تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 30

الموضوع: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    في رمضان.. المرأة المسلمة همة تعلو الجبال
    سميحة محمود غريب
    (1)


    المتأمل لحال الأسرة المسلمة في رمضان، يجد المرأة المسلمة داخل بيتها كالأترجة، تفوح رائحتها الطيبة، فتنتشر في كل أرجاء البيت، و تعلو همتها فتنشر عبير الإيمان داخل مملكتها، تطير بالمحبة و تضع بالمودة،
    شعارها أسرتي حياتي، فهي خير عون لجميع أفراد أسرتها؛ لاغتنام فضائل هذا الشهر العظيم، فهي:
    1 - تقوم بترتيب وتنظيف وتجهيز و تزيين البيت مع الأبناء والجيران استعدادا لاستقبال الضيف الغالي، وإخراج
    ما لا يستخدم من الملابس للتصدق به، و إعداد بعض الوجبات الخفيفة والخضروات المجمدة الجاهزة و العصائر المركزة.
    2 – تقف ويقف أبناؤها عند رؤية الهلال مستشعرين عظم هذه الشعيرة مرددين الدعاء: "الله أكبر، الله ربي وربك الله، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، هلال خير ورشد،
    آمنت بالذي خلقه، الحمد لله الذي ذهب بشهر شعبان وجاء بشهر رمضان".

    3 – تذكر أسرتها بفضل القيام من أول ليلة، من ليلة الرؤية وتحثهم علي قيامها.

    4 – تتفق مع أفراد أسرتها علي حلقة ذكر يومية، و تشجع الأبناء علي إعداد فقراتها.
    5 – تجعل من رمضان فرصة للتقارب بينها، وبين زوجها من خلال الالتقاء علي طاعة، فتحاول إذابة أي خلاف
    بينها وبينه، فتبدأ معه صفحة جديدة مشرقة.
    6 – لا ترهق زوجها بكثرة الطلبات، بل تقتصد شرط أن تقدم لأسرتها طعاما صحيا متكاملا.
    7 - تنشر روح الإيثار على المائدة، وتطعم أولادها وزوجها بيديها.
    8 – تجعل من رمضان فرصة لتعديل بعض سلوكيات الأبناء السيئة، و تحفزهم علي التحلي بالأخلاق
    والسلوكيات الحميدة.

    9 – تشترك مع أبناءها في عمل من أعمال البر، كإعداد شنطة رمضان، وتوزيع الصدقات علي المحتاجين، أو
    زيارة المرضي و الأيتام.
    10 – تعمق روح التواصل الأسري بتبادل الأحاديث والحوارات أثناء تناول وجبة الإفطار، وإشاعة جو المرح
    والدعابة، ومن الممكن عمل مسابقة أثناء تناول الطعام تحتوي علي أسئلة تتعلق ببعض القيم والمعلومات المراد توصيلها للأبناء.
    11 - إعداد وجبات لإفطار صائم، و لو في كل أسبوع مرة.
    12 – تذكير الأبناء بالدعاء، و مطالبة كل ابن بتحضير دعاء يدعو به علي مسمع من الجميع عند الإفطار.

    13 – تجعل في وردها اليومي عبادة صلة الأرحام، و تدفع أبناءها علي ممارسة هذه الشعيرة ولو بالهاتف.
    14 – تبين لأبنائها كيف أن شياطين الإنس يحاولون إفساد الصيام بالبرامج المختلفة في الفضائيات، وأن الفائز
    هو من يستفيد من وقته في هذه الأيام المباركات.

    15 – توقظ أسرتها لتناول وجبة السحور، وتحرص علي أداءهم صلاة الفجر جماعة، و لا تغفل عن أذكار الصباح،
    و ترددها علي مسامعهم بصوت هادئ حتى يعتادوا علي ترديدها.
    16 – تحدد مع أسرتها البرنامج اليومي في رمضان، و تختار معهم المسجد الذي سيجتمعون فيه لصلاة
    التراويح.
    17 – تدرب أطفالها الصغار علي الصيام، و تبتكر الوسيلة التي ستتخذها لتشجيعهم علي الصيام.
    18 – تذكر أبناءها فضل ليلة القدر، وعظمها وتحثهم علي التماسها في العشر الأواخر من رمضان.
    19 – تعاون زوجها و أولادها علي الاعتكاف، وتعد لكل منهم حاجياته.

    وفي الختام.. اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا
    واجعلنا من عتقائك من النار في هذا الشهر المبارك ... اللهم آمين.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    هل من مشمر للجنة في رمضان (*)
    مجدي الهلالي
    (2)


    يقول صلى الله عليه وسلم ((ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ عليهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انسلَخَ قبلَ أنْ يُغفرَ لهُ.... ))رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.فمن لم يغفر له في رمضان فمتى يغفر له؟ ... أيُغفر له وهو غارق في بحر الدنيا بعيداً عن الآخرة؟ أم يُغفر له وهو يلهث وراء الدرهم والدينار وطلبات الزوجة والأولاد؟ نحن لا نتألى على الله تعالى، ولكن كما أخبرنا سبحانه وتعالى - أن للمغفرة أسباباً، ولدخول الجنة تكاليف. فليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.

    ولك أن تتأمل في قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ،
    الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران133 ـ 135).
    هل من مشمر للجنة
    يقول صلى الله عليه وسلم: "لاَ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَخَطَرَ لَهَا. هِيَ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ! نُورٌ يَتَلأْلأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيَرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيَلةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ. فِي مَقَامٍ أَبَداً. فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ. فِي دُورٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ) قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا، يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ (قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللهُ) ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ". رواه ابن ماجه وابن حبان والطبراني وضعفه البوصيري، و الألباني.

    إن دخول الجنة يحتاج بعد التعلق برحمة الله إلي كثير من المجهود نبذله في طاعة الله، ولم لا؟ وما هي إلا أيام معدودات نمكثها في هذه الحياة الدنيا ثم يعقبها سنوات طوال - لا نهاية لها - في القبر والدار الآخرة. ،
    ليتخيل كل منا حجم الندم والحسرة التي تملأ قلوب الغافلين عندما يتعرضون للحساب الرهيب جزاء تقصيرهم في عبادة خالقهم: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ، قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ، قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون من 112ـ 115).
    إن أغلى أماني أهل القبور أن يعودوا إلى الدنيا ولو للحظة: يسبحون الله فيها تسبيحة أو يسجدون له سجدة
    واحدة.
    فهل لنا فيهم من عبرة؟! أما آن لنا أن نفيق من غفلاتنا ونستعد لمواجهة المصير الذي ينتظرنا؟!
    إننا ما زلنا في الدنيا والفرصة سانحة أمامنا للتزود لما بعد الموت، وها هو شهر رمضان يدعونا لذلك.

    هيا بنا نشمر عن سواعدنا ونهجر فراشنا، ونوقظ أهلنا ونرفع راية الجهاد ضد أنفسنا وشهواتها ورغباتها.

    هيا بنا نجيب داعي الله: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47)} (الشورى).
    أحوال الناس مع رمضان
    نعم.. رمضان فرصة عظيمة لا تأتي إلا مرة واحدة في العام، ولكن هل يتعامل معها المسلمون بنفس
    المستوى؟، فمن الناس من يعتبر مجيء هذا الشهر عبئاً ثقيلاً عليه، يتمنى زواله فلا يرى فيه إلا الحرمان.. هؤلاء دخل عليهم رمضان ثم خرج دون أن يترك فيهم أثرا أو يحدث لهم ذكراً.
    ومنهم من أستشعر قيمته، فشمر سواعد الجد وأجتهد غاية الاجتهاد في الإتيان بأكبر قدر من الطاعات، فأكثر من ختم القرآن وأداء الصلوات والقربات دون الاهتمام بحضور القلب فيها ... تعامل مع كل وسيلة علي أنها هدف في حد ذاته، ولم ينظر إلى الهدف الأسمى الذي يرنو الصيام إلي تحقيقه. ومما لا شك فيه أن هؤلاء يشعرون بأثر طيب في قلوبهم.. هذا الأثر سرعان ما يزول بعد انتهاء رمضان بأيام قلائل.
    وهناك صنف من الناس اعتبر رمضان فرصة نادرة لإحياء القلب وإيقاظه من رقدته، وإشعال فتيل التقوى وجذوة الإيمان فيه.

    نظر إلى مستهدف الصيام فوجده في قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
    الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} (البقرة)، فتقوى الله عز وجل هي مقصود العبادات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)} (البقرة). وعلى قدرها في القلب يكون قرب العبد أو بعده من الله عز وجل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} (الحجرات)وعلم هذا الصنف أن شهر رمضان ما جاء إلا ليقرب الناس من ربهم ويزيد من صلاتهم به، ويقطع عن قلوبهم صلتها بالدنيا فهو يزود القلوب بخير زاد {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)} (البقرة).
    فشمر عن سواعد الجد، وأحسن استخدام الوسائل التي وضعها الإسلام في هذا الشهر المبارك واجمع بين
    عمل القلب وعمل الجوارح. ومما لا شك فيه أن الصنف الأخير هو الفائز الأكبر من رمضان، فلقد أصلح من خلاله قلبه وانطلق به في طريق السائرين إلي الله.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـ
    (*) المصدر: "كتاب ماذا نريد من رمضان، مجدي الهلالي"



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    اجعلي رمضان بداية
    هيا الرشيد
    (3)


    كثير من الفتيات يعتري تصرفاتهن بعض الخلل معظم شهور السنة ، ويشوب سلوكهن اليومي كثير من
    الأخطاء ، فيأتي شهر رمضان بسماته الخيّرة ليكون مميزاً لكل فتاة ، فهو فرصة ذهبية لبداية جديدة ، بداية لتصحيح المسار ، وتجديد العلاقة مع الله عز وجل ، وتحسينها مع الوالدين والأخوة في المنزل ، ونبذ الخلافات

    مع ذوي القربى ، والحرص على تقوية أواصر الأخوة والمحبة مع المعلمات والزميلات في المدرسة .
    ففي شهر الخير أكبر الفرص للبدء مجدداَ بداية طاهرة وخالصة من كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى ،
    فالأوقات التي أُهدرت مسبقاَ فيما لا فائدة منه تستطيع الفتاة أن تعوضها خلال هذا الشهر الكريم ، والأعمال التي قامت بها وتشعر أنها لا تتناسب مع سلوكها كمسلمة تستطيع أيضاَ أن تعوض نفسها عنها ببدائل ذات فائدة للدنيا والآخرة ، والله يحب المحسنين ، وهو يقبل التوبة من عباده ويغفر الذنوب جميعا ، قال تعالى : "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

    " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من صام رمضان إيماناَ واحتساباَ غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم.
    رمضان من أنسب الأوقات للاستغفار والتوبة وإعادة الحسابات والعودة إلى الله سبحانه وتعالى ، فلا ينبغي للفتاة المسلمة إضاعة الوقت في هذا الشهر، بل عليها مضاعفة العمل لتحصيل الأجر والثواب ، ومن أهم

    الأشياء التي يجب عليها أن تنتبه لها لاستغلال هذا الموسم المبارك ما يلي :
    · عدم إضاعة الوقت أمام شاشة التلفاز التي تضيع بركة الوقت وتهدر أثمن الأوقات ، ومن المعروف أن
    الأنشطة التلفزيونية تزداد كثافة في هذا الشهر بهدف صرف أفراد المجتمع المسلم عن دينهم ، فلا تكون فتاة الإسلام أداة لينة في أيديهم لتحقيق أهدافهم ومآربهم.
    · محاولة تنظيم الوقت بحيث يكون النوم منظماَ بشكل طبيعي في الليل ، ويكون النهار للمدرسة والعمل المنزلي مع أداء العبادات وتلاوة القرآن الكريم.
    · عدم الإسراف في تناول الأطعمة أو إضاعة الأوقات في إعدادها .
    قال تعالى :{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُلِر َبِّهِ كَفُورًا}

    · الحرص على عدم الخروج للأسواق ، وإذا كان هناك حاجة ملحة للخروج فلا بد من الاحتشام والتستر

    والخروج مع محرم ، وتجنب الأماكن المزدحمة ؛ فالأسواق هي أبغض البقاع إلى الله كما ورد في الحديث
    الصحيح.
    · تربية النفس والوجدان على سلوكيات صحيحة مفيدة كالتعاون مع جميع أفراد المجتمع على أعمال الخير ،
    يقول تعالى {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَىالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
    · تعويد النفس على الموازنة بين الأعمال المطلوبة ، فإعطاء كل ذي حق حقه واجب يتحتم إتباعه ، فأداء
    العبادة له نصيب ، وطلب العلم كذلك ، والمساهمة في الأعمال المنزلية ، والمشاركة في الواجبات الأسرية والاجتماعية ، فكل هذه الأشياء يجب تأديتها على أفضل وجه دون أن يطغى شيء منها على الآخر.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    كيف تقضي المسلمة وقتها في رمضان ؟؟
    هيا الرشيد

    (4)


    في شهر رمضان المبارك يتغير النظام الأسري في كثير من البيوت المسلمة، وبالتالي يتغير البرنامج اليومي للمرأة المسلمة خاصة إذا كانت موظفة أو أماَ لأطفال في المدارس، وذلك تبعاَ للنظام المتبع في المؤسسات التعليمية ، ولكننا على علم في نفس الوقت بأن المدارس تكون لأيام ومن بعدها تكون الإجازة الرسمية التي لا يكون من خلالها عذر لأي منا على تغيير برنامجه اليومي ، أو نظامه في رمضان ، فنستطيع في نصفه الثاني أو في إجازات نهاية الأسبوع أن نعود إلى سابق عهدنا ، وأن نستغل اللحظات والدقائق فيه قبل الساعات والأيام .

    وحرصنا على تنظيم الوقت وحسن استغلاله إنما هو حرص لإرضاء الله سبحانه وتعالى بفعل ما يرضيه وتجنب ما يغضبه ، وهذه من مميزات الصالحات اللاتي أثنى الله جل وعلا عليهن عندما ذكر أوصاف الصالحين في قوله تعالى{فَاسْتَجَ بَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} (195) سورة آل عمران .
    فالوقت محسوب ، والأعمال التي تقوم بها المرأة مكتوبة بأكملها خيرها وشرها ، وقد أكرم الإسلام المرأة بتكليفها ببعض الأعمال التي تتناسب مع طبيعتها ، وأبعدها عمّا يحول دون إتمامها لرسالتها في المجتمع ،

    فيجب على المرأة مراعاة ذلك في جميع أوقاتها خاصة في شهر رمضان المبارك حيث تستغل أوقاته على أتم وجه وأكمله ، وقد تستطيع الوفاء بذلك عن طريق الحرص التام على إتمام ما يلي :
    ·المحافظة على الصلوات الخمس المفروضة في أوقاتها المحددة وعدم الانشغال عنها بتوافه دنيوية بحتة، قال تعالى{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (103) سورة النساء .
    ·أن تصوم عن الطعام والشراب ، وتصوم جوارحها عن كل ما يغضب الله تعالى.

    ·الحرص على توجيه الأطفال وإرشادهم إلى كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى ، مع استغلال هذه المناسبة الكريمة بتعليمهم كثير من أمور دينهم.
    ·تأدية الواجبات المنزلية دون مبالغة أو إسراف ، مع استغلال هذا الوقت في سماع محاضرة في جهاز التسجيل.
    ·تلمس حاجة بعض أفراد المجتمع الذين يعانون الحاجة والفقر.

