إلى حارسة القلعة الحصينة
محمد محمد بدري


إلى من رضيت بـالله ربـاً ، وبـالإسـلام ديناً ، وبمحمد –صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً ..
إلى من رضيت بعائشة بنت الصديق ، وأسماء وفاطمة أسوة حسنة...

إلى شريكة العبد المسلم وحارسة قلعة العقيدة... إليها في بيتها (بـيـت الـدعــوة).. أهدي هذه الكلمات ، لتعلم أنها في بيتها تقف على خط الدفاع الأول ضد أعداء الإسلام ، وأن وقفتها هذه تمثل نقطة الارتكاز في دائرة امتداد هذا الدين ، وأن نسيج ثوبها الشرعي هو نسيج الراية الإسلامية في الصراع بين الإسلام والجاهلية.
تـعـلـمـيـن - يـا أخـتـاه -
أن من أهم حقائق صراعنا مع الجاهلية من حولنا أنه صــراع اجتماعى قائم بين واقـع إســلامي وواقـع جاهـلي ، وأننا في حاجة إلى سنوات طويلة من صمود الظاهرة الاجتماعية الإسلامية في وجه الظـاهرة الاجتماعية الجاهلية الغالبة الآن ، والتي تحمل بين طياتها عوامل فنائها من العفن الخلقي والشقاء المعيشي!!.
وتعلمين - يا أختاه - أن بيتك خلية من خلايا كثيرة يتألف منها الجسم الحي للواقع الإسلامي ، فبيتك قلعة من قلاع هذا الدين ، وفي هذه القلعة يقف كل فرد على ثغرة حتى لا ينفذ إليها الأعداء ؟!.
وأنت – يا أختاه – حارسة هذه القلعة ، ولقد أفردك الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالمسئولية فقال: (والأم راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها) فأنت حارسة النشء الذي هو بذور المستقبل ، … وطفلك اليوم هو رجل الغد وامرأة الغد ، ولكل دوره في الجهاد لإعلاء كلمة الله في الأرض ، وينبغي أن يؤهل لهذا الجهاد منذ مولده بإعطائه القدر المضبوط من الحب والحنان والرعاية بغير نقص مفسد أو زيادة مفسدة!! ثم حماية مبادئ الإسلام ومفاهيمه في ذهنه.
ولا شك - يا أختاه - أنك لكي تقومي بدورك الحضاري على أتمه لا بد أن تعرفي واقعك، وعندها ستجدين أن دورك يتطلب قسطاً من الصفات الأخلاقية والفكرية والعقائدية..وصدق رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:( صـنـفــان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسـيـات عـاريـات مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
فالرسول –صلى الله عليه وسلم- يـربــط فـي هــذا الحـديــث بين الاستبداد السياسي وبين الانحلال الخلقي!! فاحذري - أختاه - المجرمين الذين يريدون- أن يسيروا بك بخطى سريعة وحاسمة إلى الجاهلية الأولى أو إلى جاهلية القرن العشرين!.
إنـهـم يـقـولــون لـك إن الرجل قد ظلمك حين فرض عليك ارتداء الحجاب، ولا بد من الـتخـلـص من هذا الظلم وخلع الحجاب!!..
فقولي لهم - يا أختاه - لم يكن الرجل هو الذي فرض الحجاب على المرأة فترفع قضيتها ضده لتتخلص من ظلمه ، إنما الذي فرض الحجاب على المرأة هو ربها وخالقها .
وهم يـقـولـون لك - يـــا أختاه –
أن أختك الأوربية قد حملت قضيتها وأخذت حقـوقـها، وقـضـايــا المرأة واحدة في كل بلاد العالم!!. فقولي لهم بادئ ذي بدء لا أخوة بيني وبين الأوربية؛ لأن المسلمة لا تؤاخي المشركة.
وأما عن الحقوق التي تزعمونها للمرأة الأوربية ، ففي الحقيقة لقد كانت هذه المرأة ضحية من ضـحـايـا المجتمع الذي – حررها – فقذف بها إلى المصنع والمكتب ، وقال لها: عليك أن تأكلي من عرق جبينك ، في بيئة مليئة بالأخطار على أخلاقها ، فتركها في حرية مشئومة لـيـس لـهـا ولا للمجتمع فيها نفع ، ففقدت الشعور بالعاطفة نحو الأسرة ، وأصبحت بما ألـقـي عـلـيـهـا مـن متاعب العمل صورة مشوهة للرجل دون أن تبقى امرأة ، وهكذا حرم المجتمع من هذا العنصر الأساسي في بناء الأسرة ، وجنت أوربا ثمار هذه الأسرة المنحلة مشكلات كثيرة …
تلك هي الحقيقة يا من تحاولون إعطاء كلمة "تحرير المرأة" معنى السفور والاختلاط ، بينما الإسلام يرى أن التحرر إنما هو في الحجاب ، فقد كانت المحجبة هي الحرة والسافرة هي الأمة … فالسفور هو العبودية. وهم يقولون.. ويقولون.. ويقولون... ولسان حالهم يشير إلى اليهود والملاحدة والفاسقين إشارة الحب والرضى((هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً))ولما كان هذا هو ادعاؤهم واعتقادهم ، فأجيبيهم - يا أختاه - بقول الحق تبارك وتعالى: ((ومَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصِيراً))
وقولي لهم - يا أختاه - لقد ودعـت مواكب الفارغات وأسأل الله لكم الهداية ولي الثبات.