السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الإمام النووي (رحمه الله)
اعلم أن لأهل العلم في أحاديث الصفات قولين:
أحدهما: وهو مذهب معظم السلف أو كلهم أنه لا يتكلم في معناها، بل يقولون: يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته، مع اعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة، وعن سائر صفات المخلوق، وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين، واختاره جماعة من محققيهم، وهو أسلم. .
والقول الثاني: هو مذهب معظم المتكلمين أنها تؤول على ما يليق بها على حسب مواقعها، وإنما يسوغ تأويلها لمن كان من أهله، بأن يكون عارفة بلسان العرب وقواعد الأصول والفروع ذا رياضة في العلم”
اختلفوا في آيات الصفات، وأخبارها هل يخاض فيها بالتأويل أم لا؟ فقال قائلون: تتأوّل على ما يليق بها، وهذا أشهر المذهبين للمتكلّمين، وقال آخرون: لا تتأوّل بل يمسك عن الكلام في معناها، ويوكل علمها إلى الله تعالى، ويعتقد مع ذلك تنزيه الله تعالى، وانتفاء صفات الحادث عنه، فيقال مثلاً: نؤمن بأنّ الرحمن على العرش استوى، ولا نعلم حقيقة معنى ذلك، والمراد به، مع أنّا نعتقد أنّ الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، وأنّه منزّه عن الحلول، وسمات الحدوث، وهذه طريقة السلف أو جماهيرهم، وهي أسلم، إذ لا يطالب الإنسان بالخوض في ذلك، فإذا اعتقد التنزيه فلا حاجة إلى الخوض في ذلك، والمخاطرة فيما لا ضرورة بل لا حاجة إليه، فإن دعت الحاجة إلى التأويل لردّ مبتدع، ونحوه تأوّلوا حينئذ، وعلى هذا يحمل ما جاء عن العلماء في هذا، والله أعلم
وقال الإمام النووي – رحمه الله تعالى – في شرحه على صحيح مسلم (5 / 24) أثناء الكلام على حديث الجارية، ما نصه:
(هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيها مذهبان، أحدهما، الإيمان به من غير خوض في معناه مع اعتقاد أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وتنزيهه عن سمات المخلوقات، والثاني، تأويله بما يليق)'اهـ.
وقال: (أما قوله ﷺ «عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ» فهو من أحاديث الصفات، وقد سبق في أوّل هذا الشرح بيان اختلاف العلماء فيها وأن منهم من قال: نؤمن بها ولا نتكلم في تأويله ولا نعرف معناه لكن نعتقد أن ظاهرها غير مراد وأن لها معنى يليق بالله تعالى، وهذا مذهب جماهير السلف وطوائف من المتكلمين) اهـ
و في شرح صحيح مسلم (17/ 129): (قوله (إن الله يمسك السماوات على أصبع والأرضين على أصبع إلى قوله ثم يهزهن) هذا من أحاديث الصفات وقد سبق فيها المذهبان التأويل والإمساك عنه مع الإيمان بها مع اعتقاد أن الظاهر منها غير مراد فعلى قول المتأولين يتأولون الأصابع هنا على الاقتدار أي خلقها مع عظمها بلا تعب ولا ملل والناس يذكرون الإصبع في مثل هذا للمبالغة والاحتقار فيقول أحدهم بأصبعي أقتل زيدا أي لا كلفة علي
و في حديث النزول قال هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق إيضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما أن أحدهما وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق والثاني مذهب أكثرالمتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما تأويل مالك بن أنس وغيره معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره.
والثاني أنه على الاستعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف والله أعلم
وفي شرح صحيح مسلم (17/ 182): (فيضع قدمه عليها هذا الحديث من مشاهير أحاديث الصفات وقد سبق مرات بيان اختلاف العلماء فيها على مذهبين أحدهما وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين أنه لايتكلم في تأويلها بل نؤمن أنها حق على ما أراد الله ولها معنى يليق بها وظاهرها غير مراد.
