المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم الغريب
مما يحتج به بعض الأفاكين المقتدين بالروافض الأنجاس الطاعنين في أم المؤمنين ما نقلوه عن ابن تيمية من أنها كانت جاهلة بعلم ولم تعلم أن الله يعلم كل شيء حتي سألت رسول الله فأخبرها .
اذا تعلمت أصل الدين وفرقت بين اصل التوحيد وكماله - لفهمت ما يقصده شيخ الاسلام من التفريق بين اصل الصفة وجزئياتها او التفريق بين المسائل الظاهرة والخفية -انت تماما - كالذين لا يفرقون فى التكفير بين الذنوب التى دون الكفر والشرك الاكبر او ما يسميها شيخ الاسلام المسائل الخفية وبين التكفير بالشرك والكفر الاكبر - انت تماما - كالذين لا يفرقون فى التكفير بين الكفر الاكبر والكفر الاصغر - انت على النقيض تماما من اصحاب العذر بالجهل الذين يساون بين المسائل الظاهرة والخفية فى عدم التكفير - فالحق بين طرفين ووسط بين الغلو والتفريط- وانت على النقيض تجعل المسائل الخفية مثل الظاهرة فى التكفير - لذلك ساء ظنك بشيخ الاسلام - فشيخ الاسلام إنما يعرفه ويدريه من مارس كلامه، وعرف أصوله - فإنه قد صرح في غير موضع أن الخطأ قد يغفر لمن لم يبلغه الشرع، ولم تقم عليه الحجة في مسائل مخصوصة- ساء ما تحكمون-اذا تعلمت الفرق بين اصل التوحيد وكماله زال عن الاشكال فى كلام شيخ الاسلام اذا فرقت بين انكار اصل الصفة وبين الخطأ فى التفاصيل لما رميت شيخ الاسلام بالافك وخط بنانك الزور - لابد لك ان تتعلم اصل الدين واصل التوحيد اولا حتى تفرق بين الخطأ فى الاصل والخطا فيما دون ذلك - وهذه مشكلة من لا يدينون بالدين الحق هذا هو سبب مروقهم من الدين كما فعل اسلافهم حينما اعترضوا على النبى صلى الله عليه وسلم
من جهل جزئية من جزئيات علم الله تعالى كمن جهل أن الله تعالى يعلم ما يخفي الإنسان في قلبه و يكتمه إذا كان هذا يقر بعلم الله تعالى على العموم و يقر بأن الله تعالى يعلم بالأشياء قبل وقوعها فإنه لا يكفر لذلك استدل شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بحديث عائشه رضي الله عنها وحديث الرجل الذى امر اهله ان يحرقوه
قال رحمه الله ( فغاية ما فى هذا انه كان رجلا لم يكن عالما بجميع ما يستحقه الله من الصفات وبتفصيل انه القادر وكثير من المؤمنين قد يجهل مثل ذلك فلا يكون كافرا
ومن تتبع الاحاديث الصحيحة وجد فيها من هذا الجنس ما يوافقه كما روى مسلم فى صحيحه عن عائشة رضى الله عنها قالت ( الا احدثكم عنى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قالت لما كانت ليلتى التى النبى فيها عندى انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعها عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه واضطجع فلم يثبت الا ريثما ظن انى رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتقل رويدا وفتح الباب رويدا فخرج ثم اجافه رويدا فجعلت درعى فى رأسى واختمرت وتقنعت ازارى ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه
ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت واسرع فأسرعت فهرول وهرولت وأحضر وأحضرت فسبقته فدخلت فليس الا ان اضطجعت فقال مالك يا عائشة حشيى رابية قالت لا شىء قال لتخبرينى أو ليخبرنى اللطيف الخبير قالت قلت يا رسول الله بأبى أنت وأمى فأخبرته قال فأنت السواد الذى رأيت أمامى قلت نعم فلهزنى فى صدرى لهزة اوجعتنى ثم قال أظننت ان يحيف الله عليك ورسوله قالت قلت مهما يكتم الناس يعلمه الله قال نعم قال فان جبريل عليه السلام أتانى حين رأيت فنادانى فأخفاه منك فأجبته واخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت انك رقدت وكرهت ان أوقظك وخشيت ان تستوحشى فقال ان ربك يأمرك ان تأتى أهل البقيع فتستغفر لهم قلت كيف أقول يا رسول الله قال قولى السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وانا ان شاء الله للاحقون
فهذه عائشة أم المؤمنين سألت النبى هل يعلم الله كل ما يكتم الناس فقال لها النبى نعم وهذا يدل على انها لم تكن تعلم ذلك ولم تكن قبل معرفتها بأن الله عالم بكل شىء يكتمه الناس كافرة وان كان الاقرار ( بذلك (
بعد قيام الحجة من أصول الايمان وانكار علمه بكل شىء كانكار قدرته على كل شىء هذا مع انها كانت ممن يستحق اللوم على الذنب ولهذا لهزها النبى وقال أتخافين ان يحيف الله عليك ورسوله وهذا الأصل مبسوط فى غير هذا الموضع
و كذلك حديث الرجل الذي ذرى نفسه كما في الصحيحين و غيرهما .
فمثل هذه الأحاديث تدل على أن الجهل ببعض الجزئيات يعذر من وقع فيه بالجهل أو التأويل
أما الجهل بأصل الدين فمثل هذا لا يعذر بجهل أو تأويل لأن أصل الإسلام لا يثبت إلا بهذا فكيف يبقى إسلام إذا عدم مثل هذا .
فمثلا الرجل الذي ذرى نفسه لم ينف قدرة الله على العموم و إنما لشدة خوفه من الله تعالى مع إيمانه بقدرة الله تعالى على العقاب و كذلك إيمانه بالبعث و الحساب و لكن لما اشتد خوفه من هذا العذاب و الحساب أراد أن يفعل شيئا لعله إذا فعله لا يستطيع الله تعالى أن يعذبه مع إيمانه بوجود العذاب و الحساب و قدرة الله تعالى على عذاب و حساب غيره فهذا الرجل لم ينكر البعث و الحساب و العذاب بل هو من أشد الناس إيمانا بهذا لأنه من شدة علمه بهذا فعل ما فعل و إلا لو لم يكن متيقن من عذابه الله تعالى و حسابه لما شدد هذا التشديد على أولاده بأن يحرقوه و يسحقوه و يذروا نصفه في البر و نصفه في البحر و مع ذلك لم يكن متيقنا بأن مثل هذا ينجيه بل قال ( لعل الله تعالى أن يضلني ) فهل بعد هذا حجة لمحتج بأن من أنكر البعث أو أنكر قدرة الله تعالى على العموم أو أنكر خلق الله تعالى على العموم هل لأحد أن يحتج بهذا الحديث على عذر من كان هذا حاله بالجهل أو التأويل فالفرق واضح جدا عقلا و شرعا بين من أنكر الصفة على العموم و بين من أنكر عموم الصفة فمن أنكر الصفة على العموم كمن أنكر القدرة على العموم أو أنكر العلم على العموم فهذا لا ينفعه جهل أو تأويل لأنه من غير المعقول أنه هناك ربا مألوها لا يعلم شيئا أو لا يقدر على شئ و أما من أنكر عموم الصفة كمن أنكر عموم قدرة الله تعالى كما أنكر المعتزلة قدرة الله تعالى على خلق أفعال العباد أو أنكر عموم العلم كما في حديث عائشه رضي الله عنها فمثل هذا يقال بأنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجه و تزال عنه الشبهه فتدبر هذا
ومثل هذا يقال في المنسوب لأم المؤمنين أنه استفسار أو شك في بعض أفراد الصفة أو كمالها لا أصل الصفة الذي لا يجهله أحد وهذا أيضاً يقال في المروي عن الصحابة أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه
قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث :" وَهَذَا رجل مُؤمن بِاللَّه، مقربه، خَائِفٌ لَهُ، إِلَّا أَنَّهُ جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ، فَظَنَّ أَنَّهُ إِذْ أحرق وذري الرِّيحِ أَنَّهُ يَفُوتُ اللَّهَ تَعَالَى، فَغَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِمَعْرِفَتِهِ مَا بِنِيَّتِهِ وَبِمَخَافَتِهِ مِنْ عَذَابِهِ جَهْلَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ مِنْ صِفَاتِهِ.
