(اللهُ سبحانَهُ هوَ (( الجميلُ )) الذي لا أَجْمَلَ منهُ، بلْ لوْ كانَ جمالُ الخلقِ كلِّهِم على رجلٍ واحدٍ منهم، وكانوا جَمِيعُهُم بذلكَ الجمالِ لَمَا كانَ لِجَمَالِهِم قطُّ نِسْبَةً إلى جمالِ اللهِ، بلْ كانت النسبةُ أَقَلَّ منْ نسبةِ سراجٍ ضعيفٍ إلى حِذاءِ جِرْمِ الشمسِ {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [النحل: 60].[ابن القيم]
ومِنْ أَسْمَائِهِ الحُسْنَى: (( الجميلُ ))، وَمَنْ أَحَقُّ بالجمالِ مِمَّنْ كُلُّ جمالٍ في الوجودِ فهوَ منْ آثارِ صُنْعِهِ؛ فَلَهُ:
- جمالُ الذاتِ.
- وجمالُ الأوصافِ.
- وجمالُ الأفعالِ.
- وجمالُ الأسماءِ.
فأسماؤُهُ كُلُّهَا حُسْنَى، وصفاتُهُ كُلُّهَا كمالٌ، وأفعالُهُ كلُّهَا جميلةٌ، فلا يَسْتَطِيعُ بَشَرٌ النظرَ إلى جلالِهِ وجمالِهِ في هذهِ الدارِ، فإذا رَأَوْهُ سبحانَهُ في جنَّاتِ عدنٍ أَنْسَتْهُم رُؤْيَتُهُ ما هُمْ فيهِ من النعيمِ، فلا يَلْتَفِتُونَ حينئذٍ إلى شيءٍ غيرِهِ.
ولوْلا حِجَابُ النورِ على وَجْهِهِ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى ما انْتَهَى إليهِ بَصَرُهُ منْ خلقِهِ، كما في صحيحِ البخاريِّ منْ حديثِ أبي موسَى رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: قامَ فِينَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسِ كلماتٍ فَقَالَ: ((إِنَّ اللهَ لا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ)
وفي الصحيحَيْنِ منْ حديثِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ في اسْتِفْتَاحِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيامَ الليلِ: ((اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ))
وفي سُنَنِ ابنِ مَاجَهْ وَحَرْبٍ الكِرْمَانِيِّ منْ حديثِ الفضلِ بنِ عيسى الرَّقَاشِيِّ عنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عنْ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ في نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ, فَإِذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)} [يس: 58]، فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ، فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى دِيَارِهِمْ وَمَنَازِلِهِمْ))
فما ظَنُّ المُحِبِّينَ بِلَذَّةِ النظرِ إلى وجهِهِ الكريمِ في جنَّاتِ النعيمِ؟!!
وقدْ كانَ منْ دُعاءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلى وَجْهِكَ، والشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ))
قالَ هشامُ بنُ حَسَّانَ عن الحَسَنِ: إذا نَظَرَ أهلُ الجنَّةِ إلى اللهِ تَعَالَى نَسُوا نَعِيمَ الجنَّةِ...
وفي الصحيحَيْنِ منْ حديثِ أبي موسَى رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ؛ آنِيَتُهُمَا وَحِلْيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنيَتُهُمَا وَحِلْيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ))
(وهوَ الجميلُ على الحقيقةِ كيفَ لا = وجمالُ سائرِ هذهِ الأكوانِ
مِنْ بعضِ آثارِ الجميلِ فَرَبُّهَا = أَوْلَى وأَجْدَرُ عندَ ذِي العرفانِ
فجمالُهُ بالذاتِ والأوصافِ والـ = أَفْعَالِ والأسماءِ بالبرهانِ
لا شَيْءَ يُشْبِهُ ذَاتَهُ وصفاتِهِ = سُبْحَانَهُ عنْ إِفْكِ ذِي البُهْتَانِ)
(فمِن المعلومِ أنَّهُ... لا شَيْءَ أَكْمَلُ مِنْهُ سبحانَهُ وتَعَالَى، ولا أَجْمَلُ، فكلُّ كمالٍ وجمالٍ في المخلوقِ منْ آثارِ صنعِهِ سبحانَهُ وتَعَالَى. وهوَ الذي لا يُحَدُّ كمالُهُ، ولا يُوصَفُ جلالُهُ وجمالُهُ، ولا يُحْصِي أحدٌ منْ خلقِهِ ثناءً عليهِ بجميلِ صفاتِهِ وعظيمِ إحسانِهِ وبديعِ أفعالِهِ).
(مِنْ أعزِّ أنواعِ المعرفةِ معرفةُ الربِّ سبحانَهُ بالجمالِ، وهيَ معرفةُ خواصِّ الخلقِ، وكلُّهُم عَرَفَهُ بصفةٍ منْ صفاتِهِ، وأَتَمُّهُم معرفةً مَنْ عَرَفَهُ بكمالِهِ وجلالِهِ وجمالِهِ سبحانَهُ، ليسَ كمثلِهِ شيءٌ في سائرِ صفاتِهِ، ولوْ فَرَضْتَ الخلقَ كلَّهُم على أجـمـلـِهِم صورةً وكُلُّـهُم على تلكَ الصورةِ، وَنَسَبْتَ جمالَهُم الظاهرَ والباطنَ إلى جمالِ الربِّ سبحانَهُ لكانَ أقلَّ منْ نسبةِ سراجٍ ضعيفٍ إلى قُرْصِ الشمسِ.
- ويَكْفِي في جمالِهِ: أنَّهُ لوْ كَشَفَ الحجابَ عنْ وجهِهِ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُهُ ما انْتَهَى إليهِ بَصَرُهُ منْ خلقِهِ.
- وَيَكْفِي في جمالِهِ: أنَّ كلَّ جمالٍ ظاهرٍ وباطنٍ في الدنيا والآخرةِ فَمِنْ آثَارِ صَنْعَتِهِ؛ فما الظنُّ بمَنْ صَدَرَ عنهُ هذا الجمالُ؟!!
- وَيَكْفِي في جمالِهِ أنَّهُ لهُ العِزَّةُ جَمِيعاً، والقوَّةُ جميعاً، والجُودُ كُلُّهُ، والإحسانُ كلُّهُ، والعلمُ كُلُّهُ، والفضلُ كُلُّهُ، ولِنورِ وجهِهِ أَشْرَقَت الظلماتُ، كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دعاءِ الطائفِ: ((أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)) ([17]).
وقالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ: ليسَ عندَ ربِّكُم ليلٌ ولا نهارٌ، نورُ السَّمَاواتِ والأرضِ منْ نُورِ وجْهِهِ ".
فهوَ سبحانَهُ نورُ السَّمَاواتِ والأرضِ، ويومَ القيامةِ إذا جاءَ لفَصْلِ القضاءِ تُشْرِقُ الأرضُ بنورِهِ.
وجمالُهُ سُبْحَانَهُ على أَرْبَعِ مَرَاتِبَ:
- جمالِ الذاتِ.
- وجمالِ الصِّفَاتِ.
- وجمالِ الأفعالِ.
- وجمالِ الأسماءِ.
فأسماؤُهُ كُلُّهَا حُسْنَى، وصفاتُهُ كُلُّهَا صفاتُ كمالٍ، وأفعالُهُ كُلُّهَا حكمةٌ ومصلحةٌ وعدلٌ ورحمةٌ.
