٌ شركيٌّ يخدمُ عقيدتَهمُ الفاسدةَ ، ومُنِحَتْ لهمْ أراضٍ ليقيموا عليها كنائسَ ، والحديثُ يطولُ في هذا البابِ ، واللهُ المستعانُ .
    الخلاصةُ والحاصولُ : كلُّ ذلكَ باسمِ التقريبِ بينَ الدياناتِ ، والمناداةِ بقاعدةِ أنَّ النصارى أقربُ مودّةً للمسلمينَ .
    فلا يحزنْكَ قولُهمْ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    فالتعامل مع أهل الكتاب تحكمه ضوابط عامة، أهمها:
    1- اعتقاد أن كل من دان بغير الإسلام فهو كافر، سواء كان نصرانيًّا أو يهوديًّا أو وثنيًّا أو لا دين له .

    .........
    فى بلد ما : يهود أو نصارى .. أقروا بدفع الجزية ( كما أمر الله )
    ما حكمهم بالنسبة لنا أخى محمد
    ....

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة

    .........
    فى بلد ما : يهود أو نصارى .. أقروا بدفع الجزية ( كما أمر الله )
    ما حكمهم بالنسبة لنا أخى محمد
    ....
    بعضٌ من أهل العلم يرى أنَّ عقد الذِّمة بين المسلمين وغيرهم قد لا يكون قائمًا بالأصل؛ وذلك لانتفاء وجود الحُكم الإسلامي، ثم لأنَّ التشريعات المدنية الحديثة جُلَّها أصبح علمانيًّا لا يمتُّ إلى الشريعة الإسلامية بصِلة، وقد أسقطتِ الجزية عن أهل الذِّمَّة، كما سقطتِ الشريعة كنظام للحُكم الإسلامي في البلاد و الدولة المدنية المعاصِرة.
    كما تمرُّد بعض طوائف مِن النصارى على أحكام أهل الذِّمَّة ورفضها، وهذا واقِعٌ ومشاهَد،
    قال ابنُ قدامة الحنبلي رحمه الله
    "ولا يجوز عقدُ الذمة المؤبَّدة إلا بشرطين: أحدهما: أن يلتزموا إعطاءَ الجزية في كلِّ حول، والثاني: التزام أحكام الإسلام، وهو قَبول ما يُحكَم به عليهم من أداء حقٍّ أو ترْك محرَّم؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾
    الشرح الكبير؛ لابن قدامة (10/587)
    .. وقد جاءَ في هذا الشروط العمرية:
    وألاَّ نضرب ناقوسًا إلا ضربًا خفيفًا في جوفِ كنائسنا، ولا نظهر عليها صليبًا، ولا نرفع أصواتَنا في الصلاة ولا القراءة في الصلاة فيما يحضرُه المسلمون، وألاَّ نُخرج باعوثًا أو شعانين، ولا نُحدِث في مدينتنا كنيسةً ولا فيما حولها ديرًا ولا قلاية ولا صومعةَ راهب، ولا نجدد ما خرب من كنائسنا..
    أحكام أهل الذِّمة؛ لابن القيم.
    وقال الإمامُ الشوكانيُّ - رحمه الله - في السيل الجرار
    "أقول: ثُبوت الذِّمَّة لهم مشروطٌ بتسليم الجزية، والتزام ما ألزمهم به المسلمون مِن الشروط، فإذا لم يحصُلِ الوفاءُ بما شرط عليهم عادوا إلى ما كانوا عليه ..، وهذا معلومٌ ليس فيه خلاف، وفي آخر العهد العمري: فإنْ خالفوا شيئًا مما شَرَطوه فلا ذِمَّة لهم، وقد حلَّ للمسلمين منهم ما يحل مِن أهل العِناد والشِّقاق انتهى.
    السيل الجرَّار؛ للشوكاني (1/975)
    سُئِل الشيخ العثيمين - رحمه الله -: البعض يتأوَّل في مسألة أهل الذمة بدعوى عدم وجودِ وليِّ الأمر العام أو الخِلافة؟
    فأجاب بقوله:
    أنا أُوافق على أنه ليس عندنا أهل ذِمَّة؛ لأنَّ أهل الذمة هم الذين يخضعون لأحكامِ الإسلام، ويُؤدُّون الجزية، وهذا مفقودٌ منذ زمن طويل، لكن لدينا معاهَدون، ومستأمنون، ومعاهدون معاهدة عامَّة، ومعاهدة خاصَّة، فمن قدم إلى بلادنا من الكفَّار لعملٍ أو تجارة وسُمِح له بذلك، فهو: إما معاهد أو مستأمن، فلا يجوز الاعتداء عليه، وقد ثبَتَ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((مَن قتَل معاهدًا لم يَرَحْ رائحة الجنة))، فنحن مسلمون مستسلِمون لأمر الله - عزَّ وجلَّ - محترِمون لما اقتضى الإسلام احترامه مِن أهل العهد والأمان، فمن أخلَّ بذلك، فقد أساء للإسلام، وأظْهَره للناس بمظهرِ الإرهاب والغَدْر والخِيانة، ومَن التزم أحكامَ الإسلام واحترم العهود والمواثيق، فهذا هو الذي يُرجَى خيره وفلاحه
    - مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (25/493)
    يقول شيخ الاسلام بن تيمية- - في شروط عمر بن الخطاب التي شرطها على أهل الذمة لما قدم الشام، وشارطهم بمحضر المهاجرين والأنصار ، وعليه العمل عند أئمة المسلمين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي، أبي بكر وعمر" لأن هذا صار إجماعاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لا يجتمعون على ضلالةٍ على ما نقلوه وفهموه من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم"- بن تيمية (مجموع الفتاوى 28/651)-ومنها: على لسان النصارى الذين وقعوا هذه الشروط: ((أن نوقر المسلمين، ونقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شئ من ملابسهم: قلنسوة أو عمامة أو نعلين أو فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نحمله، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور، وأن نجز مقادم رؤوسنا، وأن نلزم زينا حيثما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا . . . إلى آخر الشروط)). فهذه الشروط المذكروة المقصد منها تمييز المسلم عن الكافر لئلا يشتبه أحدهما بالآخر، ولم يرض عمر رضي الله عنه بأصل التميز بل بالتمييز في عامة الهدى في الشعور واللباس والأسماء والمراكب والكلام وغير ذلك
    /https://majles.alukah.net/t109106/