    ·تلمس جراح أبناء العالم الإسلامي في كل مكان والدعاء لهم في الليل والنهار.
    ·ملازمة كتاب الله في كل الأوقات ، وتدبر معانيه ، والاستفادة من قصصه ومواعظه.
    ·الحرص على الواجب الاجتماعي خاصة مع الأقارب ولو عن طريق الاتصال بالهاتف.

    ·محاولة التقليل من الخروج للأسواق ، والابتعاد عن مواطن الزحام ، وأن لا يكون الخروج إلا لحاجة ملحة.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    معاني رمضان كيف ننقلها لصغارنا ؟
    د. سلام نجم الدين الشرابي

    (5)


    عند اقتراب شهر رمضان شاهدنا أبناؤنا ونحن نتنقل في الأسواق بين متجر وآخر لنتزود بمختلف الأطعمة والمشروبات !! ومنذ بداية الشهر وإلى الآن لم يجدونا إلا بالمطبخ ونحن نجهز الولائم ونعد ما لذ وطاب منأطباق رئيسية ومقبلات وحلويات فضلا عن العصائر والمشروبات !! وهكذا حتى تأتي العشر الأواخر لنعود للأسواق مرة أخرى لشراء ثياب العيد ..
    لن نفاجأ بعدها إذا سألنا أولادنا عن شهر رمضان فأجابونا بأنه شهر التسوق والتنوع في الأطعمة ، فذلك ما غرسناه فيهم.. وهذا ما سيغرسونه في أطفالهم .. لأنه غدا نمط حياة يبدأ بحلول شهر رمضان وينتهي
    بانتهائه ..

    أين دور الأم هنا .. وكيف تستطيع أن تعرف أبناءها المعنى الحقيقي لهذا الشهر الكريم ؟؟ وكيف لها أن تزرع
    حب رمضان في نفوس أطفالها ؟؟
    حول كيفية نقل الصورة الحقيقية لشهر رمضان للأبناء تنصح الداعية "نورة لبان" الأمهات بما يلي :

    - دعيهم يستشعرون عظمة رمضان من خلال ما تقومين به من عبادات، فمن المهم أن تقومي في فترة صيامك بالتهليل والتكبير والتسبيح بصوت عال ، مع الإكثار من سماع القرآن ليسمعه أولادك معك .
    - علميهم أن هناك نوعان من الصيام : صيام عن الأكل والشرب وهو للأسف ما نعلمه لأولادنا فقط ونسعى

    لتعويدهم عليه ، وننسى النوع الثاني وهو صيام الجوارح؛ فالعين تصوم عن رؤية المنكر ، والأذن تصوم عن
    سماع ما يغضب الله ، واللسان يصوم عن قول الغيبة والنميمة .. ومن الأمهات من تمنع أولادها حتى عن النوع الأول من الصيام خوفاً على صحتهم، وكيف لها أن تخاف على أطفالها وهم في شهر البركة ! علينا أن لا نخاف عليهم فالصيام مفيد للصحة طالما أن السن يسمح بذلك وطالما انك تهتمين بإفطارهم وسحورهم .
    - عودي أطفالك التعجيل بالفطور والاستيقاظ عند السحور وتأخيره .
    - علميهم الركون إلى الهدوء عند اللحظات الأولى من الإفطار، حيث يتحول المنزل عند الكثير من الناس إلى

    ساحة هوجاء في لحظات الفطور التي تعتبر من أجمل اللحظات عند الصائم . اشعري وأشعريهم بفرحة
    الإفطار والركون إلى الدعاء بهدوء وسكينة .. أدعي بصوت عال ليعرفوا أن هذا وقت الدعاء.. وهو وقت إجابة واحرصي أن لا يقتصر دعاءك على رغباتك في الدنيا بل ادعي أن يعتقك الله من النار ويدخلك الجنة.
    - أحي سنة السحور وأيقظي أبنائك ليتسحروا ولا تقولي مساكين النوم لهم أفضل عوديهم فذاك واجبك .
    - أخبريهم أن شهر رمضان فرصة ليغير كل منا طريقته في الحياة وأنه ليس من الصعب أن يغير الإنسان
    مسلكه فأكبر دليل على أن الإنسان لديه قابلية للتغيير هو رمضان حيث تتغير فيه أخلاقنا وطباعنا، وتخف فيه

    حدة انفعالاتنا، فلنستغل هذه القابلية في تغيير الطباع غير المحمودة في أنفسنا، ولا ننسى أن آيات الصوم
    جاءت قبل آيات الجهاد، ذلك أن المسلمين إن لم ينجحوا في مجاهدة أنفسهم لن ينجحوا في الجهاد.
    - لا تعتمدي على ذاكرتك وضعي دفتراً خاصاً لك ولعائلتك سجلي فيه الأيام التي أفطرتها أو أفطرها ابنك أو
    ابنتك في رمضان جراء عارض صحي أو عذر شرعي لأن هذا يبقى في ذمتك.. .. واحرصي بعد انتهاء رمضان أن يصوموا ما فاتهم ولا بأس أن تصومي معهم وإن قضيت ما عليك لتعينيهم وتشجعيهم..
    وافعلي كما فعلت إحدى الأمهات الصالحات عندما داس ولدها رجلاً بسيارته خطأً فوجب عليه صيام شهرين متتالين ، فصامت الأم مع ولدها هذين الشهرين خشية أن لا يصبر ولدها على صيامهما.

    - لا تكتفي باصطحاب أولادك إلى التسوق أو إلى الأماكن التي تسرهم، بل اصحبيهم معك إلى زيارة مريض واخبريهم أن يحتسبوا الأجر فيها وإن لم يشعروا بالسعادة في هذه الزيارة .
    - أخبريهم أن أبواب الجنة تفتح في رمضان، قولي بصوت عال أمامهم اللهم إني أسألك العفو والعافية ليشعرا الأطفال بمواسم الخير فالداعية هو الشخص الذي يسلك السلوك القويم .
    - اجلسي مع أولادك وادعي بصوت عال واستغفري في وقت السحور ليعرفوا أهمية الدعاء، علميهم الدعاء الصحيح فآية الدعاء جاءت وسط آيات الصوم وقولي بصوت عال "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار" تنشأ لديهم عادة الدعاء.. واخبريهم أن الدعاء مستجاب في هذا الوقت.

    - رددي وبصوت عال هذا الدعاء " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عني" حتى يرددها أبنائك معك خاصة ونحن الآن في العشر الأواخر
    لنفعل ذلك حتى يتذكرنا أولادنا في رمضان خارج حدود المطبخ والمتاجر والأسواق ، ونكون في ذاكرتهم كأم ذلك الشاب الذي سافر إلى أمريكا وحل عليه شهر رمضان ففاض به الحنين لها ، فروى لأصدقائه افتقاده إلى صوت تهليلاتها وتكبيراتها ودعائها في هذا الشهر الفضيل ..



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    حتى نفوز في رمضان
    د. سلام نجم الدين الشرابي

    (6)


    دخلت البيت، كان صاخباً، صوت ضجة في المطبخ، إنها أمي هناك مع إخوتي الصغار ترتب الأشياء التي اشتراها والدي استعداداً لقدوم رمضان، وفي غرفة الجلوس استقرت أختي أمام شاشة التلفاز وفي يدها دفتر تدون فيه مواعيد
    المسلسلات والفوازير والمسابقات التي ستعرض في رمضان..
    وهناك في الغرفة الهادئة الصغيرة وجدتها جالسة على سريرها تبكي، أختي الصغيرة المدللة.. لماذا تبكين؟ قالت: رمضان
    قادم فهل سنبلغه؟.. هل سيتسنى لنا أن نستغفر ونتوب عن أخطائنا في هذا العام؟..
    جعلتني أفكر وللمرة الأولى بأنه يمكن أن نكون على مشارف رمضان ولا نبلغه.. وأن بلوغنا له هي فرصة ثمينة يجب أن لا
    نضيعها سدى.
    كانت تلك حكاية بيت من بيوت المسلمين الذين يقترب رمضان من زمانهم، وكل منهم يعد له العدة ويستقبله على طريقته.


    اعتاد كثير من الناس الاستعداد لرمضان بإعداد أصناف الطعام والشراب، والمبالغة في ذلك، وهي حاجيات جسدية، وينسون أو يتناسون الإعداد الروحي، والتهيئة النفسية والعقلية لتأدية الصيام.
    نعرف أننا لن نراه إلا مرة كل عام، وعندما يرحل عنا نسأل أنفسنا:هل سنراه ثانية في السنة القادمة أم لا؟ هل سننعم بفرصة جديدة قد نعتق فيها من النار وتفتح لنا أبواب الجنة والرحمة من جديد..؟ وتمر الأيام بنا تأخذنا وتضيع الفرص منا ونعود
    أدراجنا في بقية أيام السنة، تأخذنا الشهور والأيام في متاهات الدنيا وإغراءاتها ويقبل رمضان علينا من جديد نشعر به يقترب منا، ندعو الله ونحن نترقب الهلال أن يبلغنا الشهر ونخفي في نفوسنا ذنوباً نئن بحملها، ننتظر شهر المغفرة والتوبة، شهرا تفتح فيه أبواب السماء، فهل نستقبل هذا الشهر العظيم بالتوبة الصادقة وبالدمعة التائبة الخاشعة؟ قال الله تعالى:}وَاسْتَغْ فِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ{.

    والتوبة أمر سهل ميسور، ليس فيه مشقة، ولا معاناة عمل، فهي امتناع وندم وعزم؛ امتناع عن الذنوب والمخالفات، وندم على اقترافها في الماضي، وعزم على عدم العودة إليها في المستقبل. وهي مطلوبة في كل وقت، ولكنها قبل مواسم
    الخيرات تكون أشد طلبا؛ وذلك لأن الذنوب هي التي تحول بين العبد و بين اغتنام هذه المواسم، يقول الله تعالى: }وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ{.
    ومن أعظم المصائب المصيبة في الدين، وأن تمر علينا مثل هذه المواسم ولا نغتنمها في طاعة الله؛ لذا علينا المبادرة بالتوبة والإنابة قبل رمضان حتى نفوز في رمضان.
    شروط التوبة
    أفضل أوقات التوبة: أن يتوب المرء وهو صحيح قبل نزول المرض، وأن يتوب وهو شاب قبل نزول المشيب، وللتوبة شروط يجب

    الالتزام بها، قال الإمام النووي في رياض الصالحين: قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط، أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً، فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
    وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه، رده
    إليه، وإن كان حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كان غيبة استحله منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
    ويقال إن تعذر مصارحة من اغتابهم فيجب الإكثار من الدعاء والاستغفار لهم.
    صلاة التوبة


    عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي –أي ركعتين – ثم يستغفر الله إلا غفر له" ثم قرأ هذه الآية: }وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا ْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{.
    لكن علينا مهما كثرت ذنوبنا أن لا نيأس من رحمة الله، قال تعالى:} قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ{.
    فوائد التوبة:
    يقول صاحب كتاب "جبال الذنوب وسيد الغفران" إن للتوبة فوائد، منها:


    - التوبة من أهم الدعائم الخلقية، فكل تأخير فيها هو انحلال في الشخصية الإسلامية، ولهذا قال الكاتب الهولندي (فرانز ستال) في مقال له نشر في "المجلة الإسلامية" التي تصدرها الجمعية الإسلامية في "ووكنج بانجلترا": إن التوبة في
    الإسلام هي وسيلة تغيير الأفراد أنفسهم، وهي سلاح خلقي عظيم، ففيها الندم والتغير والتحول.
    - احترام الذات، فمن أجمل فوائد التوبة: أن يحترم الإنسان ذاته وكيانه بعد ما كان يحتقرها ويكرهها في المعصية.

    - التركيز في العمل والرقة في القلب، حيث أخبر ابن الجوزي أن التوبة توجب على التائب المحبة والرقة واللطف وشكر الله وحمده والرضا عنه.
    - تبديل السيئات، حيث تجب التوبة ما قبلها من السيئات، ويكون المرء دائماً كما ولدته أمه طاهراً نقياً بعد إعلانه التوبة الصادقة، قال تعالى:}إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا{.

    الحذر من تسويف التوبة
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،
    حتى تطلع الشمس من مغربه".
    لكن الكثير من الناس يعلم بخطئه ويعرف أن عليه التغيير، لكنه واقع في التأجيل والتسويف، أو واهم بأنه غير قادر على
    التغيير، ومنهم من يدعو بأن يهديه الله دون أن يسعى قدماً إلى تعجيل التوبة، وكثيراً ما نسمع عن أناس تابوا بسبب وفاة قريب لهم أو إصابتهم بحادث، ولكن ماذا لو كانوا هم الميتين أو أدى بهم الحادث إلى الموت؟ من يضمن العيش ولو لثانية واحدة، الفرصة واحدة.. والأمر لا يحتمل التأجيل أو المخاطرة.
    إن باب التوبة مفتوح ما لم تبلغ الروح الحلقوم، وما لم تطلع الشمس من مغربها، روى الترمذي عن ابن عمر ـ رضي الله

    عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر".
    ولكن من يدري متى تبلغ الروح الحلقوم.. ومتى تطلع الشمس من مغربها؟ وكـل يــــوم يأتي هو فرصة لمن كان على قيد
    الحياة، فهذه الأيام لا تتعاقب بلا نهاية، بل لكل إنسان منها عدد محدود، يبدأ يوم ولادته، وينتهي يوم وفاته.
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم : "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل
    شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك".
    ففي هذا الحـديـث: أن الزمن سريع الزوال، والدنيا فرص، إذا لم يغتنمها صاحبها فاتت وذهبت، فالشباب لا بد يأتي بعده
    الهرم، والحياة يأتي بعدها الموت.
    إن من يتفكر في ذلك يبتعد عن التسويف الذي يقع فيه كثير من الناس عندما يَعِدون أنفسهم بالتوبة عدة مرات، ويـقــولون:

    غداً غداً، فيجيء الغد ويصير يوماً، ويصير اليوم من بعد ذلك أمساً، وهم على حالهم، غرهم الشباب والصحة، فنسوا ما بهم من خطايا حتى فاجأهم الموت في وقت لم يتوقعوه، ففاتتهم فرصة التوبة والإنابة.
    هل التوبة لمن ارتكب السوء فقط؟
    لا تقتصر التوبة على التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن البعض، بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها، قال الله
    تعالى:}كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *وَبِالْأَسْحَا ِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ {من أي شيء يستغفرون، من قيامهم الليل؟ وهل في ذلك من ذنب، إنه حال الخائفين الذين يقضون ليلهم في صلاة لكن يخشون التقصير فيستغفرون لتقصيرهم، فسيتغفر أحدهم من الأعمال الصالحة حيث إنها لابد فيها من خلل، فليست التوبة - إذن - من منازل العصاة والمخلِّطين فحسب كما يظن كثير من الناس فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو سيد الطائعين وإمام العابدين ـ: "يا أيها الناس توبوا إلى

    الله،فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة" [رواه مسلم].
    قال تعالى: }وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{.

