مأواه أم مثواه الجنة؟:
لا حرج في الدعاء بكلاهما، فالمثوى هو الإقامة والمكث، والمأوى هو المسكن، ومكان الاستقرار، وكره البعض التعبير بالمثوى عند الدعاء بالجنة؛ لأنها في القرآن تأتي في سياق أهل النار، والمأوى لأهل الجنة، ولكن الحقيقة ليس في كلاهما بأس، لأن التقييد بالجنة يصحح المعنى، وقد ورد في القرآن التعبير بالمأوى في النار كما في قوله: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: ١٩٧]
والتعبير بالمثوى على معنى الحسن، كما في قوله تعالى: {قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ} [يوسف: ٢٣].
وقوله تعالى: {وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمي مَثواهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [يوسف: ٢١].
ولكن التحذير من القول على الميت ذهب لمثواه الأخير؛ لأن القبر ليس بآخر الحال، وإنما بأول منازل الآخرة، والمستقر والمثوى إما جنة وإما نار، نسأل الله الجنة وما يقربها من عمل، والله أعلم