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    يقول شيخ الاسلام بن تيمية-:
    أنّ من أصل دروس دين الله وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين، كما أنّ أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم -ويقول-وإذا كان مخالفتهم سبباً لظهور الدين، فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة-[اقتضاء الصراط المستقيم]https://majles.alukah.net/t109106/

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾
    قال العلاَّمة ابن سعدي - رحمه الله-: "أي: لا ينهاكم الله عن البِّرِّ والصِّلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا بحال لم يَنتصبوا لقِتالكم في الدِّين، والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناحٌ أن تصلوهم، فإنَّ صِلتهم في هذه الحالة لا محذورَ فيها ولا مفسدة، كما قال - تعالى - عن الأبوين المشركَيْن إذا كان ولدهما مسلمًا: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾
    وقال ابنُ كثير - رحمه الله -: "أي: لا ينهاكم عن الإحسانِ إلى الكَفرة الذين لا يقاتلونكم في الدِّين، كالنساء والضَّعَفة منهم، ﴿ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ﴾؛ أي: تُحسِنوا إليهم ﴿ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾؛ أي: تَعدِلوا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾.

    قال الإمام أحمد: حدَّثَنا أبو معاوية، حدَّثَنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء - هي بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت: قَدِمتْ أمي وهي مشرِكة في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلت: يا رسولَ الله، إنَّ أمي قَدِمتْ وهي راغِبة، أفَأَصِلها؟ قال: ((نَعَمْ، صِلِي أمَّك))

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    لم أفهم شيئاً أخى محمد
    أنا أقول .. لو أن هناك يهود أو نصارى فى بلد .. تم بلاغهم باتباع دين الإسلام أو دفع الجزية .. فاختاروا دفع الجزية
    ما حكمهم بالنسبة لنا .. وقد خضعوا لما أمر الله ( إعطاء الجزية ) .. هل نكفرهم ونتبرأ منهم .. ؟
    .........