    ولا يخفى أن التوبة التي أمر الله بها المؤمنين ليست توبة الإسلام والإيمان؛ فهم مسلمون مؤمنون، ولكنها توبة الإحسان التي تجدد إسلامهم، وتقوي إيمانهم، وتصلح ما فسد من أعمالهم، وتقوِّم ما اعوج من تصرفاتهم.
    من فضائل رمضان
    إن رمضان فرصة نادرة ثمينة فيها الرحمة والمغفرة، أبواب الجنة مفتحة لا يغلق منها باب، وأبواب النار مغلقة لا يفتح منها
    باب، ولله عز وجل عتقاءُ من النار، وذلك كل ليلة، فمن لم تنله رحمة الله مع كل هذه الأمور فمتى تناله إذن؟ ومن لم يكن أهلاً للمغفرة في هذا الموسم فمتى يتأهل لها؟

    إن الملائكة تطلب من الله للصائمين ستر الذنوب ومحوها , كما روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الصوام: "وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا".. والملائكة خلق أطهار كرام جديرون بأن يقبل الله دعاءهم، ويغفر لمن استغفروا له, والعباد خطاؤون محتاجون إلى التوبة والمغفرة، كما في الحديث القدسي الصحيح, يقول الله تعالى : "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم".. وبهذا يجتمع للمؤمن استغفاره لنفسه واستغفار الملائكة له.
    ومع أن شهر رمضان شهر التوبة والغفران، لكن هذا لا يعني أن التوبة مقصورة عليه محصورة فيه، بل إن أبواب التوبة مفتوحة
    على مصاريعها في كل شهور العام.
    يقول الله تعالى في الحديث القدسي عن أنس بن مالك عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه

    وسلم يقول: قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لــــك على ما كان منك، ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة".
    التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

    إن الـتـأســي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض واجب، وكل مسلم مأمور أن يدرس هذه السيرة بنيّة التأسي والإتباع، قال الله تعالى: }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{.

    وإذا علم المسلم أن النبي نفسه ـ وهو المعصوم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ـ قد أُمر بالتوبة والاستغفار في عدة آيات، آخرها عند فتح مكة لما قال الله تعالى له:}إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً *
    فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{.
    فكيف هو حالنا نحن الجاهلون بمصيرنا؟ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "يا أيها الناس: تــوبــوا إلى الله
    واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مئة مرة".




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    التأهيل النفسي للطفل لصيام رمضان
    حبيبة أوغانيم

    (7)


    يحتاج الآباء إلى زاد ثقافي وإيماني لمساعدة من سيصوم لأول مرة من أبنائهم، وقد تختلف سبل الأسر في هذه المساعدة تبعا لاختلاف مستوى الوعي واختلاف العادات والتقاليد في كل بلد. وتبقى للتأهيل النفسي أهمية بالغة لابد للمربين أن يعلموا أهميته وكيفية القيام به من أجل صيام ناجح لأطفالهم.
    ويؤكد الدكتور لطفي الحضري اختصاصي مغربي في علم النفس التواصلي هذه الأهمية بقوله: "تتجلى أهمية التأهيل

    النفسي "الرمضاني" للطفل في وضع أسس سليمة من الحوار يحس فيه الطفل أنه عنصر فعال ومحترم، وأن له دورا وحق الاختيار.
    ويتم ذلك بترغيبه في الصيام باستعمال لفظ المحبة والحب، لأنها ألفاظ تشد الطفل إلى كل شيء يرغب فيه الآباء عن طريق التقمص إذ يعلل الآباء حبهم للصيام بحب الله ليقتدي بهم الابن على هذا المنوال".
    ويوضح لطفي الحضري للوالدين أن تبيان أهمية التكليف بالصيام للطفل يتطلب نوعين من الحوار، أولهما يبين أن الصيام تكليف، وعليه فإن الذي يصوم يحس بنوع من الإعياء، فالصيام فيه مشقة.

    وثانيهما أن الصيام بمشقته يروض النفس على الصبر، وربط الصبر بالعمل وخاصة الدراسي منه.
    ويقدم " لطفي الحضري" تحليلا لكل نقطة على حدة، لتتجلى بصورة أوضح أهمية التأهيل النفسي:
    النقطة الأولى: إن ترغيب الطفل في الصيام أساسي لكي يحس بالتقرب العاطفي والإحساس بالرضى من قبل الله ومن قبل الأبوين، إذ العنصر العاطفي مهم جدا في تنمية الطفل بشكل سوي من الناحية النفسية، فالعلاقة العاطفية أدوم وأبقى.
    وبما أن الطفل قبل سن 14 لا يستطيع فهم وجود الله من الناحية العقلية (والدليل على ذلك نوع الأسئلة التي يطرحها حول

    ذات وصفات الله)، لأن التكوين العقلي للطفل لم يصل بعد إلى درجة كبيرة من "عملية التجريد المعرفي" ليفهم وجود الله دون أن يراه ويلمسه.
    فالعلاقة العاطفية والإحساس الوجداني هما السمتان الأساسيتان اللتان تمكنان الطفل من أن يرتبط "ذهنه" بفكرة الله وطاعته.
    كما أن الطفل في واقع الأمر يصوم لأن والديه يصومان،(عملية التقمص) فمحبة الله تمر عن طريق محبة الوالدين، فالعملية الفكرية عند الطفل تقوم على الأساس التالي: "إني أحب أبوي وأبواي يحبان الله، فأبواي يصومان إذن فأنا أصوم لأني أحب

    أبوي فأنا أحب الله".
    وينصح الدكتور لطفي الحضري الآباء بالحرص على سلامة العلاقة العاطفية ونضجها لأنها بنظره تكًون "الشخصية القاعدية"
    التي تجعل منا ونحن كبارا نهفو لطاعة الله. رغم ما قد يتخلل تطورنا من ارتكاب عديد من المعاصي. فالشخصية القاعدية تجر العبد للرجوع إلى الله والعودة إلى محبته وطاعته.
    أما النقطة الثانية: فهي تساعد على تطبيق مفهوم الترغيب بطريقة إيجابية دون تفريط أو إفراط، وحتى لا تنتج سلوكا سلبيا، إذ بدل من دفع الطفل لمحبة الصيام نخلق فيه نوعا من الخوف والتوجس.

    ويركز الاختصاصي النفسي على أن محبة الطفل للآباء تدفعه للقيام بأي عمل يطلبه هؤلاء، إلا أنه ينصح الوالدين بتوضيح معنى الصيام للطفل على أساس التكليف والمشقة، وأن لله عز وجل يقبل من الطفل أن يحس بالإعياء وأن يتكلم عنه. وأن
    محبة الآباء ومحبة الله للطفل تبقى كما هي، صام الطفل أم لم يصم قبل البلوغ، وعند البلوغ فالله يقبل الصيام حتى وإن أحس وقر الإعياء والمشقة.
    وأكد الحضري أن هذا التوضيح يكون وقاية للطفل من الإحساس بالنقص وأنه ليس في المستوى المطلوب حينما لا يستطيع القيام بما يرغب فيه والداه.

    ويخلص لطفي الحضري إلى أن التأهيل النفسي يفتح المجال أمام الطفل ليحس باطمئنان داخلي، ويوفر عنه سوء استعمال "عملية المحبة" و"عملية الصيام" و"عملية التكليف". وهذا يرفع عن الطفل كبت أحاسيسه وأفكاره، فيخرجها للآباء
    وتصبح شيئا عاديا وبسيطا، بدل أن يكون هذا الكبت عقدا نفسية تضر بالنمو العاطفي للطفل. وتضر بتكوين "الشخصية القاعدية" التي تشكل أساس التمثل الاجتماعي.
    وينبغي ربط التأهيل النفسي لرمضان بمكونات الحياة الاجتماعية، وهي فكرة شمولية الإسلام حتى لا يبقى رمضان منفصلا عن الحياة الاجتماعية. فتبيان أهمية التكليف للأبناء، وكيف أن التكليف عملية تربوية تساعدنا على الترويض النفسي، وتربينا

    على التحمل والصبر، وأن الحياة تتطلب منا شيئا من الصبر، فالصبر على الصيام يعلمنا كيف نصبر على تحمل التمارين المدرسية، وسهر الليالي للحفظ. فكل هذا مرتبط بشخصية واحدة، فالطفل الذي يستطيع الصبر على الصيام يستطيع الصبر على الدراسة وعلى تحمل مشاكل الحياة.
    ويوجه الاختصاصي النفسي الآباء إلى التركيز على لفظ الصبر والقدرة والإرادة لأنها تدفع عقل الطفل، وخاصة المراكز
    المهيمنة على الذاكرة، إلى حفظ هذه الألفاظ في علاقتها مع الصيام والحياة العملية. وهذا يساعده وهو ينمو ويكبر، على استخراج تلك الألفاظ لتؤثر على سلوكه الرمضاني وسلوكه اليومي بطريقة إيجابية ودون عناء يذكر. فذهنه المملوء بألفاظ دينية إيجابية تسيطر على شخصيته كلها. وهكذا كلما كانت "الشخصية القاعدية" مبنية على تصور صحيح للإسلام كلما نما الطفل وتطور الراشد بعيدا عن الصراعات النفسية حول فلسفة الإسلام وتطبيق شرائعه.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    هكذا يكون مزاجه في رمضان
    د. سلام نجم الدين الشرابي

    (8)


    قالت: لا أعرف كيف فعلت ذلك، أعلم أني أخطأت خطأً كبيراً بما ارتكبته، لكن غضبه وعصبيته التي ترافق صيامه أفقدتني صوابي، فقذفت بالسيجارة إلى فمه ليهدأ..!
    في بعض البيوت تزداد المشاحنات والمشاكل بين الأزواج في ساعات الصيام على الرغم مما يضفيه رمضان من سكينة ورضا في النفس.. إلا أن بعض الذين اعتادوا التدخين أو شرب المنبهات بكثرة من قهوة أو شاي غالباً ما يكونون سيئي المزاج أثناء فترة الصيام حيث إنهم وصلوا لمرحلة الإدمان، فالمدخن الذي يواظب على التدخين يوميا ولمدة طويلة يكون في الحقيقة مدمنا على التبغ، يقول الدكتور "محمد كمال الشريف": عندما ينقطع شارب التبغ عن التدخين لبضع ساعات يبدأ يعاني من

    أعراض الحرمان منه حيث اعتادت عليه خلايا دماغه، فيشعر بالعصبية وسرعة الغضب والتململ والصداع، وضعف التركيز وانخفاض المزاج، والقلق وضعف الذاكرة، واضطراب النوم، وهذه الأعراض ناجمة عن الإدمان على التبغ، وليست ناتجة عن الصيام بحد ذاته، فالشخص الطبيعي الذي لم يدمن شيئا لا يمر بها إن صام.
    كما أن هناك إدمانا آخر شائعا بين الناس يتسبب في عصبية بعض الصائمين، وهو الإدمان على الكافيين، وهي المادة


    المنبِّهة في القهوة والشاي والكولا، والانقطاع المفاجئ عن الكافيين يتسبب - إن طالت ساعاته - بشعور المدمن بالكسل والنعاس، وفقْد الرغبة في العمل، وبالعصبية وانخفاض المزاج، وإذا بلغ الانقطاع عن الكافايين عند المدمن عليه ثماني
    عشرة ساعة أو أكثر فقد يصيبه صداع يشمل رأسه كله، ويتميز بأن الألم فيه نابض يشتد مع كل ضربة من ضربات القلب، لذا ينصح الدكتور محمد كمال الشريف من أدمن على الكافيين أن يخفف تناوله للقهوة والشاي والكولا تخفيفا تدريجيا قبل رمضان، وذلك استعدادا للصيام، وعليه أن يتناول شيئا منها عند السحور، حتى لا يعاني من أعراض الحرمان منها أثناء الصيام.

    السهر
    كما يتأثر المزاج نتيجة السهر أمام شاشات التلفاز لمتابعة البرامج التي تتنافس في عرضها الفضائيات في هذا الشهر الكريم
    مما يقلل ساعات الراحة والنوم وبالتالي فهي لا تكفي الإنسان لكي يستعيد نشاطه، فيأتي عليه النهار بمسؤولياته وقد أهلكه الإرهاق، وتكون ساعات النهار بالنسبة له شاقة ومزعجة، وذلك نتيجة نقص النوم، وليس نتيجة للصيام.
    وقد خلق الله النهار لننشط فيه ونبتغي من فضل الله، وخلق الليل لنسكن فيه، والنوم نعمة من نعم الله علينا، فيه راحة لجهازنا العصبي، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)، لكن الله

    أثنى على المتقين بأنهم كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون، قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ *) والسهر هنا يختلف عن السهر
    الذي نتحدث عنه، فهذا السهر الذي فيه قيام الليل والتهجد في الأسحار يتسبب في اعتدال وتحسن في مزاج القائمين والمتهجدين، حيث كشفت دراسات الأطباء النفسيين في السنين الأخيرة أن حرمان المريض المصاب بالاكتئاب النفسي من النوم في النصف الثاني من الليل له فعل عجيب في تخفيف اكتئابه النفسي وتحسين مزاجه حتى لو كان من الحالات التي لم تنفع فيها الأدوية المضادة للاكتئاب.

    ترك السحور
    يتسبب أحياناً الجوع والعطش في التأثير على مزاج الصائم، ويمكن تجاوز ذلك بتعجيل الفطور والحرص على تناول وجبة
    السحور، حيث نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تأخير الفطر من جهة، فقال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر".
    وحثنا على السحور من جهة أخرى فقال: "تسحروا فإن في السحور بركة" فالسحور يجلب المزيد من الثواب؛ لأنه سنة
    النبي - صلى الله عليه وسلم.
    بعض ما نأكل


    ربما لا تعلم المرأة وهي تقف في المطبخ وتفكر بإعداد الفطور أو السحور أن لنوعية الطعام الذي تعده تأثيرا على مزاج زوجها، بل وجميع أفراد أسرتها إذ إن هناك علاقة وثيقة تربط نظام الغذاء عند الفرد بصحته النفسية وشعوره بالسعادة.
    تفيد الدكتورة "منى الصواف" أنّ نوعية المأكولات التي يتناولها الإنسان تساهم إلى حدٍّ كبير في تحديد مزاجه. وتنصح الجميع باعتماد نظامٍ غذائي متوازن، غير أنّها تشير إلى أنّ تناول البروتين والمواد الدهنية ليلاً قد يؤدي إلى نومٍ مضطربٍ تشوبه الكوابيس كما يولد مزاجاً معكّراً في الصباح التالي.
    وتضيف شارحة، إنّ البروتين والمواد الدهنية تحرم الدماغ من الاستفادة من مادة السيروتونين، وهي الهرمونات المسؤولة

    عن صفاء المزاج والشعور بالسعادة. وأمّا الكربوهيدرات، وهي عبارة عن النشويات الموجودة بكمية كبيرة في الخبز والمعجنات والبطاطس، بالإضافة إلى السكريات الموجودة بوجهٍ خاص في المأكولات والمشروبات التي تحتوي على السكر، فهي تساعد الدماغ على الاستفادة من مادة السيروتونين، وتساهم بالتالي في المحافظة على مزاج معتدل خلال ساعات النوم ولدى الاستيقاظ في ساعات الصباح الأولى.
    حتى لا تغضب تذكر:
    - الصيام فيه تقديم رضا الله على النفس، وتضحية بالوجود الشخصي بالامتناع عن الطعام والشراب، وبالوجود النوعي

    بالإمساك عن الشهوة الجنسية، وذلك ابتغاء وجه الله وحده، الذي لا يتقرب لغيره من الناس بمثل هذا الأسلوب من القربات، ومن هنا كان ثوابه عظيما، يوضحه ويبين علته قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"
    - الصيام يعلم قوة الإرادة ويعد الإنسان لمواجهة جميع احتمالات الحياة بحلوها ومرها وسائر متقابلاتها ليجعل منه رجلاً كاملاً
    في عقله ونفسه وجسمه،
    - الصيام الكامل يكف الإنسان عن الكذب والزور والفحش والنظر المحرم والغش وسائر المحرمات، وفي الحديث الشريف:

    "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" .
    - الصيام تدريب على الصبر، فعندما يصبر الإنسان على الصوم فإنه يصوم وهو راضٍ بهذا الصوم، غير متذمر منه وهذا الالتزام
    بالامتناع عن الطعام والشراب دون مقابل إلا ابتغاء رضوان الله يجعل البقاء دون طعام وشراب هذه الساعات الطويلة أهون بكثير مما لو كان البقاء دون أكل وشرب ناتجا عن مانع من خارج النفس.
    - الصيام فرصة ذهبية هي من نصيب من هم أسرى لعادة التدخين التي تهدد صحتهم ويمكن أن تؤدي بحياتهم.. فصيامهم يساهم في تقوية الإرادة؛ السلاح الفعال للإقلاع عن التدخين.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    أنت وأسرتك في رمضان
    د. سلام نجم الدين الشرابي

    (9)


    أسرتك، مجتمعك الصغير الذي توجك ملكة عليه، مسؤول منك في كل وقت وفي أي حال..
    وتتضاعف مسؤولياتك تجاه هذه الأسرة في شهر لا نشهده إلا مرة في السنة ولا نضمن أن نبلغه في السنة
    المقبلة "شهر رمضان" فتحتاج الأسرة منك إلى توجيهها نحو الأفضل، ودعمها في تأدية العبادة الصحيحة وأن تقدمي لها المساعدة دون يأس أو قنوت لإبعادها عن سلوكيات كثيرة تدخل الأسرة في رمضان، وللأسف أصبحت مقترنة بهذا الشهر تحديداً.
    لك دور لا يستهان به وقد تكونين أنت القدوة التي تأخذهم نحو تلك الأخطاء دون أن تشعري، فاحرصي أن

    تجنبي نفسك وأسرتك الوقوع في هذه الأخطاء، وتذكري أنك تصنعين جيل المستقبل والذين بدورهم سيكونون مسؤولين عن أجيال أخرى فيما بعد، فإن زرعت فيهم السلوكيات الصحيحة أنبتت كذلك فأورثوها أولادهم والعكس صحيح، هو حمل ثقيل عليك أن تعي عظمه
    وفيما يلي نعرض لبعض السلوكيات السيئة والأخطاء التي تقع بها بعض الأسر المسلمة في رمضان

    تبييت النية
    البعض ينسى تبييت النية للصوم، لذلك عليك أن تذكري أفراد أسرتك بأن يبيتوا النية من الليل قبل طلوع

    الفجر، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له).
    النوم نهاراً والسهر ليلاً

    يقترن هذا السلوك عند كثير من الناس بشهر رمضان الكريم، إذ ينامون النهار ويستيقظون الليل، يقول الله تعالى: (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا)، فهم بذلك لا يشعرون بحلاوة الصيام، فضلاً على أن بعضاً من الفروض قد تفوتهم كصلاة الظهر وربما العصر أيضاً، لذلك من واجبك كأم أن تنظمي أوقات أسرتك وأن تحضي الجميع على عدم السهر والخلود إلى النوم في الليل والاستيقاظ في النهار وأن يتوجه كل منهم إلى

    عمله؛ الزوج إلى العمل، والأولاد إلى المدرسة.
    مشاهدة المسلسلات والفوازير

    وغيرها من البرامج التي تتنافس الفضائيات في بثها، إذ للأسف فإن هذه الفضائيات تستقبل رمضان وتتهيأ له أكثر مما نتهيأ له نحن، إذ تعد برامجها بعناية لجذب المشاهد إليها أكثر مما نعد أبناءنا ونجذبهم إلى العبادة في رمضان.
    في المطبخ

    تقضي كثير من النساء معظم نهارها في المطبخ لإعداد الطعام، وقد لا تنتهي من ذلك إلا مع أذان المغرب وأحياناً بعده، فيضيع يومها ومن ثم شهرها بين الأواني والبهارات بعيداً عن الذكر والعبادة وقراءة القرآن وربما طلبت من ابنتها أن تعد هي الأخرى أصنافاً من الطعام بدلاً من أن تحثها على العبادة، لذلك عليك أن تعودي أسرتك على الاكتفاء بنوع أو نوعين من الطعام وأن الوقت الذي تمضيه في المطبخ أنت أحق به لتتعبدي الله.
    الإسراف في المأكولات والمشروبات
    وما ينتج عن ذلك من كسل وخمول يصيب الأسرة كلها ويؤخرهم عن تأدية واجباتهم الحياتية ويجعلهم

    يتقاعسون عن صلاة التراويح وغيرها من العبادات التي عليهم أن يؤدوها في رمضان.
    الدعاء عند الفطور

    تشوب كثير من الأسر حالة من الضوضاء عند الإفطار فتلك تأتي بطبق الشوربة والأخرى تقلي "السمبوسك" على النار وهذا يسأل عن الماء، وينسون وهم في ذلك الدعاء عند الإفطار الذي لا يرد.
    المغرب في جماعة
    كثيراً من الرجال لا يصلون المغرب في جماعة حيث تجذبهم مائدة الإفطار بتنوعها مع البرامج الجذابة المقدمة

    أثناء الإفطار عن الذهاب إلى المسجد، وهنا عليك أولاً أن تقصري المائدة على بضع تمرات وكأس من الماء، ومن ثم إعداد المائدة المناسبة عند عودة زوجك وأبنائك من الصلاة، وستكتشفين أن ذلك أفضل أيضاً من الناحية الصحية.
    زيارات

    تفضل بعض النساء قضاء ليل رمضان في زيارة الأقارب، فإذا كان هذا من باب صلة الرحم فلا بأس من ذلك على ألا تطيل الزيارة وأن تتجنب الغيبة والنميمة في مجلسها.

    ترك السحور:
    تترك بعض الأسر السحور رغم الفوائد التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه (تسحروا فإن في
    السحور بركة)، لذلك عليك الاهتمام بهذه الوجبة، وأن تسعي إلى إيقاظ أسرتك وجمعهم على مائدة السحور.
    في الحيض والنفاس

    بعض النساء والفتيات يفترن عن العبادة في الحيض أو النفاس، وهذا خطأ، إذ لابد للأم أن تفهم ابنتها أن الحيض يمنعها من الصيام والصلاة ولكن لا يمنعها من الذكر والدعاء والصدقة وقراءة القرآن ولكن دون مسه.

    مازلن صغاراً
    بعض الأمهات تمنع بناتها من الصيام بحجة أنهن صغيرات أو لا يقوين عليه، وهنا على الأم ألا تتهاون في حض
    الفتاة ومتابعتها على أداء الصوم إذا بلغت سن التكليف ومن ثم تذكيرها بقضاء ما يفوتها من أيام الصيام بعد انتهاء رمضان.
    العشر الأواخر في السوق:
    تضيع الكثير والكثير من الأسر المسلمة العشر الأواخر في التسوق، حيث تزدحم الأسواق في الأيام التي

    تسبق العيد لشراء مستلزمات العيد من ثياب وحلوى وأدوات الضيافة وغيرها، فتصطحب الأم أولادها إلى السوق ليختاروا ويقيسوا الثياب، كما تطلب من زوجها مرافقتها في ذلك، وبهذا تكون الأسرة كاملة أضاعت فرصة العبادة التي لا تتكرر إلا مرة في السنة إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله طلباً لليلة القدر، ولذا كان يعتكف في الليالي العشر الأواخر.
    تأخير صدقة الفطر:
    من الأخطاء التي تقع فيها بعض الأسر تأخير صدقة الفطر إلى أن يخرج وقتها، فاحرصي على أن تذكري زوجك
    بإخراجها قبل صلاة العيد.
    صلاة العيد

    تتهاون بعض النساء في الخروج وأولادها إلى صلاة العيد رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب النساء والرجال بحضور هذه الصلاة حتى الحيض وذوات الخدور.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    حدثي صغيرك عن رمضان
    د. سلام نجم الدين الشرابي

    (10)


    نعم هو صغير.. ليس في سن التكليف.. لكنه يعيش ويكبر في كنف أسرة مسلمة.. ينتعش بأنفاسها.. ينعم في سكينة إيمانها، فدعيه يعش إحساسها بشهر رمضان..
    أخبريه إن سألك لماذا تغيير موعد الغذاء، ولماذا نستيقظ ليلاً لنتناول العشاء، ولماذا لا تعدين وجبة الإفطار كما هي عادتك كل صباح..
    وإن لم يسأل حدثيه أنت عن رمضان، من المهم أن تشكلي وعيه الديني في هذه السن الصغيرة.
    ادخلي عالمه الصغير وأخبريه عن فرحك والأسرة بقدوم شهر تنتظره الأمة الإسلامية بفارغ الصبر لتغسل فيه

    ذنوبها وتتقرب فيه إلى الله وتنشد الجنة أملاً..
    حدثيه عن فضل هذا الشهر الكريم وأبواب الجنة التي تفتح للتائبين العابدين، وأنه فرصة ليزيد المؤمن
    حسناته.
    أخبريه بلغته عن معاني رمضان؛ الصوم، العبادة، الصلاة، الترتيل، الذكر الإحساس بالآخرين، التكافل، الدعاء،
    التقرب من الله في كل ما نفعل.
    أخبريه أن كل عمل من الأعمال الخيرية التي يقوم بها مبتغياً وجه الله تعالى دونما رياء أو كبر له أجره

    المضاعف الذي يصل إلى 70 ضعفاً.
    ومن المفترض قبل ذلك كله أنك حدثته سابقاً عن الجنة والنار وعما يمكن أن يجد في كل منها.

    اربطي صغيرك بخالقه، عرفيه بسير السلف بدءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه التابعين، أخبريه، قصي له سيرهم، اجعليها قصة قبل النوم، فالأطفال أكثر ما يتعلمون عن طريق القصص.
    رغبيه في كتاب الله عز وجل تلاوة وحفظاً وتعلماً وتدبراً، رددي معه قراءة آيات صغيرة من القرآن الكريم كل يوم، لتجديه قد حفظها مع نهاية الشهر.

    عليك تدريب صغيرك على الطاعة منذ نعومة أظفاره، عوديه على الصيام بأن يصوم أول الأمر بعض النهار ويفطر بعضه، ثم يصوم بعض الأيام ويفطر أخرى على قدر تحمله ولنا في السلف الصالح أسوة، فعن الربيع بنت معوذ قالت: "ونصوم صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم إياه حتى يكون عند الإفطار وقد ثبت أن رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة، حيث دلت الدراسات والأبحاث الميدانية الحديثة التي أجريت على مجموعات من الأطفال الذين يصومون شهر رمضان أن نموهم النفسي والبدني أحسن بكثير من

    غيرهم، وأنهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية.
    فدعيه إذاً يشارككم الاستمتاع بعبادة الصوم وإن قال العلماء: إنه ليس بواجب، ولكن ليتمرن الطفل عليه،
    وقاسوه على الصلاة، والأمر بها: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر"
    تدرجي معه في الصوم عدة ساعات من النهار وهكذا، كافئيه عن كل يوم يصومه، وعوديه من الآن أن
    يشارككم نظامكم في هذا الشهر، فيجلس معكم إلى مائدة الإفطار ليسمع الدعاء ويشارك الكبار فرحتهم.
    فإن وجدته جائعاً أخبريه عن أطفال يجوعون ولا يفطرون وأنه على الأقل سيأتي الوقت الذي يفطر به ما لذ له

    وطاب ولكن ماذا عن هؤلاء الأطفال الذين لا يجدون لقمة تسد رمقهم.
    حدثيه عن نعمة الأمان التي يعيشها وأخبريه عن أطفال فلسطين الذين يعانون الظلم والقسوة والجوع أيضاً،
    واطلبي منه الدعاء لهم، كما كان سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يسأل الأطفال الدعاء له عله يستجاب.
    شهر رمضان محضن تربوي عظيم لأطفالنا لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني التربوية، لذا احرصي أن تعلميه فيه الكثير من المعاني والأخلاقيات الإسلامية؛ علميه معاني

    الصوم السامية لترسخ في نفسه أسس الرحمة والعطف على الضعيف والفقير، عرفيه بحقوق الوالدين وحقوق المسلم على أخيه وحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء والمعلمين.
    حببي إليه الصدق، العفو، الإحسان، البر، قضاء الحوائج، الإيثار، والكرم، وحذريه من الكذب، السرقة، العقوق، الظلم الحسد، والغيبة والنميمة.
    علميه شيئاً من السنة والأذكار النبوية كأن يقول بسم الله قبل بدء الطعام، والحمد لله عند الانتهاء منه، ويردد مع الأذان ويقول الدعاء بعده، وكذلك أذكار النوم والاستيقاظ ودخول المنزل والخروج منه

    حببيه بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونشئيه على شريعته العطرة وأخلاقه الحسنة وعلميه الصلاة عليه كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم.
    عرفيه أركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).
    وأركان الإسلام الخمسة (الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه
    سبيلاً).
    لقني طفلك كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وأخبريه أن الله يراه ويسمعه، ويعلم كل تصرفاته.

    أيقظيه ليلاً ليشارككم طعام السحور، وإن كان صبياً دعيه يرافق أباه إلى صلاة الفجر في المسجد.
    دعيه يشاهدك وأنت تؤدين العبادات وأخبريه عنها، علميه بعض الأذكار وردديها معه.

    ارفعي صوتك قليلاً وأنت تتلين القرآن ليسمع ما تقرئين، فالطفل في هذه السن يرغب بتقليد الكبار، فاجعلي نظامك كله في رمضان عبادة ليتشرب ذلك في فكره وعاداته وذاكرته.
    لا تتركيه فريسة للتلفزيون وإن كان فاختاري له القنوات الدينية التي يمكن الثقة فيما تقدمه كقناة المجد للأطفال.


    ولنتذكر معاً أن نعمة الأولاد مسؤولية وأمانة، يسأل عنها الوالدان يوم القيامة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته".

    وقال ابن القيم رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم إياهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً.
    وللأسف إن كثيراً من الآباء يشتكون أن أبناءهم يفطرون في رمضان أو يدخنون في نهاره، وللأسف هذه
    النماذج موجودة في مجتمعنا المسلم، وما هي إلا محصلة لتقصير الآباء في غرس معاني حب شهر رمضان العظيم في نفوس أبنائهم وهم صغار..





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    بين العبادة والدراسة.. هكذا يكون وقتك في رمضان
    د. سلام نجم الدين الشرابي

    (11)


    كثيرات هن اللاتي يتمنين أن يمضين رمضان في بيوتهن بعيداً عن الدوام المدرسي والواجبات البيتية، وربما تكونين أنت منهن، إذ تشكو البعض من عدم التركيز مع المعلمة أثناء شرح الدرس وتتحدث أخرى عن عدم
    الإمكانية في التوفيق بين تأدية العبادات في رمضان وتأدية الواجبات المدرسية، وأخريات يذهبن إلى الدوام المدرسي وهن شبه نائمات وأشياء أخرى عديدة.
    فأين تكمن المشكلة وهل الحل في تعطيل الدراسة في رمضان؟..
    تقوم بعض الدول بتعطيل الدراسة في رمضان حتى يتمكن الطلاب والمدرسين للتفرغ إلى العبادة، ودول

    أخرى تقوم على الموازنة بين متطلبات الدراسة وطبيعة الشهر فتعمل على تقليص الدوام وتقليل الواجبات المدرسية، بينما لا يختلف الدوام في هذا الشهر عن غيره من الشهور في عدد من الدول الإسلامية.
    بعض الفتيات وللأسف كذلك بعض الأمهات تطلب من بناتها الإفطار في رمضان خوفاً من أن يشق عليهم الصيام مع الدراسة وهذا خطأ كبير لأن الدراسة أو المذاكرة ليست عذرًا يبيح الإفطار، وهي ليست شيئاً شاقاً يمنع من الصيام، فالإفطار في رمضان إنما يباح للمسافر ويباح للمريض ويباح لكبير السن الذي لا يستطيع الصيام ويباح للحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو على ولديهما، أما الإفطار لأجل المذاكرة أو لأجل

    الدراسة أو الامتحانات خطأ كبير، لأن المجهود الذهني مسموح به والاستذكار غير مجهد، فعلى المسلم أن يصوم مادام مقيمًا صحيحًا فإنه يجب عليه الصيام ولو كان يشتغل بأي عمل من الأعمال، لأن الأعمال ليست عذرًا في الإفطار ومازال المسلمون يعملون منذ فرض الله الصيام ويصومون وما كانوا يتركون الصيام من أجل العمل.
    ومن الفتيات من تتغيب عن المدرسة في أيام رمضان وذلك خطأ أيضاً، فرمضان لا يمنع من العمل والإنجاز، وليس شهر الكسل وفيما يلي نقدم لك بعض النصائح التي من شأنها بإذن الله أن تساعدك على التوفيق بين

    تأدية الصيام والعبادات المختلفة في رمضان والقيام بالواجبات المدرسية على أحسن صورة:
    - يجب أولاً أن تكوني قد اعتدت الصيام منذ كنت صغيرة حتى لا تجدي صعوبة في أداء هذه العبادة الآن.

    - يجب أن تستشعري عبادة الصوم حتى تشعري بلذة العبادة وعظم الأجر.
    - عليك باستغلال هذا الشهر بالتقرب إلى الله والعبادة، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة

    عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك...».
    - تذكري أن أجر الصيام لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما بالتحلي بالأخلاق الحسنة وترك
    النميمة والغيبة فاحذري من الأحاديث الجانبية بينك وبين صديقاتك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فيقل: إني امرؤ صائم) فإن صمت، فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء. فاحرصي على ذلك وأنت تجالسين صديقاتك في المدرسة أو إخوتك في البيت.

    - تنظيم الوقت في شهر رمضان الكريم يمنحك فرصة للتقرب إلى الله والعبادة، وكذلك يمنحك فرصة أكبر للدراسة، إذ إن الطالبة الذي تنظم وقتها تجد مجالاً كبيرًا للعبادة، ووقتاً كافياً للدراسة، فلا تؤثر العبادة على تحصيلها العلمي.
    - اجعلي جزءا من ساعات الصباح الأولى قبل الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة للعبادة وللطاعات والصلاة
    وقراءة القرآن وجزء آخر للدراسة.
    - دربي نفسك على تقسيم وقتك في شهر رمضان ويمكنك اتباع هذا البرنامج:

    قومي بالدراسة فور عودتك من المدرسة بدلاً من النوم.
    ادخلي إلى المطبخ لمساعدة أمك في إعداد طعام الفطور، لأن رضا أمك عليك يزيد من رضا الله عليك في هذا
    الشهر الفضيل ولا تنسي احتساب الأجر في إعداد إفطار الصائمين.
    قبل الإفطار بساعة ابدئي بقراءة القرآن ثم توجهي إلى الله بالدعاء.

    عودي بعد الإفطار إلى مواصلة دراستك في الفترة ما بعد صلاة المغرب إلى موعد أذان العشاء.
    بعد أذان العشاء صلي العشاء والتراويح واقرئي القرآن ثم ارتاحي قليلاً.

    يمكنك بعدها متابعة بعض البرامج الدينية المفيدة أو القيام بالزيارات للأقارب مبتغية أجر صلة الرحم في هذا الشهر الكريم.
    اخلدي إلى النوم باكراً وابتعدي عن السهر الذي يأخذ لب كثير من الفتيات، فيذهبن متعبات نائمات إلى المدرسة غير قادرات على استيعاب دروسهن وبالتالي يتأثر يومهن كله.
    استيقظي قبل موعد أذان الفجر للسحور وراعي عدم تناول المخللات والموالح لأنها تسبب العطش في اليوم التالي، ويفضل تناول كميات قليلة ومتكررة من السوائل وبخاصة عصائر الفاكهة مع الماء لتعويض الحرمان

    منها طيلة اليوم.
    بعد السحور صلي الفجر ثم اقرئي ما تيسر لك من القرآن والتهجد والدعاء إلى الله، حتى فترة ما قبل الذهاب
    إلى المدرسة ومن ثم استعدي للذهاب.
    وحتى تستطيعي التوفيق بين العبادة الدراسة تجنبي ما أمكنك

    السهر ليلاً والنوم نهاراً.
    تمضية وقتك أمام شاشة التلفاز ومتابعة البرامج الترفيهية والمسلسلات.

    وتذكري أنك باستطاعتك أن تزيدي من فعالية استخدامك لوقتك وأنك الشخص الوحيد الذي يملك ذلك.
    كلي هذا ولا تأكلي ذاك

    تقول الدكتورة هدى عبد الوهاب أخصائية في التأمين الصحي إن هناك بعض العادات الغذائية الصحيحة التي يمكن أن تتبعها طالبات المدرسة أو الجامعة في تغذيتهم خلال شهر رمضان ليزداد تركيزهن ودرجة استيعابهن للمقررات الدراسية، كما أن صيامهن سيكون أسهل:
    تناول الفول والفلافل مع إضافة عصير الليمون الذي يساعد على امتصاص الحديد الموجود في البقول، ويكون


    ذلك مع الخبز والخضراوات.
    تناول البازلاء الخضراء مع كوب من عصير البرتقال أو الليمون ليساعد على امتصاص كمية الحديد الموجودة
    في البازلاء
    إضافة البصل وقطع من الثوم وعصير الليمون والخل على طبق السلطة.

    الامتناع عن شرب الشاي بعد الأكل مباشرة أو معه لأن ذلك يؤدي إلى عدم امتصاص الحديد الموجود بالطعام، فتصاب الطالبة بالأنيميا وفقر الدم.

    تجنب إضافة الشطة أو تناول المخللات بكثرة لأنها تلهب الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمي، فتزيد من إفراز الأحماض به وتؤدي إلى حدوث قرح المعدة بعد الأكل.
    الابتعاد عن شرب المياه الغازية أثناء تناول الطعام لأنها تؤدي إلى عسر الهضم لتفاعل كربونات الصوديوم الموجودة في المياه الغازية مع حمض الهيدوكلوريك الموجود في المعدة.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    رفقاً بأنفسكم فإنه رمضان
    حياة با أخضر

    (12)


    كان السلف - رحمهم الله- يتشوقون للعبادات ويتحرون أوقاتها وأيضاً كانوا يخافون من عدم قبولها، لذا كان من المأثور عنهم أنهم يسألون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يسألونه بقية العام أن يتقبله منهم مع ما
    يقومون به من عبادات طوال العام وذلك لما لرمضان من منزلة إيمانية بل من فاصل بين الإسلام والكفر فهو ركن من أركان الإسلام لذا فله هيبته وقدسيته وفضله عامة وأواخره خاصة حيث نترقب فيها ليلة القدر.

    ويتميز رمضان بندرته فهو لا يأتي إلا مرة واحدة في العام ومع كل ما سبق نجد أنفسنا نعيش عالماً يموج بالغرابة والوقاحة والحماقة وتغييب العقل وموت القلب ونسيان حقيقة الذات البشرية بل نسيان الكثير من

    صفات الله تعالى وتغييب الإيمان التام بوجوده في حياتنا لذا نرى سباقاً محموماً وتنافساً ممقوتاً بين مختلف وسائل الإعلام خاصة المرئية منها للاستعداد لهذا الشهر العظيم بكل ما يدمر قدسيته وقبوله وآثاره فقبل
    رمضان تمتد الاستعدادات لشهور طويلة لإنتاج نيازك شيطانية ترجم الإيمان وقد تصيبه في مقتل من خلال المسلسلات - بكسر السين الثانية من السلسلة- التي تمتد لثلاثين حلقة والبرامج الحوارية الفنية والجلسات
    الغنائية واللقاءات مع أرباب شياطين الغناء والتمثيل والمسابقات التي تفتك بالأوقات والأموال والعقول.
    وبرامج الأطفال التي تقتل كل غال من الطهارة والبراءة، والإعلانات التي تعين على ترهل الأبدان والعقول

    وتجعل الشهر الكريم خاصاً بالملذات وغير ذلك من أمور تنفق عليها المليارات وتعبأ لها الإعلانات وتجند لها الجيوش من مرتزقة الدنيا وعبّادها وصدق فيهم قوله تعالى: (وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ
    لِلْعُسْرَى)
    يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيرها، وأما من بخل.. أي بما أمر به ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب
    لله واستغنى عن الله فترك عبوديته جانباً ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها الذي لا نجاة لها ولا فوز ولا فلاح إلا بأن يكون محبوبها ومعبودها الذي تقصده وتتوجه إليه وكذب بالحسنى أي بما أوجب الله على

    العباد من التصديق به من العقائد الحسنة فسنيسره للعسرى أي للحالة العسرة والخصال الذميمة بأن يكون ميسراً للشر أينما كان ومقيضاً له أفعال المعاصي.

    وهم في سعيهم بل بمعنى أدق في تنافسهم الشيطاني لا يفترون ولا يملون بل نجد عندهم قوة شيطانية تجعلهم يستمرون لساعات طويلة في التخطيط والتفيذ والتدريب فصدق فيهم أيضاً قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا
    أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا).
    وهذا من عقوبة الكافرين أنهم لما لم يعتصموا بالله ويتمسكوا بحبل الله بل أشركوا به ووالوا أعداءه من

    الشياطين سلطهم عليهم وقيضهم لهم فجعلت الشياطين تؤزهم إلى المعاصي أزاً وتزعجهم إلى الكفر إزعاجاً فيوسوسون لهم ويقبحون لهم الحق فيدخل حب الباطل في قلوبهم وينتشر بها فيسعى فيه سعي
    المحق في حقه فينصره بجهده ويحارب عنه ويجاهد أهل الحق في سبيل الباطل.
    تفسير السعدي ونحن نؤمن بهذا الوعد الرباني بأن الله تعالى يعد لهم عداً مع ملاحظة أننا لا نكفر المعاصي
    إلا إذا استحلها المسلم.
    تكاثر هذا السيل العارم حتى طغى فصار طوفاناً غطى البيوت والقلوب والمقاهي والشوارع والصحف

    والمجلات والشبكة العنكبوتية وكل شيء يقول تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ).
    يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله: وأعرض تعالى عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه وعمومه وفي هذه السورة
    وعيد وتهديد حيث يقول الله تعالى: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ).

    ونراهم بعد رمضان العظيم يجتمعون لمناقشة ما أنتجوه ويتحسرون على أخطائهم ويعزمون على تلافيها في
    مستقبل أعمالهم في همة وتنافس للباطل تفتقده همم أهل الحق أحياناً.
    لو كان رمضان شخصاً متحركاً ورأى كل ما تقدمه وسائل الإعلام فماذا سيقول؟

    إن هذه الوسائل والقنوات الفضائحية تضج نتنها بأموالنا وأولادنا من الجنسين وعقول رجالنا ونسائنا وهي في ذات الوقت تدوس على معتقداتنا وتستهين بديننا وترغم أنوف أجيالنا لتظل راكعة لشهوتها بدلاً من صرفها
    للبناء ونظل ندفع مقابل عفنهم الفني أموالنا وأوقاتنا وشبابنا وأعصابنا وعقولنا وقلوبنا.
    ونحن في مقابل هذا نحتاج في مقابل كل هذا إلى تربية إيمانية تربي الرقابة الذاتية في القلوب لنصل إلى
    أن نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا ونحتاج إلى إعلام قوي يقف سداً منيعاً وتكاتف للأيدي ودعاء آناء الليل وأطراف النهار نحتاج إلى الكثير والكثير جداً ولا وقت للراحة فإن أهل الباطل لم ولن يقفوا فاللهم
    أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    نقلة بعيدة للحياة الزوجية في رمضان
    وائل بن إبراهيم بركات

    (13)


    يتميز شهر رمضان، شهر الخير والبركات، بنفحاته النورانية، وروحه الندية، ومعانيه السامية، واشراقاته البهية، مما يجعل الحياة لها معنى، ويضفي على الوجود نورا، وترفرف أجنحة المحبة والسلام بين الكائنات، فيعيش الإنسان في صفاء نفسي، يدفعه إلى تغيير وتجديد حياته والصعود لأعلى درجات الأخلاق، والسلام الروحي؛ فإذا هو في سلام مع نفسه، وفي سلام مع زوجته، وفي سلام مع أسرته، وفي سلام مع مجتمعه، وفي سلام مع العالم.
    شهر رمضان فرصة ذهبية لكل زوج وزوجة للتغيير والتجديد .. فهو شهر التأمل والتساؤل، فالزوج يسأل نفسه

    كل يوم ماذا تريد زوجتي مني؟ والزوجة تسأل نفسها:ماذا يريد زوجي مني؟
    وهذا التساؤل يدفع كل منهما إلى التعرف على أخطائه، وتزكية نفسه، وتطوير ذاته في التعامل مع الآخر.
    وتزداد أهمية هذا التساؤل في شهر رمضان، شهر القرآن، فليس من المعقول أن يجمع أحدهما بين الصيام وقراءة القرآن وهو غاضب من الآخر، أو غير راض عنه، أو يرفع صوته، أو يفتعل أحداثا تافهة، أو لسانه يقطر سما وقبحا، وتكبرا واحتقارا للأخر.
    فالصيام تحرير للإنسان من العادات، وتهذيب للأخلاق والسلوك، ومعناه أسمى بذلك بكثير من حصره في تنوع

    المأكولات والمشروبات، والموائد الفاخرة، ومتابعة المسلسلات الجاهلية بكل أبعادها.
    فالصيام يرتفع بمستوى الزوج، والزوجة، وكل إنسان، فيجعله عنصر خير وسلام في المجتمع، وعنصر طمأنينة
    وسيرة حسنة، يقول صلى الله عليه وسلم:(وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط وإذا سابّه أحد أو قاتله، قال إني امرؤ صائم) متفق عليه، فيحلم الزوج ويطهر نفسه، وتبتسم الزوجة، وتستنهض روحها، ويرتفع مستواهما فيتحولا إلى عنصر رحمة وسلام ومحبة وأمن وطمأنينة، وتمتن العلاقة الزوجية، وتقوى، وتزداد صلابة، أمام أي مشاكل تحاول التسلل بينهما لتفسد حياتهما.