والثاني وهو قول جمهور المتكلمين أنها تتأول بحسب ما يليق بها
قال ابن حجر وقوله (يؤمن بها) إثبات لها، وبه يفارقون أصحاب التعطيل، وقوله (ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف) تفويض لله تعالى في معانيها، وقوله (ولا يقال كيف) أي بلا استفسار عن معانيها، أو تعيين المراد بها، وبه يفارقون أصحاب التشبيه.
وروى الخلال بسند صحيح عن الإمام أحمد أنه قال في مثل هذه النصوص: (نؤمن بها ونصدق ولا كيف ولا معنى) اهـ.
قل الحافظ في (13/401) عن البيهقي قوله (( قال ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد ثلاثة أقوال: أحدها أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل، والثاني أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود، والثالث إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى.
الامام الجويني رحمه الله : ذهب أئمة السلف إلى الانكفاف، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب تعالى
الامام السيوطي رحمه الله وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها
الامام ابن الجوزي رحمه الله
فيبقى الناس رجلين: أحدهما، المتأول بمعنى أنه يقرب برحمته والثاني، الساكت عن الكلام في ذلك مع اعتقاد التنزيه
نقـل الحـافظ ابن حجر عن الحافظ ابن الجوزي معنى قولهم: أمـروهـا كمـا جاءت. قال:
أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ـ يشير إلى حديث يضحك الله إلى رجلين ـ ويمرونه كما جاء، وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه
قال الامام البيهقي رحمه الله هذا ما ثنا أبو هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تحاجت الجنة والنار فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم ، قال الله عز وجل للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منكما ملؤها ، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله فيها رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله من خلقه أحدا ، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا » . رواه البخاري في الصحيح
وقال في الحديث : « حتى يضع الرب قدمه فيها » . ورواه عوف عن محمد ، عن أبي هريرة يرفعه ، وقال : « فيضع الرب قدمه عليها » ورواه الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال في الحديث : « فأما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض »
قال الخطابي كان أبو عبيد ، وهو أحد أئمة أهل العلم ، يقول : نحن نروي هذه الأحاديث ولا نريغ لها المعاني »
ونحن أحرى بأن لا نتقدم فيما تأخر عنه من هو أكثر علما وأقدم زمانا وسنا ، ولكن الزمان الذي نحن فيه قد صار أهله حزبين : منكر لما يروى من نوع هذه الأحاديث رأسا ، ومكذب به أصلا ، وفي ذلك تكذيب العلماء الذين رووا هذه الأحاديث وهم أئمة الدين ونقلة السنن ، والواسطة بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والطائفة الأخرى مسلمة للرواية فيها ذاهبة في تحقيق الظاهر منها مذهبا يكاد يفضي بهم إلى القول بالتشبيه ونحن نرغب عن الأمرين معا ، ولا نرضى بواحد منهما مذهبا ، فيحق علينا أن نطلب لما يرد من هذه الأحاديث إذا صحت من طريق النقل والسند ، تأويلا يخرج على معاني أصول الدين ، ومذاهب العلماء ، ولا نبطل الرواية فيها أصلا ، إذا كانت طرقها مرضية ونقلتها عدولا . قال أبو سليمان : وذكر القدم ههنا يحتمل أن يكون المراد