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    لم أفهم شيئاً أخى محمد
    أنا أقول .. لو أن هناك يهود أو نصارى فى بلد .. تم بلاغهم باتباع دين الإسلام أو دفع الجزية .. فاختاروا دفع الجزية
    ما حكمهم بالنسبة لنا .. وقد خضعوا لما أمر الله ( إعطاء الجزية ) .. هل نكفرهم و نتبرأ منهم .. ؟
    .........
    إن أهل الذمة كفار - أهل الكتاب من اليهود والنصارى كفار كما بينت لك ذلك اخى السعيد شويل فى مواضيع اخرى ولكن العداء الديني ليس مبرراً للعدوان والإجحاف بحقوق الناس، والدليل على كفرهم قوله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} (17) سورة المائدة، وقوله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} (73) سورة المائدة، وقوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} (64) سورة المائدة. وإن ما ورد في بعض آيات القرآن الكريم مما فيه مدح بعض أهل الكتاب كقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى…} (82) سورة المائدة، هو في من آمن وأسلم منهم كعبد الله بن سلام وغيره من مؤمني أهل الكتاب.
    الذمي هو: كل كافر بالغ عاقل حر ذكر ممن يقيم في دار الإسلام يجوز إقراره على دينه ببذل الجزية والتزام أحكام الملة".
    ودخول أهل الذمة من أهل الكتاب في عموم الكفار لا يمنع أن يخصهم الله تعالى ببعض التشريعات ولذلك فإن أهل الذمة صنف خاص من الكفار باعتبار ما يختصون به من معاملات وأحكام فقهية - لا أنهم ليسوا كفاراً. والدليل على ذلك ما تقدم من آيات صريحة في كفرهم وما روي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار). فدل على أنهم مع ما لهم من أحكام فقهية خاصة لا يزالون مخاطبين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأن من مات منهم على عقيدته من يهودية أو نصرانية فإنه في النار. قال الإمام النووي رحمه الله: " وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيهاً على من سواهما وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتاباً فغيرهم ممن لا كتاب له أولى
    وبناء على ذلك تتفرع الأحكام العقدية التالية:
    حرمة موالاتهم: إن لازم البغض والعداء في الله تحريم تولي أعداء الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (51) سورة المائدة، فمن تولى اليهودي فهو يهودي ومن تولى النصراني فهو نصراني، ومعنى التولي الحب والمودة والإعجاب والنصرة والمظاهرة وغير ذلك مما هو مبسوط في مقالات أهل العلم ومجمع عليه بينهم.
    . فخلاصة أحكام هؤلاء هو اعتقاد كفرهم وبغضهم ، وتحريم توليهم ومداهنتهم في الدين،
    ووجوب التبرؤ منهم ومن كفرهم من أجل سلامة التوحيد .
    التوحيد عند كل مسلم يستلزم أن يتبرأ إلى الله تعالى من كفر اليهود والنصارى وأن يبغض ما هم عليه من كفر ويبغضهم لكفرهم بغضاً شرعياً . فالبغض والعداء في الدين من أركان التوحيد، فلا يجتمع حب الله وحب عدو الله. -
    وجوب تبليغ دعوة الإسلام إليهم: إن البغض والعداء الديني ليس مبرراً للعدوان والإجحاف بحقوق الناس، وأول حق لأهل الكتاب علينا هو تبليغ رسالة الإسلام، وإن الضابط والمعيار الصحيح لكون بغضهم في الله هو أن نحب لهم الهداية والخير كما نحبه لأنفسنا، وأن نحرص على أن ندلهم على الخير كما نحرص عليه لأحب الناس إلينا، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران.
    ما يجب لأهل الذمة على المسلمين: يلتزم إمام المسلمين بإعطائهم الأمان ما داموا ملتزمين بما عليهم، ودليل ذلك من الكتاب آية الجزية حيث قال تعالى: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (29) سورة التوبة. فجعل غاية قتالهم إذعانهم بالجزية، وكذلك من السنة حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا).1 قال ابن حجر رحمه الله: "وفي لفظ النسائي من طريقه (من قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة) فقال: من أهل الذمة ولم يقل معاهداً وهو بالمعنى"
    و هذه جملة من الحقوق تترتب على التزام الإمام بأمانهم نبينها فيما يلي:
    1. إذا أعطوا الجزية فإنه يحرم قتالهم وذلك لأن آية الجزية جعلت إعطاء الجزية غاية لقتالهم، فمتى بذلوها لم يجز قتالهم. يقول ابن قدامة رحمه الله في المغني: "إذا بذلوا الجزية لزم قبولها وحرم قتالهم؛ لقول الله تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ} إلى قوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(29) سورة التوبة ". ولقد تقدمت النصوص الدالة على ذلك.
    2. وجوب الكف عنهم وحمايتهم: لأنهم يصبحون جزءاً من الدولة الإسلامية ويتكفل المسلمون بأمنهم وحمايتهم. ولهذا قال علي رضي الله عنه: "إنما بذلوا الجزية لتكون أموالهم كأموالنا ودماؤهم كدمائنا". وقال عمر رضي الله عنه في وصيته للخليفة بعده: "وأوصيه بأهل ذمة المسلمين خيراً أن يوفي لهم بعهدهم ويحاط من ورائهم".. القول في كنائسهم فيه تفصيل؛ فبالنسبة للكنائس الموجودة في الأمصار التي مصروها -أي الكتابيين- ثم فتحت عنوة فإن الصحيح عدم التعرض لها، وهذا هو فعل الصحابة والخلفاء بدليل بقاء هذه الكنائس إلى يومنا هذا، وقد حكى ابن قدامة الإجماع على ذلك. وأما إذا فتحت الأرض صلحاً فبحسب الاتفاق في الصلح.
    وأما الأمصار التي مصَّرها المسلمون كالبصرة والكوفة وبغداد فلا يجوز إحداث الكنائس فيها ولو وجدت وأُحدثت وجب هدمها حتى لو اختار الإمام أن يقر أهل الذمة فيها، فلو أقرهم مع الذمة على أن يحدثوا فيها بِيعة أو كنيسة أو يظهروا فيها خمراً أو خنزيراً أو ناقوساً لم يجز، وإن شرط ذلك وعقد عليه الذمة كان الشرط والعقد فاسداً، وهو اتفاق من الأئمة لا يعلم بينهم فيه نزاع. وهذه هي فتوى ابن عباس حيث روى عنه عكرمة قال: قال ابن عباس: "أيما مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه بيعة ولا يضربوا فيه ناقوساً ولا يشربوا فيه خمراً ولا يتخذوا فيه خنزيراً
    واجبات أهل الذمة:
    يترتب على عقد الذمة مجموعة من الواجبات التي يلتزم بها أهل الذمة ولا يجوز لهم مخالفتها، ولقد جاءت هذه الأحكام مستوفاة مفصلة في الشروط العمرية وقد سبقت كما نقلها غير واحد من العلماء ونقلها ابن قيم الجوزية في كتابه النفيس أحكام أهل الذمة،

