(التنبيه على أحاديث الهداية والخلاصة)

لابن التركماني


صدر حديثًا كتاب "التنبيه على أحاديث الهداية والخلاصة" المسمى: "تخريج أحادث الهداية والإخلاص"، للإمام الحافظ ابن التركماني (683- 750 هـ)، تحقيق الأستاذ "محمد سيد عبدالفتاح درويش"، وذلك عن دار "المنهاج القويم".
وهذا الكتاب من أوائل الكتب المصنفة التي تعنى بأدلة المذهب الحنفي، وقد صار علمًا لمن جاء بعده، فنهلوا منه ووردوا؛ كالزيلعي، وابن حجر، والكمال بن الهمام، وابن قطلوبغا، إلى جانب جمعه بين عِلمين جليلين لا يُستغنَى عن أحدهما وهما الفقه والحديث الشريف، فخرج هذا المزيج بثمرة كتاب تخريج أحاديث الهداية والخلاصة، وهو إثراء الفقه بالحديث. إلى جانب أن كتاب التنبيه يُعدُّ أولَ كتاب يعتني بتخريج أحاديث "الهداية"، رغم ارتفاع كتاب تلميذه الزيلعي الذي بَنَى أصول كتابه على قواعد شيخه ابن التركماني، لذلك هو حرِيٌّ بأن يُدرس، ويُحقق، ويُنشر. ويتعلق مبحث هذا الكتاب ببيان أدلة مذهب السادة الأحناف، وبيان الحكم على الأحاديث التي هي عمدة الاحتجاج في المذهب، من خلال النظر في مصدرين يعدّان من أهم المصادر الفقهية في المذهب وهما "الهداية شرح بداية المبتدي" لشيخ الإِسلام بُرْهان الدِّين المَرْغِينَاِني ّ، و"خُلاصة الدَّلائل في تنقيحِ المسائلِ" للإِمام حُسام الدّين أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن مَكِّيّ الرَّازيّ. ويعتمد ابن التركماني في هذا المصنف على الاختصار غير المخل فكتابه "التنبيه" يصح أن يقال عنه إنه كتاب مختصر وملخص لتخريج أحاديث الهداية والخلاصة، فقد اقتصر على ذكر مظان ورود الأحاديث، وقد يأتي بالحديث بلفظه القريب للهداية أو الخلاصة من تلك المصنفات التي يحيل إليها، إلى جانب اعتماده على عدم الإطناب مع ندرة الأحكام على الأحاديث؛ ولذلك أسماه "التنبيه": أي أنه ينبه فقط ويشير إلى مظان النصوص دون التوسع في بيان دلالاتها واختلافها.
وهذا الكتاب يفند دعوى من قال إنه ليس للحنفية بضاعة واسعة بعلم الحديث وفنونه.
أما فقهيًّا فنجد أن ابن التركماني تارة يفرد الباب الفقهي بالذكر، وتارة يجمع الأبواب فيذكرها سوية كما فعل في ففي باب القراءة قال: (باب القراءة، وقيام رمضان، وإدراك الفريضة، وقضاء الفوائت).
وكذلك في باب: (الكسوف والاستسقاء والخوف)، جمع فيها عدة أبواب ومواضيع؛ وذلك من باب الاختصار أيضًا، وكثرت بالكتاب نقولاته من أمهات الكتب والمصنفات.
وللكتاب نسختان مخطوطتان، النُّسخةُ الأولى: نُّسخة مكتبة باريس الوطنية، يوجد أصل هذه النسخة في مكتبة باريس الوطنية بفرنسا، مفهرسة بعنوان: "التنبيه على أحاديث الهداية والخلاصة"، وذكر اسم المؤلف: علاء الدين المارديني ابن التركماني علي بن عثمان بن إبراهيم (ت 750).
رقم فلم المخطوط: (103)، بتسلسل: (994)، وعدد أوراقها (124) ورقة.
والنسخة الثانية: نسخة مكتبة الأسد الوطنية وهي مصورة من أصل في المكتبة الأحمدية - بحلب - برقم: 79، ( 283).
