زوجتي تغضب لأتفه الأسباب؟!
أجاب عنها : خالد عبداللطيف
السؤال:
متزوج لي أربع سنوات.. ومشكلتي أن زوجتي عند أبسط الأمور "تزعل وتعصّب" وتريد الذهاب إلى أهلها.. مثلا في حالة عدم السماح بالذهاب إلى السوق.. مع أني لا أقصر معها عند أي طلب تطلبه.. أفيدوني لأني تعبت من هذا الأسلوب؟





الجواب:
مرحبا بك أخي الكريم في موقع "المسلم"، وشكر الله لك تواصلك، ويسر أمرك.
مشكلتك أخي تتمثل في غضب زوجتك لأتفه الأسباب وأبسط الأمور كما تصف أنت وتتصور، بارك الله فيك، ويصل الأمر إلى حد طلبها الذهاب إلى أهلها.
ومن الأحوال التي تضربها مثالا لذلك: غضبها عند عدم السماح لها بالذهاب للأسواق، مع أنك لا تقصر معها فيما تطلبه.
أخي الحبيب:
أسأل الله تعالى أن يهب لك من البصيرة والحكمة ما يعينك على تقدير الأمور بقدرها، وأن يكتب لك صلاح بيتك وذات بينك.
أخي الفاضل:
نحتاج كثيرا كأزواج إلى فهم نفسيات زوجاتنا اللاتي نتركهن في البيوت بين أربع جدران ونخرج يوميا إلى أعمالنا! نعم.. نسعى معشر الرجال على معاشنا ونكدّ ونتعب، ولكننا مع ذلك نحظى بمتنفس يومي بمجرد هذا الخروج والذهاب والإياب؛ ومن ثم فأغلب الرجال لا يحسون بمعاناة الزوجات وحاجتهن للمتنفسات، إلا من رحم الله ووفقه وألهمه الهدى والسداد.
ولقد كان خير البشر وخير الناس لأهله صلى الله عليه وسلم يتحين الفرصة بعد الأخرى للترويح عن أهله ومؤانستهم في البيت وخارج البيت، بأبي هو وأمي!
فكان صلى الله عليه وسلم يسابق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفي مشهد آخر يتيح لها مشاهدة لعب الحبشة في المسجد، إلى غير ذلك من المواقف والمشاهد والوصايا النبوية الكريمة العديدة.
وقد أردت بهذه الإشارات أن ألفت انتباهك الكريم إلى أن الحرص على وجود متنفسات لزوجتك أمر من الأهمية بمكان، بل لا أبالغ إذا جزمت بأن ما تعانيه من غضبها وانفعالها لأبسط الأمور.. يرجع بالضرورة لافتقادها هذه المتنفسات.
ثم أعلم أخي أن هذه ليست دعوة إلى تحويل المرأة إلى "خرّاجة ولاّجة" لا هم لها إلا الخروج من بيتها، ولكنه التوازن المعتدل بين القرار في البيت وهو الأصل للنساء، بل هو الأفضل والأكرم لهن، وبين إتاحة متنفسات مناسبة في ظل ضوابط الشرع، من خروج بصحبة الزوج إلى المتنزهات، أو لزيارة الأقارب، أو زيارة الصديقات الصالحات، وأضف لذلك الدور النسائية المباركة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم والعلوم النافعة، وكذلك المراكز النسائية الترفيهية والتعليمية في مجالات اللغة والحاسب وغيرها، ونحوها من الجهات والأمكنة المأمونة.
أما الأسواق؛ فأتفق معك وأختلف: أتفق في تحفظك من ذهابها لها بمفردها؛ حتى لا تتعرض لما لا تحمد عقباه من أذى أو مضايقات.
ولكني أختلف في تحجير ذلك بالكلية، فما المانع من اصطحابك لها في أوقات مناسبة لشراء احتياجاتكم المتنوعة، أو حتى احتياجاتها الطارئة؟ فهي لا تحتاج إلى مجرد جلب السلعة المطلوبة، بل إلى الخروج بنفسها ليجتمع لها الترويح عن النفس مع قضاء هذه الحاجة.
فاحرص اخي على الغوص فيما وراء المشكلة، وتفهم نفسية المرأة وضعفها، ولا تقف بسطحية أمام المظهر العارض من غضب او انفعال، بل قابل ذلك بتلطف وهدوء وعشرة بالمعروف.
واصبر على ذلك وصابر، ولا تتعجل؛ فالزمن جزء من العلاج، وعندما تعتاد زوجتك منك إكرامها ومراعاة نفسيتها؛ سترى التحول الذي يرضيك بإذن الله تعالى.
وفقكما الله وجمع شملكما وألف بينكما.