طالب العلم وفقه النصوص



سلطان العمري

امتلأت ساحتنا بطلاب العلم – بحمد الله – وهذا الامتلاء دليل خير للأمة ولكن يجب أن يكون التوجيه لهؤلاء بفقه الطلب وحسن إدارة المنهج مستمراً لئلا تزل القدم ويقع الخلل.
ولعل من فقه الطلب " أن يعتني الطالب بفقه النص " ويظهر ذلك في:
- لا يكفي حفظ النصوص بل لا بد من فهمها فهماً واضحاً على منهج السلف.
- يفيدك في الفهم: قراءة الشروح على النصوص، وحضور مجالس العلم التي تشرح فيها النصوص، ومعرفة اللغة العربية ودلالاتها.
- من الجيد أن يدرِّب الشيخ طلابه على استنباط الفوائد من النص ثم يصحح لهم.
- هناك كتب تناولت فوائد النصوص بالأرقام وهذه لها أثر كبير؛ مثل: ( 100 ) فائدة من حديث كذا أو من قصة كذا.
- بعض العلماء يتفنن في الاستنباط ضمن الشروحات، فمن الجيد أن نكتب تلك الفوائد ونقيدها.
- أقترح إيجاد دورات علمية تدريبية على فهم النصوص واستنباط المسائل والفوائد منها.
- عندما يتعود الطالب على جودة الفهم ودقة الاستنباط فإنه سيحب العلم ويتلذذ به، وهذا شيء مجرب.
- رائع أن تستعين بربك في الفهم، فالله هو الفتاح وسيفتح لك في الفهم في الشريعة ما لا يخطر بالبال.
- قال ابن القيم: وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يمده تقوى الرب وحسن القصد.
- عندما نتعود على فهم النصوص فسوف نقدر على مواجهة أهل البدع والفساد؛ لأن النص واحد، والفهم مختلف.
ولذا قال سفيان الثوري: يا أصحاب الحديث تعلموا فقه الحديث لا يقهركم أهل الرأي.
ولعل الناظر في بعض الصحف يجد الجرأة في فهم النص وتحريفه إلى ما يهواه الكاتب ويحتج بأن باب الفهم في النص مسموح لكل أحد حسب الطريقة التي تناسب كل قارئ.
وفي هذا من الفساد العقدي والمنهجي والسلوكي الشيء الكبير.
لذا وجب على حراس الشريعة حماية النص وحماية الفهم الصحيح المراد منه بالبيان والرد على كل متهم له.