به : من قدمهم الله للنار من أهلها ، فيقع بهم استيفاء عدد أهل النار . وكل شيء قدمته فهو قدم ، كما قيل لما هدمته : هدم ، ولما قبضته : قبض ، ومن هذا قوله عز وجل : ( أن لهم قدم صدق عند ربهم (5) ) أي ما قدموه من الأعمال الصالحة . وقد روي معنى هذا عن الحسن ، ويؤيده قوله في الحديث : » وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا « ، فاتفق المعنيان أن كل واحدة من الجنة والنار تمد بزيادة عدد يستوفي بها عدة أهلها ، فتمتلئ عند ذلك »
قال أبو سليمان رحمه الله : وفيه وجه آخر ، وهو أن هذه الأسماء أمثال يراد بها إثبات معان لا حظ لظاهر الأسماء فيها من طريق الحقيقة ، وإنما أريد بوضع الرجل عليها نوع من الزجر لها والتسكين من غربها كما يقول القائل للشيء يريد محوه وإبطاله : جعلته تحت رجلي ، ووضعته تحت قدمي . وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فقال : « ألا إن كل دم ومأثرة في الجاهلية فهو تحت قدمي هاتين إلا سقاية الحاج وسدانة البيت » . يريد محو تلك المآثر وإبطالها ، وما أكثر ما تضرب العرب الأمثال في كلامها بأسماء الأعضاء ، وهي لا تريد أعيانها ، كما تقول في الرجل يسبق منه القول أو الفعل ثم يندم عليه : قد سقط في يده ؛ أي ندم . وكقولهم : رغم أنف الرجل ، إذا ذل . وعلا كعبه إذا جل . وجعلت كلام فلان دبر أذني ، وجعلت يا هذا حاجتي بظهر ، ونحوها من ألفاظهم الدائرة في كلامهم . وكقول امرئ القيس في وصف طول الليل : فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازا وناء بكلكل وليس هناك صلب ، ولا عجز ، ولا كلكل ؛ وإنما هي أمثال ضربها لما أراد من بيان طول الليل واستقصاء الوصف له ، فقطع الليل تقطيع ذي أعضاء من الحيوان ، وقد تمطى عند إقباله وامتد بعد بدوام ركوده ، وطول ساعاته ، وقد تستعمل الرجل أيضا في القصد للشيء والطلب له على سبيل جد وإلحاح ، يقال : قام فلان في هذا الأمر على رجل ، وقام على ساق إذا جد في الطلب ، وبالغ في السعي .
قال الامام البيهقي رحمه الله عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَ فِي عَمَاءٍ ، مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
قَدْ مَضَى الْكَلامُ فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ دُونَ الاسْتِوَاءِ ، فَأَمَّا الاسْتِوَاءُ : فَالْمُتَقَدِّم ُونَ مِنْ أَصْحَابِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَانُوا لا يُفَسِّرُونَهُ وَلا يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ كَنَحْوِ مَذْهَبِهِمْ فِي أَمْثَالِ ذَلِكَ
قال الامام أبو جعفر الخازن رحمه الله وقوله في عماء : وجدته في كتاب عماء مقيدا بالمد ، فإن كان في الأصل ممدودا فمعناه سحاب رقيق . ويريد بقوله : في عماء أي فوق سحاب مدبرا له وعاليا عليه كما قال سبحانه وتعالى أأمنتم من في السماء يعني من فوق السماء وقوله تعالى لأصلبنكم في جذوع النخل يعني على جذوعها ، وقوله ما فوقه هواء أي ما فوق السحاب هواء ، وكذلك قوله ( ما تحته هواء ) أي ما تحت السحاب هواء وقد قيل إن ذلك العمى مقصور ، والعمى إذا كان مقصورا فمعناه لا شيء ثابت لأنه مما عمى عن الخلق لكونه غير شيء . فكأنه قال في جوابه : كان قبل أن يخلق خلقه ولم يكن شيء غيره ، ثم قال ما فوقه هواء وما تحته هواء : أي ليس فوق العمى الذي هو لا شيء موجود هواء ولا تحته هواء ؛ لأن ذلك إذا كان غير شيء فليس يثبت له هواء بوجه .
