تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التوبة مع تكرار الذنب: (استشارات الألوكة):

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي التوبة مع تكرار الذنب: (استشارات الألوكة):

    التوبة مع تكرار الذنب


    أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة



    السؤال

    الملخص:
    فتاة تريد أن تَعرِفَ حُكم تَكرار الذنب وتَكرار التوبة بعده.
    التفاصيل:
    السلام عليكم، أنا أقرأ قصصًا منحرفة، ثم أتوب توبة نصوحًا إلى الله، ثم أجد نفسي أعود لأقرأها من جديد، وأتوب توبة نصوحًا أيضًا، وهكذا.
    أنا أحافظ على صلاتي، وعلى قراءة القرآن الكريم، والأذكار اليومية، وأذكار التوبة، ولكن بعد كل توبة أجد نفسي أنحرف من جديد، فماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني.

    الجواب
    أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
    ثانيًا: نحمد لكِ رغبتكِ وسعيكِ للحفاظ على التوبة. واعلمي أن الحياة صراع لا ينتهي إلا بالموت، صراع بيننا وبين الشيطان، والهوى، والنفس، والدنيا، والعبرة بالخواتيم، والعاقبة للمتقين، فمهما زلَّت قدمكِ، فانهضي، ونظفي ثيابكِ، وأكملي، فالذنوب سقوط، والتوبة نهوض، والاستغفار نظافة من الدنس والذنوب، فأحسني وجاهدي، ولا أقول لكِ: ابدأي من جديد؛ لأن المؤمن إذا تاب وأحسن، يبدل الله سيئاته حسنات.
    ثالثًا: عليكِ أن تعلمي أن للتوبة وسائلَ تعين على الثبات عليها؛ منها:
    الوسيلة الأولى: المبادرة بالتوبة وعدم التسويف، فإن التسويف من أسباب طمع الشيطان في ابن آدم وجرأته عليه، فإذا رأى منه استهانة بالتوبة والمبادرة إليها، سلك إليه كل سبيل لصده عنها، ومنعه منها؛ قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال ستًّا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة))؛ [مسلم (5352)].
    قال ابن القيم: "إذا أراد الله بعبده خيرًا، فتح له أبواب التوبة والندم، والذل والانكسار والافتقار، والاستعانة به، ودوام التضرع والدعاء، والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات"؛ [الوابل الصيب (1/ 11)].
    الثانية: الإقلاع عن الذنب، فإن التوبة مع الإقامة على الذنب نوع من الاستهزاء لا يتصور من عاقل.
    الثالثة: الندم على المعصية؛ فعن عبدالله بن معقل بن مقرن قال: ((دخلت مع أبي على عبدالله بن مسعود، فقال: أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الندم توبة؟ قال: نعم))؛ [ابن ماجه (‏4250)، وأحمد (‏3462‏)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8602)].
    الرابعة: العزم على عدم الرجوع للذنب: وذلك بقطع العلائق التي بينه وبين ما يقرِّبه من المعصية؛ حتى لا يقع فيها مرة أخرى، وسواء أكانت هذه العلائق أصحاب سوء، أو رسائل، أو صور، أو أرقام هواتف، أو آلات طرب ولهو، أو غيرها من وسائل المعاصي.
    الخامسة: ملازمة أهل الطاعة: البحث عن رُفقة صالحة تعين على طاعة الله، وتتعهده إذا اعتراه الفتور، أو أصابه الملل؛ حتى لا يرجع للمعاصي مرة أخرى، والمداومة على الطاعة، ولكن يجب أن تكون هذه الرفقة مما يعلم عنها سلامة الاعتقاد، والبُعد عن البدع، والسبيل إلى معرفة ذلك بقياس ما هم عليه من أقوال وأفعال وأحوال على ما كان عليه سلف هذه الأمة.
    السادسة: محاسبة النفس: المداومة على محاسبة النفس على كل حركة وسكنة، والوقوف لها بالمرصاد؛ حتى لا ترجع إلى المعصية مرة أخرى.
    السابعة: إشغال النفس بما فيه نفعها: أن يشغل العبد نفسه بشيء من طاعة الله تعالى مثل: أن يجعل لنفسه وردًا ثابتًا من كتاب الله حفظًا وتلاوة وتفسيرًا، وحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والمداومة على طلب العلم، فإن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل؛ لذلك قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 19]
    أي: لا تنسوا ذكر الله تعالى، فيُنسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم، فإن الجزاء من جنس العمل؛ [تفسير ابن كثير (8/ 77)].
    والنصيحة لكِ أيتها الأخت الفاضلة: الاهتمام بالقرآن وتفسيره، والانشغال بكتب الأدب والبلاغة؛ لتكوين الملكة الذوقية، وهذا لا يكون إلا بملكة اللغة العربية. ويرشح أن تكون البداية بقراءة مجموعة من الكتب؛ منها: (المنتخب من أدب العرب)، (الوسيط في الأدب العربي وتاريخه)، (جمهرة خطب العرب)، (جمهرة رسائل العرب)، ونحوها. ثم المرحلة التالية، وفيها حفظ المعلقات، ومطالعة بعض الكتب؛ مثل: (كليلة ودمنة)، (البيان والتبيين)، (الكامل) للمبرد، وغيرها، ثم مطالعة بعض كتب المعاصرين؛ كـ(تاريخ الأدب العربي) لأحمد حسن الزيات، و(أباطيل وأسمار) لأبي فهر، وما شابهها. وفي البلاغة: (مدخل إلى كتابي عبدالقاهر الجرجاني)، (التصوير البياني)، (خصائص التركيب)، ثلاثتهم لمحمد محمد أبي موسى، (ديوان المعاني) للعسكري. وفي العلوم الشرعية: (التحرير والتنوير) لابن عاشور، (مختصر البخاري) للزبيدي، (مختصر مسلم) للمنذري، (سير أعلام النبلاء) للذهبي، وغيرها. في الأدب: (أدب الكاتب)، و(الشعر والشعراء) كلاهما لابن قتيبة، (شرح ديوان الحماسة لأبي تمام) للمرزوقي، (شرح مقامات الحريري) للشريشي، (مقامات بديع الزمان الهمذاني)، (مؤلفات الطنطاوي)، (آثار الإمام البشير الإبراهيمي).
    وللمزيد نرجو الاطلاع على استشارة: (طلب الإرشاد في تعبير الرشاد بلغة الأطواد).
    أعانكِ الله على ذكره وشكره وحسن عبادته، هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6Kxr0PSlW
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي رد: التوبة مع تكرار الذنب: (استشارات الألوكة):

    و مؤلفاتُ ابنِ القيمِ جدًا رائعةٌ كذلكَ .
    جزى اللهُ الأخَ الفاضلَ خيرًا بهذهِ النصائحِ القيمةِ ، ولوْ يعملُ بها كلُّ مَنْ يبحثُ عنِ الفوائدِ سيرتقي المجتمعُ بأفرادِهِ المثقفينَ .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: التوبة مع تكرار الذنب: (استشارات الألوكة):

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يعقوب مشاهدة المشاركة
    و مؤلفاتُ ابنِ القيمِ جدًا رائعةٌ كذلكَ .
    جزى اللهُ الأخَ الفاضلَ خيرًا بهذهِ النصائحِ القيمةِ ، ولوْ يعملُ بها كلُّ مَنْ يبحثُ عنِ الفوائدِ سيرتقي المجتمعُ بأفرادِهِ المثقفينَ .
    وجزاكم آمين
    ونسأل الله أن يوفقنا لتوبة نصوح ماحية للذنوب، ورافعة للأجور.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •