يا ابا البراء
اما قولك ( النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبهه أحد على ذلك )
لماذا لم يكن يخطر بباله كما تقول ، اليس تعلم اصل الاسلام مما يجب علي كل مسلم ، ام انك تعتذر عن من عاش مقصرا معرضا ، وان كان هذا يعذر وفي الشرك الاكبر ، فلما مشقة التعلم اذن اذا كان الجاهل معذور في كل ما يفعل ، واذا علم الجاهل ما تقولون هذا ، فالرشد عنده حينها ان يظل جاهلا ، افعلمتم كيف أثر مذهبكم هذا في الناس ، ولاحول ولاقوة الا بالله ، وقولك ( ولا نبهه احد علي ذلك ) كيف هذا والله في كتابه قد نبه واوضح وبين واتم ذلك كله ، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم في سنته ، ام انكم لا تعتبرون وجود كتاب الله في الناس ، فوجوده وعدمه سواء عندكم ، ويكفي هذا في رد ما تزعمون ، اين حجية كتاب الله بارك الله فيك ، انتم تتكلمون عن امة محمد صلي الله عليه وسلم وامة القرآن ، ام تتكلمون عن امة في فترة من الرسل ، وليس لها كتاب تهتدي به البتة ، عجيب امركم هذا والله
واما قولك ( فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي )
افصار الشرك الاكبر لا يزول به اسلام المرء بمقتضي الدليل الشرعي ، ما هذا الكلام ، وانا لله وانا اليه راجعون ، افلم يكن عند المسلمين دليل شرعي علي كفر المشرك ، حتي يقال هذا الكلام
اما قولك ( لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله تعالى، فهو كمن حرم ما أحل الله؛ لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه. )
تالله ما ادري من الذي يفتري علي الله الكذب ، ويفتري علي حكمه ، اهو الذي يكفر بما كفر به الله ورسوله ، ويحكم بما حكم به الله ورسوله ، ام من لا يكفر بما كفر به الله ورسوله ، ولا يحكم بما حكم به الله ورسوله ، ويلتمس الاعذار
واما قولك ( وأما الثاني فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك )
وهذا كلام لا ريب فيه ابدا ، ولكن انك كان المعين هذا (مسلم) ، اما ان كان هذا المعين ( مشرك ) ، فلا يقال ابدا في حقه هذا الكلام ، ولا يقال (فلأنه وصف المشرك بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك) فتدبر ، واعلم ان الحجة ليست في كلام احد من اهل العلم ، ولا عصمة لاحد غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ولله الحمد الكثير الكثير علي ذلك