المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
نص الحديث القدسي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً رواه البخاري ( 7405) و[7536]
1- حديث أبي هريـرة رضي الله عنه: ((... وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَةً)) .رواه البخاري ( التوحيد - 7405) و (7536) و مسلم (2675).
2- الحديث القدسي: ((يا ابن آدم قم إلي أمشي إليك، وامش إلي أهرول إليك)) حديث إسناده صحيح. رواه أحمد في ((المسند)) (25/273) (15925). والحديث صحح إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/125)، وصححه موقوفاً ابن حجر في ((المطالب العالية)) (3/353)، وصححه مرفوعاً الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (3153) وفي ((صحيح الجامع)) (4340). .
قال أبو إسماعيل الهروي: (باب الهَرْوَلَةِ لله عزَّ وجلَّ) ثم أورد الحديث.الاربعون فى دلائل التوححيد التوحيد)) (ص79).
وقال أبو إسحاق الحربي بعد أن أورد حديث أبي هريرة: (قولـه: هَرْوَلَة: مشيٌ سريع) .((غريب الحديث)) (2/684).
وقال أبو موسى المديني في الحديث عن الله تبارك وتعالى: ((من أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة: وهي مشي سريع، بين المشي والعدو)) .((المجموع المغيث)) (3/96)
الإمام ابن بطة في الإبانة أورد الحديث المذكور في كتابه في بَابٌ جَامِعٌ مِنْ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ رَوَاهَا الْأَئِمَّةُ، وَالشُّيُوخُ الثِّقَاتُ، الْإِيمَانُ بِهَا مِنْ تَمَامِ السُّنَّةِ، وَكَمَالِ الدِّيَانَةِ، لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ [ص:337] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِيمَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»
وذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ»، «وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي شِبْرًااقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ، وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ سَعْيًا».
وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي: (وقد أجمعنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى، والفرح والغضب والحب، والمقت كلها أفعال في الذات للذات، وهي قديمة)
(7) .((نقض الدارمي على المريسي)) (1/561).
الإمام ابن منده رحمه اللهأورد الحديث في كتابه الرد على الجهمية.
وقال ابن القيم: (قال تعالى في آلهة المشركين المعطَّلين: أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا، فجعل سبحانه عدم البطش والمشي والسمع والبصر دليلاً على عدم إلهية من عُدِمَتْ فيه هذه الصفات، فالبطش والمشي من أنواع الأفعال، والسمع والبصر من أنواع الصفات، وقد وصف نفسه سبحانه بضد صفة أربابهم وبضد ما وصفه به المعطلة والجهمية) ((الصواعق المرسلة)) (3/915).
(8) .
وقد ورد في فتوى من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ما يلي:
(س: هل لله صفة الهَرْوَلَة؟
ج: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه... وبعد:
نعم؛ صفة الهَرْوَلَة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به، قال تعالى: ((إذا تقرب إليَّ العبد شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليَّ ذراعاً؛ تقربت منه باعاً، وإذا أتاني ماشياً؛ أتيته هَرْوَلَة)). رواه البخاري، ومسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) .
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: (... تقربه إلى عباده العابدين له والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم، بل هو شيء يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات وأعلم بكيفيتها عزَّ وجلَّ.... المعنى يجب إثباته لله من التقرب، والمشي والهرولة، يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك) .
وقال الشيخ محمد العثيمين: (صفة الهَرْوَلَة ثابتة لله تعالى؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي به... (فذكر الحديث، وفيه: ) وإن أتاني يمشي؛ أتيته هَرْوَلَة))، وهذه الهَرْوَلَةُ صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف، لأنَّ التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأنَّ الله يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) .
وقال: (من المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتياناً حقيقياً للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به، كما دلَّ على ذلك كتاب الله تعالى، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون هرولة لمن أتاه يمشي،
فمن أثبت إتيان الله تعالى، حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من هذا الإتيان بصفة الهرولة على الوجه اللائق به. وأي مانع يمنع من أن نؤمن بأن الله تعالى يأتي هرولة، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وليس في إتيان الله تعالى هرولة على الوجه اللائق به بدون تكييف ولا تمثيل شيء من النقص، حتى يقال: إنه ليس ظاهر الكلام، بل هو فعل من أفعاله يفعله كيف يشاء) .
وقال: (أما قوله: (وإن أتاني يمشي أتيته هؤولة) فهذا – أيضاً – اختلف فيه العلماء، هل هو على حقيقته، أو لا؟
فقيل: إنه على حقيقته، ونحن إذا مشينا نعرف كيف نمشي، أما الله عزَّ وجلَّ فإننا لا نعرف كيفية مشية، ولا مانع أن الله يمشي يقابل المتجة إليه، فيقابله إذا أتى يمشي بهرولة.
ويقال: إن الذي يأتي سيأتي على صفة، ولابد إذا كان الله يأتي حقيقة فإنه لابد أن يأتي على صفة، هرولة أو غير هرولة، فإذا قال عن نفسه: (أتيته هرولة).
قلنا: ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة إذا كنا نؤمن بإتيانه حقيقة، فإذا كان يأتي حقيقة فلابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات، فإذا أخبرنا أنه يأتي هرولة، قلنا: آمنا بالله) . [الموسوعة العقدية - المبحث الثالث صفات الله الواردة فى الكتاب والسنة للشيخ علوى عبد القادرالسقاف -مع مصادر اخرى]
قال الشيخ عبد العزيز الراجحى
السؤال: هل الهرولة صفة ثابتة لله وهل هي غير صفة المشي، أرجو الإيضاح، لأنني سمعت في إحدى الإذاعات من يثبت صفة المشي، ثم أوّل صفة الهرولة بالرحمة؟ الإجابة: هذه الصفات التي أضيفت إلى الله عز وجل على لفظ الفعل تبقى على حالها: "من أتاني يمشي أتيته هرولة"
رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540). يثبت لله كما يليق بجلال الله وعظمته، ولكن من أثرها أن الله تعالى أسرع بالخير من العبد، وأن العبد إذا زاد في العمل، زاد الله له في الثواب، وأن الله لا يقطع الثواب من العبد حتى يقطع العمل، والنووي رحمه الله وجماعة يقول: "من أتاني يمشي، أتيته هرولة" رواه البخاري: التوحيد (7405)، ومسلم: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2675)، والترمذي: الزهد (2388) والدعوات (3603)، وابن ماجه: الأدب (3822)، وأحمد (2/251،2/354،2/391،2/405،2/413،2/435،2/445،2/480،2/482،2/500،2/509،2/515،2/517،2/524،2/534،2/540). وقول رسول الله: "إن الله لا يمل حتى تملوا" رواه البخاري: الجمعة (1151)، ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (782،785) والصيام (782)، والنسائي: القبلة (762) وقيام الليل وتطوع النهار (1642) والإيمان وشرائعه (5035)، وابن ماجه: الزهد (4238)، وأحمد (6/199،6/212،6/231). قال معناها: إن الله لا يقطع الثواب، حتى يقطع العبد العمل. هذا تأويل، هذا من أثر الصفة، والصواب أن الملل والهرولة وصف يليق بالله، لكن لا يلزمه النقص، ولا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته، لكن من أثره أن الله أسرع بالخير من العبد، وأن الله لا يقطع الثواب عن العبد، حتى يقطع العبد العمل، هذا من أثر الصفة. وهو شيء يليق بجلال الله وعظمته، لا يشابه المخلوقين في شيء من صفاته.
الالبانى رحمه الله -
السائل : فسألتك هل نثبت الهرولة كصفة لله تبارك وتعالى ؟ فقلت : نعم نثبتها صفة تليق بجلاله وعظيم سلطانه
الشيخ : إي نعم