وأمَّا جمالُ الذاتِ وما هوَ عليهِ فَأَمْرٌ لا يُدْرِكُهُ سِوَاهُ، ولا يَعْلَمُهُ غيرُهُ، وليسَ عندَ المَخْلُوقِينَ منهُ إلاَّ تعريفاتٌ تَعَرَّفَ بها إلى مَنْ أَكْرَمَهُ منْ عبادِهِ؛ فإنَّ ذلكَ الجمالَ مَصُونٌ عن الأَغْيَارِ، محجوبٌ بِسترِ الرداءِ والإزارِ، كما قالَ رسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يَحْكِي عنهُ: ((الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي))، وَلَمَّا كانت الكبرياءُ أَعْظَمَ وأَوْسَعَ كَانَتْ أحقَّ باسمِ الرداءِ؛ فإنَّهُ سبحانَهُ الكبيرُ المتعالُ، فهوَ سبحانَهُ العليُّ العظيمُ.
قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: حَجَبَ الذاتَ بالصِّفَاتِ، وَحَجَبَ الصِّفَاتِ بالأفعالِ، فما ظَنُّكَ بجمالٍ حُجِبَ بأوصافِ الكمالِ، وَسُتِرَ بِنُعُوتِ العظمةِ والجلالِ؟!! ومنْ هذا المعنَى يُفْهَمُ بعضُ معاني جمالِ ذاتِهِ؛ فإنَّ العبدَ يَتَرَقَّى منْ معرفةِ الأفعالِ إلى معرفةِ الصِّفَاتِ، ومنْ معرفةِ الصِّفَاتِ إلى معرفةِ الذاتِ، فإذا شاهَدَ شيئاً منْ جمالِ الأفعالِ اسْتَدَلَّ بهِ على جمالِ الصِّفَاتِ، ثُمَّ اسْتَدَلَّ بجمالِ الصِّفَاتِ على جمالِ الذاتِ.
ومِنْ هَا هُنَا يَتَبَيَّنُ أنَّهُ سبحانَهُ لهُ الحمدُ كلُّهُ، وأنَّ أحداً منْ خلقِهِ لا يُحْصِي ثناءً عليهِ، بلْ هوَ كما أَثْنَى على نفسِهِ، وأنَّهُ يَسْتَحِقُّ أنْ يُعْبَدَ لذاتِهِ، وَيُحَبَّ لذاتِهِ، وَيُشْكَرَ لذاتِهِ، وأنَّهُ سبحانَهُ يُحِبُّ نفسَهُ، وَيُثْنِي على نفسِهِ، وَيَحْمَدُ نَفْسَهُ، وأنَّ مَحَبَّتَهُ لِنَفْسِهِ وحمدَهُ لنفسِهِ وثناءَهُ على نفسِهِ وتوحيدَهُ لنفسِهِ هوَ في الحقيقةِ الحمدُ والثناءُ والحبُّ والتوحيدُ؛ فهوَ سبحانَهُ كما أَثْنَى على نفسِهِ، وفوقَ ما يُثْنِي بهِ عليهِ خَلْقُهُ.
وهوَ سبحانَهُ كما يُحِبُّ ذَاتَهُ يُحِبُّ صفاتِهِ وأفعالَهُ، فكلُّ أفعالِهِ حسنٌ محبوبٌ، وإنْ كانَ في مفعولاتِهِ [مخلوقاتِهِ] ما يُبْغِضُهُ وَيَكْرَهُهُ، فليسَ في أفعالِهِ ما هوَ مكروهٌ مسخوطٌ، وليسَ في الوجودِ ما يُحَبُّ لذاتِهِ ويُحْمَدُ لذاتِهِ إلاَّ هوَ سبحانَهُ.
وكلُّ ما يُحَبُّ سِوَاهُ: فإنْ كانتْ مَحَبَّتُهُ تابعةً لمَحَبَّتِهِ سبحانَهُ بحيثُ يُحَبُّ لأجلِهِ، فَمَحَبَّتُهُ صحيحةٌ، وإلاَّ فهيَ مَحَبَّةٌ باطلةٌ.
وهذا هوَ حقيقةُ الإِلهيَّةِ؛ فإنَّ الإلهَ الحقَّ هوَ الذي يُحَبُّ لذاتِهِ ويُحْمَدُ لذاتِهِ، فكيفَ إذا انْضَافَ إلى ذلكَ إحسانُهُ وإنعامُهُ وحِلْمُهُ وتجاوزُهُ وعفوُهُ وبِرُّهُ ورحمتُهُ؟!!