وَقَدْ يَغْلَطُ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَحْكُمُ عَلَيْهِمْ بِالنَّارِ، بَلْ تُرْجَأُ أُمُورُهُمْ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بهم وبنياتهم"
قال ابن عبد البر في الاستذكار :" وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ مَنْ جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَكُونُ بِهَا كَافِرًا إِذَا كَانَ مُصَدِّقًا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ وَغَيْرَهُ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَدَرِ وَمَعْنَاهُ قِدَمُ الْعِلْمِ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ مَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ وَفِي ذَلِكَ يَجْرِي خَلْفَهُ لَا فِيمَا يُسْتَأْنَفُ بَلْ مَا قَدْ جَفَّ بِهِ الْقَلَمُ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسَطَّرٌ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ مَا أَخْطَأَهُمْ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُمْ وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ فِي حِينَ سُؤَالِهِمْ وَقَبْلَهُ كَانُوا مُؤْمِنِينَ"
وقال ابن عبد البر في التمهيد :" وَمَنْ جَهِلَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَآمَنَ بِسَائِرِ صِفَاتِهِ وَعَرَفَهَا لَمْ يَكُنْ بِجَهْلِهِ بَعْضَ صِفَاتِ اللَّهِ كَافِرًا قَالُوا وَإِنَّمَا الْكَافِرُ مَنْ عائد الحق لا من جهله وهذا قول المقتدمين مِنَ الْعُلَمَاءِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنَ الْمُتَأَخِّرِي نَ"
هذا قاله في شرح حديث الذي قال حرقوني ولا أعلم لمتقدم كلام فيه سوى ما قال ابن قتيبة
قال الخطابي: قد يستشكل هذا، فيقال: كيف يُغفَرُ له وهو منكِر للبعث والقدرةِ على إحياء الموتى؟!
والجواب أنه لم ينكرِ البعث، وإنما جهِل، فظن أنه إذا فُعل به ذلك لا يعاد فلا يعذَّب، وقد ظهر إيمانُه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله، قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قومٌ من المسلمين فلا يكفرون بذلك.
مما يحتج به بعض الأفاكين المقتدين بالروافض الأنجاس الطاعنين
هل بعد هذا الكلام يمكن ان يقال ان شيخ الاسلام مقتدى بالروافض الانجاس- ام مقتدى بالائمة الاعلام- بل اقول ان الأحق بهذا الوصف هو من لا يفرق بين اصل الدين وكماله - الأولى من ان تسمى نفسك مسلم الغريب - ان تعكسها و تسمى نفسك غريب عن الاسلام - الافك الذى هو اعظم من افك ابن سلول هو دينك وعقيدتك المارقة عن سبيل المؤمنين -عقيدة الناكبين المعرضين عن دين رب العالمين وعن هدى الانبياء والمرسلين ولكى تعلم إفكك فى رميك شيخ الاسلام بهذا الذى عنونت به الموضوع من الافك المبين والحقد الدفين- إقرأ عقيدة شيخ الاسلام فى فضل ام المؤمنين عائشة رضى الله عنهاوصحابة النبى الامين وذلك فى العقيدة الواسطية -لتعلم بعد ذلك انك اشبه الناس بمن ذكرتهم من اهل الافك المبين و{ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ }-قال شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ لاَ يَحْتَجَّ مُبْطِلٌ بِآيَةٍ أو حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَلَى بَاطِلِهِ إِلاَّ وفي ذلك الدَّلِيلِ مَا يَدُلُّ عَلَى نَقْضِهِ،