هذا ما يتعلق بسند الحديث ..وقد حذفت متونها لطولها...
***********************
الأحاديث التي لا تشهد لتلك الألفاظ الغريبة :
ومعظمها يشهد لصدر الحديث ، أي لقوله عليه الصلاة والصلام: (من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب) ، وهي كالتالي:
حديث ابن عباس رضي الله عنه
رواه الطبراني في الكبير (12/145) : حدثنا عبيد بن كثير التمار ، ثنا محمد بن الجنيد، ثنا عياض بن سعيد الثمالي، عن عيسى بن مسلم القرشي ، عن عمرة بن عبد الله بن هند الجملي ، عن ابن عباس ..الحديث.
قال ابن حجر في الفتح "إسناده ضعيف"، قلت بل ضعيف جدا لا يصلح فيه كثير بن عبيد التمار ،قال فيه الذهبي (عبيد بن كثير العامري التمار قال الازدي: متروك الحديث وقال الدارقطني:كوفي متروك). قلت وشيخه مجهول كما قال أبو حاتم.وشيخ هذا المجهول أيضا لم أقف عليه. فهذا إسناد كالعدم .
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه
رواه ابن ماجه(3989) من طريق عبدالله بن وهب ، وأخبرني ابن لهيعة عن عيسى ابن عبد الرحمن ،عن زيد بن أسلم عن أبيه،عن عمر بن الخطاب انه خرج....فوجد معاذ بن جبل قاعدا...الحديث.
......الحديث ضعيف جدا ، قال البو صيري (في إسناده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف) قلت: بل شيخه عيسى بن عبد الرحمن أضعف، وهو سبب البلاء ، قال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين"قال البخاري:منكر الحديث . وقال أبو حاتم الرازي : ضعيف شبيه بالمتروك . وقال النسائي: متروك الحديث.وقال ابن حبان : يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك)
إذن فهذا الشاهد ايضا عدم ،......
حديث عمر
رواه القضاعي في المسند (2/326) من طريق محمد بن جعفر بن السقاء ،نا الفشل بن العباس، نا يحيى بن عبد الحميد ، نا صفوان بن أبي الصهياء ، عن بكير ين عتيق، عن سليم ،عن ابن عمر ،عن عمر ...الحديث.
....ثم إن إسناده ظلمات بعضها فوق بعض ، وإن كان بعض الشر أهون من بعض.
فأبو الصهباء ذكره الذهبي في الميزان فقال ( ضعفه ابن حبان وقال يروي ما لا أصل له لا يجوز الإحتجاج بما انفرد به ثم ذكره في الثقات أيضا).
والراوي عنه يحيى بن عبد الحميد –الحماني- أورد فيه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين ما يلي: ( قال ابن نمير : كذاب .وقال أحمد: كان يكذب جهارا ، ما زلنا نعرف ابن الحماني يسرق الأحاديث.وقال السعدي: ساقط . وقال النسائي : ضعيف .وقال يحيى بن معين : ثقة).
والراوي عنه الفضل بن العباس مجهول كما قال ابن حجر في اللسان نقلا عن الخطيب البغدادي . وفي الميزان أتى (عن مالك بخبر منكر جدا).
وحسبك هذا ليتبين أن هذا الإسناد كسابقيه عدم لا يسوى شيئا ، ولا يرفع محدث به رأسا.
وله إسناد آخر رواه الحاكم في المستدرك(1/44)،من طريق عبد الله بن وهب أخبرني الليث بن سعد ، عن عياش بن عباس القتباني ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه، أن عمر...الحديث.
وهذا إسناد أحسن من كل ما تقدم ، ولكن ليس فيه ما يقوى ما يريد السيد عبد العزيز بن الصديق......
أحاديث في متنها ما يشهد لتلك الألفاظ الغريبة:
.....حديث ميمونة رضي الله عنها
رواه أبو يعلى(12/520) من طريق (حدثنا العباس بن الوليد حدثنا يوسف بن خالد ، عن عمر بن إسحاق انه سمع عطاء بن يسار يحدث عن ميمونة رضي الله عنها ...الحديث).
قال الهيثمي: (رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب ) .وفي المغني في الضعفاء قال الذهبي ( يوسف بن خالد السمتي قال ابن معين : كذاب زنديق . وقال الفلاس : كان يكذب . وقال النسائي: كذاب متروك الحديث ) ولطف العبارة البيهقي بقوله: ( غيره أوثق منه).
قلت: فلا بركة بإسناد الكذابين.
الطبراني في الكبير (8/221) : هشام بن عمارة ، ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ....الحديث.
قلت: علي بن يزيد قال ابن الجوزي في الضعفاء و المتروكين ( قال البخاري : منكر الحديث وقال أبو حاتم الرازي:ضهيف الحديث .وقال النسائي ، والازدي والدارقطني:متروك).
والراوي عنه ترجمه الذهلي في الميزان بقوله: (عثمان بن أبي العاتكة أبو الحفص القاص ، قال يحيى: ليس بشئ .وقال النسائي:ضعيف .. ودحيم ينسبه إلى الصدق ويثنى عليه).
وفي الإسناد هشام بن عمار وإن كان صدوقا ، إلا انه كبر فصار يلقن فيتلقن وروى أربعمائة حدبث لا أصل لها كما قال أبو داود فيما نقل عنه صاحب الميزان.
إذن فهذا صفر ينضاف إلى أصفار .
وبهذا لم يبق من الأحاديث التي لها صلة بنا نحن فيه سوى حديث عائشة ، وحديث أنس ، أرجانا الكلام عنهما ، لأن الشيخ الألباني –رحمه الله- اعتبرهما يقويان حديث الباب فقال بعدما ساق كل الروايات التي أوردها ابن حجر (وخلاصة القول: إن أكثر هذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث بها ، إما لشدة ضعف إسنادها وإما لاختصارها ، اللهم إلا حديث عائشة وحديث أنس بطريقيه، فإنهما إذا ضما إلى حديث أبي هريرة اعتضد الحديث يمجموعهما ، وارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله تعالى) الصحيحة (4/190).
حديث انس رضي الله عنه:
رواه ابن أبي الدنيا في الأولياء (8/318) وابن عساكر (7/95-96)"من طريق الحسن يحيى الحسني ، هن صدقة الدمشقي ،عن هشام الكناني ،عن أنس بن مالك الحديث...."
وهذا واه لما يلي :
الحسن بن يحيى متكلم في حفظه ن تركه بعضهم ففي الميزان:( قال ابن معين:ليس بشئ، وقال دحيم:لا بأس به، وقال أبو حاتم :صدوق سيئ الحفظ م وقال النسائي ليس بثقة م وقال الدارقطني متروك .وقال ابن عدي: تحتل رواياته)
شيخه صدقة بن عبد الله ليس أحسن حالا ففي ضعفاء ابن الجوزي قال:( قال احمد :ضعيف جدا وليس بشئ أحاديثه مناكير لا يساوي حديثه شيئا ، وقال ابن نمير ويحيى والنسائي والدار قطني: ضعيف .وقال البخاري: ضعيف جدا .و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات.)
شيخه هشام الكناني لم أجده ، فهو مجهول .ولذلك قال ابن رجب: ( سئل لبن معين عن هشام هذا من هو ؟ فال : لا أحد،يعني لا يعتبر به).
كل هذه العلل تجعل الحديث من قبيل الواهي الذي لا ينفع خلافا للشيخ الالباني بما قال إن هذا الحديث بطريقه يصلح للتقوية ،فهذا الطريق فيه ما فيه باعترافه فقد ذكر هذه العلل رأينا ابن رجب لا يراه مما يعتبر به بالنظر إلى هشام وحده.
وأما الطرق الثاني فلم أذكره لأنه ليس فيه الألفاظ اتلي تعنينا من جهة ولذلك قال الشيخ الألباني نفسه أن الهثيمي عزاه للبيهقي في الأوسط مختصرا ولأن في إسناده عمر بن سعيد : (قال أحمد كتبت عنه وقد تركت حديثه .وقال السعدي: سقط حديثه .وقال الدار قطني : هو متروك يروي عن سعيد بن بشير سعيد بن عيد العزيز بواطيل) كما في ترجمته في ضعفاء ابن الجوزي .
إذن فليس بين أيدينا شئ صالح للتقوية من حديث أنس.
حديث عائشة رضي الله عنها:
رواه أحمد (26236) وأبو نعيم (1/5) من طريق عبد الواحد مولى عروة بن الزبير –وكنيته أبو حمزة- ذكر عروة عن عائشة ..الحديث.
قلت : عبد الواحد بن ميمون جاء في ترجمته في ضعفاء ابن الجوزي :( قال البهاري: منكر الحديث.قال النسائي : ليس بثقة.وقال الدارقطني : ضعيف .وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الاثبات).
ورواه الطبراني في الأسط (9/139) وأبو نعيم (1/23) من طريق يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة ..الحديث.
قال الشيخ الألباني في الصحيحة (4/186) :( إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون مترجمون في التهذيب فير هارون بن كامل وهو المصري كما في معجم الطبراني الصغير (232) ،ولم أجد له ترجمة فلولاه لكان الإسناد جيدا) قلت : لن ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي تفيد أن فيه جهالة ،فقد قال هارون بن كامل المصري سمع أبا صالح كاتب الليث وعنه الطبراني توفي سنة ثلاث وثمانين) ولم يزد.
ثم على تجاوز جهالة هارون هذا ، ففي تجويد الشيخ الألباني نظر لان يعقوب بن مجاهد لم يسمع من عروة كما قال العلائي في جامع التحصيل فمظنة رجوع الإسناد إلى رواية ذلك المتروك واردة.ولهذا قال ابن حبان عن حديثي عائشة وأنس أنهما لا يصحان.
الخلاصة: إذن من كل ما تقدم يتضح أن تلك الوجوه ( لا تخلو كلها من مقال ) –كما قال ابن رجب4 –، وأن الحديث أحسن ما فيه طرفه الأول الذي بوب عليه البخاري ، فهو قابل للتحسين أو للتصحيح بينما دعوى التواتر التي ادعاها السيد عبد العزيز فبعيدة عن الصحة .....
4جامع العلوم والحكم (ص358).
*************
وارجو أن أكون وفقت في هذا النقل المختصر...ولقد نسيت نقل الحواشي-سهوا- ....