    وما أجمل أن يقرأ الزوج والزوجة معا كتاب الله الذي هو مصدر السعادة الكاملة التي تبعث الأمل والرضا في النفوس، وتثمر السكينة والطمأنينة، في القلوب.. ويقفون وقفات مع آياته يتدارسونها ويتأملون بها ويركزون على الآيات التي ترتبط بالحياة الزوجية.
    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ
    اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } ( النساء : 1)
    { وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا }( النساء : 21) فالزواج له ميثاقه

    وحرمته واحترامه.
    { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنّ َ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } (النساء : 19)
    فمن يقرأ هذه الآية يراجع نفسه؛ لأنه سيحاول أن يكبح غضبه وكراهيته لزوجته لأنه كما قال تعالى، قد يكون فيها خيراً كثيراً، وعليه أن يعامل زوجته بالمروءة والنبل والصبر الجميل.
    { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } (البقرة : 228)
    { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ

    يَتَفَكَّرُونَ } ( الروم : 21)
    { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} ( البقرة : 187) واللباس لا يكون لباسا إلا إذا كان ملامسا للجسم، ملاصقا
    له، يستره ويغطيه ويقيه، ويكون ناعما غير خشن، وبالتالي يرتاح في ارتدائه، ويضفي عليه جمالا ورونقا، وغيرها من الآيات.. فهذه التلاوة تساعد الإنسان في التعرف عليذاته ومحاسبة نفسه شرط التدبر فيمعاني القرآن، والتذوق بحلاوة الأحكام، والتنفيذ الفاهم لما يقرأ..
    وهكذا يحقق الزوج والزوجة أولى خطوات التجديد والتغيير نحو الأفضل { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا
    بِأَنْفُسِهِمْ }( الرعد:11) وهنا تصفو النية تجاه الآخر، وإعطاء حقه قبل المطالبة بما عليه من واجبات..
    فلنجعل من نفحات رمضان الروحية فرصة لتقوية جسور المحبة، وتجديد العهد، وإخلاص النية في بناء البيت،
    والتخلص من الآفات، ومعالجة أمراض الحياة الزوجية.






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    ماما.. لماذا نصوم رمضان
    لها أون لاين

    (14)


    يسألك طفلك الصغير عن هذا الضيف الذي يأتي فيرى تغيراً في كثير من العادات، تغيير في وقت الغذاء والعشاء.. نفحات جميلة تدخل المنزل .. تعطر جوه الساكن الرتيب بإطلالة محببة إلى قلوبنا تحمل لنا الخير والمحبة.
    ماما ما هو رمضان.. ولماذا نصوم في هذا الشهر.. سؤال قد يكرره أطفالنا الذي يودون أن يفهموا ويطلعوا
    على كل كما يدور حولهم
    سؤال إن أحسنا الإجابة عليه غرسنا في نفوس وقلوب وعقول أطفالنا حب رمضان والرغبة الجامحة في

    صيامه وقيامه..
    مسؤولية كبرى تقع على عاتقنا .. فنحن بذلك نعد صائم جديد وقائم جديد لشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن،
    شهر الصيام والذكر، شهر التوبة والغفران.
    ماذا نقول لأطفالنا حينما يسألونا عن رمضان ولماذا نصومه؟

    عينا أن نشرح لهم لماذا نمسك عن الطعام والشراب في شهر من شهور السنة؟ نجوع ونعطش رغم وجود أصناف من الطعام بين أيدينا...

    نقول لهم أننا نفعل ذلك استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى، فقد أمرنا الله بصيام رمضان، فتجب الطاعة والاستجابة لله بما أمر؛ وهو أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، ثمرة وغاية عظيمة بينها الله عز وجل من شهر الصيام بقوله:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {َ .
    فالغاية الأولى والهدف الأسمى من صيام رمضان هو إعداد القلوب للتقوى ومراقبة الله، وإعداد القلوب
    لخشية الله.
    فالصوم يجعل القلوب لينة رقيقة، يجعلها ذات شفافية وحساسية، يجعلها وجلة حية.. يوقظ القلوب، فإذا

    فسد الناس في زمن من الأزمان فإن صلاحه يبدأ بإعداد القلوب وبث حرارة الإيمان فيها، وخوف الله ومراقبته.
    نخبرهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فعن أبى هريرة رضى الله
    تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه:] قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ [
    نحدثهم عن اشتياق السلف إلى رمضان، قال معلى بن الفضل عن السلف:"كانوا يدعون الله ستة أشهر أن

    يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم".
    وقال يحي بن أبى كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى
    متقبلاً".
    نحدثهم عن ثمـار الصيـام، وأن من أعظمها تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه.

    ويقول القسطلاني رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم-: "ومنها: رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان".

    نحكي لهم عن الفقراء والمساكين الذين نشاركهم إحساسهم بالجوع والحرمان في هذا الشهر الفضيل.. وكيف أن هناك أطفال صغار يعانون الجوع دون أمل حتى بالإفطار كما هو حالنا حيث أننا نعلم أننا في ساعة محددة سنأكل ما نشتهيه ونرغبه.
    نفهمهم أن الإمساك عن الطعام والشراب في رمضان ليس هدفاً في ذاته، بل هو وسيلة لرقة القلب
    وانكساره وخشيته لله، ولذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:] مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ[ كما في البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم:] لَيْسَ الصِّيَامُ مِنْ الطَّعَامِ

    وَالشَّرَابِ إنَّمَا الصِّيَامُ مِنْ الّلغْوِ وَالرَفَث [
    نعلمهم من صغرهم أن الصيام لا يكون بالامتناع عن الطعام والشراب فحسب وإنما بصيام السمع والبصر
    واللسان من الكذب، يقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:] رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ[
    صوم الأطفال في رمضان:
    يتساءل البعض عن العمر الذي على الأهل أن يبدؤوا بحث أولادهم على الصيام يقول الشيخ محمد بن صالح

    العثيمين :" نص أهل العلم على أن الوليَّ يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم. ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم، فإنهم لا يلزمون بذلك وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون، يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان: أمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها. فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية.

    وقد ثبت عن النبي قوله: ] إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيَّته[والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام.
    ويبين الشيخ عبد العزيز بن باز أن الصِّبيان والفَتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه، وعلى أولياء
    أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم.
    وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزئهم ذلك اليوم، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم

    ذلك اليوم أجزأه ذلك، وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو المسمى العانة، أو بإنزال المني عن شهوة.
    وبالنسبة لصيام الفتاة يقول الشيخ عبد الله بن جبرين:" يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف، ويحصل البلوغ بتمام خمسة عشرة سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج، أو بإنزال المني المعروف، أو الحيض، أو الحمل، فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها ؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها

    بالصيام، وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها قلم التكليف. والله أعلم.
    هل يجب الصيام على الصغير؟

    يقول الشيخ عبد الله بن جبرين:" الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصيام، ولكن يدرب عليه بالأخص إذا قرب من البلوغ، حتى إذا بلغ سهل عليه الصيام، بخلاف ما إذا ترك حتى يبلغ، فإنه يجد منه صعوبة ومشقة.
    وقد ثبت أن الصحابة كانوا يأمرون أولادهم بصوم يوم عاشوراء لمَّا أُمروا بصيامه قالوا: فإذا قال: أريد الطعام، أعطيناه اللعبة من العهن يتسلى بها حتى تغرب الشمس.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    إلى الطالبات في رمضان!
    إبراهيم جمعة

    (15)


    لعله من الفأل الحسن أن يتزامن هذا العام الدراسي الجديد مع مطلع شهر رمضان المبارك, فكأن طلاب العلم قد اجتمعت لهم في هذا العام مدرستان مباركتان وفريضتان عظيمتان, الأولى المدرسة التي ينهلون منها العلوم والمعارف, ويؤدون فيها فريضة طلب العلم ,والثانية مدرسة الصبر والتربية والسلوك التي يؤدون فيها فريضة الصوم.
    عزيزتي الطالبة, جاء رمضان ليظلل حياتنا كلها بظلاله الوارفة وروحانيته الصافية، وأخلاقه السامية, فما أكرمه من شهر! وما أجمله من ضيف! فهذه أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النيران, أيام الأمن والأمان.

    على شرف قدومه تفتح أبواب الجنة فلا يغلق منها باب, وتغلق أبواب النار فلا يفتح منها باب, وتصفد مردة الشياطين, فلا يتمكنون من إغواء العباد."وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
    فيه ليلة القدر, خير من ألف شهر, فكم هي غالية لحظاتك يا شهر الصيام! فياليت السنة كلها رمضان!

    أيتها الصائمة، تذكري أن الله قد حرم عليكِ في نهار رمضان الأكل و الشرب وهما مباحان، لينبهك على ترك الحرام من باب أولى , فليكن صومكِ عن المحرمات قبل أن تصومي عن المباحات، وليصم سمعك، وبصرك،

    ولسانك، وكل جوارحك , فإن الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش، رب قائم ليس له من قيامه إلا النصب والتعب)).
    ألا تتألمي معي لهذه المسكينة؟ التي جاعت وعطشت، ونصبت وتعبت، ثم لم يكن لها من الأجر شيء, لأنها لم تصم عن المحرمات , فإن الله تعالى غني عن عباده وعن جوعهم وعطشهم، و إنما يريد الله من وراء صيامهم أن يحققوا التقوى له سبحانه و تعالى. ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

    بنيتي العزيزة جاء رمضان ليقوي إرادتنا ويشد عزيمتنا ويحررنا من الضعف والوهن وينفض عنا الخمول والكسل مع ذلك نرى بعض الطالبات تخطئ عن غير قصد فتظن أن الانشغال بالدراسة ومتابعة الشرح والمذاكرة يعطل عن القيام بحق الشهر الكريم من تلاوة للقرآن أو تسبيح أو تحميد أو نحوه من الطاعات, فيصبح شهر رمضان شهر كسل في الأداء وضعف في العطاء وعزوف عن متابعة الدروس والمذاكرة وكتابة الواجبات بحجة الصيام!
    فهل شرع الصيام يا عزيزتي ليعطل مسيرة الحياة؟ أم ليدفعها نحو الإتقان والتحسين ومراقبة الله؟!

    ولماذا هذا الفصل يا بنيتي بين العبادة وطلب العلم؟ وأنت تعلمين أن طلب العلم فريضة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم, وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع, كما أنك تعرفين أننا أمة العلم, وأن أول كلمة نزلت في كتاب الله تعالى " اقرأ " وأن الإسلام يعد طلب العلم عبادة من أعظم العبادات وقربة من أعظم القربات إذا كان "باسم ربك الذي خلق"
    أختي الصائمة أيام رمضان معدودة فاغتنميها بالطاعة, ولا تفرطي فيها, ولا ترضي أن يسبقكِ إلى الله أحد! لا في عبادة ولا دراسة ولا في أمر دين ولا أمر دنيا, فإن حياتنا كلها محراب كبير نتعبد فيها لله بشتى صنوف
    العبادات "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    زينتك في رمضان
    أماني داود

    (16)


    يهدى لنا الله عز وجل رمضان كل عام بزينته وأسرار جماله ونفحاته تفتح فيه أبواب الجنة, تغلق فيه أبواب النار, تصفد الشياطين, يعتق الله كل ليلة بعضا من عبيده, والزينة الكبرى وفرحة العمر هي عتق آخر ليلة، فيه تتزين الجنة لعباد الله الصائمين والصائمات.
    فيا أيتها الصائمة هل تزينتِ لجنتك؟ هيا تزيني وتجملي في رمضان! فاحرصي أن يطلع على صفاء قلبك
    ويشاهد طهارة جوارحك، واجتهدي وجاهدي أن يراك الله في كل موضع أمرك به وأن يفتقدك حيثما يكره أن يجدك.

    يا من تصومين فإن رائحة فمك أطيب عند الله من رائحة المسك، ولكي يدوم هذا العطر الجذاب لابد أن تحفظي لسانك من آفاته. يصوم لسانك عن الغيبة والنميمة, والكذب ,والشتائم , والجدال والمراء, الخوض في الباطل وأهله.
    أحكمي غلق زجاجة عطرك الفواح بذكر الله، وتعطري بتلاوة القراّن, داومي على الكلمة الطيبة أو الزمي
    الصمت, اجتهدي قول الحق ولو على نفسك, الزمي الاستغفار والدعاء والمأثور عن رسول لله صلى الله عليه وسلم.

    يا من تصومين وترتدي وتلبس بصومها لباس التقوى، وتراقب الله فلا تأكل ولا تشرب إلا كما فرض عليها الله وسن لها الرسول صلى الله عليه وسلم وتلزم المباح والمكروه دون جدال أو اختلاق أعذار.
    أيتها الصائمة لله تزيني بحجابك، وتجملي بحيائك وحسن أخلاقك، فأنت محجبة ظاهرا وباطنا. سحر جمالك رباني، بريق عينيك في غض البصر وعدم إطلاقه ليلا أو نهارا فيما حرم الله.وللحفاظ على قوامك وجمال ساقيك ونعومة أقدامك أكثري من الخطى لأماكن العبادات، وفى أعمال البر والخير والسعي في قضاء الحاجات, أسرعي لإغاثة الملهوف، وإعانة المسكين, وزيارة مريض.

    يأيتها الجميلة الصائمة نعومة يديك التي تصبو لها نفسك، وتتنافسي بها مع باقي نسل حواء نعومة ولمعان ليس له بديل بالتسبيح, بالصدقة والأجمل صدقة السر, في تقديم يد العون والتعاون والمشاركة لله، وبذل في الله في أي معروف، سواء في أهله أو غير أهله، كوني أنت من أهل المعروف فأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
    قلبك سليم، والدورة الدموية منتظمة، وتحليك دمك نقى خال من أي ذرة حقد أو حسد أو غل. بشراك خلو قلبك من أمراض القلوب المزمنة والتي تؤدي إلى موت القلوب.

    يا من تصومين يا من تحرصين على صيام شهرها، وصلاة خمسها، وطاعة زوجها، وحفظ فرجها أمامك أبواب الجنة الثمانية تدخلين من أي باب؛ فجددي النية، و أخلصي الأعمال كلها لله، تتحول العادة لعبادة، واحتسبي لله كل أعمالك.
    يا من تصومين هدية الله، لك قلادة العتق من النيران، ثمنها غال ولكنه يمكنك توفيره وتجميعه ببذل النفس
    والمال، واستعمال وقتك وجوارحك في الله ولله، باتباع آياته وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم.
    يا من صمتِ لا تقلقي إن أصابت زينتك الذنوب، واختلط بجمالك الرباني معصية أو إثم ,أهدى الله لك أقوى
    المزيلات، بادري بالتوبة وأسرعي بالاستغفار تمحو أكبر النكات السوداء، وتزيل أقوى آثار المعاصى تمحى الخطيئة، بل وتتبدل السيئة حسنة؛ إذا صدقت التوبة وصلح العمل بعدها. فهنيئا لك صلحك مع الله.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    كيف تستثمر الفتاة وقتها في رمضان (1/2)
    لها أون لاين

    (17)


    إذا كان الوقت هو الحياة، فكيف يمكن استثماره لصناعة المشروع الأكبر والأهم نحو تحقيق الغاية العظمى من هذه الحياة؛ وكي يمكن استثمار شهر رمضان الكريم من أجل حياة هنيئة في هذا الشهر أولا، ثم في الحياة كلها، وكيف تقضي البنات أوقاتهن في هذا الشهر الفضيل في الليل والنهار؟ وما النصائح التي يمكن توجيهها للفتيات من أجل حياة أجمل في رمضان، واستثمار أفضل للشهر.
    تقول نادية سمير تبلغ من العمر 25 عاما: استثمر شهر رمضان الكريم في العبادات والصلوات، فأولا أنا أنتظم في صلوات الجماعة، وأحاول المكوث في المسجد أكبر وقت، فضلا عن مساعدة والدتي في ترتيب المائدة.
    وتضيف، أحاول أن أنظم وقتي في شهر رمضان، فترتيب الأعمال المنزلية يكون بين والدتي وإخوتي، فإما أن أتولى ترتيب هذه الأعمال ليلا أو نهارا، وبالتالي أقوم باستثمار الباقي من اليوم حتى يكون حصادي في هذا

    الشهر أكبر من الآخرين.
    ولفتت، إلى أنها لا تنام في ليل رمضان أكثر من خمس ساعات، وتحاول البعد عن الكسل ومشاهدة
    التليفزيون؛ لأنهما بحسب كلامها آفة من أفات شهر رمضان يتسببان في ضياع الشهر على الكثيرات من الفتيات.
    وأكدت أن شهر رمضان عبارة عن أرض خصبة للعباد يحصدون منها مرتين، أولهما بعد انتهاء الشهر حتى يكون ذلك عونا لهم حتى قدوم الشهر الجديد، وثانيهما الحصاد الكبير يوم القيامة، حيث يجزى العباد من رب العالمين.
    وأنهت كلامها، بأنها تقوم بتنظيم وقتها بحيث يكون النوم منظما، وتقضي النهار وطرفا من الليل في العبادات،

    وتوزيع هذه العبادات مع ما يناسبها، وأنها دائما تجعل الليل للصلاة والقيام وقراءة القرآن، وتجعل النهار للإحسان ومساعدة الضعيف، وفي ذلك تقوم بترتيب يومها ومساعدة أسرتها على توفير مناخ يشجع على العبادة.
    رمضان فرصة ذهبية للاستثمار الوقت

    وتضيف أماني تحسين، تبلغ من العمر 19 عاما، أقضي رمضان بلا شك في العبادة والطاعة، وأحرص فيه على عدم إضاعة الوقت، فهو بالنسبة لي فرصة ذهبية للمداومة على استثمار الوقت الذي يضيع بقية العام دون أن نشعر به.
    وتذكر أنها تصوم في شهر رمضان عن رؤية التلفاز، وبخاصة الفضائيات؛ لأنها تضيع الوقت وتستغل هذا الوقت

    في قراءة القرآن الكريم ومدارسته.
    ولفتت إلى أنها سوف تستغل الشهر الكريم في إقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتحفيظ أخوتها الصغيرات،
    ومساعدة بعض الجيران ممن أبدين رغباتهن في الحفظ.
    وأنهت كلامها، بأنها لا تقوم بفعل أي شيء بعد الإفطار، غير الاستعداد لصلاة القيام، وتظل تقرأ القرآن حتى
    صلاة الفجر وأنها تعاود إعداد مائدة الطعام عن والدتها في وقت النهار؛ ليتفرغا معا للعبادات واستثمار ذلك الشهر الفضيل.
    لا تجعل يوم صومك كيوم فطرك
    فرح السلمي قالت: "رمضان غير كل شهور السنة، له طابع مختلف، والوقت يمضي فيه بسرعة إن لم نحسن

    التعامل معه تعودت على تصفح مواقع مختلفة على النت يوميا، ولكن في رمضان الجزء المخصص للنت سأجعله لتصفح المواقع الدينية؛ حتى لا يضيع الوقت في رمضان في عبث، وفي كل عام أحاول تنظيم نهار رمضان، وأقوم فيه ولو بشيء يسير مفيد، وكما ورد في الأثر عن جابر بن عبد الله:"لا تجعل يوم صومك كيوم فطرك"رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث بإسناد ضعيف، فلا أجعل نهار رمضان كأي نهار عادي.
    أما ليل رمضان تنظيمه أكثر سهولة، فبعد الإفطار و ترتيب المطبخ مع أخواتي، فلا يتبقى سوى وقت قصير نسترخي فيه ثم أستعد لصلاة التراويح، وبعد التراويح أشاهد برنامج واحد على التلفزيون، ثم أبدأ في قراءة القرآن والأدعية لوقت السحور.
    شروق أبو الخيور تتمنى أن يستمر المركز الصيفي التابع لجمعية تحفيظ القرآن في رمضان، فهو يشغل وقتا

    لا بأس فيه كما قالت:"إن المركز ينظم وقتي بالكامل، فعندما أعود منه أكون متعبة، وألجأ للنوم وفي صباح اليوم التالي أبدأ يوم جديد أنظم غرفتي و أقرأ القرآن، وقبل المغرب أجلس مع أسرتي أو أساعد والدتي إذا احتاجت مساعدة".
    احذرن التسويف .. والفوضى

    التربوية زكية عريجة بينت أن أكبر مضيع للوقت هو التسويف؛ لأنه يجعل الأعمال متراكمة ويخرج الخطة من مسارها وتصبح الفتيات في حيرة مابين الأعمال المتراكمة والأعمال المطلوب إنجازها.
    والتسويف يزيد في رمضان بسبب الإرهاق في الصيام، فالتسويف العدو الذي يقضي على الوقت، ولابد من مواجهته بعدة طرق منها: الإرادة القوية، وعدم التردد أو انتظار الوقت المناسب أو الجو المناسب، فقد لا تتوفر
    الظروف المريحة لإنجاز العمل خصوصا في رمضان، وقد يزداد الأمر سوءا، ويصبح من الصعب تعويض الوقت
    الضائع.


    ولتعلم الفتيات أن التسويف ما هو إلا حالة نفسية دافعها الكسل أو استصعاب العمل، أو أن تكون الأعمال المطلوب إنجازها غير محببة، والحل العملي لمواجهة هذه المشكلة هي أن تتخذ القرار و تبدأ تنجز.
    ومن مضيعات الوقت الفوضى، قد تكون الفوضى محسوسة كفوضى المنزل والغرفة والأوراق المبعثرة والأدوات الضائعة، وقد تكون الفوضى غير ملموسة، كالفوضى في التفكير، فلا أعرف ماذا أعمل وما هو
    مطلوب مني عمله؟ ولا كيف أعمل والفوضى بنوعيها مسوغات لهدر الوقت، و تضييع لوقت رمضان الثمين.
    عدم معرفة الأولويات إذ يجب تحديد الأولويات بحسب الأهم فالمهم، فالأقل أهمية كذلك المفيد والأكثر فائدة،
    فالفتيات اللاتي تقضين وقتهن في الزيارات العائلية لبنت الخالة وبنت العم في رمضان ويتبادلن الأحاديث الهامشية حول الزينة والموضة ماذا سيفعلن في العيد؟ فلكل مقام مقال، رمضان للعبادة وللصلاة ولقراءة

    القرآن، وعندما يأتي العيد أقوم بالزيارات وغيرها.
    عدم استغلال الوقت بالشكل الأمثل فالكثيرات لا يعرفن كيفية استغلال الوقت، ففي السيارة من الممكن
    أجري المكالمات الهاتفية المطلوبة، وعند إعداد الطعام من الممكن أن أشاهد البرنامج المفضل، وهكذا يبقى بعض الوقت لاستغلاله في العبادات.
    مسؤولية الراشدين
    وقالت: إن الوالدان تقع عليهما مسؤولية كبيرة في عملية استثمار وقت الفتيات، ولا ينحصر دورهما في
    التخطيط والتنظيم وحسب، بل دورهما الأهم في عملية التوجيه والرقابة؛ لأن الفتيات في السن الصغيرة يكون لديهن حماس واندفاع، ونجدهن يقمن بالتخطيط والابتكار، ولديهن أفكار رائعة ولكن التكاسل وعدم

    التشجيع يجعلهن يتراجعن عما خططن له، وفي النهاية يضيع الوقت فيما لا يفيد.
    العوائق والحلول

    وتقول الدكتورة حنان زين مدير مركز السعادة الزوجية وإحدى المختصات بشؤون المرأة،:"هناك عوائق كثيرة أمام استغلال الفتاة لوقتها في رمضان، أولى هذه العوائق أن كثيرات منهن يتجهن إلى مشاهدة القنوات الفضائية، فبالتالي يضيع وقتهن بين المعصية وعدم استثمار الوقت".
    وتضيف، بعض الفتيات يلجئن إلى الانغماس الشديد في الإعداد والترتيب المنزلي ما قبل رمضان، وأثناء
    الشهر الكريم فبالتالي يكون ذلك سببا في ضياع الشهر وعدم استغلاله الاستغلال الأمثل.
    وتنصح الدكتورة حنان بتنظيم الوقت في رمضان، في محاولة لاستغلال أمثل للوقت في هذا الشهر الكريم

    قائلة،:"لابد للفتاة أن تخصص فترة الصباح لإعداد الطعام، واستغلال الأوقات البينية أثناء الإعداد والترتيب قبل المغرب في الذكر والتكبير والدعاء، وتخصيص وقت ما بعد العصر لقراءة القرآن الكريم ولو لنصف ساعة".
    وتضيف، على الفتاة أيضا أن تخصص وقت ما بعد الإفطار للاستعداد لصلاة التراويح، مع ضرورة الانتباه جيدا أن الأوقات البينية يمكن للمرء أن يحصد من ورائها الخير العميم.
    وأنهت كلامها، بأهمية الاستفادة من وقت ما قبل الفجر، ومحاولة إعداد وجبات السحور قبل النوم حتى يتسنى لها استثمار هذا الوقت الثمين من الليل.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
    شارك في هذا التحقيق: غادة بخش من جدة وسامية مشالي من مصر



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    كيف تستثمر الفتاة وقتها في رمضان (2/2)
    ميرفت عوف

    (18)


    تقضي العديد من النساء جل وقتهن خلال شهر رمضان بين جدران المطبخ، تطهي الأنواع والأصناف المختلفة لمائدة الإفطار، بينما الفتيات إما أن يتجهنَّ لمساعدة أمهاتهنّ في تحضير المائدة والاهتمام وفق قدراتهن بشؤون المنزل، وإما أن تنصرفن لمتابعة المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تتنافس على السبق في عرضها القنوات الفضائية، ولعل هذا يمثل إهداراً للوقت، وضياعاً لخيرات الشهر وبركاته الكثيرة التي تبدأ بالرحمة وتنتهي بالعتق من النار والتزود بزاد التقوى لعام قادم.
    وما لا يمكن إنكار أنه من الصعب التعميم على أن النماذج تقتصر على ذلك، فهناك سيدات وفئات تعمد إلى
    استثمار أوقاتها في الشهر فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، فتجد فتيات اتفقن على برنامج قرآني في الشهر

    الكريم لا يخلو من الترفيه المعقول، وأسرة اجتمعت على تنفيذ برنامج جماعي لا يخلو من صلة الأرحام
    والتزاور، بالإضافة إلى المشاركة في مسابقات ثقافية ومشاهدة برامج دينية توعوية، وتستثمر كل دقيقة للتقرب إلى الله زلفى ونيل ما وعد به عباده الصالحين في الشهر الكريم.
    برنامج جماعي في رمضان
    سمر رشوان فتاة في العشرين من عمرها الوردي، تقول الفتاة: "إن الوقت هو الحياة، واستثماره بالشكل
    الصحيح يجعلها وأسرتها وصديقاتها تجني المزيد من النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة، وفيما يتعلق باستثمارها للوقت في شهر رمضان تؤكد سمر أن شهر رمضان بالنسبة لها فرصة لا تعوض للتزود بالزاد

    الإيماني الذي يوصلها إلى التقوى، ويمنحها الصبر ومقاومة مغريات العصر على امتداد عام كامل لحين رمضان آخر، تعمد خلاله إلى التسلح بالمزيد من الإيمان ليس بمفردها ولكن برفقة أسرتها أيضاً، وذلك بحسب قولها وفق برنامج إيماني تجدده كل عام بما يتناسب مع العصر.
    سمر لا تعمد إلى فرض البرنامج على أسرتها بل تعمد إلى إشراكهم في إعداده في شهر شعبان لتهيئهم
    على تنفيذه والخروج من الشهر الكريم بالمزيد من الخيرات والحسنات، تقول الفتاة :"يتراوح البرنامج الجماعي بين الانضمام لحلقات العلم التي يكثر انتشارها في المساجد بعد صلوات الفروض، أو بعد صلاة التراويح، وبين الالتزام بورد قرآني يومي" بالإضافة إلى المزيد من النفحات الإيمانية، كإعداد المسابقات والاشتراك فيها

    جميعاً والتعاون على حلها ومناقشتها في حلقات أسرية يسودها الدفء ومناقشة الآراء و ليس فرضها.
    واستكملت الفتاة أنها تشرك أختها الصغيرة في البرنامج وتشجعها على التحصن بالإيمان؛ لأنه سبيل الرضا من الله، وتلفت إلى أن برنامجها يلاقي تشجيعاً وقبولاً من جميع أفراد أسرتها خاصة أنه لا يخلو من الترفيه والزيارات العائلية في إطار صلة الأرحام والتواصل والتواد.
    استغلال وقت الوتر والدعاء في السحر

    وتسعد وفاء ـ وهي فتاة جامعية بالمستوى الرابع ـ بليل رمضان كثيرا، وتخص له المزيد من الاهتمام، فهي مباشرة بعد أدائها صلاة التراويح تخلد للنوم لتنهض عند الواحدة على الأكثر، وتبدأ في الصلاة والدعاء وتلاوة

    القرآن الكريم والتسبيح، وهي تنوع من هذه العبادة بين الفنية والأخرى. أما أجمل ما تحبه وفاء فهو فترة الوتر والدعاء في السحر، والذي تشعر بعده أن كل هم أو ضيق انجلي عن صدرها، ثم تتحول إلى المطبخ لتجهيز السحور إلى الأسرة وتقضي الأوقات الأخيرة من هذه الليلة معهم.
    قيمة الوقت عظيمة

    ويرى المدرب محمد بشارات أن قيمة الوقت عظيمة، وهو أنفس ما يملك الإنسان في حياته، مشدداً على الإنسان عبر استثماره للوقت يصنع الحياة، وأشار في حديث خاص لـ" لها أون لاين " إلى أن أعظم استثمار للوقت يكون في شهر رمضان المبارك، حيث يكون الربح وفيرا، خاصة وأن الشهر يحوي ليلة هي خير من ألف

    شهر.
    مؤكداً أن الإنسان باستثماره للوقت في شهر رمضان يتمكن من حجز مقعد له في جنّة الله بإذن الله، فيسخر كل وقته في كل ليلة من ليالي الشهر خاصة الليالي العشر الأخيرة؛ ليفوز بالعتق من النيران، وفي بدايته عبر التواصل والتراحم ينال الرحمة من الله وفي أوسطه بتلاوة القرآن والاستغفار ينال المغفرة.
    ولفت بشارات إلى أن الوقت في المجتمع الفلسطيني يكاد يكون مهدوراً؛ بسبب عدم اهتمام الأفراد بوضع
    خطط. مشيراً إلى أن مسؤولية ذلك تقع على الدعاة ووسائل الإعلام والمجتمع ككل، داعياً إلى ضرورة الاستفادة من نهار رمضان وعدم قضاؤه أمام التلفاز وذلك عبر وضع برنامج جماعي تشترك فيه الأسرة

    بالكامل، بحيث الكل يشارك في وضع البرنامج. مؤكداً أن ذلك يدعمه بنوع من الحيوية والثقة وتحمل المسؤولية.
    وشدد بشارات على ضرورة ألا يعمد رب الأسرة على فرض برنامجه الرمضاني على الأبناء؛ ليكون التفاعل منهم أكبر وأعمق سعياً لنيل الأجر الأعظم حيث الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء.
    ولفت إلى ضرورة أن ترفع الأسرة شعاراً للبرنامج الديني الرمضاني، فإذا أرادته لنيل رضا الرحمن تطلق
    عليه:"وعجلت إليك ربي لترضى". وبالإمكان أيضاً وضع أكثر من شعار للبرنامج الرمضاني الجماعي، وأوضح