قال الترمذي رحمه الله تعالى بعدما رواه : " قال يزيد بن هارون : العماء أي ليس معه شئ
قال الحافظ ابن حبان رحمه الله يُرِيدُ بِهِ أَنَّ الْخَلْقَ لا يَعْرِفُونَ خَالِقَهُمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ ، إِِذْ كَانَ وَلا زَمَانَ وَلا مَكَانَ ، وَمَنْ لا يُعْرَفُ لَهُ زَمَانٌ ، وَلا مَكَانٌ ، وَلا شَيْءٌ مَعَهُ ، لأَنَّهُ خَالِقُهَا ، كَانَ مَعْرِفَةُ الْخَلْقِ إِِيَّاهُ ، كَأَنَّهُ كَانَ فِي عَمَاءٍ عَنْ عِلْمِ الْخَلْقِ ، لا أَنَّ اللَّهَ كَانَ فِي عَمَاءٍ ، إِِذْ هَذَا الْوَصْفُ شَبِيهٌ بِأَوْصَافِ الْمَخْلُوقِينَ .
قال الخطابي حَدِيث لما خلق الله الرَّحِم تعلّقت بحقوي الرحمان
قَالَ لَا أعلم أحدا من الْعلمَاء حمل الحقو على ظَاهر مُقْتَضَاهُ فِي اللُّغَة وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ اللياذ والإعتصام تمثلا لَهُ بِفعل من اعْتصمَ بِحَبل ذِي عزة واستجار بِذِي ملكه وقدرة
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ وَمَعْنَاهُ عِنْد أهل النّظر أَنَّهَا استجارت واعتصمت بِاللَّه كَمَا تَقول الْعَرَب تعلّقت بِظِل جنَاحه أَي اعتصمت بِهِ
وَقَالَ بَعضهم قَوْله فَأخذت بحقو الرحمان مَعْنَاهُ فاستجارت بكنفي رَحمته وَالْأَصْل فِي الحقو معقد الْإِزَار وَلما كَانَ من شَأْن المستجير أَن يسْتَمْسك بحقوي المستجار بِهِ وهما جانباه الْأَيْمن والأيسر أستعير الْأَخْذ بالحقو فِي اللياذ بالشَّيْء تَقول الْعَرَب عذت بحقو فلَان أَي استجرت بِهِ واعتصمت
وَقيل الحقو الْإِزَار وَإِزَاره سُبْحَانَهُ عزه بِمَعْنى أَنه مَوْصُوف بالعز فلاذت الرحمم بعزه من القطيعة وعاذت بِهِ
عَن أَبِي الأحوص الجشمي، أَنَّهُ قَالَ: " رآني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلي أطمار فَقَالَ: " هل لك من مال؟ " قَالَ قلت: نعم، قَالَ: " من أي المال؟ " قَالَ: قلت: قد آتاني اللَّه من الشاء والإبل، قَالَ: " فلتر نعمة اللَّه وكرامته عليك " قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هل تنتج إبلك وافية أذانها؟ " قَالَ: وهل تنتج إِلا كذلك ولم يكن أسلم يومئذ، قَالَ: " فلعلك تأخذ موساك فتقطع أذن بعضها، وتقول: هَذِهِ بحر، وتشق أذن الأخرى فتقول: هَذِهِ صرم " قَالَ: نعم، قَالَ: " فلا تفعل فإن كل مَا آتاك اللَّه حل، وإن مُوسَى اللَّه أحد من موساك، وساعد اللَّه أشد من ساعدك
قال الامام البيهقي قال بعض أهل النظر في قوله " ساعد الله أشد من ساعدك " معناه: أمره أنفذ من أمرك، وقدرته أتم من قدرتك، كقولهم: جمعت هذا المال بقوة ساعدي، يعني به: رأيه وتدبيره وقدرته، فإنما عبر عنه بالساعد للتمثيل لأنه محل القوة، يوضح ذلك قوله: " وإن مُوسَى اللَّه أحد من موساك " يعني قطعه أسرع من قطعك، فعبر عن القطع بالموسى لما كان سببا على مذهب العرب في تسمية الشئ باسم ما يجاوره، ويقرب منه، ويتعلق به