ثم نقلت بعد ذلك إلى مكتبة الأسد الوطنية في دمشق.
واسم المخطوط: "تخريج أحاديث الهداية".
واسمه الكامل الحقيقي: "التنبيه على أحاديث الهداية والخلاصة".
للمؤلف: الإمام علاء الدين المارديني ابن التركماني علي بن عثمان بن إبراهيم (ت750هـ).
رقم المخطوط: (13509)، رقم الفيلم: (8130)، عدد الوراق (100)، وتاريخ النسخ (761هـ) بالقاهرة، وهذا الكتاب ضمن مجموع هو أول كتاب فيه "التنبيه".
ورغم أن هذا التحقيق ينوه محققه بالسبق والإفراد في النشر محققًا إلا أنه سبقه تحقيق للكتاب قُدِّمَ كأطروحة علمية لنيل درجة الدكتوراه في تخصص الحديث النبوي وعلومه في جامعة العلوم الإسلامية العالمية بعمان بالأردن وذلك تحت عنوان "التنبيه على تخريج أحاديث الهداية والخلاصة لقاضي القضاة عَلاَء الدّين عَليِّ بن عُثمان بن إبْراهيم الماردينيِّ المصْريّ الشّهير بابن الُتركمانيِّ 683 -750هـ دراسة وتحقيق" بواسطة الأستاذ ثائر حميد طعمة حبيب السامرائي، وبإشراف أ.د. عبد الناصر موسى أبو البصل.
​ومؤلف الكتاب هو أبو الحسن عَلاءُ الدّين عَلي بنُ عُثمانَ بنِ إبْرَاهيم بنِ مُصْطَفَى بنِ سُلَيْمانَ، المارْدِيني الأَصْلِ، الشَهير بابْنِ التُركْمانِي، المصري (683 - 750هـ)، الحَنَفي، قاضِي القُضَاة، تربى ابن التركماني في بيت أهل علم فضلاء؛ فوالده: فخُر الدّين انتهت إليه رياسة المذهب الحنفي، وله ولدان: الأكبر تاج الدين أحمد عالم وأمام كبير، والأصغر هو الإمام المصنّف، وولداه: عبد العزيز وجمال الدين، وابن جمال الدين: صدر الدين محمد، وولي القضاء أيضًا. تَلقى المصنفُ العلمَ عن والده، وجمهرةٍ من عُلماءِ عَصْرهِ منهم الأبرقوهي، وأبو العباس السروجي، والفخر ابن الجَبَّاب وابن الصواف وغيرهم الكثير، وأخذ عنه العلم كثير من المصنفين منهم الزيلعي والتباني وجمال الدين الملطي وابن الدريهم وغيرهم.
ومن مصنفاته: "الجَوْهَرُ النَّقِيُّ في الردِّ عَلى البَيْهَقِيّ"، و"بَهْجَةُ الأَرِيبِ لِمَا في كِتَابِ الله العَزِيزِ مِنَ الَغَريبِ" ويعرف أيضًا بـ "غَريب القرآن"، "تفسير القرآن العظيم" وقد يسميه بعضهم بتفسير علاء الدين التركماني، و"الجَوْهرُ الفَرْدِ في المُنَاظَرة بَينَ النَّرْجس وَالوَرْدِ"، و"المُوْتَلَفُ والمخْتَلِفٌ في أنْسَابِ العَرب"، و"الضُّعَفَاء والمَتْرُوكينْ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِيثِ"، و"المُنْتَخَبُ في عُلُوم الحَدِيثِ"، و"الدرة السنية في القصيدة السينية" في العقيدة، و"مُخْتَصَرُ كِتَابِ المُحَصّلِ في عِلْمِ الكَلاَمِ" لفَخْرِ الدّين الرَازي، و"مُخْتَصرُ تَلْخِيصِ المُتَشَابهِ" لأَبي بَكْرٍ الخَطِيبِ البَغْداديّ.. وغيرها.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/138922/#ixzz6FisgNzDO