    بشارات أن وجود البرنامج الجماعي لا يعني إلغاء البرامج الفردية، كأن يكون لكل فرد برنامجه الخاص، كأن
    يكون له ورد يومي من القرآن الكريم، أو يؤدي صلوات الفرائض في المسجد، بالإضافة إلى عمل الخير والدعوة والتصدق بصدقة ولو كانت بسيطة.
    لافتاً أن غرس تلك الثمرات في نفس الأبناء تجعلهم يشيبون عليها، ويعتمدون عليها في تربية أبنائهم، وبذلك نصل إلى أجيال عارفة لدينها.
    وأشار بشارات إلى أن التلفاز يضم محطات فضائية مميزة في نشر الوعي الديني، والتعريف بفضائل الشهر وكيفية استثماره للتزود بزاد التقوى، وهو وسيلة لاستثمار الوقت في شهر رمضان، مؤكداً أن بعض هذه

    القنوات يمكن أن تطرح للمشاهدة في البرنامج الجماعي للأسرة، فهي توجه إلى السلوك الإيجابي. ودعا إلى ضرورة أن يضم البرنامج شيئا من الترفيه بالمسابقات الثقافية والدينية، مؤكداً أن شهر رمضان يمكن استثماره على ثلاث مراحل، فيعمد رب الأسرة إلى إشراك أسرته في برنامج إيماني مدته عشرة أيام، أولها ابتغاء الرحمة، وأوسطه لنيل المغفرة، وآخرها للفوز بالعتق من النار، مع الحرص على العتق من النار كل ليلة.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    هل تساعدين أمك في رمضان 1/2
    لها أون لاين

    (19)


    تزامن رمضان هذا العام مع الإجازة الصيفية، والأمهات في هذا الشهر يحتجن إلى مساعدة بناتهن، سواء بإعداد مائدة الإفطار أو في ترتيب البيت خاصة في حال الولائم.
    فهل يقمن الفتيات بواجبهن ويساعدن أمهاتهن؟ أم أنهن يمضين وقتهن ما بين النوم ومشاهدة التلفاز، في هذا التحقيق فتيات يتحدثن عن دورهن في المنزل وكيف يؤدينه.
    الاهتمام بالأطفال
    مودة قمصاني بالمرحلة الثانوية أحبت هذا التزامن بين رمضان والإجازة الصيفية، و الأسباب كثيرة كما قالت،
    ولكن الأهم أنها رغبت في تقديم المساعدة لوالدتها خلال شهر رمضان. قالت: تنشغل أمي بأختي الصغيرة،

    والعمل الذي يحتاج لساعة واحدة قد يأخذ ساعات؛ لذا فإني أهتم بأخوتي الصغار حال انشغال أمي بإعداد
    الطعام و ترتيب المنزل، أو عند ذهابها لصلاة التراويح وعند عودتها أصلي أنا في البيت.
    طبق خاص

    صفا الخيبري بالمرحلة المتوسطة اعتادت أن تحضر مائدة الإفطار مع والدتها، وتحضر بعض الأطباق الخفيفة. أما والدة صفا فوجدت أن منافسة صفا مع أخوتها وقريباتها لإعداد الحلويات أثناء التجمع على الإفطار جيدة
    ولمصلحة الأمهات تقول: صفا تصر على إعداد طبق مميز لوحدها، وترفض مساعدتي حتى تخبر بنات العائلة أنها أعدت الطبق بالكامل دون مساعدة أحد، كذلك أخوتها كل واحدة تختار عمل معين تقوم به طول رمضان

    رغم وجود خادمة وبهذا الشكل ننجز أعمال المنزل.
    إعداد المائدة

    أما محاسن محمد طالبة بكلية الآداب فتقول: "أساعد والدتي في ترتيب المائدة يوميا ولا أحملها هذا العبء، خاصة وأنها مشغولة دائما بإعداد الطعام يوميا، فضلا عن التزماتها اليومية تجاه ترتيب البيت".
    وتضيف، أنها لا تنتظر أن تطلب منها والدتها ترتيب المائدة، وأنها تقوم بمساعدتها في إعداد الإفطار في بعض أيام الشهر حتى تتيح لوالدتها قسطا من الراحة، فضلا على أنها تحاول أن تزيد خبرتها في الطهي، كما أنها تريد أن تأخذ أجر أكبر بمساعدة والدتها.

    ولفتت، إلى أنها تقوم بالإشراف على أخواتها الصغيرات اللائي يقومن بتنظيف البيت يوميا، وغسل بعض
    الأشياء البسيطة حتى يبدو البيت جميلا.
    وأكدت، أنها تقوم في بعض الأوقات في إعداد وترتيب وتجهيز الطعام، وتقوم الأم بالطهي مباشرة كنوع من
    التخفيف عنها وبخاصة في إعداد الوجبة الرئيسة على الإفطار، أو من خلال إعداد بعض الحلويات التي تأخذ وقتا طويلا في الإعداد.
    الاهتمام بمتطلباتي الشخصية
    وتقول منى عبد الحي ـ طالبة بكلية الطب ـ : "لا يمنعني شيء من مساعدة أمي يوميا في رمضان وغيره من

    الأيام؛ لأنني اعتبر ذلك ضرورة مهمة، فمن الصعب عليها تحمل كل طلبات البيت بما في ذلك طلبات الإخوة والأخوات الصغيرات".
    وتضيف منى، أحاول مساعدة أمي بأن أرفع عنها عبئي الشخصي، فأقوم بتأدية طلباتي الشخصية بنفسي وأوازن بين ذلك وبين اهتماماتي الأخرى.
    ولفتت، إلى أنها تقصر كثيرا في حق والدتها ومساعدتها في غير رمضان بسبب دراستها، غير أنها تنتهز فرصة شهر رمضان لتساعدها لأنها مطالبة بإعداد الطعام وتقديمه وهي صائمة ومنهكة القوى.
    وأكدت، أنها تقوم بمساعدة والدتها من منطلق رؤيتها أن هذا فرض عين عليها، ولا تعتمد على أخواتها فتشارك

    بمجهودها طالما توافر الوقت لذلك، لأنها ترى ذلك عبادة لله عز وجل، وبما أن شهر رمضان فرصة للعبادة فمن
    الأولى مساعدة أمها وحمل بعض الأعباء عنها.
    في صف الخامس الابتدائي وتحرص على مساعدة أمها

    تقول صفاء جمال طالبة في الصف الخامس الابتدائي: "أقوم بمساعدة أمي يوميا في شهر رمضان وغيره من الشهور وأشعر بساعده غامرة عندما تطلب مني ذلك".
    وتضيف: "إن مساعدتي لأمي من باب حرصي الشديد على إرضاء الله عز وجل؛ لأن فضل الأبوين علينا كبير، كما أن أمي تحاول أن تعلمني حتى أكون خبيرة في الطهي وأكون ربة بيت معتبرة".

    وتختم كلامها بضرورة أن تقوم كل الفتيات بمساعدة أمهاتهن، والأولى في ذلك أن يصنعن هذا الشيء في شهر رمضان؛ لأن المشكلة أن الأم تتحمل عبء إعداد الطعام وتجهيزه يوميا، خاصة وأنها صائمة، كما أنها تريد أن تتزود من الطاعة حتى لا يفوتها الخير الكثير.
    ليكن رمضان هذا العام بداية للفتيات لتحمل الأعباء عن الأم

    أميمة الزايدي ـ معلمة دين ـ أكدت أن مساعدة الفتيات لأمهاتهن ضروري في رمضان وغير رمضان، و هو من باب البر بالأم فليس من المنطق أن تنكب الأم طوال النهار في أعمال المنزل الكثيرة وهي صائمة وحدها، دون
    معونة بناتها أو أبنائها وفي ذات الوقت قد يقضي الأبناء وقتهم في السهر، ونهارهم في النوم بلا مبالاة

    لمشاعر الأم التي تكدح ليل نهار من أجل أن تقوم بواجبات المنزل على أكمل وجه.

    قال تعالى }وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ{ سورة لقمان، وشكر الأم ليس كلام في كلام فقط، ونحن نراها تتحمل المشاق ونحن كبار كما حملت المشاق ونحن صغار، بل شكرها بتقديرها ورد جزء من جميلها علينا، بحسن معاملتها، والتلطف معها، وتقديم كل ما نستطيع تقديمه لها لخدمتها ورعايتها، وهي من حسن الصحبة التي وردت في حديث أبي هريرة عندما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمـك. قال: ثم من؟ قال أبوك" الحديث متفق عليه. و أكد الرسول عليه الصلاة والسلام على بر الأم حتى قال لمن عنده أم ويريد الخروج للجهاد دون رضاها: "ألزم رجلها فثم الجنة" رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

    ولأن الأم تحنو على أولادها، وقد لا تطلب منهم مساعدتها ولا عونها رغم حاجتها لذلك، لابد من استنهاض همة الفتيات لمعونة أمهاتهن، وليكن رمضان هذا العام، والذي يتوافق مع الإجازة الصيفية بداية للفتيات
    لتحمل بعض الأعباء عن الأم، "فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" رواه الإمام مسلم،فكيف إذا كان العبد عونا لوالديه.
    ومن الجانب الآخر على الأم أن تترفق مع بناتها وتكلفهم بالأعمال التي يستطيعون القيام بها، وتشجعهم على ذلك وتمدحهم أمام الآخرين، ولا تكلفهم بأعمال أكبر من سنهم؛ لأن الأم تحب أن ترى أطفالها وقد كبروا وتحملوا المسؤولية، وفي حالة من الحالات الماساوية: تركت الأم أطفالها الأربعة مع شقيقتهم الكبرى والتي تبلغ أحد عشر عاما، وعندما رجعت وجدتهم قد احترقوا، فيجب على الأم أن تقدر عمر أطفالها، وتختار لهم الأعمال التي تتناسب مع أعمارهم.
    شارك في هذا التحقيق غادة بخش من جدة وسامية مشالي من مصر




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,486

    افتراضي رد: رمضان وكيفية تغير الاسرة المسلمة فيه الى الافضل متجدد


    هل تساعدين أمك في رمضان 2/2
    محاسن أصرف

    (20)


    لعل أهم الإيجابيات التي ستجنيها الفتيات في فلسطين هذا العام خلال شهر رمضان هو: التفرغ للعبادة، والاهتمام بمساعدة أمهاتهنّ في المنزل، خاصة وأنهنَّ يتمتعن بالإجازة الصيفية على غير العادة، هذا الأمر يدعوهن إلى استثمار أوقاتهنّ بما يفيد وينفع، سواء على صعيد تربية النفس بحفظ القرآن، أو المشاركة في أعمال المنزل، بمساعدة أمهاتهن في إعداد مائدة الإفطار والسحور، وتحمل بعض الأعباء عنهنّ؛ بدافع الحب ونيل الرضا من الله الذي رضاه من رضا الوالدين.
    تساعد أمها في إعداد الفطور والسحور

    "مي" فتاة من غزة لا تتجاوز ربيع عمرها الخامس عشر؛ لكنها حريصة على مساعدة والدتها منذ كانت في السادسة، فهي تتقن أعمال المنزل جيداً، لكن والدتها تشفق عليها لصغر سنها، فلا ترهقها كثيراً في طلب المساعدة، غير أن الصغيرة لا تشعر أن في ذلك إرهاقاً، بل تعبيراً منها لوالدتها عن حبها..
    تقول:"في رمضان لا تكاد تترك والدتها وحيدة في تجهيز مائدة الإفطار، بينما مائدة السحور فتعدها بمفردها"
    وتتابع أنها كثيراً ما تقترح على والدتها في رمضان وأثناء إعدادهم مائدة الإفطار صنع أصناف معينة من المأكولات، أو الحلويات التي قد سمعت مقاديرها من جارة قامت بتجربتها وأعجبت أسرتها بطعمها، أو من

    برامج تلفزيوني أو موقع إلكتروني، لافتة أن اقتراحاتها تجد الترحيب دوماً من والدتها ما يشجعها على الاستزادة في الطرح والبحث عن أطباق مميزة تسعد بها أفراد أسرتها.
    وتؤكد الفتاة أن اختيارها للأطباق يكون وفقاً لمكوناتها وتواجدها في الأسواق، وأيضاً وفقاً لإمكانات والديها الاقتصادية قائلة:"غالباً ما تكون الأطباق عالية القيمة الغذائية قليلة التكاليف، ومكوناتها متوافرة في الأسواق، وفي الوقت ذاته مميزة مختلفة عن الطبخ العادي".
    مساعدة الفتاة لوالدتها لا تنتهي عند الاهتمام بإعداد مائدة الإفطار، بل تستمر. فقبل أن يستفيق أحد على

    موعد السحور تكون قد عمدت إلى تجهيزه بعد أداء صلاة القيام، التي تحرص على أدائها في شهر رمضان وفي الأيام العادية.
    تؤكد أنها تقوم بإعداد مائدة السحور التي لا تخلو من طبق الفول المدمس والحمص وبعض الجبن واللبن الزبادي والمربي وإبريق الشاي، ومن ثمَّ تعمد إلى إيقاظ الجميع فيتناولوا السحور، ويطلق الوالدان ألسنتهما لها بالدعاء فيسعد قلبها وتشعر برضا الرحمن على حد تعبيرها.
    مائدة متنوعة

    ولا تبتعد عنها في النشاط والحيوية الفتاة نجلاء، من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتي أنهت قبل عام دراستها الجامعية. تعمل أم نجلاء مدرسة وهي منذ عدة سنوات اعتمدت كليا عليها في إعداد الطعام، وحتىفي أيام إجازتها لا تجعل والدتها تدخل المطبخ؛ ليس لأنها لا تجيد الطبخ أو فنون صنع الحلويات والمعجنات وغيرها من الأطعمة، بل حرصاً على عدم إرهاقها وحباً لراحتها.
    تقول الفتاة التي بلغت العشرين عاما: "إنها تمرست في طهي الطعام في الثانوية العامة، فكانت تبهر الجميع بأصناف الطعام التي تطهوها مما يجعلهم لا يصدقون أنها أعدتها بمفردها".

    تقول:"كان ذلك الانبهار يقودني إلى صنع المزيد من الأطعمة، خاصة الحلويات التي أحبها كثيراً" ، وتضيف :"إنها لا تترك يوماً يمر دون أن تقوم بصناعة نوع من الحلويات والأطعمة الشهية لإرضاء جميع الأذواق".
    مشيرة إلى أن المنافسة في الطهي وإعداد مائدة الطعام تشتد في شهر رمضان، حيث تتولى هي طهي الأصناف المميزة والمتنوعة والمستحدثة. لافتة إلى أنها كثيراً ما تستعين بوصفات أطباق مميزة من مواقع المطبخ على الإنترنت، مؤكدة أنها غالباً لا تلتزم بوصفة بدقة، فيكفيها معرفة مكوناتها بينما المقادير فتكون

    الأقدر على ضبطها وفقاً لعدد المدعوين على المائدة.
    تبتسم قليلاً موضحة أنها على الرغم من عدم التزامها بالوصفة، إلا أنها تكون رائعة وتنال إعجاب الجميع حتى أن خالاتها تدعوها إلى بيتها لتعدها لها؛ علّها تفطن إلى سرها في الطبخ لكن دون جدوى تقول:"هذه هبة من ربي منحني النفس الطيب في الطبخ".


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •