الداعية والرحلات الدعوية



سلطان العمري

إنك أيها الداعية رجل مبارك, ويجب أن تدخل في " شبكة الرحالة"
لتجوب البلاد طولاًً وعرضاً, وتنتقل بين القارات لتبلغ هذا الدين في الآفاق.
إن ملازمة بلدك ودولتك يحبس بعض ثقافتك في حدود جغرافية معينة, والسفر يفتح الحدود, ليوسِّع المدارك ويجلب لك بعض العلوم والمعارف.

والناظر في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم يجد أن السفر الدعوي مبدأ سار عليه وربى أصحابه عليه, فانظر في رحلته للطائف لأجل دعوتهم.

وانظر في إرساله الدعاة والبعوث لأجل دعوة الناس.

وفي زمن الخلفاء توسعت الرحلات الدعوية فكان الصحابة يجوبون البلاد ويرحلون لإصلاح العباد.

وفي زمننا الآن تزداد الحاجة, لعموم الجهل الذي حل في بلاد العالم الإسلامي ولانتشار مظاهر الشرك والفسوق في بعض البلاد.

وعندما نتأمل في جهود النصارى في هذه الرحلات لأجل التنصير وصد الناس عن الدين, توقن بأن الأمر يتطلب مزيداً من العناية بهذا الباب.

قواعد ومعالم:

- ضرورة عناية الوزارات الإسلامية بالرحلات الدعوية.

- تدريب الدعاة في مراكز تدريب لتأهيلهم لتلك الرحلات.

- لا بد من معرفة الداعية بحال البلد الذي سيرحل إليه.

- يُستحسن أن لا يذهب الداعية لوحده بل لا بد من مرافق معه.

- التنسيق مع المكاتب والمراكز الإسلامية في تلك الدولة أو ذلك البلد.

- الثقافة في نظام ذلك البلد حتى لا يقع الداعية في مخالفات عن جهل سواءً في أمور المرور أو السكن.

- ضبط الميزانية المالية للرحلة.

- أوصي كل داعية بكتابة مذكرات عن رحلته وما حصل فيها من سلبيات وإيجابيات ولو كانت ورقات يسيرة وفي هذا خير كبير له ولغيره.

- ضرورة الصبر والمجاهدة للنفس في تحمل المشاق والمتاعب في هذه الرحلات.

- ادع ربك بأن يسهل الصعاب ويفتح لك أبواب التوفيق.

- لا تسافر إلا بعد التأكد من الوضع الأسري والترتيب معهم وكيف سيكون حالهم في حال سفرك.

- تحل بالصفات الأساسية لطالب العلم فالناس ينظرون إليك ويراقبون أقوالك وأعمالك.

- كن حكيماً في التعامل مع المدعوين, واحذر من الاستعجال في تغيير المنكرات.

- اعتن بفقه الأولويات ومراعاة المصالح والمفاسد.