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    أخى محمد عبد اللطيف
    أهل الكتاب من اليهود والنصارى .. إن ارتضوا بالنقص والدنيّة وآثروا ديانتهم اليهودية أو النصرانية على دين الإسلام . وخضعوا لما شرعه الله ( وأعطوا الجزية )
    ولم يقاتلوا المسلمين أو يخرجوهم من أرضهم وديارهم :
    .

    إن كفّرناهم . وتبرأنا منهم .. فكيف أحل الله لنا الأكل من طعامهم . والزواج من نسائهم .. ؟
    إن كفّرناهم . وتبرأنا منهم .. فكيف حثنا الله على البر والمودة بهم والقسط والعدل لهم .. ؟
    ....
    أخى محمد .. سبحانه وتعالى .. أفسح لهم العمر : حتى مماتهم .. لعلّهم يتوبوا ويؤمنوا
    {
    وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ . وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ . أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }
    أفنأتى نحن العبيد ونتبرأ منهم ونحكم بكفرهم ..
    التبرؤ يا أخى يكون : من الكفر ذاته . وليس منهم .. فقد يصبحون وهم كفرة ويمسون وهم مؤمنون ..
    ....
    الكفار : أمرنا الله بقتالهم إن عبدوا غير الله .. أهل الكتاب : أمرنا الله بفرض الجزية عليهم إن ظلوا على دينهم وإلا فقتالهم .
    ....
    المسلمون يا أخى لهم رسالة : يؤدونها فقط .. لم يجعلهم الله أوصياء على خلقه . ولم يتخذهم الله شركاء للحكم على عباده ..
    ....

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة

    الكفار : أمرنا الله بقتالهم إن عبدوا غير الله .. أهل الكتاب : أمرنا الله بفرض الجزية عليهم إن ظلوا على دينهم وإلا فقتالهم .
    ....
    المسلمون يا أخى لهم رسالة : يؤدونها فقط .. لم يجعلهم الله أوصياء على خلقه . ولم يتخذهم الله شركاء للحكم على عباده ..
    ....
    لا أتخيّلُ أنْ نقومَ بمطالبتِهمُ الجزيةَ وهمْ يعيشونَ في بلادِنا منعّمينَ مرفَّهينَ ، يسرحونَ ويمرحونَ ، بلْ أعيادُهمُ يُفرَضُ علينا أنْ نُجازَ فيها حيثُ أقرَّها وليُّ الأمرِ عطلةً رسميةً منْ بابِ المعاملةِ بالمثلِ ،فكما يتمُّ تعطيلُ المؤسساتِ كلِّها في عيديِ الفطرِ والأضحى ،يجبُ أنْ يتمُّ التعطيلُ في عيديِ الكريستماس الغربيِّ والعربيِّ، ورأسِ السنةِ الميلاديةِ .
    فلا يحزنْكَ قولُهمْ

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: إزالة إشكال فى مسألة البراءة من المشركين ؟

    .......
    قد يأتى من بعدنا من يلتزم ويطبق تعاليم الإسلام وأحكامه
    .......

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •