الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومَن تبِع هداه.
أخي الفاضل، إذا أردتَ أن تعرف مدى استعدادك لشهر رمضان، فأجِب بينك وبين نفسك على الأسئلة التالية:
• هل تُحس من الآن بفرحة لقُرب شهر رمضان؛ لأنه شهر المغفرة والعتق من النار، وتحصيل التقوى، وتصفيد الشياطين، ومضاعفة الحسنات؟
• هل تعرف عظمة هذا الشهر حقيقةً؟ هل طبَّقت فيه سابقًا قوله سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]؟
• هل سألتَ ربَّك بإلحاح أن يُبلغك إياه، ويوفِّقك لحُسن الاستفادة منه، وأن يُعينك على صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا؟
• هل حاسبتَ نفسك على تقصيرك في أشهر رمضان الماضية؟
• هل تفكِّر كيف تحصل من رمضان على الحكمة من صيامه وقيامه وهي حصول التقوى؟
• هل عرَفتَ معنى قوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؟! وعرَفت أن الله كتب هذا الصيام علينا وعلى من قبلنا؛ لأنه عبادة عظيمة يُحبها الله سبحانه، ولأن العباد لا يستغنون عن التقرب بها وعما ينتج عنها من الثواب؟
• هل وقفتَ مع قوله سبحانه: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾، وعرَفت أن الهدف من الصيام ليس مجرد الامتناع عن المفطرات، بل تحصيل التقوى؟ وذلك بالصيام والقيام إيمانًا واحتسابًا، وبترك المعاصي شهرًا كاملًا.
• هل ندمتَ على ما قد يكون حصل منك من تضييع للأوقات في رمضانات مضت في الاستراحات والقنوات والمسلسلات والأسواق؟
• هل عزمتَ على أن يكون رمضان القادم بإذن الله متميزًا تمامًا عما سبقه من رمضانات مضت؛ (حفظًا للصوم والوقت، وكثرةً للصالحات، ومحافظةً على قيامه وصيامه إيمانًا واحتسابًا، وهجرًا للقنوات وإضاعة الأوقات)، وسألتَ ربَّك سبحانه الإعانة على ذلك؟
• هل قرأتَ في هذه الأيام، أو عزمتَ على القراءة عن فضل شهر رمضان وتعظيمه وأحكامه؟
• هل بدأت من الآن بتهيئة القلب لرمضان بـ(الدعاء والإكثار من التلاوة، والتوبة والاستغفار والصدقة؟
• هل تذكرتَ الموت الذي قد يأتيك فجأةً قبل حلول رمضان وخفتَ من ذلك: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30].
• هل قرأتَ قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين...)؛ متفق عليه، وعلمتَ أن أبواب الجنة تُفتح لكثرة الطاعات من أهل الإيمان، وقلتَ لنفسك: لماذا لا أكون من هؤلاء؟
• هل عندما علمتَ بسيرة السلف في رمضان، وتركهم حتى تعليم العلم فيه، وتفرُّغهم للقرآن، قلتَ لماذا لا أقتدي بهم، وأترك وسائل التواصل والقنوات؛ حتى لا تُضيع وقتي، أو تُفسد صومي؟
• هل عندما قرأتَ قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن لم يدَع قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)؛ رواه البخاري، فهمتَ مَغزى ذلك، وهو التربية على التقوى، وترك جميع المفطرات الحسية والمعنوية؛ مثل: شهادة الزور والغيبة، والنظر الحرام، وغيرها بأنها تنقص الأجر؟
• أخي الكريم، في هذا العام 1441هـ، أنت الآن في حجر صحي لا ندري متى ينتهي، وإن كنا نتمنى زوال الوباء في أقرب وقت، وبالتالي زوال الحجر، إلا أنني أقول: لا تقلق إن استمر الحجر في رمضان، فلعله خير كما قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وهنا تبرز همة المؤمن، فيعتبر هذا الحجر في رمضان خيرًا عظيمًا له، فيحسن الاستفادة منه في قربات منوعة؛ ما بين صلاة ودعاء، وذكر وتلاوة، وعلم نافع، وعموم الأعمال الصالحة. ولا يليق بالعاقل تضييع أوقاته في قنوات ووسائل تواصل تقتل وقته، وربما وقع في مشاهدات محرمة.
أسأل اللهَ عز وجل أن يُبلغكم رمضان، ويوفِّقكم لصيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، ويجعلكم فيه من المعتقين من النار، وأن يرفع الوباء عنا وعن المسلمين خصوصًا، وعن العالم أجمع، وصلِّ اللهم على نبينا محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه والتابعين.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/139647/#ixzz6JUOZaGjm