فعلى العبدِ أنْ يَعْلَمَ أنَّهُ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، فَيُحِبُّهُ وَيَحْمَدُهُ لذاتِهِ وكمالِهِ، وأنْ يَعْلَمَ أنَّهُ لا مُحْسِنَ على الحقيقةِ بأصنافِ النِّعَمِ الظاهرةِ والباطنةِ إلاَّ هوَ، فَيُحِبُّهُ لإحسانِهِ وإنعامِهِ، ويَحْمَدُهُ على ذلكَ، فَيُحِبُّهُ مِن الوجهَيْنِ جَمِيعاً.
وكما أنَّهُ ليسَ كمثلِهِ شيءٌ، فليسَ كَمَحَبَّتِهِ مَحَبَّةٌ، والمَحَبَّةُ معَ الخضوعِ هيَ العبوديَّةُ التي خُلِقَ الخلقُ لأَجْلِهَا، فإنَّهَا غايَةُ الحبِّ بغايَةِ الذلِّ، ولا يَصْلُحُ ذلكَ إلاَّ لهُ سبحانَهُ، والإشراكُ بهِ في هذا هوَ الشركُ الذي لا يَغْفِرُهُ اللهُ، ولا يَقْبَلُ لصاحبِهِ عملاً.
وحمدُهُ يَتَضَمَّنُ أَصْلَيْنِ:
- الإخبارَ بمحامدِهِ وصفاتِ كمالِهِ.
- والمَحَبَّةَ لهُ عليها.
فمَنْ أَخْبَرَ بمحاسنِ غيرِهِ منْ غيرِ مَحَبَّةٍ لهُ لمْ يكُنْ حامِداً، وَمَنْ أحبَّهُ منْ غيرِ إِخبارٍ بمَحَاسِنِهِ لمْ يكُنْ حَامِداً حتَّى يَجْمَعَ الأمرَيْنِ.
وهوَ سُبْحَانَهُ يَحْمَدُ نفسَهُ بنفسِهِ، ويَحْمَدُ نَفْسَهُ بما يُجْرِيهِ على أَلْسِنَةِ الحامِدِينَ لهُ منْ ملائكتِهِ وأنبيائِهِ وَرُسُلِهِ وعِبَادِهِ المؤمنينَ، فهوَ الحامدُ لنفسِهِ بهذا وهذا، فإنَّ حَمْدَهُم لهُ بمشيئتِهِ وإذْنِهِ وتكوينِهِ، فإنَّهُ هوَ الذي جَعَلَ الحامِدَ حامداً، والمسلمَ مسلماً، والمُصَلِّيَ مُصَلِّياً، والتائبَ تائباً؛ فمنهُ ابْتَدَأَت النِّعَمُ وإليهِ انْتَهَتْ، فَابْتَدَأَتْ بحمدِهِ وانْتَهَتْ إلى حمدِهِ، وهوَ الذي أَلْهَمَ عبدَهُ التوبةَ، وَفَرِحَ بها أعظمَ فَرَحٍ، وهيَ منْ فضلِهِ وجُودِهِ، وَأَلْهَمَ عبدَهُ الطاعةَ، وَأَعَانَهُ عليها، ثُمَّ أَثَابَهُ عليها، وهيَ منْ فضلِهِ وَجُودِهِ.
وهوَ سبحانَهُ غَنِيٌّ عنْ كلِّ ما سِوَاهُ بكلِّ وجهٍ، وما سِوَاهُ فقيرٌ إليهِ بكلِّ وجهٍ، والعبدُ مُفْتَقِرٌ إليهِ لذاتِهِ في الأسبابِ والغاياتِ، فإنَّ ما لا يكونُ بهِ لا يكونُ، وما لا يكونُ لهُ لا يَنْفَعُ.
[المرتبع الأسنى بتصرف]